صحوة إسرائيل.. وعرب نائمون …. هبه أبوالمجد
صحوة إسرائيل.. وعرب نائمون
بقلم: هبه أبوالمجد
بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973م دعوني أخرج قليلاً عن النص، ولا أكتفي بالتهنئة بالنصر، ودعوني أضع أمامكم واقعًا مريرًا والله لأظن بأنه أكثر ألمًا من ألمنا في نكسة 1967م، نعم.. والله إنه لأمرّ؛ فلقد حققت إسرائيل نصرًا آخرًا أفقدني طعم نصرنا في مثل هذا اليوم العظيم…
يوحي المشهد الحالي للواقع الإقليمي بأن الصراع العربي الإسرائيلي علي وشك الدخول في مرحلة جديدة لا تقل ضراوة عن سابقتها، تتوارى فيها القوى العسكرية وتحل محلها القوى اللينة، ويُقصَد بها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولتأكيد العلاقة القوية في ذهنية العقل الاستراتيجي الصهيوني فقد قال (بيريز) رئيس وزراء إسرائيل السابق:
المعلومة أقوي من المدفع.
وقال (وايزمان) رئيس إسرائيل السابق:
إن العلم هو سلاحنا، ومصدر قوتنا ودرعنا.
وقال أحدهم:
تبادل الثقافة والمعرفة لا يقل أهمية عن أي ترتيبات عسكرية.
وعليه يمكن قبول التحدي الإسرائيلي بعد تأمين منظومة من الكيان الآلي والكيان البرمجي، وخاصة أن إسرائيل احتلت مرتبة عالية عالميًا في مجالات العلم والتكنولوجيا يمكن إيجازها فيما يلي:
المرتبة الأولي : في نسبة حجم الإنفاق علي البحوث والتطوير إلي إجمالي الناتج المحلي، وقد اختلفت الدراسات في تحديد هذه النسبة ما بين 3.7% إلي 4.4%.
المرتبة الثانية : بعد ألمانيا في عدد المهندسين بالنسبة لعدد السكان.
المرتبة الثانية : في مستوي أدوية السيليكون المنتشرة عالميًا.
المرتبة الرابعة : في التأثير علي توجيهات تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
المرتبة الأولي : في نسبة صادرات السلاح إلي إجمال الصادرات.
المرتبة الخامسة : ما بين عمالقة الدول المصدرة للسلاح.
المرتبة الثامنة : فيما يخص نظم الدفع الصاروخي لحمل الأقمار الصناعية إلي مداراتها في الفضاء الخارجي.
المرتبة الثانية : بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد الشركات الصغيرة المدرجة في قائمة شركات التكنولوجيا المتقدمة التي يتم تداول أسهمها في بورصة نيويورك.
المرتبة السادسة : في عدد براءات الاختراع المسجلة بالنسبة لعدد السكان، وهي تفوق في ذلك دولاً متقدمةً مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
المرتبة الثانية : في مؤشر الجاهزية الشبكية.
المرتبة الأولي : في تطوير نظم حماية أمن البيانات وتحصين مواقع الانترنت ضد الاختراق.
والآن يأتي السؤال :
(أين نحن من كل هذا ؟؟؟!!)
سأترك لكم الإجابة؛ حيث أن إجاباتي ستكون قاسية.. قاسة جدًاااااااا
والآن فلأكمل كَمّ الاستفزاز تحت مسمي (بعض مؤشرات الفجوة الرقمية بين العرب وإسرائيل):
وتتمثل هذه المؤشرات في:
– نسبة استخدام الإنترنت لعدد السكان في إسرائيل 16% حاليًا، في حين تقل هذه النسبة عن 3% في المتوسط العربي.
– عدد المالكين للكمبيوتر يبلغ في إسرائيل ما يقرب من 47 في كل مائة فرد، في حين يبلغ هذا العدد 4 لكل مائة في عالمنا العربي.
– فيما يخص النشر العلمي يبلغ 11.7 بحثًا منشورًا لكل عشرة آلاف في إسرائيل، بينما يبلغ هذا المعدل (ثلث) بحث لكل عشرة آلاف في العالم العربي.
– يبلغ عدد الكتب المترجمة إلي العبرية سنويًا 155 كتابًا لكل مليون إسرائيلي، في حين يبلغ عددها بالنسبة للعالم العربي 3 كتب تقريبًا لكل مليون عربي.
– يبلغ حجم الشركات التي تعمل في مجال تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ما يزيد علي 2000 وهو أعلي من عددها في الدول العربية مجتمعة.
ومن الجدير بالذكر هاهنا أن هذه المؤشرات قديمة أي أن لها تطور وزيادة أضيف بعضًا منها مما عُرِضَ في المؤتمر الثالث للبحث العلمي في الأردن في 17 نوفمبر 2007، لبيان أن التقدم ليس من نصيبنا كعرب إنما من نصيبهم هم كيهود، وكانت كالتالي:
_ الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل يفوق نظيره في الدول العربية مجتمعة وتزاد السعة بينهما عبر الزمن ( ساسين،2004).
_يبلغ عدد الكتب المترجمة عبريًا (100) كتاب لكل مليون إسرائيلي في حين يبلغ عددها بالنسبة للعالم العربي (3) كتب تقريبًا لكل مليون عربي.
عدد المالكين للكمبيوتر في إسرائيل (47) لكل مائة فرد، في حين يبلغ هذا العدد (4) لكل مائة في العالم العربي. في العام (2000) وربما تحسنت المؤشرات العربية قليلاً إلا أن الفارق يظل شاسعًا.
_ تحتل إسرائيل المركز(12) من حيث الجاهزية الشبكية، في حين تحتل أعلى الدول العربية وهي تونس المركز (34) تتلوها المغرب في المركز رقم (52)، فالأردن في المركز(57) فمصر في المركز(65) في الفترة الزمنية 2002-2003 .
ومما جاء في جلسة الافتتاح عن فجوة الإنتاج العلمي في العالم العربي :
أ_ ينفق العالم العربي على البحوث والتطوير (0.2) في المائه من اجمالي ناتجه المحلي، أي ما يعادل سبع المتوسط العالمي(0.14)في المائة.
ب_نسبة البلدان العربية من النشر لا تتعدى (0.7) في المائة أي أقل من سدس نسبة العرب إلى إجمالي عدد السكان عالميًا.
ج_ معدل الإنفاق الحكومي سنويًا على كل طالب جامعي (2400) دولار في مقابل (14200) دولار في دولة مثل اسبانيا.
د_ إنتاج العرب من الكتب لم يتجاوز (1.1) في المائة من الإنتاج العالمي على الرغم أن العرب يشكلون نحو (4,5) في المائة من سكان العالم.
هـ_ معدل الإنفاق العربي على البحوث والتطوير لكل نسمة (4) دولارات مقابل (953) دولار في الولايات المتحدة و (50) دولار في الصين.
و_ عدد براءات الاختراع العربية المسجلة في الولايات المتحدة خلال العقد الثاني (1990-2000) لا تتجاوز (300) في مقابل كوريا الجنوبية (6328) وإسرائيل (7652).
ز_عدد الأبحاث المنشورة لكل نسمة يتكرر وجودها في مراجع الأبحاث الأخرى التي تحيل إليها. Index Citation وهو مؤشر بلغ على الدلالة على نوعية الأبحاث (0.2) لمصر (0.07) للسعودية و (0.53) للكويت، و(0.01) للجزائر في مقابل (43) للولايات المتحدة و(80) لسويسرا و(38) لإسرائيل و( 0.03) للصين.
وإلي هنا أصل لنهاية هذا المقال الذي أختمه بسؤال هام للقراء :
أين أنتم ياعرب من هذه الحرب الالكترونية وسباق المعلوماتية ؟؟؟؟؟!!!
هذا سؤال للعرب عمومًا، ولكن دعوني أسأل المصريين بصفةٍ خاصةٍ، هل تظنون بأن نصركم في سنةٍ من السنوات على إسرائيل عسكريًا يعطيكم الحق في تجاهل مثل هذه الحرب الأكثر ضراوةٍ وشراسةٍ؟؟؟!!!!!
أيها الإعلام العربي:
لماذا تدفن رأسك بالرمال ولا تواجه الناس بهذا الواقع؟!
هل في إظهاره إنصافٌ مثلاً للعدو؟!
تالله لا أرى لكم مبرر، لكني وإن كنتُ كاتبة متواضعة صغيرة فلقد أظهرتُ ما لا تريدون رؤيته فلتخبأوا عيونكم بأيديكم وكأنكم لم تَرَوا شيئًا، ولتحتفلوا بنصر أكتوبر المجيد، وتفتخروا بحضارة سبعة آلاف عام، وهكذا دواليك……………..