ومن يحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ينبغي أن يسير على هديه ويتخلق بأخلاقه .
أكد د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في افتتاح مسجد عزبة أشمون الكبير بعزبة أشمون بمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية أن حياة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كانت ترجمة حقيقية لأخلاق القرآن الكريم ، وأنموذجا للإنسانية الراقية في أسمى معانيها ، فقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) خير الناس الناس ، و خير الناس لأهله ، فكان نعم الزوج ، ونعم الأب ، ونعم الجد ، فهذه زوجه خديجة (رضي الله عنها) تصفه (صلى الله عليه وسلم) فتقول :
” إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ” ، وها هو (صلى الله عليه وسلم) يحفظ لها عهدها ، ذلك أن عجوزًا كانت تزوره (صلى الله عليه وسلم) فيقوم لها ويكرم وفادتها ، فلما سألته السيدة عائشة عن سر إكرامه لها ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : “إنها كانت تأتينا على عهد خديجة ” ، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا ” .
وكان (صلى الله عليه وسلم) يعين أهله ويساعدهم في حاجتهم ، تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) كان (صلى الله عليه وسلم) : يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ، وسأل رجل السيدة عائشة (رضي الله عنها) ما كان النبي(صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته؟ قالت : ” كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة” ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) أن النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) قَالَ:”خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي”.
وكان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأمته ، حيث يقول : ” مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ تَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا ، فَإِنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاه ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا” .
كما أكد أن الحب الحقيقي لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو الذي يأخذ بيد صاحبه إلى الاقتداء الحقيقي بسيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) و الاهتداء بهديه ، فالذي يحب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ينبغي ألا يكون كذابًا و لا مغتابا ، و لا نماما ، ولا لعانا ، ولا فاحشا ، ولا سبابا ، و لا آكل سحت ، إنما يكون أنموذجا للتطبيق العملي لمكارم الأخلاق ، كما كان سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف