د. سماح عزب تكتب : الإيجابية منهج حياة
الإيجابية.. من الأمور التى يرتقى بها الشخص والمجتمع فهى تحمل معانى التفاعل والعطاء فالشخص الإيجابى الذى يفيد المكان الموجود فيه والأشخاص الذى يعيش بينهم ينال الثواب من الله ويحبه الناس و يحقق سعادة ذاتيه له عند شعوره بمتعة العطاء وتقديم النفع للغير والمجتمع الذى يتمتع أفراده بالإيجابية يزدهر ويتطور لأن كل من فيه يسعون لتطويره, وقد نص القرآن الكريم على عدم المساواة بين الإنسان النافع وغير النافع لمجتمعه , قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة النحل الآية 76
و الإنسان الكلّ .. هو العبء على غيره ولا يأتى منه نفع, ولقد ذكر القرآن الكريم أمثلة كثيرة للإيجابية منها موقف الهدهد فى قصة سيدنا سليمان وقد ذكر القرآن قوله وهو (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ/ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) سورة النمل 23، 24
فعندما رأى عبادة الملكة وقومها لغير الله لم يسكت وذهب لإخبار القائد وهوسيدنا سليمان وبإيجابيته هذه كان سببا فى هداية الملكة وقومها.
و فى موقف الهدهد عدة دروس من أهمها :
– عدم التقليل من دور أى فرد فى المجتمع فالهدهد برغم من صغر مكانته بين جنود سيدنا سليمان إلا أنه قام بعمل كبير .
– الحرص على المشاركة فى بناء المجتمع فالبناء الضخم يتكون من أجزاء صغيرة وكذلك المجتمع الكبير يتكون من أفراد بصلاحهم يصلح المجتمع , فعلى كل إنسان أن يجتهد فى عمله فمثلا المعلم بين تلاميذه أوالعامل فى مصنعه أو غير ذلك ويعلم أن بقدر إخلاصه فى عمله يأخذ الثواب من الله ويساهم فى بناء وطنه .
ومن الأمثلة التى ذكرها القرآن فى الإيجابية موقف النملة عندما علمت بمرور جيش سيدنا سليمان نبهت بنى جنسها من النمل لأنها خافت عليهم ودعتهم إلى ما فيه مصلحتهم
وبين القرآن ذلك (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) سورة النمل الآية 18
فمن الأولى أن يكون ذلك بين البشر الذين كرمهم الله , فيقدم الإنسان لأخيه ما فيه النفع والمصلحة له ولا ينظر إلى ما يفيده فقط ويقوم بذلك ابتغاء مرضاة الله .