أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

كيف نستقبل الشهر الكريم ؟ خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل الشهر الكريم ؟ ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 29 شعبان 1443هـ، الموافق 1 أبريل 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 أبريل 2022م بصيغة word بعنوان : كيف نستقبل الشهر الكريم ؟ ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 1 أبريل 2022م بصيغة pdf بعنوان : كيف نستقبل الشهر الكريم ؟ ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 1 أبريل 2022م بعنوان : كيف نستقبل الشهر الكريم ؟ .

أولًا: رمضانُ يناديكَ وفرصٌ لا تعوضُ.

ثانيـًـــا : ضيفٌ عزيزٌ مِن قِبلِ  اللهِ الواحدِ  الديانِ أقبلَ فبأيِّ شيءٍ استقبلنَاهُ ؟

ثالثًا وأخيرًا: أخطاءٌ يقعُ فيها الصائمون.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 1 أبريل 2022م  بعنوان : كيف نستقبل الشهر الكريم ؟  : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: كيفَ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ ؟ د. محمد حرز بتاريخ: 28 شعبان 1443هــ – 1 أبريل 2022م

الحمدُ للهِ الذي فرضَ على عبادهِ الصيامَ.. وجعلَهُ مطهرًا لنفوسِهِم مِن الذنوبِ والآثامِ..
الحمدُ للهِ الذي خلقَ الشهورَ والأعوامَ ..والساعاتِ والأيامَ .. وفاوتَ بينهَا في الفضلِ والإكرامِ .. وربُّكَ يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ
، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ البقرة185،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، خيرُ مَن صلَّى وصامَ، وبكَى مِن خشيةِ ربِّهِ حينَ قامَ. القائلُ كمَا في حديثِ  أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ))، فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ  الأطهارِ الأخيارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أما بعدُ: فأوصيكُم ونفسِي أيُّهَا الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102).

أيُّهَا السادةُ:(( كيفَ نستقبلُ الشهرَ الكريمَ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

أولًا: رمضانُ يناديكَ وفرصٌ لا تعوضُ.

ثانيـًـــا : ضيفٌ عزيزٌ مِن قِبلِ  اللهِ الواحدِ  الديانِ أقبلَ فبأيِّ شيءٍ استقبلنَاهُ ؟

ثالثًا وأخيرًا: أخطاءٌ يقعُ فيها الصائمون.

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن استقبالِ شهرِ رمضانَ وخاصةً والمسلمونَ ينتظرونَ شهرَ رمضانَ مِن السنةِ إلى السنةِ طمعًا في الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ مِن النارِ، وتبدأُ العباداتُ بحماسٍ شديدٍ, وتُنزعُ الأتربةُ مِن فوقِ المصاحفِ المتروكةِ طوالَ السنةِ لنبدأَ في قراءتهِ، وخاصةً ونحنُ على  أعتابِ شهرِ رمضانَ، ومِن الواجبِ على  الدعاةِ أنْ يهيئُوا النفوسَ الشاردةَ وأنْ يُوقظُوا القلوبَ الغافلةَ لاستقبالِ هذا الشهرِ الكريمِ وهذا الموسمُ العظيمُ أنَّهُ ربيعُ أمةِ سيدِ النبيينَ صلَّى اللهُ عليه وسلم، جاءَ رمضانُ بمَا فيهِ مِن خيرٍ وبركةٍ, جاءَ رمضانُ يحملُ البشرياتِ للعاملين، جاءَ رمضانُ فرصةً للعابدينَ، جاءَ رمضانُ ليرفعَ في الجنةِ درجاتِ المحبين، جاءَ رمضانُ ليغسلَ ذنوبَ التائبينَ النادمينَ، جاءَ رمضانَ فهلْ مِن مشمرٍ إلى الجنةِ، جاءَ رمضانُ فهلْ مِن تائبٍ، فهلْ مِن نادمٍ، فهلْ مِن مستغفرٍ، فهلْ مِن عادٍ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ.

شهرٌ يفوقُ على الشهورِ بليلةٍ *** مِن ألفِ شهرٍ فُضلتْ تفضـيلاً

طُوبَى لعبدٍ صحَّ فيهِ صيامُهُ    ***  ودعَا المهيمنَ بكرةً وأصيــلًا

وبليلةٍ قــدْ  قامَ يختمُ وردَهُ ***  متبتِّـــلاً لإلهــهِ تبتــيلاً

العنصر الأول من خطبة الجمة القادمة : كيف نستقبل الشهر الكريم

أولًا: رمضانُ يناديكَ وفرصٌ لا تعوضُ.

أيُّها السادةُ: مَا أشبهَ الليلةُ بالبارحةِ .. هكذا الأيامُ تمرُّ سريعةً وكأنَّهَا لحظاتٌ ..استقبلنَا رمضانَ الماضيِ .. ثم ودعنَاهُ .. وما هي إِلّا أشهرٌ مرَّتْ كساعاتٍ .. فإذَا بنَا نستقبلُ شهرًا آخرَ ..وكمْ عرفنَا أقوامًا .. أدركُوا معنَا رمضانَ أعوامًا ..وهُم اليومَ مِن سكانِ القبورِ .. ينتظرونَ البعثَ والنشورَ ..وربَّمَا يكونُ رمضانُ هذا لبعضِنَا آخرَ رمضانَ يصومهُ ..
إنَّ إدراكنَا لرمضانَ .. نعمةٌ ربانيةٌ .. ومنحةٌ إلهيةٌ ..فهو بشرَى .. تساقطتْ لهَا الدمعاتُ .. وانسكبتْ العبراتُ ..
أقبلَ رمضانُ بفضائلهِ ، و فوائدهِ ، و نفحاتهِ …أقبلَ رمضانُ  بأنفاسهِ العطرةِ، ووجههِ المُشرقِ …أقبلَ رمضانُ  وهو يُنادِي : يا باغِيَ الخيرِ أقبلْ .. ويا باغيَ الشرِّ أقصرْ
أقبلَ رمضانُ  وهو يصرخُ محذرًا: خابَ وخسرَ مَنْ أدركَ رمضانَ ولم يُغفرْ لهُ، أقبلَ  رمضانُ فتفتحتْ أبوابُ الجنانِ … وغُلقتْ أبوابُ النيرانِ، و سُلسلتْ الشياطينُ .. أقبلَ  رمضانُ و المسلمونَ يتشوقونَ إلى صيامِ نهارهِ و قيامِ ليلهِ ..فيَا لهُ مِن شهرٍ عظيمٍ .. وموسمٍ  كريمٍ .. و تجارةٍ رابحةٍ لن تبورَ  ……… أقبلَ رمضانُ فماذَا أنتُم فاعلون
؟

يا ذَا الذي ما كفاهُ الذنبُ في رجبٍ *** حتَّى عصَى ربَّهُ في شهرِ شعبانَ                                         لقد أظلَّكَ شهرُ الصومِ بعدهُمَا ***  فلا تُصَيِّرْهُ أيضًا شهرَ عصيانَ                                          واتلُ القُرَآنَ وسبحْ فيهِ مجتهدًا *** فإنَّه شهرُ تسبيحٍ وقرآنِ

كمْ كنتَ تعرفُ مِمَن صامَ في سَلَفٍ *** من بينِ أهلٍ وجيرانٍ وإخوانِ

أفناهمُ الموتُ واستبقاكَ بعدهمُ*** حَيًّا فما أقربَ القاصِي مِن الدانِي

 أقبلَ رمضانُ فماذَا أنتُم فاعلون ؟

أيُّها السادةُ: المؤمنُ يفرحُ بقدومِ شهرِ رمضانَ, والمنافقُ يتأذًّي كلَّ الأذَى بقدومِ شهرِ رمضانَ ,لماذِا لأنَّ  المؤمنَ الحقيقيَّ  يفرحُ بمواسمِ الخيراتِ لأنَّ المؤمنَ الصادقَ لا يفرحُ بالمالِ ولا بالجاهِ ولا بالمنصبِ فحسب  وإنَّما يفرحُ بفضلِ اللهِ، وهلْ هناكَ فضلٌ يفوقٌ فضلَ رمضان، قالَ تعإلى { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ  }58

قالَ ابنُ رجب – رحمه اللهُ-: وكيفَ لا يُبشّرُ المؤمنُ بفتحِ أبوابِ الجنانِ؟ وكيفَ لا يُبشّرُ المذنبُ بغلقِ أبوابِ النيرانِ؟ وكيفَ لا يُبشّرُ العاقلُ بوقتٍ يُغلُّ فيه الشيطانُ، ومِن أينَ يشبهُ هذا الزمانُ زمانَ؟ ففضلُ رمضانَ عظيمٌ فهو شهرُ الطاعاتِ شهرُ الرحماتِ شهرُ المغفرةِ شهرُ العتقِ مِن النارِ شهرٌ لهُ طابعٌ خاصٌّ في قلوبِ المؤمنينَ الموحدينَ باللهِ جلَّ وعلا .

لذَا نادَي اللهُ على  أهلِ الإيمانِ بنداءِ الكرامةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  }سورة البقرة 183

فرمضانُ شهرٌ عظيمٌ شهرٌ جعلَ اللهُ صيامَ نهارِهِ فريضةً وقيامَ ليلهِ تطوعًا، رمضانُ شهرٌ اختارُهُ اللهُ واصطفاهُ ليكونَ ميقاتًا لنزولِ كتبهِ ورسالاتهِ فعن وَاثِلَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ   ) فرمضان شهر القرآن

بل فرصةٌ في رمضانَ لتدخلَ في زمرةِ الأكابرِ مع النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحسنُ أولئكَ رفيقًا، فعن عمرو بنِ مرةَ الجهنِي رضي اللهُ عنه قال جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقالَ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إنْ شهدتُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصليتْ الصلواتِ الخمس، وأديتُ الزكاةَ وصمتُ رمضانَ وقمتُهُ فمِمَّن أنَا قالَ مِن الصديقينَ والشهداءِ ) سبحانَ الملك، فرصةٌ ذهبيةٌ لتكونَ مِمن قالَ اللهُ في حقِّهِم (وحسنُ أولئكَ رفيقًا)

بل فرصةٌ في رمضانَ لتكفيرِ الذنوبِ والمعاصِي والآثامِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) فرصٌ لا تعوضُ لتتطهرَ مِن ماضيكَ ولتبدأَ صفحةً جديدةً مع اللهِ.

بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ يشفعُ للعبدِ يومَ القيامةِ  فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ) رواه أحمد قي مسنده

بل كفَي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّه سببٌ مِن أسبابِ دخولِ جنةِ النعيمِ أسألُ اللهَ أنْ يجعلنِي وإياكُم مِن أهلِ النعيمِ  فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) رواه مسلم نعمْ.. كمْ مِن قلوبٍ تمنتْ.. ونفوسٍ حنتْ.. أنْ تبلغَ هذه الساعاتِ ..شهرٌ .. تتضاعفُ فيه الحسناتُ .. وتكفرُّ السيئاتُ ..وتُقالُ فيه العثراتُ .. وتُرفعُ الدرجاتُ ..تُفتحُ فيه الجنانُ .. وتُغلقُ النيرانُ .. وتُصفدُ فيه الشياطينُ ..فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ) رواه البخاري

بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ لا يعلمُ ثوابَهُ إلا الملك، فعن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) متفق عليه

بل كفي برمضانَ شرفًا وفضلًا أنَّهُ شهرُ العتقِ مِن النارِ لقولِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ) من النارِ

نعمْ .. شهرُ رمضانَ ..هو شهرُ الخيرِ والبركاتِ .. والفتوحاتِ والانتصاراتِ .. فما عرفَ التاريخُ غزوةَ بدرٍ وحطين .. ولا فتحَ مكةَ والأندلس .. ولا السادسَ مِن أكتوبر إلَّا في رمضانَ ..فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ واغتنمْ هذه الفرصَ  التي لا تعودُ لأنَّك لا تدرِي يا مسكينُ هل ستعيشُ إلى رمضانَ المقبلِ أم لا لأنَّك لا تدرِي إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ

العنصر الثاني من خطبة الجمة القادمة : كيف نستقبل الشهر الكريم

ثانيـًـــا : ضيفٌ عزيزٌ مِن قِبلِ  اللهِ الواحدِ  الديانِ أقبلَ فبأيِّ شيءٍ استقبلنَاهُ ؟

 أيُّها السادةّ: لو نظرتُم إلى حالِ السلفِ الصالحِ وإلى حالِنَا وإلى صيامِهِم وصيامِنَا وقيامِهِم وقيامِنَا لبكينَا بدلَ الدموعِ دمًا ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

فالسلفُ رحمَهُم اللهُ كانوا يدعونَ اللهَ تعالى ستةَ أشهرٍ حتى يبلغَهُم رمضان، فإذا بلغُوه اجتهدُوا في العبادةِ فيه، ودعوا اللهَ سبحانَهُ ستةَ أشهرٍ أخرى أنْ يتقبلَهُ منهُم. وقالَ يحيى بنُ أبي كثيرٍ : كان مِن دعائِهِم : اللهمَّ سلمنِي إلى رمضانَ .. وسلِّم لي رمضانَ ..وتسلَّمهُ منِّي مُتقبلاً، كان السلفُ أذا انقضَى رمضانُ يقولون: رمضانُ سوقٌ قامَ ثمَّ انفضَّ ربحَ فيهِ مَن ربحَ وخسرَ فيهِ مَن خسرَ.

وكان بعضُ السلفِ يختمُ القرآنَ في قيامِ رمضانَ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ، وبعضُهُم في كلِّ سبعٍ، و بعضُهُم في كلِّ عشرٍ. وكانُوا يقومُون الليلَ تهجدًا للهِ ربِّ الأرضِ والسماءِ.

أيُّها السادةّ: ضيفٌ عزيزٌ أقبلَ فبأيِّ شيءٍ استقبلنَاُه ؟ وهذا ضيفٌ كريمٌ مِن عندِ اللهِ الواحدِ الديانِ أقبلَ فبأيِّ شيءٍ استقبلنَاهُ هل احتشمتْ النساءُ؟ هل أطاعتْ المرآةُ كلامَ ربِّهَا ونبيِّهَا وأطاعتْ زوجَهَا ؟ هل حافظنَا على  الصلاةِ؟ هل أخرجنَا زكاةَ أموالِنَا ؟ هل أمرنَا بالمعروفِ ؟ هل نهينَا عن المنكرِ ؟ هل أعلنَّا كلمةَ القرآنِ ؟ هل تصالحنَا مع الجيرانِ ؟ هل وصلنَا الأرحامَ ؟هل تعاونَّا على  البرِّ والتقوى  ………هل سنترُكُ رمضانَ يأتي غريبًا ويعودُ غريبًا كما جاءَ ولا نصححُ مِن أحوالِنِا ولا نغيرّ مِن أفعالِنَا؟ وهل سيشهدُ رمضانُ لنَا أمْ سيشهدُ علينَا ؟

فرمضانُ ليس شهرَ نومٍ و كسلٍ وخمولٍ إنِّمِا شهرُ طاعةٍ وعبادةٍ للهِ ربِّ الأرضِ والسماءِ لذا يجبُ أنْ نستعدِّ لرمضانَ بعملِ صلحٍ مع مَن ؟ صلحٍ مع اللهِ , صلحٍ مع الناسِ وصلحٍ مع النفسِ ؟ صلحٌ مع اللهِ أنْ تأتيَ ما أمرَكِ بهِ اللهّ وتجتنبَ ما نهاكَ عنهُ فلا صلاحَ للأمةِ إلّا إذَا اصطلحتْ الأمةُ مع اللهِ ولا صلاحَ للأمةِ إلّا إذَا اصطلحتْ الأمةُ مع رسولِ اللهِ  نستقبلُ رمضانَ بفتحِ صفحةٍ بيضاءَ مشرقةٍ مع اللهِ سبحانَهُ وتعالَى بالتوبةِ الصادقةِ بالتوبةِ النصوحِ {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]

تُبْ إلى اللهِ مِن الذنوبِ والمعاصي، تبْ إلى اللهِ مِن تضييعِ الأوقاتِ، تبْ إلى اللهِ مِن آفاتِ اللسانِ حتى قلبكَ يحتاجُ إلى توبةٍ؟ فتبْ إلى ربِّكَ، واندمْ على ما فعلتَ فاللهُ كريمٌ يقبلُ توبةَ التائبينَ، ويغفرُ ذنوبَ المستغفرينَ .. ويمحُو سيئاتِ النادمينِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة [التحريم:8

تبْ إلى اللهِ مِن التدخين، فرصةٌ أيُّها المدخنُ قد لا تتكرر، واندمْ على  ما فرطتَ في جنبِ اللهِ قبلَ فواتِ الأوانِ، تبْ إلى اللهِ يا مَن غفلتَ عن الصلاةِ لتحافظْ عليها في جماعةٍ حتي يكتبَ اللهُ لكَ براءتانِ مِن النارِ ومِن النفاقِ لحديثٍ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ) تبْ إلى اللهِ يا مَن أكلتَ الحقوقَ لتعقدْ هدنةً مع اللهِ لتردَّ الحقوقَ إلى أصحابِهَا قبلَ فواتِ الأوانِ قبلَ أنْ يأتيَ يومٌ وتقولُ ربِّي أرجعونِي، تبْ إلى اللهِ يا مَن ضيعتَ القرآنَ لتداومْ على  قرأتهِ في رمضانَ وبعدَ رمضانَ، فرصةٌ لنعلنَ كلمةَ التوحيدِ للهِ ربِّ الأرضِ والسماءِ. نفتحُ صفحةً بيضاءَ مع الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلم بطاعتهِ فيمَا أمرَ واجتنابِ ما نهَى عنهُ وزجرَ.

أخي الحبيب :هل أحسستَ يومًا أنَّ الأرضَ قد ضاقتْ عليك بما رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُكَ .. وانتابَكَ الهمُّ والحزنُ والعجزُ والكسلُ، فلمْ تدرِ أين المفر؟ هل ساءتْ علاقتُكَ بمَن حولكَ مِن أقاربِكَ وأصحابِكَ وأهلِكَ وجيرانِكَ؟ هل تشعرُ بعدمِ البركةِ في حياتِكَ أو في مالِكَ أو في وقتِكَ أو في تدبيرِ معيشتِكَ؟  هل لاحظتَ ما يصيبُنَا هذه الأيام -أفرادًا ودولًا- مِن مصائبَ وكوارثَ، وأمراضٍ وحروبٍ، وزلازلَ وفيضاناتٍ، وكرباتٍ وابتلاءاتٍ؟ مهلًا يا صاحبَ الذنبِ الثقيلِ – هذه بعضُ آثارِ الذنوبِ والمعاصِي.
وصلحٌ مع الناسِ: وهي الاعترافُ لأصحابِ الحقوقِ بحقوقهِنَّ … صلحٌ مع الناسِ بفتحِ صفحةٍ بيضاءَ مع الوالدينِ والأقاربِ، والأرحامِ والزوجةِ والأولادِ بالبرِّ والصلةِ.
صلةُ الأرحامِ التي قطعناهَا هل وصلنَا قبلَ رمضانَ ؟ صلةُ الأرحامِ تشتكِي حالَهَا إلى الكبيرِ المتعالِ، صلةُ الأرحامِ  التي قالِ اللهُ لهَا ألَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَذَاكِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }هل تصالحنَا قبلَ رمضانَ مع الأخواتِ مع الإخوانِ مع الأحبابِ؟ هل عقدتَ صلحًا مع الزوجةِ والأولادِ في المنزلِ لتصفيةِ الخلافاتِ بينكِ وبينَ زوجتِكِ وبينِكِ وبينَ أولادِكَ مِن أجلِ تهيئةِ بيوتٍ رمضانيةٍ إيمانيةٍ { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) فاعقدْ اجتماعًا طارئًا لحلِّ النزاعِ وللاتفاقِ على  المبادئِ التي تسيرُ عليها في رمضانَ مِن غلقٍ للتلفازِ فيمَا يغضبُ اللهَ ومِن قراءةٍ للقرآنِ , ومِن محافظةٍ على  الصلاةِ .

هل ابتعدنَا عن الحقدِ والبغضاءِ هل ابتعدنَا عن الغيبةِ والنميمةِ   قال البخاريُّ : ما اغتبتُ مسلمًا منذُ احتلمتُ. صلحٌ مع الناسِ بفتحِ صفحةٍ بيضاءَ مع المجتمعِ الذي تعيشُ فيهِ حتى تكونَ عبدًا صالحًا ونافعًا فعن عبدِ اللهِ بن عمرَ رضي اللهُ عنهما أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا)) رواه الطبراني بسند حسن

صلحٌ مع النفسِ: قُلْ لها  يا نفسُ انتهَي عامٌ مِن عمرِكِ قرّبَكِ إلى القبرِ عامًا وباعدَكِ عن الدنيا عامًا فهل فكرتِ في هذا؟  يا نفسُ إنَّ العمرَ هو بضاعتِي إذا ضاعَ عُمرِي ضاعَ رأسُ مالِي ولا أربحُ أبدًا ..يا نفسُ اعملِي قبلَ أنْ لا تعملِي وحاسبِي قبلَ أنْ لا تحاسبِي.

صلحٌ مع النفسِ العينُ لا تنظرُ إلى الحرامِ، الرجلُ لا تمشِي بها إلى الحرامِ؛ لأنَّ الجوارحَ ستشهدُ عليكَ يومَ القيامةِ (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (25) }صلحٌ مع النفسِ

أبتْ نفسِي تتوبّ فما احتيالِي*** إذا برزَ العبادُ لذي الجلالِ
وقامُوا مِن قبورِهم سكارَى ***بأوزارٍ كأمثالِ الجبالِ
وقد مدَّ الصراطُ لكي يجوزُوا ***فمنهم مَن يُكبُّ على  الشمالِ
ومنهم مَن يسيرُ لدارٍ عدنٍ ***تلقاهُ العرائسُ بالغوالِي
يقولُ لهُ المهيمنُ يا وليِّي ***غفرتُ لكَ الذنوبَ فلا تُبالِي

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمة القادمة : كيف نستقبل الشهر الكريم

ثالثًا وأخيرًا: أخطاءٌ يقعُ فيها الصائمون.

أيُّها السادةُ: لا شكَّ أنَّ الصائمينَ مِن خيرِ عبادِ اللهِ تعالى لكنْ هناكَ بعضُ الأخطاءِ يقعُ فيها بعضُ الصائمينِ ومنهَا: 1-عدمُ استشعارِ عبادةِ الصومِ، والواجبُ تحقيقُ أركانِهَا مِن الحبِّ للهِ والخوفِ منهُ، والرجاءِ فيه وعدمِ شكرِ اللهِ على هذه النعمةِ على أنْ مدَّ في أعمارِنَا حتى نصومَ رمضانَ وقمنَا ليلَهُ .

2-مِن الأخطاءِ أنَّ منهُم مَن يُقبلُ على العبادةِ في أولِ رمضانَ إقبالاً طيباً فيحافظُ على الصلاةِ مع الجماعةِ، ويحرصُ على قراءةِ القرآنِ، وإكثارِ الذكرِ، والاستغفارِ، ويحرصُ على صلاةِ التراويحِ، فإذا انقضتْ الأيامُ الأولَى، تكاسلَ، وانشغلَ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، فتذكرْ أيُّها الحبيبُ قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «أحبُ الأعمالِ إلى اللهِ أدومُهَا وإنْ قل». لحديثِ : « وإنَّما الأعمالُ بالخواتيمِ)رواه الدار قطني

3-ومِن الأخطاءِ الكبيرةِ التي يقعُ فيها بعضُ الصائمينَ: القسوةُ والفظاطةُ والغلطةُ، وسوءُ التعاملِ مع الموظفينَ أو الآخرين، بحجةِ أنَّهُم صائمون. وهل الصومُ يأمرُكَ بالتصرفاتِ المتشنجةِ؟ أو يحثكَ على استعمالِ الألفاظِ النابيةِ، أو يحضُّكَ على القسوةِ والفظاظةِ والغلطةِ، هيهاتَ… هيهاتَ، إنَّ الصومَ مدرسةٌ للتربيةِ على كلِّ فضيلةٍ وخلقٍ. واذكرْ دومًا وصيةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم في الصحيحين: « وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ».

4-ومِن الأخطاءِ التي يقعُ فيها بعضُ الصائمين: أنَّهُم يتخذونَ رمضانَ فرصةً للنومِ والكسلِ والخمولِ، فترىَ أحدَهُم ينامُ النهارَ كلَّهُ وقدْ يُضيّعُ الصلاةَ والعياذُ باللهِ ثم يسهرُ الليلَ، وقد يحتجُّ أحدُهُم بحديثِ (نومُ الصائمِ عبادةٌ) وهو حديثٌ ضعيفٌ

5-ومِن الأخطاءِ الكبيرةِ: استقبالُ بعض المسلمين لهذا الشهرِ الكريمِ بالمبالغةِ في شراءِ الأطعمةِ والمشروباتِ بكمياتٍ هائلةٍ بدلًا مِن الاستعدادِ للطاعةِ، والاقتصادُ ومشاركةُ الفقراءِ والمساكينَ والتوسعُ الملفتُ في المآكلِ والمشاربِ والتخلصُ مِن الكمياتِ الكبيرةِ الفائضةِ بإلقائِهَا في سلةِ المهملاتِ وهذا إسرافٌ محرمٌ وهذا بلا شك يناقضُ الحكمةَ مِن مشروعيةِ الصيامِ أصلاً. ورحمَ اللهُ مَن قال: “إنَّكم تأكلونَ الأرطالَ، وتشربون الأسطالَ، وتنامون الليلَ ولو طالَ، وتزعمونَ أنَّكُم أبطالٌ؟!”. فالمقصودُ الاعتدالُ و إلا فنحن لا نحرّمُ طيباتِ ما أحلَّ اللهُ لعبادهِ. فالبدارَ البدارَ قبلَ فواتِ الأوانِ باغتنامِ أيامِ الرحماتِ أيامِ النفحاتِ أيامِ العتقِ من النيرانِ .نسألُ اللهَ العظيمَ ربّ العرشِ العظيم أن يتقبلَ منا صيامَنا وقيامَنا وصلاتَنا وزكاتَنا إنّه ولىُّ ذلك ومولاه                                                    كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز     إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »