د. أحمد علي سليمان: الأزهر الشريف لن يتوانى عن نشر التسامح والسلام بين شعوب العالم
مناهج التعليم الأزهري تحارب التطرف في الفكر والسلوك
زيارة الإمام الأكبر للفاتيكان يوم تاريخي في العلاقات الإسلامية الغربية
كتب – أحمد نور الدين :
أكد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المكتب الفني بقطاع التعليم الأزهري بهيئة جودة التعليم، أن مناهج التعليم الأزهري تحارب التطرف في الفكر وفي السلوك، وتحث في الوقت نفسه على القيم الإنسانية الدافعة نحو التعايش السلمي وقبول الآخر والتعاون معه، كالتسامح والعفو والرحمة والمحبة والإحسان وعدم إيذاء الجار والقول بالتي هي أحسن، فضلا عن النظافة واحترام الوقت وخصوصية الآخرين، وعدم التجسس، وجودة العمل واتقانه، وتعمير الأرض، والاستثمار في الإنسان كإنسان..
وقال في حوار أجرته معه الإعلامية نبيلة الكيلاني، مقدمة برنامج “اليوم”، على قناة “الحرة الفضائية”، مساء اليوم، “إن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نشأ وتربي في مدينة الأقصر مدينة الحضارات، ورأى أمامه السياح الوافدين على المدينة بجميع جنسياتهم وألوانهم، وتعلم بعض اللغات، ونشأ في الأزهر الشريف، وتعلم فيه أن الصحابة الكرام حينما دخلوا مصر رأوا الآثار المصرية والرومانية القديمة، ولم يعتدوا عليها، وكذلك دور العبادة اليهودية والمسيحية، فأبقوها كما هي، وحموها وحثوا على احترامها، ثم نال فضيلته الدكتوراه ودرس في باريس، وكوّن صدقات علمية كثيرة مع أساتذة الغرب، ومن ثم فليس غريبًا عليه أن يتبنى قضية الحوار سواء على مستوى حوار المسلم مع المسلم (السني السني) فأنشأ الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف لدعم هذا التوجه، وأيضا الحوار السني الشيعي حيث استقبل في مشيخة الأزهر الشريف الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، كما عمل على ترسيخ الحوار الإسلامي مع شركاء الوطن من الأخوة المسيحيين من خلال إنشائه ودعمه لبيت العائلة المصري، واليوم هو يوم تاريخي بزيارته للفاتيكان والتقائه بالبابا فرنسيس بعد رحلته إلى نيجيريا والسنغال، ومن قبلها ألمانيا، ودعا من منصة الفاتيكان إلى ضرورة تكاتف الأزهر الشريف والفاتيكان وبقية المؤسسات الدينية في العالم كله من أجل إزالة الصراعات والقضاء على التطرف والعنف والفقر والجهل والمرض من أجل إسعاد البشرية والعيش في سلام وآمان”.
وأشار الدكتور أحمد علي سليمان في حواره مع قناة “الحرة الفضائية” إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها شيخ الأزهر عبر تاريخه، وتعد بمثابة إحياء لقضية حوار الأديان بعد توقف دام سنوات عديدة، وقد ناقش شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان قضية السلام العالمي مؤكدا أن الغرب والشرق يحتاج إلى مواقف مشتركة تقرب المسافات بينهما وتزيل آثار صراعات الماضي وحروبه وأزماته، من أجل التكاتف سويا لمحاربة الإرهاب.
وأوضح الدكتورسليمان لبرنامج “اليوم” أن الإمام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قد صحب في زيارة الفاتيكان وفد رفع المستوى يضم كلا من: د. عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، د. محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مركز الحوار بالأزهر الشريف، د. محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والمستشار محمد عبد السلام مستشار فضيلة الإمام الأكبر.
واختتم الدكتور أحمد سليمان حوراه بقوله: أن الأزهر الشريف الذي مر على إنشائه نحو ألف وستين عاما، لم يعرف خلالها التطرف والتعصب ضد الآخر المختلف معه في الفكر أو المذهب أو الدين، بل حرص على تدريس جميع المذاهب الإسلامية التي تعتتنقها الأمة، بل سمح لغير المسلمين بالدراسة والتدريس في جامِعهِ كالمصنف اليهودي المعروف “موسى بن ميمون” الذي كان يعيش في بلاد الأندلس.
مشيرا إلى أن أروقة الأزهر أسمهت عبر تاريخه المديد في التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب، فكان الوافدون بعد أن يتقنوا اللغة العربية يترجمون ما تعلموه في الأزهر إلى لغاتهم والعكس؛ ما أدى إلى التقارب والتفاعل بين الشعوب والثقافات, مضيفا أن قوافل الأزهر الشريف الدعوية والتعليمية تنتشر في كل مكان من أرض الله؛ لنشر التسامح والسلام، كما يفتح الأزهر الشريف أبوابه كل عام لاستقبال آلاف الطلاب الوافدين للدراسة بمعاهده وجامعته، مشيرا إلى أن ظهور تيارات العنف والقتل والتخريب كداعش وغيرها في الفترة الأخيرة قد مثَّل تحديا كبيرا أمام الأزهر الذي لم يكل ولن يتوانى في تصحيح الفكر المغلوط وتجديد الخطاب الديني ونشر رسالة المحبة والتسامح والسلام في العالم.