في ذكري إنشاء الأزهر الشريف :الأزهر ..منبر العلماء وكعبة العلم
يواكب هذه الأيام وتحديدا في يوم 11 يونيو ذكرى غالية على قلوب الأمة الإسلامية، ففي العام 972 ميلاديا، الموافق الجمعة 7 من رمضان سنة 361 هجريا افتتح الجامع الأزهر ليشد أول صلاة به، ليُحفر هذا التاريخ في ذاكرة العالم أجمع والإسلامي والعربي ومصر بوجه خاص.
وجاء ذلك بعد أن أمر القائد الفاطمى جوهر الصقلى، فى 4 من أبريل لعام 970، ببدء بناء المسجد الذي استمر العمل عامين، وسمى بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، التى ينتسب إليها الفاطميون.
وافتتح المسجد بعد أن شهد مراحل عدة في تشييده بدأت بوضع حجر الأساس منذ 1044 عاما، بهدف نشر تعاليم الدين الإسلامى ومفاهيمه الوسطية، ليترك الناس العنف ويتجهون إلى الطريق القويم.
ويرجع العلماء الفضل فى تأسيس الجامع إلى الفاطميين، بعهد الخليفة المعز لدين الله، الذي أرسل قائده جوهر الصقلى لفتح مصر، ليتجه بحملته حتى دخل الفسطاط فى يوم 11 من شعبان سنة 358 هـجريا، وبشهر يوليو من عام 969 ميلادية، ليضع أساس مدينة القاهرة فى يوم 17 من شعبان سنة 358 هـجريا.
وبنى المسجد في بدايته على شكل قاعة للصلاة، مع خمسة ممرات وفناء، ووسع عدة مرات بإضافة منشآت إضافية للمبنى الأساسي، وأضيفت له المآذن من جانب المماليك، والبوابات أثناء الحكم العثمانى، كما أن بعض من المآذن أو القباب الأصلية نجت من عوامل الفناء، وبعض الحالية أعيد بناؤها عدة مرات.
وبرز دور الأزهر فى العصر الحديث، أثناء مقاومة الاحتلال، وشهد منبره الدعوات للتصدي للأعداء، للدفاع عن الوطن وترابه، فقاد علماء الأزهر وشيوخه ثورة ضد الأيوبيين و المماليك والعثمانيين، كما تصدى زعماء بمساندة علماء الأزهر معا منهم عمر مكرم والشيخ الشرقاوي ضد حملة نابليون بونابرت، لتنطلق ثورة القاهرة الأولى، فى أكتوبر عام 1798 ميلادية.
وأصبح الأزهر منارة العلم يستقي منه الطلاب مختلف المعارف والفنون، حتى أطلق عليه “منبر العلماء وكعبة العلم” ففى سنة 378 هـجريا، عام 988 ميلادية أشار البعض على الخليفة العزيز بالله، بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم، للطلاب من شتى أنحاء المعمورة.
وقام الأزهر الشريف، منذ بزوغ فجره، بأدوار مؤثرة دعوية لخدمة الأمم الإسلامية والعربية على مر العصور.
ومنذ نشأته حتى اليوم يظل الأزهر صاحب الدور الأقوى والأهم في الدعوة إلى الإسلام الوسطي المعتدل بعيدا عن التطرف والعنف.