أخبار مهمةالأوقافخطبة الجمعةعاجل
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة: نحن دولة سلام ورسالتنا للعالم كله السلام
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة:
نحن دولة سلام ورسالتنا للعالم كله السلام
لكنه سلام الأبطال الشجعان .. سلام له درع وسيف يحميانه
وجيشنا الوطني يحمي ويبني
فالدولة المصرية جيشًا وشعبًا تبني وتعمر في مختلف المجالات
ويؤكد:
ديننا دين البناء والتعمير وحضارتنا حضارة البناء والتعمير
الإسلام دين السلام ولم يكن أبدًا باحثًا عن القتال ولا متشوفًا إليه
جيشنا الوطني لا يبغي ولا يعتدي ولكنه نار تحرق المعتدي
والشهداء ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
والأصل في ديننا وثقافتنا السلام .. والحرب استثناء
وهي حرب دفاعية لا اعتداء فيها على أحد
*************************************
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، وفي ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى ، ألقى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 8 أكتوبر ٢٠٢١م خطبة الجمعة بمسجد (الروضة) بمدينة طور سيناء بمحافظة جنوب سيناء وذلك بمناسبة افتتاحه ، بحضور كلٍّ من : معالي الدكتور/ محمد معيط وزير المالية ، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، والسيد اللواء أ.ح/ خالد فودة محافظ جنوب سيناء ، والسيد اللواء/ شريف رءوف مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن جنوب سيناء ، والسيد اللواء/ أيمن الشريف سكرتير عام المحافظة ، والمهندس/ أحمد الإسكندراني السكرتير العام المساعد ، والمهندس/ هاني رضا رئيس مجلس مدينة طور سيناء ، والدكتور/ سعيد أحمد خضر وكيل الوزارة لشئون الأزهر بمنطقة جنوب سيناء ، والشيخ/ إسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء ، وعدد من القيادات التنفيذية والدعوية بالمحافظة ، وذلك بمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
واستفتح معاليه الخطبة بالدعاء لأسر الشهداء أن يربط الله على قلب أمِّ كل شهيد ، وعلى قلب أب كل شهيد ، وعلى قلب زوج كل شهيد ، وعلى قلب أبناء كل شهيد ، وأن يمنحهم الصبر والقوة والثبات ، مؤكدًا أن الشهيد له الأجر الجزيل عند الله سبحانه وتعالى ، حيث يقول (عز وجل): “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ – أي: يُجرَح – أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ – وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ – إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ” ، فالشهداء ليسوا أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، مشيرًا إلى أن الفقهاء في باب الجنازة في الصلاة على الشهيد لا يُقال: “الصلاة على الميت” ، وإنما يُقال: “قدِّموا الشهيد” ، وذكرت كتب السيرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى على الشهداء ، ولم تقل الأموات ، يقول الحق سبحانه : “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” ، وعندما استشهد سيدنا حارثة بن سُراقَة (رضى الله عنه) في يوم بدر ، أتت أُمَّ الرُّبَيِّعِ وهي أُمُّ حارثة بن سُراقَة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: (يا نَبيَّ الله، ألا تُحدِّثُني عن حارثة وكان قُتِلَ يوم بَدرٍ، أصابَهُ سهمٌ غَرْب (لا يعرف من أَي جهة رُمِيَ به) فإن كان في الجنة صَبَرتُ، وإنْ كان غير ذلك، اجتَهَدتُ عليه في البكاء؟ قال (صلى الله عليه وسلم): “يا أُمَّ حارثة إنها جِنانٌ في الجنَّة، وإنَّ ابنَكِ أصاب الفِردَوسَ الأعْلَى” ، ويقول سبحانه: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا” ، فهو مكان لا يمل صاحبه أبدًا فلا يطلب أو يقبل التحول عنه إلى أي مكان آخر ، فالإنسان في الدنيا مهما عاش في أي مدينة مهما كان جمالها وإمكاناتها فبطبيعته البشرية يريد الانتقال إلى مكان آخر وجو آخر ، إلا أهل الفردوس: “لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا” ، لأن فيها من النعيم المقيم ما يغنيهم عن النظر إلى أي نعيم آخر يقول سبحانه: “خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا” ويقول سبحانه: “وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.
كما أكد معاليه أن هناك فرقًا بين تمني الشهادة ، وطلب الشهادة ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “من سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ صادقًا بلَّغَه اللَّهُ منازلَ الشُّهداءِ وإن ماتَ علَى فراشِه” ، وبين التهور والاندفاع ، وبين عدم الفهم لصحيح الإسلام ؛ فالقاعدة الأساسية في ديننا الحنيف هي السلام ، ومن هنا من أرض السلام ومدينة السلام سيناء ، وبلد السلام مصر ، ودين السلام الإسلام نبعث رسالة سلام للعالم كله نؤكد فيها أننا أهل سلام وأن القاعدة الأصلية في ديننا هي السلام ، وأن الحرب استثناء ، وهي حرب دفاعية لا اعتداء فيها على أحد ، وأن الإسلام لم يكن أبدًا باحثًا عن القتال ولا متشوفًا إليه بل مدافعًا عنه ما أمكن ذلك ، يقول الحق (سبحانه وتعالى): “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”، حيث عبر القرآن الكريم بقوله أُذن بالبناء للمفعول حتى لا يتوسع الناس في استخدام الإذن ، وكأن الحق سبحانه لم يقل: أذن الله لكم حتى لا نتوسع في استخدام هذا الإذن ، فيستخدم الإذن على قدر الحاجة والضرورة ، وهذا الإذن (للذين يُقاتَلون) ، أي: يُعتدى عليهم ويضطرون للدفاع عن أرضهم ، ووطنهم ، ومالهم ، وعرضهم ، وكرامتهم ، وحتى في هذه الحالة من الظلم والاعتداء يقول سبحانه: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأمر أصحابه أن لا يبدأوا القوم بقتال حتى يكون العدو هو البادئ بالقتال ، لأن الإسلام لم يكن أبدًا متشوفًا للقتل ولا لسفك الدماء ، فهذا هو ديننا ، وهذه هي حضارتنا وثقافتنا ، وهذه هي دولتنا فنحن دولة سلام ، ورسالتنا للعالم كله السلام ، لكنه سلام الأبطال والشجعان ، سلام له درع وسيف يحميانه ، تحميه القوة ، وليس استسلامًا على أية حال ، مؤكدًا أن جيشنا الوطني يحمي ويبني لا يبغي ولا يعتدي ولكنه نار تحرق المعتدي.
مؤكدًا معاليه أن ديننا دين البناء والتعمير ، وأن حضارتنا هي حضارة البناء والتعمير ، فالدولة المصرية جيشا وشعبا تبني وتعمر في مختلف المجالات ، وأننا نحب البناء والتعمير أينما كان لنا وللبشرية جمعاء ، ونرفض الهدم والتخريب والفساد والإفساد أينما كان لنا وللبشرية جمعاء ، موجهًا التحية والتقدير لجيل أكتوبر 73 المجيد ، مؤكدًا أن جيل أكتوبر 2021م على نفس الخط يحمي ويبني ، وأن قواتنا المسلحة الباسلة وخلفها 100 مليون مصري هم جميعًا خطوط إمداد لقواتنا المسلحة ، يلتفون خلف جيشهم ودولتهم ووطنهم ، لسانهم ولسان حال قواتهم المسلحة يقول: “يد تحمي وتحرس وأخرى تبني وتعمر”، وما افتتاح هذه المشروعات العملاقة من عواصم جديدة وجامعات وطرق وبُنى تحتية ومحطات تحلية وعمارة دائمة لبيوت الله (عز وجل) ، وقد بلغت عمارة المساجد في سيناء وحدها في السبع سنوات الأخيرة ما يزيد على (170) مسجدًا على هذا النحو من العمارة العظيمة المتميزة والتي يأتي افتتاح هذا المسجد ضمن مسجدين في مدينة الطور ويعد الأكبر مساحة في مدينة الطور، بينما نضع أساسًا في نفس اليوم لمسجد مماثل في مدينة نويبع لنؤكد أن الدولة المصرية تبني وتعمر من منطلق وطني ومنطلق إيماني ومنطلق عقدي ، وأن دورنا أن نبني ونعمر ، مواجهين الفساد والمفسدين بمزيد من العمل ومزيد من الإتقان و البناء و التعمير.
إتبعنا