الأوقاف

درس بعنوان :حق الطفل في الرعاية والتتشئة السليمة بمديرية الأوقاف بأسيوط

درس بعنوان :حق الطفل في الرعاية والتتشئة السليمة. الواعظة/ شيماء صالح عبدالحميد مسجد الأمير سنان بديروط
=====================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، والشيخ أحمد كمال علي، رئيس الإرشاد الديني ونشر الدعوة، ألقت الواعظة شيماء صالح عبد الحميد درسًا مميزًا بعنوان: “حق الطفل في الرعاية والتنشئة السليمة”.
افتتحت الواعظة حديثها ببيان أهمية الأطفال في الإسلام، مستشهدة بقول الله تعالى: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا” (الكهف: 46). وأوضحت أن الإسلام جعل من العناية بالأطفال وتربيتهم تربية سليمة أحد أعظم المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء والمجتمع. كما أشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالأطفال، مما تجلى في سيرته العطرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا” (رواه الترمذي).
انتقلت الواعظة بعد ذلك إلى الحديث عن أسس التنشئة السليمة التي رسمها الإسلام، موضحة أن هذه التنشئة تبدأ من لحظة ولادة الطفل. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” (رواه البخاري ومسلم). وبينت أن الفطرة السليمة التي يولد بها الطفل تحتاج إلى بيئة تربوية قائمة على المحبة، والعدل، والتوجيه الحسن، ليتمكن من النمو جسديًا وعقليًا وروحيًا بطريقة متوازنة.
أشارت الواعظة أيضًا إلى حق الطفل في الرعاية النفسية والعاطفية، مؤكدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خير مثال في ذلك. فقد كان يلاعب الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويُقبلهما، مما يعكس مدى اهتمامه بالجوانب النفسية والعاطفية للأطفال. وقد روي أن أعرابيًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “أتُقبِّلون صبيانكم؟ فما نقبلهم”، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أوَأملك إن نزع الله الرحمة من قلبك؟” (رواه البخاري).
تناولت الواعظة بعد ذلك حق الطفل في التعليم والتوجيه، موضحة أن الإسلام جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وأكدت أن التعليم ليس مقتصرًا على العلوم الدينية فقط، بل يشمل العلوم الدنيوية التي تسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته ليكون فردًا نافعًا في مجتمعه. وأشارت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” (رواه الطبراني)، مبينة أن إتقان العمل والتعلم من القيم التي يجب غرسها في نفوس الأطفال منذ الصغر.
وخلال الدرس، أكدت الواعظة على أهمية غرس القيم الأخلاقية في الأطفال، مثل الصدق، والأمانة، والتواضع. وذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعلِّم الصغار هذه القيم بطريقة عملية، فقد قال لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وهو غلام: “يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك” (رواه الترمذي).
اختتمت الواعظة درسها بالدعوة إلى تحمل المسؤولية الجماعية تجاه الأطفال، مشددة على أن كل فرد في المجتمع شريك في رعايتهم وتربيتهم، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” (رواه البخاري ومسلم). كما دعت الحضور إلى التكاتف والتعاون من أجل خلق بيئة صحية وآمنة للأطفال، تسهم في بناء جيل واعٍ ومتمسك بقيمه الإسلامية النبيلة.
في ختام الدرس، أثنى الجميع على الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف أسيوط في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي، والارتقاء بأخلاق الأجيال القادمة، وتقديم نموذج حضاري يعكس عظمة الإسلام ورسالته الوسطية.

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!