وزير الأوقاف : تحية لقواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
يسرني أن أتوجه بالتهنئة لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ( حفظه الله ) و للشعب المصري كله بمناسبة ذكرى تحرير سيناء ، وأن أوجه تحية خاصة لقواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه .
و بهذه المناسبة نؤكد أن القرآن الكريم قد تحدث عن سيناء العزيزة حديثًا يدعو للتأمل ، حديثًا يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية ، حديثًا يجعلنا نفكر مرات ومرات في ضرورة الاهتمام بها ، وتنميتها ، واستثمار مواردها الطبيعية ، ومعالمها السياحية : الدينية ، والطبيعية ، والعلاجية .
لقد أقسم الحق (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز بطور سيناء في قوله تعالى : ” وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ” (الطور : 1 – 5) ، مقدما القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها مع ما لها من مكانة وقدسية ، بل إنه خصه بتسمية السورة كلها باسمه ” سورة الطور” .
ويقسم به الحق سبحانه وتعالى صراحة محددًا ومخصصًا في كتابه العزيز في سورة ” التين” ، حيث يقول عز وجل : ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ” (التين : 1-3) ، مقدمًا القسم بطور سنين على القسم بالبلد الأمين مع ما لهذا البلد الأمين من قداسة ومكانة . كما أشار القرآن الكريم إلى بعض ما بسيناء من الخيرات والبركات ، حيث يقول سبحانه : ” وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ” (المؤمنون : 20) ، وفي هذه الشجرة كان يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” كلوا الزَّيْتَ , وَادَّهِنُوا بِهِ , فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ” (رواه الترمذي في سننه) .
وبها البقعة المباركة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى في ثنايا الحديث عن سيدنا موسى (عليه السلام) : ” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ” (القصص : 30) ، وبها الوادي المقدس طوى الذي عبر عنه الحق سبحانه في كتابه العزيز في خطابه لموسى (عليه السلام) : ” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ” (طه : 11 ، 12) .
إن هذه المكانة التي خص بها الله (عز وجل) سيناء لتستحق منا جميعا أن نجعلها في قلوبنا ، وأن نحميها ونفديها بكل ما نملك .
ولا شك أن قواتنا المسلحة الباسلة – وإلى جانبها شرطتنا الوطنية الباسلة – تحمل ذلك بشجاعة فائقة على عاتقها ، وقد قدَّمت وما زالت تقدم تضحيات غالية من دماء أبنائها في سبيل الوطن بصفة عامة ، وفي سبيل الحفاظ على سيناء وتطهيرها من العناصر الإرهابية والإجرامية بصفة خاصة ، وهو ما يستحق التحية والتقدير من جهة ، والاصطفاف بقوة خلفها وتقديم كل الدعم اللازم لها من جهة أخرى ، سواء أكان هذا الدعم ماديًا أم معنويًا .
فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة ، وتحية لشرطتنا الوطنية الباسلة ، وتحية لأهالي سيناء الكرام ، وتحية لكل وطني شريف ضحى لأجل وطنه والحفاظ على كل ذرة رمل فيه .
أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف .