أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة عيد الأضحى:  الانقياد والاستجابة لأوامر الله من خلال قصة الذبيح، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 10 ذو الحجة 1438هـ – 1 سبتمبر 2017م

خطبة عيد الأضحى:  الانقياد والاستجابة لأوامر الله من خلال قصة الذبيح، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 10 ذو الحجة 1438هـ – 1 سبتمبر 2017م.

 

لتحميل الخطبة بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل الخطبة بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

عناصر الخطبة:

العنصر الأول: استجابة الخليل وابنه عليهما السلام لأوامر الله

العنصر الثاني: بين استجابة الصحابة لله ورسوله واستجابتنا

العنصر الثالث: آداب عيد الأضحى وسننه

المقدمة:                                                            أما بعد:

العنصر الأول: استجابة الخليل وابنه عليهما السلام لأوامر الله

عباد الله: إن الابتلاء سنة كونية ولا سيما في حياة الأنبياء عليهم السلام؛ ومن أشد الأنبياء بلاءً إبراهيم عليه السلام ؛ فهو أحد أولي العزم الخمسة من الرسل: نوح وإبراهيم وموسي وعيسى وخاتمهم محمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين.

 فإبراهيم ابتلي في قومه وولده؛ وهل هناك أشد بلاءً من إحراقه بالنار؟!! ولكن الله نجاه منها وسلب منها صفة الإحراق!! والقصة معروفة ومذكورة في القرآن الكريم ؛ بعدها سأل ربَّه أن يَهَبَه ولدًا صالحًا، عوضًا عن قومه، ويؤنسه في غربته، ويعينُه على طاعة ربِّه .

فاستجابَ اللهُ دعاءَه فَرَزَقَهُ ولدًا صالحًا:{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينِ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ }(الصافات 101،99).

 رزق إبراهيم بولده إسماعيل في سن كبير ، ورد في التوراة أنه كان في السادسة والثمانين من العمر، ولنا أن نتخيل كم يكون قدر هذا الطفل الذي جاء على شوق كبير وانتظار طويل، فأحبَّه وقرَّت عينُه، وتعلَّق قلبُه به؛ ترى كم يكون قدره عند والديه ومحبتهما له؟!

 إن الواحد منا لو تأخر في الإنجاب خمس سنوات- مثلاً – يذهب إلى أمهر الأطباء ويضحي بالغالي والنفيس من أجل الإنجاب؛ وكم تقدر فرحته لو رزق بمولود بعد طول هذه المدة؟!! فما بالك لو كان ذلك بعد ستةٍ وثمانين عاما؟!!

 رزق إبراهيم عليه السلام بإسماعيل؛ وبلغ معه مرحلة السعي؛ أي كبر وترعرع وصار يذهب مع أبيه ويمشي معه، وعلى هذا فإن إسماعيل في سن بداية الشباب ثلاثة عشر عاما تقريبا، ووالده قد قارب المائة عام، ومن المعلوم أن الوالد حينما يكبر في السن يزداد ضعفه، ويبدأ في الاعتماد على ولده بصورة كبيرة .

 لقد ابتُلِىَ إبراهيم في شبابه حين أُلْقى في النار،فقال “حسبنا الله ونعم الوكيل ” ، أما هذه المرة فالابتلاء يأتيه وهو شيخ كبير، وقد جاءه الولد على كِبَر، فهو أحبُّ إليه من نفسه وها هو يُؤمَر بذبح فلذة كبده وثمرة فؤاده.

ونلاحظ  شدة البلاء حينما يأمر الله تعالى أن يتولى إبراهيم بنفسه الذبح، لم يخبره الله أنه سيموت فيهون الأمر، ولا يطلب منه أن يرسل بابنه الوحيد إلى معركة، ولا يطلب منه أن يكلفه أمراً تنتهي به حياته.. إنما يطلب إليه أن يتولى هو بيده….. يتولى ماذا؟! يتولى ذبحه!!.

ونلاحظ أن إسماعيل كان هو الوحيد في  هذا الوقت ليس له إخوة آخرون، لو تخيل أحدنا هذا الأمر!!

ماذا لو أمرك الله بذبح ولدك وحيدك ؟! هل تقوى على ذلك ؟! والله إنه لبلاء لا يطيقه إلا الأنبياء!!؛ {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ”(الصافات: 102)؛ فلم يتردد، ولم يخالجه إلا شعور الطاعة والتسليم والاستجابة والانقياد؛ إنه لا يلبي في انزعاج، ولا يستسلم في جزع، ولا يطيع في اضطراب؛ كلا إنما هو الرضا والطمأنينة والهدوء!!

وهنا وقفة: لماذا أخبر إبراهيم ولده بالأمر ؟!

إن إبراهيم لم يأخذ ابنه على غرة ( فجأة) لينفذ أمر ربه وينتهي؛  إنما يعرض الأمر عليه كالذي يعرض المألوف من الأمر؛  فالأمر في حسه هكذا….. ربه يريد !! فليكن ما يريد !!!

وابنه ينبغي أن يعرف ويعلم الأمر، وأن يأخذ الأمر طاعة واستجابة واستسلاماً وانقياداً، لا قهراً واضطراراً، لينال هو الآخر أجر الطاعة، وليسلم هو الآخر ويتذوق حلاوة التسليم!!

وانظر إلى مدى البر والاستجابة والطاعة والانقياد من إسماعيل الذبيح عليه السلام؛ يوصي أباه قبل التنفيذ قائلاً: يا أبت أوصيك بأشياء: أن تربط يدي كيلا أضطرب فأوذيك!! وأن تجعل وجهي على الأرض كيلا تنظر إلى وجهي فتأخذك الشفقة فترحمني فلا تنفذ أمر الله!! واكفف عني ثيابك كيلا يتلطخ عليها شئ من دمي فينقص أجري وتراه أمي فتحزن!!! واشحذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقي ليكون أهون فإن الموت شديد!! وأقرئ أمي من السلام؛ وقل لها اصبري على أمر الله!! ولا تخبرها كيف ذبحتني وكيف ربطت يدي!! ولا تدخل عليها الصبيان كيلا يتجدد حزنها عليَّ!! وإذا رأيت غلاما مثلي فلا تنظر إليه حتى لا تجزع ولا تحزن!! فقال إبراهيم عليه السلام: نعم العون أنت يا ولدي على أمر الله!!

 فأمرَّ إبراهيم السكين على حلق ولده فلم يحك شيئا؛ وقيل انقلبت. فقال له إسماعيل: ما لك؟! قال: انقلبت، فقال له: أطعن بها طعنا، فلما طعن بها نبت ولم تقطع شيئا، وكأن السكين تقول بلسان الحال: يا إبراهيم أنت تقول اقطع؛ ورب العزة يقول لا تقطع !!!! لأن الله تبارك وتعالى لم يشأ لها أن تقطع، لأن السكين لا يقطع بطبعه وبذاته وإنما خالق القطع هو الله تعالى وحده، فالله خالق للسبب والمسبَّب،كما أنَّ الله تعالى هو خالق الإحراق وخالق النار التي هي سبب للإحراق، فالنار لم تحرق نبي الله إبراهيم عندما أُلقي فيها لأن الله تعالى خالق الإحراق وقد سلبه منها ؛ فلم يشأ لها أن تحرق نبيه إبراهيم عليه السلام؛ وقتها نودي: يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا؛ وهذا فداء ابنك؛ فنظر إبراهيم فإذا جبريل معه كبش من الجنة. قال تعالى:{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 107]؛ أي أن الله تعالى خلص إسماعيل من الذبح بأن جعل فداءً له كبشا أقرن عظيم الحجم والبركة.

وقد صور أحدهم ذلك أدق تصوير في أبيات رائعة؛ وهي قصيدة طويلة اقتطفت منها ما يؤدي الغرض المنشود:

وأمرت بذبحك يا ولدى *** فانظر فى الأمر وعقباهُ

ويجـــــــــيب الابن بلا فزع *** افــــــــــــــــــــــعل ما تؤمر أبتاهُ

لن نعصى لإلهى أمرا *** من يعصي يوما مولاهُ ؟!!

واستل الوالد سكـــــــــــــينا *** واستســــــــــــــلم الابن لرداهُ

ألقــــــــــــــــــاه برفق لجـــــبين *** كى لا تتلقى عينـــــــــــــــــــاهُ

أرأيتـــــــــــــــــــم قلبا أبويا *** يتقبــــــــــــــــــل أمـــــــرا يأباهُ ؟؟

أرأيتم ابنـــــــــــــا يتلقى *** أمرا بالذبــــــــح ويرضاهُ ؟؟

وتهـــــــــــــــــز الكون ضراعات *** ودعـــــــــــاء يقبله الله ُ

تتوســـــــــل للملأ الأعلى *** أرض وسمـــــــــــــــاء ومياهُ

ويقول الحق ورحمتهُ *** سبقت في فضل عطاياهُ

صــــــدَّقت الرؤيا فلا تحزن *** يا إبراهيم فــــــــــــــديناهُ

لقد أسلما.. فهذا هو الإسلام في حقيقته، ثقة وطاعة وطمأنينة ورضى وتسليم.. وانقياد واستجابة وتنفيذ.

عباد الله: إن هذا الأمر جاء ابتلاءً واختباراً وامتحاناً لإبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام؛ فلما ظهر منهما الاستسلام والخضوع والاستجابة؛ وتأكد ذلك؛ جعل الله الفداء لإسماعيل عليه السلام؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ” إنَّ المصلحة في الذَّبح كانت ناشئةً من العزم وتوطين النَّفس على ما أمر به، فلمَّا حصلت هذه المصلحة، عاد الذَّبح مفسدة، فنُسخ في حقِّه، فصارت الذَّبائح والقرابين من الهدايا والضَّحايا سُنَّة في اتّباعه إلى يوم القيامة” (جلاء الأفهام)؛ وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: من فضل الله على الأمة أنه لم يتم الذبح لإسماعيل عليه السلام؛ فلو تم الذبح لأصبح ذبح الأولاد سنة.

وقال الإمام أبو حنيفة: فيه دليل على أن من نذر أن يذبح ولده يلزمه ذبح شاة.

أيها المسلمون: إذا كان الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام قد ضربا لنا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية والاستجابة والانقياد والطاعة لأوامر الله عز وجل؛ فعلينا أن نضحي بأموالنا وأوقاتنا وأفعالنا وأقوالنا ونجعلها كلها طاعة واستجابة وخضوعا لله عز وجل؛ وهذا ما سنعرفه في عنصرنا التالي إن شاء الله تعالى !!

العنصر الثاني: بين استجابة الصحابة لله ورسوله واستجابتنا

عباد الله: لقد أمرنا الله عز وجل بالاستجابة لله ولرسوله وأخبرنا أن في ذلك حياتنا فقال:{يَا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا استَجِيُبوا للهِ وللرَّسولِ إذَا دعاكُم لما يُحْيِيكمْ} (الأنفال: 25)؛ قال السُّدِّيّ: { لِمَا يُحْيِيكُمْ } ففي الإسلام إحياؤهم بعد موتهم بالكفر. (تفسير ابن كثير)؛ وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره: “يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمانُ منهم وهوَ الاستجابةُ للهِ و للرَّسولِ، أي : الانقيادُ لما أمرا به، و المبادرةُ إلى ذلكَ، والدعوةُ إليهِ، والاجتنابُ لما نهيَا عنه، والانكفافُ والنهي عنه”.

وقد عاتب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أبطأ في إجابته صلى الله عليه وسلم – مع أنه كان في الصلاة -؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ:” كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ؛ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي. فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ:{ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }” (البخاري)؛ وهذا دليل على أنه يجب على المسلم أن يمتثل أوامر الله، وأن يجتنب نواهيه، وأن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يحذر مما خالف النصوص.

أيها المسلمون: إن القرآن والسنة أوامر ونواهي؛ والشريعة الغراء جاءت لجلب المصالح ودرء المفاسد من خلال تلك الأوامر والنواهي؛ وكل ذلك فيه مصلحة العباد وفيه حِكَمٌ للتحريم والتحليل علمها من علمها وجهلها من جهلها؛ وقد ألفت في ذلك مؤلفات في مقاصد الشريعة والعبادات؛ وأنت تلمس ذلك في نداءات المؤمنين التسع والثمانين في القرآن الكريم والتي تبدأ بـــ (يا أيها الذين آمنوا )؛ روى ابن أبي حاتم في تفسيره، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: “إذا سمعت الله يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فأرع لها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه.”أ.ه؛ وإنني في هذه العجالة السريعة أسوق لكم بعض النماذج من سرعة استجابة الصحابة الكرام لأوامر الله ورسوله؛ مقارنا بين ذلك وبين واقعنا المعاصر في تطبيق هذه النماذج !!

النموذج الأول: تحريم الخمر:  لما نزل قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة: 90)؛ أخذ هذه الآية بعض الصحابة وذهب بها إلى أماكن شرب الخمر بالمدينة ليبلغهم التحريم؛ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “إِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ، وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمُ الخَبَرُ؟ فَقَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: حُرِّمَتِ الخَمْرُ، قَالُوا: أَهْرِقْ هَذِهِ القِلاَلَ يَا أَنَسُ، قَالَ: فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلاَ رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ ” (البخاري)؛ فانظر كيف كانت الخمر شرابهم منذ سنين طويلة؛ ومع ذلك استجابوا لله ولرسوله مع أول خبر؟!! فما أجمل مسارعة الصحابة رضي الله عنهم في الاستجابة لأمر الله تبارك وتعالى ولو كان هذا الأمر على خلاف أهوائهم، وذلك واضح في قولهم انتهينا!! فأراقوا الخمر في طرق المدينة مباشرة عندما سمعوا الخبر، ولم يكتفوا بالانتهاء عن الشرب وينتظروا حتى يسألوا رسول الله عن هذه الخمر التي عندهم، ولم يقولوا في هذا إضاعة للمال!!! قارن بين ذلك وبين من يتلوا آيات الله ويسمعها ليلاً ونهاراً ويقرأ آيات التحريم ويصلى بها ومع ذلك يدمن الخمور والمخدرات!! ولا أريد أن أسترسل في المقارنات حتى لا أطيل على أسماع حضراتكم وكفى بالواقع المعاصر على ذلك دليلا !!

النموذج الثاني: الحجاب: فعن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة، فذكرنا نساء قريش وفضلهن. فقالت عائشة، رضي الله عنها: إن لنساء قريش لفضلا وإني -والله -وما رأيت أفضلَ من نساء الأنصار أشدّ تصديقًا بكتاب الله، ولا إيمانًا بالتنزيل. لقد أنزلت سورة النور:{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }، انقلب إليهن رجالهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مِرْطها المُرَحَّل فاعتجرت به، تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحْنَ وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات، كأن على رؤوسهن الغربان.” (تفسير ابن كثير؛ و أخرجه أبو داود بنحوه بسند صحيح)

عباد الله: لقد نزلت آية الحجاب في المساء؛ وأخبر كل صحابي أهله؛ وجاءت النساء في صلاة الفجر خلف النبي صلى الله عليه وسلم محتجبات؛ كأن على رؤوسهن الغربان؛ قال ابن قتيبة في غريب الحديث والأثر:” فأصبحن على رؤوسهن الغربان: أي أن المروط كانت من شعر أسود، فصار على الرؤوس منها مثل الغربان”؛ قارن بين ذلك وبين نساء المسلمين في هذه الأيام؛ والمرأة تخرج من بيتها كاسية عارية متعطرة تحيط بها شياطين الإنس والجن من كل مكان!!! وهي تتلوا آيات الله التي نزلت منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان!! أما نساء الأنصار فاستجبن من خلال سواد الليل!!! فأين هؤلاء من هؤلاء!!

النموذج الثالث: تحويل القبلة: لما نزلت آيات تحويل القبلة؛ وأُمِروا بالتوجه ناحية المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا، بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم، تحولوا وتوجهوا وهم ركوع إلى القبلة الجديدة، ولم ينتظروا حتى يكملوا صلاتهم.فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَيْنَمَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ أَلَا فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الْكَعْبَةِ (البخاري ومسلم)؛ سبحان الله تحولوا وهم ركوع؛ ولم يسوفوا للصلاة التي بعدها؛ أو اليوم الذي بعده؛ قارن بين ذلك وبين حال المسلمين اليوم فكثير منهم لا يدخل المسجد إلا في يوم الجمعة؛ ومنهم من لا يدخل المسجد إلا مرة واحدة لا من أجل أن يصَلِّي ولكن من أجل أن يُصَلَّى عليه!!!

النموذج الرابع: قصة خلع النعال: وهذا نموذجٌ عمليٌ في الاستجابة؛ فحينما خلَع النبي -صلى الله عليه وسلم- نعلَيه في الصلاة خلع الصحابة نِعالهم؛ تأسيًا ومُتابعة له، فَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خلع نَعْلَيْه فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ؛ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ على إلقائكم نعالكم؟» قَالُوا: رَأَيْنَاك ألقيت نعليك فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فيهمَا قذرا إِذا جَاءَ أحدكُم إِلَى الْمَسْجِدَ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَو أَذَى فَلْيَمْسَحْهُ وَلِيُصَلِّ فِيهِمَا» (رواه أبوداود والدارمي وصححه الألباني في مشكاة المصابيح)؛ فانظر إلى الصحابة لم ينتظروا حتى انتهاء الصلاة ليسألوا الرسول عن ذلك؛ بل امتثلوا الأفعال قبل الأقوال؛ وهذا يدل على سرعة الانقياد والاستجابة والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله!!

أيها المسلمون: ونحن في موسم حج بيت الله الحرام؛ أسوق لكم نموذجاً أغضب النبيَّ صلى الله عليه وسلم لعدم سرعة الاستجابة وكثرة سؤال أحد الصحابة وترديد الكلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات!! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:” خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أيها الناسُ ! قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ : أكل عامٍ ؟ يا رسولَ اللهِ ! فسكت . حتى قالها ثلاثًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لو قلتُ : نعم . لوجبت . ولما استطعتم . ثم قال ذروني ما تركتُكم . فإنما هلك من كان قبلكم بكثرةِ سؤالِهِم واختلافِهِم على أنبيائِهم . فإذا أمرتُكم بشيٍء فأتوا منهُ ما استطعتم . وإذا نهيتُكم عن شيٍء فدعوهُ” (مسلم)؛ لأن من قبلنا كانوا كثيري الأسئلة والاختلاف وعدم الانقياد والطاعة للأوامر؛ ويحضرني في ذلك فعل اليهود مع موسى عليه السلام حينما اختلفوا في أمر القتيل فأمرهم أن يذبحوا بقرة؛ – وقصة البقرة معروفة في سورتها- وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم؛ قال ابن كثير:” لو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة، ولكنهم شددوا فشدد عليهم!!”

عباد الله: هناك أمثلة كثيرة حفل بها القرآن والسنة في الأوامر والنواهي ومدى سرعة استجابة الصحابة لها لا يتسع المقام لذكرها كالاستجابة للجهاد والإنفاق وغير ذلك؛ وما ذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق!!

وإنني في ختام هذا العنصر ؛ أبشر كل من استجاب لله ولرسوله بصحبة رسول الله في الآخرة والشرب من يديه ومن حوضه الشريف صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ، فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا» قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ» فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ” فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا” ( مسلم)؛ ومعنى: (دُهْم): الدهمة السواد. يقال فرس أدهم وبعير أدهم وناقة دهماء؛ و (بُهْم): تأكيد لدهم. والفرس البهيم هو الذي لا يخلط لونه شيء سوى لونه.ومعنى (لَيُذَادَنَّ): الذود هو الطرد. و(سُحْقًا): أي: بعدا.

فهنيئا لمن استجاب لله ولرسوله صحبة الحبيب في الآخرة والشرب من يديه الشريفتين؛ وسحقا سحقا وحسرة وخسارة لمن لم يستجب لأوامر الله ورسوله وينتهك الحرمات في الأشهر الحرم !!

العنصر الثالث: آداب عيد الأضحى وسننه

أحبتي في الله: ونحن في يوم عيد الأضحى نذكركم بأهم آداب وسنن العيد التي يجب أن نستن بها من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم الأضحى والتي تتمثل فيما يلي:

أولاً: الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة

 فقد صح في الموطأ وغيره :”أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى.”؛ وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .

ثانياً: ذبح الأضحية

  ويستحب الذبح بعد صلاة العيد مباشرة؛ لقوله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }(الكوثر: 1- 3)؛ ولقول رسول الله صلى عليه وسلم: “من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح” [البخاري ومسلم] ولقوله صلى الله عليه وسلم عن البراء رضي الله عنه قال: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وقال: إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ثم نرجع فننحر” [البخاري] ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل أيام التشريق ذبح” .( ابن حبان وأحمد والبيهقي)

كما يستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية، فإن لم يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة؛ فقد “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته” [أحمد والبيهقي].

ثالثاً: التكبير يوم العيد

 فالتكبير من السنن العظيمة في عيد الأضحى؛ لقوله تعالى : {واذكروا الله في أيام معدودات } (البقرة: 203)، ولقوله عليه الصلاة والسلام:” أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله” (رواه مسلم )؛ وأرجح أقوال أهل العلم أنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق؛ أي يكبر بعد ثلاث وعشرين صلاة مفروضة؛ قال الحافظ ابن حجر :[ وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى ] ؛ وروى ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق؛ وروى أيضاً بسنده عن الأسود قال كان عبد الله – ابن مسعود- رضي الله عنه يكبر من صلاة فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر؛ يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله؛ الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

رابعاً: التهنئة

 ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم؛ أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة ؛ وعن جبير بن نفير ، قال : “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك .”( قال ابن حجر في الفتح: إسناده حسن).

خامساً: التجمل للعيدين

 فعن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:” أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ؛ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ ” (رواه البخاري )؛ فأقر النبي عمر على التجمل للعيد لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير ؛ وعن جابر رضي الله عنه قال : “كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة”( صحيح ابن خزيمة)؛ وعن الحسن السبط قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد وأن نتطيب بأجود ما نجد وأن نضحي بأثمن ما نجد.(الحاكم)

سادساً: الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:” كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ.” (رواه البخاري)

وقد تلمس أهل العلم لذلك بعض الحكم منها: إظهار شعائر الإسلام بالذهاب والإياب، ومنها: السلام على أهل الطريقين، ومنها: التفاؤل بتغير الحال إلى المغفرة، ومنها: ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، والأرض تُحدِّثُ أخبارها يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ ؛ ومنها: إغاظة المنافقين واليهود ولنرهبهم بكثرة المسلمين؛ ومنها: قضاء حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على المحتاجين؛ أو ليزور أقاربه وليصل رحمه؛ ومنها: أن الملائكة تقف على مفترق الطرق تكتب كل من يمر من هنا هناك ؛ وقيل غير ذلك.

سابعاً: صلة الرحم

 لأن القطيعة والخصام سببٌ لعدم رفع الأعمال؛ وقد تكلمنا عن ذلك في خطبة عيد الفطر بالتفصيل تحت عنوان: العيد وصلة الأرحام ووحدة الأمة الإسلامية؛ مما يغني عن إعادته مرة أخرى.

ثامنا: تشرع التوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد دون إسراف أو تبذير

شرع الإسلام في هذه الأيام إدخال السرور على الأهل والأولاد؛ وذلك في حدود الضوابط الشرعية التي أرشدنا إليها ديننا الحنيف بعيداً عما يغضب الله تبارك وتعالى من الإسراف والتبذير ؛ مصداقاً لقوله تعالى:{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} ( الأعراف:31)؛ فعلى المسلم إذن أن يتجنب الإسراف والتبذير في شتى صوره ، في المأكل والمشرب والمسكن والترفيه، وسائر الأغراض المشروعة، لأن الإسراف تبديد للموارد،  وإضاعة للثروات، من أجل هذا فإن أهم ما فسرت به إضاعة المال هو الإسراف.

هذا هو هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم في يوم العيد؛ ألا فلنتمثل بهديه صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا !!

الدعاء؛؛؛؛؛؛؛       وكل عام وأنتم بخير؛؛؛؛؛                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛؛؛؛؛

كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                                             د / خالد بدير بدوي

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك مولانا الفاضل موفق ان شاء الله وكل عام وانت بخير وصحة وسلامة وسعادة دائمة أن شاء اللة مولانا الفاضل موفق ان شاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »