خواطر رمضانية : الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن عن النميمة ونقل الكلام بين الناس ، للدكتور محمد حرز
خواطر رمضانية: الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن عن النميمة ونقل الكلام بين الناس ، للدكتور محمد حرز
لتحميل الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن النميمة ونقل الكلام بين الناس ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن النميمة ونقل الكلام بين الناس ، للدكتور محمد حرز.
ولقراءة الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن النميمة ونقل الكلام بين الناس : كما يلي:
خواطر رمضانية
الخاطرة الثالثة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن النميمة ونقل الكلام بين الناس أكل الحرام!!!
الحمد لله القائل في محكم التنزيل﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون. ﴾(الأنبياء: 43) وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه, وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ( إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه” متفق عليه.,فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلي يوم الدين…. .بعد
فمن العجيب أيها الأخيار أن يصوم المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا يصوم عن النميمة ونقل الكلام بين الناس لإيقاع الناس في المشاكل والخلافات …. مالكم كيف تحكمون ؟
أأيها السادةُ: الصيامُ مدرسةٌ للتربيةِ على كلِّ خلقٍ طيبٍ وجميلٍ . أليسَ نبيُّ الإسلامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم هو القائلُ كما في الصحيحين: « وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ (( والنميمة ونقل الكلام تتنافى مع هذه العبادة الجليلة ,لقو المعصوم صلى الله عليه وسلم ))مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ(( .ولقول المعصوم صلى الله عليه وسلم : (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ )) .فالنم خلق ذميم, باعث للفتن ,قاطع للصلات, وزارع للأحقاد ,ومفرق للجماعات, يجعل الصديقين عدوين, والأخوين أجنبيين ,والزوجين متنافرين ولا حول ولا قوة إلا بالله فكم من دماء سفكت بين الناس بسبب نميمة كاذبة , وكم من بيوت انهارت وحدث فيها الطلاق بسبب نميمة كاذبة , وكم من أرحام قطعت بين الناس بسبب كلمة فاجرة غادرة من إنسان لا قيمة له ولا أهمية له , وكم من مشاجرات دارت بين الناس وانتهت بالخصام بسبب نميمة كاذبة .
لذا أجمع العلماء علي أن النميمة حرام, حرام ,حرام قَالَ الْحَافِظُ ابن المُنْذِرِيُّ : أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ وَأَنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ . لذا شدد الإسلام أشد التشديد وحذر أشد التحذير من هذا الداء الفتاك الخطير قال تعالى { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } [سورة البقرة 191 ) قال بعض المفسرين المقصود بالفتنة هنا فتنة الدين , وقال بعض المفسرين المقصود بالفتنة هي النميمة والعياذ بالله
بل لقد وصف الله تبارك وتعالي الوليد بن المغيرة عندما سب النبي الأمين وقال له يا محمد إنك مجنون عندئذ سبه الله بعشر صفات ذميمة في القرآن منها أنه نمام فقال تعالي (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) } [سورة القلم مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ : أي يمشي بين الناس بالنميمة كرسي حياته للإفساد بين الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله
والنميمة أيها الأخيار: كما عرفها الفضلاء الأطهار ” نقل الحديث بين الناس علي جهة الإفساد بينهما فالنمام يعمل جاسوسا لحساب الشيطان , فالنميمة نقل الكلام علي سبيل الإفساد أما نقل الكلام علي سبيل الإصلاح فهذا أمر طيب جميل أمرك به الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
بل هناك ذنوب يفعلها الإنسان منا ولا تكفرها صلاة ولا صوم ولا صدقه إلا عن طريق الإصلاح بين الناس لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الدرداء – رضى الله عنه – : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « أَلا أُخبِرُكُم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ ، والصلاةِ ، والصدقةِ ؟ قالوا : بلى ، قال : صَلاحُ ذاتِ البَيْنِ ، فَإِن فسادَ ذَاتِ البَيْنِ هي الحَالِقَةُ ». أخرجه الترمذي، وأبو داود. وذاد أحمد في مسند لا أقول الحالِقة: هي تحلِقُ الشَّعْرَِ ، ولكن تَحْلِقُ الدِّين )) لذا رخص لك النبي صلى الله عليه وسلم الكذب فقال صلى الله عليه وسلم (ليس بكذاب من أصلح بين الناس ، فقال خيرا أو نمى خيرا »بل إذا كان الشيطان يريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين الناس فصاحب النميمة ذراعه الأيمن في هذا والعياذ بالله.
بل عَمَلُ النَّمَّامِ أَضَرُّ وأخطر مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّ عَمَلَ الشَّيْطَانِ يكون بِالْوَسْوَسَةِ ، وَعَمَلَ النَّمَّامِ يكون بِالْمُوَاجَهَةِ.
بل لقد وعد الله النمام بويل وادي في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره فقال تعالى ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) [الهمزة: 1]الهماز: هو النمام والمزه : هو الذي يغتاب الناس وعد الله بويل وادي في جهنم والعياذ بالله
بل لقد قال الله في حق أم جميل زوجة أبى لهب التي كانت تؤذى النبيr كثيرا فقال تعالى} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5){ سورة المسد قيل لأنها كانت نمامة حمالة للحديث لذلك جعلها الله تحمل حطبا يوم القيامة الذي يوقد به نار جنهم والعياذ بالله .
بل النميمة سبب من أسباب عدم دخول الجنة سلم يارب سلم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ” وفي رواية لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قتات)والنمام والقتات بمعني واحد وَقِيلَ : النَّمَّامُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ جَمْعٍ يَتَحَدَّثُونَ حَدِيثًا فَيَنِمُّ عَلَيْهِمْ .وَالْقَتَّاتُ : الَّذِي يَسْتَمِعُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ثُمَّ يَنِمُّ بل من أخطر آثار النميمة أن النميمة سبب من أسباب عذاب القبر أول منازل الآخرة من نجا منه نجا ومن لم ينجو منه لم ينجو ولا حول ولا قوة إلا بالله
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَقَالَ « إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ » . ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ ، ثُمَّ غَرَزَ فِى كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً . فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا فَقَالَ « لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا »
بل النميمة تجعل النمام من شر عباد الله تعالي لحديث النبيr { خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ إذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ ، وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ ) فهؤلاء هم َشِرَارُ الخلق والعياذ بالله بل لما تطاول الوليد بن المغيرة علي سيد البشر صلى الله عليه وسلم قال يامحمد أنك مجنون سبه الله في القرآن بعشر صفات منها أنه كان نماما قَالَ تَعَالَى : { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } أَيْ دَعِيٍّ ، وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنَّ وَلَدَ الزِّنَا لَا يَكْتُمُ الْحَدِيثَ ، وكذلك النمام لا يكتم الحديث فدل ذلك علي أن النمام لا يكون إلا وَلَدُ زِنَا والعياذ بالله.
بل النميمة يا سيادة سبب من أسباب عدم نزول المطر , انظروا إلي فصل الشتاء الماضي لم ينزل المطر إلا اليسير ولو فتشت أخي الحبيب عن السبب لأيقنت أن السبب هو انتشار النميمة بين الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله فلقد َرَوَى كَعْبٌ : أَنَّهُ أَصَابَ بَنِي إسْرَائِيلَ قَحْطٌ ، فَاسْتَسْقَى مُوسَى – صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ – مَرَّاتٍ فَمَا أُجِيبَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ – تَعَالَى – إلَيْهِ أَنِّي لَا أَسْتَجِيبُ لَك وَلَا لِمَنْ مَعَك وَفِيكُمْ نَمَّامٌ قَدْ أَصَرَّ عَلَى النَّمِيمَةِ .فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ مَنْ هُوَ حَتَّى نُخْرِجَهُ مِنْ بَيْنِنَا ؟ فَقَالَ يَا مُوسَى : أَنْهَاكُمْ عَنْ النَّمِيمَةِ وَأَكُونُ نَمَّامًا فَتَابُوا بِأَجْمَعِهِمْ فَسُقُوا . أي نزل المطر فالنميمة سب من حرمان المطر ولا حول ولا قوة إلا بالله
بل البعد عن النميمة يجعل الإنسان في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله لما رُوِيَ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ لَمَّا تَعَجَّلَ إلَى رَبِّهِ – عَزَّ وَجَلَّ – رَأَى فِي ظِلِّ الْعَرْشِ رَجُلًا فَغَبَطَهُ موسي أي تمني أن يكون معه ، فَقَالَ : إنَّ هَذَا لَكَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْبِرَهُ بِاسْمِهِ ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ وَقَالَ : أُحَدِّثُك مِنْ عَمَلِهِ بِثَلَاثٍ : كَانَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ، وَكَانَ لَا يَعُقُّ وَالِدَيْهِ ، وَكَانَ لَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
كيف نتعامل مع أهلا النميمة
أيها السادة: هناك سؤال يطرح نفسه الآن كيف أتعامل مع النمام هل أصدقة أم هل أكذبه؟ والجواب كما ذكر الإمام الغزالي رحمه الله لو جاء إليك فلان يقول لك فلان قال عنك كذا وكذا فعليك أموراً يجب أن تفعلها منها .
1- أَنْ لَا يُصَدِّقَهُ ؛ لِأَنَّ النَّمَّامَ فَاسِق ٌمردود الشهادة إجْمَاعًا لا تقبل شهاداته وَقَدْ قَالَ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [سورة الحجرات (6) }سورة الحجرات أتدرون ما سبب نزول هذه الآية ؟
نزلت هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق ، وكان بين الوليد بن عقبة بن أبي معيط وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع به القوم تلقوه تعظيمًا لأمر رسول الله ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم, فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهَمَّ أن يغزوهم، فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله عز وجل، فبدا له الرجوع، فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فاتهمهم رسول الله r ، وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه، وقال له: انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار، ففعل ذلك خالد، ووافاهم فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء، فأخذ منهم صدقاتهم، ولم ير منهم إلا الطاعة والخير، فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ } يعني الوليد بن عقبة (1) { بِنَبَإٍ } بخبر، { فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا } كي لا تصيبوا بالقتل والقتال، { قَوْمًا } برآء، { بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } من إصابتكم بالخطأ.
. – ومن هذا المنطلق يجب عليك أَنْ لَا تصَدِّقَهُ ؛ لماذا لِأَنَّ النَّمَّامَ فَاسِق ٌمردود الشهادة إجْمَاعًا لا تقبل شهاداته .
بل يجب عليك َأَنْ يُبْغِضَهُ فِي اللَّهِ إنْ لَمْ يُظْهِرْ لَهُ التَّوْبَةَ لان الله يبغضه والبغض في الله دليل علي كمال الإيمان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم rقَالَ:”مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ”
بل يجب عليك أَنْ تنْهَاهُ عَنْ الْعَوْدِ لِمِثْلِ هَذَا الْقَبِيحِ دِينًا وَدُنْيَا لأن فعل النمام منكر والله أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ،بل يجب عليك َأَنْ لَا تظُنَّ بأخيك الغائب سُوءًا ؛ ِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا } سورة الحجرات بل يجب عليك أَنْ لَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ مَا نَهَى النَّمَّامَ عَنْهُ فَلَا يَحْكِي نَمِيمَتَهُ ، فَيَقُولُ : قَدْ حَكَى لِي فُلَانٌ كَذَا فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهِ نَمَّامًا وَمُغْتَابًا.وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِمَنْ نَمَّ لَهُ شَيْئًا : إنْ شِئْت نَظَرَنَا فِي أَمْرِك ، فَإِنْ كَذَبْت فَأَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ : { إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ } وَإِنْ صَدَقْت فَمِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ { هماز مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } وَإِنْ شِئْت عَفَوْنَا عَنْك . فَقَالَ الْعَفْوُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا أَعُودُ إلَيْهِ أَبَدًا .وصدق الحسن البصري إذ يقول مَنْ نَمَّ لَك نَمَّ عَلَيْك
وَزَارَ بَعْضَ السَّلَفِ أَخُاهُ فَنَمَّ لَهُ عَنْ صَدِيقِهِ .فَقَالَ لَهُ يَا أَخِي أَطَلْت الْغَيْبَةَ وَجِئْتَنِي بِثَلَاثِ جِنَايَاتٍ : بَغَّضْت إلَيَّ أَخِي ، وَشَغَلْت قَلْبِي بِسَبَبِهِ ، وَاتَّهَمْت نَفْسَك الْأَمِينَةَ .وَقِيلَ مَنْ أَخْبَرَك بِشَتْمِ غَيْرِك لَك فَهُوَ الشَّاتِمُ لَك )) وَجَاءَ رَجُلٌ إلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَنَمَّ لَهُ عَنْ شَخْصٍ فَقَالَ اذْهَبْ بِنَا إلَيْهِ فَذَهَبَ مَعَهُ وَهُو َيَرَى أَنَّهُ يَنْتَصِرُ لِنَفْسِهِ ، فَلَمَّا وَصَلَ إلَيْهِ قَالَ يَا أَخِي إنْ كَانَ مَا قُلْت فِي حَقًّا يَغْفِرُ اللَّهُ لِي ، وَإِنْ كَانَ مَا قُلْت فِي بَاطِلًا يَغْفِرُ اللَّهُ لَك.
ولكن متي تجوز النميمة ؟أيها السادة: لا تجوز النميمة إلا لمصلحة شرعية مثل تآمر على الدولة من جهة معادية, أو كتآمر علي عرض مسلم ,أو علي ماله أو علي نفسه ودمه ,و سمعت عن هذا وجب عليك في التو واللحظ شرعاً أن تبلغ هذا الأمر, لما روي من حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : الْمَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ إِلاَّ ثَلاثَةُ مَجَالِسَ : سَفْكُ دَمٍ حَرَامٍ ، أَوْ فَرْجٍ حَرَامٍ ، أَوِ اقْتِطَاعُ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ) عافانا الله واياكم من النميمة ونقل الأخبار لإفساد بين الناس .و عليك أن تتوب إلى الله ,وتندم علي ما فعلت ,وعليك أن لا تعود إليها مرة ثانية ,واعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [سورة النساء (48) ) قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا [سورة النساء (116) }
قال تعالي ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) [سورة الزمر: 53] فباب التوبة مفتوح لا يغلق أبدأ, أسال الله أن يجعلنا وإياكم من التائبين أنه ولي ذلك والقادر عليه.
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه د/ محمد حرز
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
