الأوقاف
مديرية أوقاف أسيوط تعقد (61 ) ندوة علمية ضمن برنامج المنبر الثابت بعنوان ” «النظام سنة كونية وضرورة شرعيه»
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، ومتابعة الشيخ أحمد كمال علي، مسؤول الإرشاد الديني بالمديرية، نظمت مديرية أوقاف أسيوط، يوم الثلاثاء الموافق 24 ديسمبر 2024، عدد 61 مجلسًا من مجالس المنبر الثابت بجميع إدارات المديرية. جاءت هذه المجالس العلمية بمشاركة نخبة متميزة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لتناول موضوع غاية في الأهمية بعنوان: “النظام سنة كونية وضرورة شرعية”.
لقد خلق الله الكون وفق نظام دقيق ومتقن، فجعل الليل والنهار يتعاقبان بانتظام، وأرسى الأرض والجبال، وجعل الشمس والقمر يجريان بحساب محدد. يقول الله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (القمر: 49). هذا النظام الكوني ليس مجرد مشهد جمالي، بل هو رسالة ربانية تؤكد أن الانضباط هو أساس استمرار الحياة واستقامة الكون. وقد انعكست هذه الحقيقة الكونية على التشريع الإسلامي، حيث يظهر النظام بوضوح في كل الأحكام التي شرعها الله لعباده، مثل مواقيت الصلاة، وصيام رمضان، وتنظيم الزكاة.
النظام في الإسلام ليس خيارًا يُترك للأهواء، بل هو ضرورة شرعية ومطلب أخلاقي. وقد أكد العلماء المشاركون في المجالس أن الالتزام بالنظام هو التزام بأمر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” (رواه البيهقي). وقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم في سيرته العطرة، حيث نظم صفوف المسلمين في المعارك، وحرص على توزيع المهام والمسؤوليات بما يحقق أعلى درجات التناسق والنجاح.
وأوضح العلماء أن غياب النظام يؤدي إلى الفوضى والانحلال، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات، مشيرين إلى أن النظام هو أساس التقدم والنهضة. المجتمعات التي تتمسك بالنظام تحقق التنمية والرخاء، بينما تعاني الأخرى من التخلف والانهيار. وقد استشهد العلماء بقول الله تعالى: “وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ” (الإسراء: 12)، للتأكيد على أهمية التوازن والتنظيم في كافة جوانب الحياة.
هذه المجالس التي أقامتها مديرية أوقاف أسيوط تعكس حرص وزارة الأوقاف على نشر الوعي بالقيم الإسلامية التي تعزز بناء الفرد والمجتمع. لقد كان لجهود العلماء المشاركين أثر كبير في ترسيخ مفهوم النظام كركيزة أساسية للحياة، حيث تفاعل الحضور مع الموضوع وخرجوا برسائل واضحة تدعو إلى تبني النظام كأسلوب حياة، ليس فقط في الأمور الدينية، بل في كل تفاصيل الحياة اليومية.
في ختام المجالس، دعى العلماء إلى الله أن يجعلنا جميعًا من الذين يستقيمون على منهجه، ويعملون على نشر الخير في المجتمع، مستشهدين بقول الله تعالى: “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ” (هود: 112).
إتبعنا