أخبار مهمة

مفتي الجمهورية: اختلاف الفقهاء كان ثراء للأمة واختلاف المتطرفين سعى لهدمها

كتب: محمد الزهيرى
قال الدكتور شوقي علام ، مفتي الجمهورية، إن الاختلاف والتنوع سنة كونية موجودة وملحوظة في الخلق، تراها في الإنسان والنبات والحيوان، وهي مقصودة شرعًا،

وأوضح “مفتي الجمهورية” في حلقة اليوم الجمعة من برنامج “حوار المفتي” الذي تذيعه فضائية “أون لايف” ، أن الاختلاف ليس شرًّا ؛ ما دام ابتعد عن التعارض المضر بالأمة.

وطالب بوضع إطار ضابط لإدارة الخلاف بين الفقهاء وبعضهم وبينهم وبين الجمهور في تفسير النص الشرعي.

وأكد أن قضية الإقصاء والاستعلاء الموجودة بين الجماعات المتطرفة تناقض سنة الاختلاف.

وبيَّن أن الأفكار المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى غربلة حيث إن الكثير منها يتصف بالكذب ويروج للشائعات، لكن يوجد بها أيضًا كثير من الإيجابيات التي يجب الاستفادة منها.

وأضاف أن متابعة الأبناء على وسائل التواصل الاجتماعي مهمة ؛ لأجل الإرشاد والتوجيه ، وليست من باب فرض سيطرة الآباء على الأبناء ، ولكن من باب مشاركة الأبناء في هذه الأفكار لحمايتهم وتوجيههم نحو المعلومات والأفكار الصحيحة.

وأوضح أن الاختلاف سنة كونية يقف العالم أمامه مبهورًا نظرًا لهذا التنوع والتعدد، وهو أمر مشروع لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وفي قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}، فالاختلاف ليس شرًّا بل هو سنة كونية، وهذا التنوع مقصود في الخلق ومن ثم لا بد أن تتعدد الرؤى والأفكار.

وتابع أن التنوع ضروري شريطة أن يكون بعيدًا عن التعارض والمصالح الشخصية وإن وجد لا بد من إزالته حسب مصلحة الجميع، مستشهدًا بـأن الرسل جميعًا على الرغم من اختلافهم؛ فإن رسالتهم جميعًا وغايتهم كانت واحدة، وهي إزالة العوائق بين الإنسان وبين الحقيقة.

وقال: إن الإسلام وضع إطارًا من الضوابط لإدارة الخلاف بين الفقهاء في تفسير النص الشرعي، وأن اختلاف الفقهاء ساهم في ثراء وتنوع الحقل الفقهي، بينما قضية الإقصاء والاستعلاء الموجودة بين الجماعات المتطرفة تناقض سنة الاختلاف ولم تكن موجودة بين المسلمين قديمًا.

وعن الخلاف والاختلاف الأسري ، طالب أن يدار الخلاف الأسري وفق حوار بناء وأسس صحيحة، فالأب والأم هم من يعطون الجانب التربوي من أنفسهم لأبنائهم من الحركة اليومية لتصرفاتهم، وعليه لا بد أن تعتمد التربية على الأساس تربوي سليم.

وأوضح المفتى أن الحوار غاب بين الأسر بسبب التكنولوجيا المعاصرة التي حولت الحوار إلى التلقي فقط، الذي كان سببا في الحصول على بعض الأفكار المغلوطة، لذا على الآباء مراقبة الأبناء في مرحلة عمرية معينة لتجنب تأثرهم بالأفكار الشاذة من المواقع غير الآمنة؛ لأن هذه المواقع مليئة بالشائعات والأكاذيب.

وأكد أن مواقع التواصل تحتاج إلى غربلة والبحث عن الإيجابيات فيها للاستفادة منها والتمسك بها ونعرف السلبيات ونطردها، ومواقع التواصل مفيدة في تبليغ الأفكار والرؤى ، مشيرا إلى أن المفردات المستخدمة في التواصل الاجتماعي غريبة عن عالمنا وتكون محملة بالكذب والشائعات والتدني في الأسلوب وكلها جوانب سلبية في مواقع التواصل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »