خطبة بعنوان: من مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، للدكتور خالد بدير
خطبة بعنوان: من مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، للدكتور خالد بدير
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل مولده.
العنصر الثاني: مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته.
العنصر الثالث: مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وفي الآخرة.
المقدمة: أما بعد:
أيها المسلمون: ونحن نحتفي ونحتفل بذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم تعالوا بنا لنقف سويا مع مظاهر تكريم الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة؛ وقد قسمت صور التكريم من حيث المدة الزمنية إلى ثلاثة أقسام: تكريمه صلى الله عليه وسلم قبل ولادته؛ وفي حياته؛ وبعد وفاته. وقد استشهدت مع كل صورة من صور التكريم بدليلين من القرآن أو السنة والسيرة الصحيحة؛ وفي الحقيقة كل صورة من صور التكريم تحتاج إلى جمعة كاملة؛ ولها شواهد وأدلة ومواقف عديدة؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق!!
والآن نشرع في المراد والله المستعان وعليه التكلان.
العنصر الأول : مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل مولده.
لقد كرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم منذ بداية الخليقة وخلق آدم عليه السلام؛ وتعددت صور ومظاهر التكريم منذ ذلك الوقت حتى وقت ميلاده صلى الله عليه وسلم منها:
تكريمه صلى الله عليه وسلم بالنبوة وهو في مراحل خلق آدم:
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني عبد الله، وخاتم النبيين، وأبي منجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى»(الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه؛ وبنحوه في الصحيحة للألباني)؛ وقد رواه ابن شاهين في (دلائل النبوة ) من حديث أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة ؟! قال: ” بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ” وفي رواية : ” وآدم منجدل في طينته “(صحيح السيرة النبوية للألباني)
يا مصطفى من قبل نشأة آدم……قد كنت نوراً زانه الإشراقُ
وفتحت ختم الفيض من كنز العما…والكون لم تفتح له إغلاق
أيروم مخلوقٌ ثناءك بعد مـــــا ……. كنت الثناء وشأنك الإطلاق
وظهرت من حمد الوجود بمظهرٍ ……أثنى على أخلاقك الخلّاق
ومنها: أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء قبله بوجوب اتباعه إذا أدركوه ؛ قال تعالي:{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81].
قال ابن كثير في تفسيره: ” يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم عليه السلام، إلى عيسى عليه السلام، لَمَهْمَا آتى الله أحدَهم من كتاب وحكمة، وبلغ أيّ مبلَغ، ثم جاءه رسول من بعده، ليؤمنَنَّ به ولينصرَنَّه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته…. فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين؛ هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة المقدم على الأنبياء كلهم؛ ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس ” ؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم مقسما:” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي” ( أحمد والدارمي وحسنه الألباني)
ومنها: انتقاء أصله ونسبه واسمه:
فقد طيب الله تعالى نسبه في وقت قد انتشرت فيه الرذيلة؛ وحفظ الله تعالى نسمته الطاهرة فجاء من نكاح ولم تأت من سفاح ؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:” وُلدتُ من نكاحٍ لا سِفاحٍ” ( حسنه الألباني في إرواء الغليل )
فقد اصطفاه الله عز وجل من خيرة البيوتات والقبائل والآباء والأمهات؛ فعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :” إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مسلم” (مسلم)؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار ؛ وأعلاهم وأشرفهم نسبا !!
نسبٌ أضاءَ عمودهُ في رفعه…..كالصبـــــــح فيــــــــه ترفُّعٌ وضياءُ
وشمــــــــائلٌ شهدَ العدوُّ بفضلها….والفضلُ ما شهدت به الأعداء
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتقلب في أصلاب الأطهار الأشراف؛ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين }( الشعراء: 219)؛ من صلب نبيّ إلى صلب نبي حتى صرت نبياً.” ( تفسير ابن كثير )؛ وعن عطاء قال: «ما زال نبي الله صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه» (تفسير ابن أبي حاتم)
من عهد آدم لم يزل تحمي له……….. في نسلها الأصلاب والأرحام
حتى تنقل في نكاح طاهر…………….ما ضم مجتمعين فيه حرام
وكما اختار الله له نسبه فقد كرمه الله باختيار اسمه ( محمد ) ليكون محمودا في الأرض وفي السماء؛ وحسبك أن الأسماء في ذلك الوقت كانت عبدالكعبة؛ وعبدياغوث؛ وصخر؛ وحرب؛ ومرة ؛ وغير ذلك ؛ وتخيل لو نزلت عليه الرسالة وهو يحمل اسما من تلك الأسماء !!
وتأملوا قول الشاعر الحكيم وهو يتحدث عن نبينا الأمين – صلى الله عليه وسلم – ويبن طهارة نسبه واسمه فيقول:
حفظ الإله كرامة لمحمد…………..آباءه الأمجاد صوناً لاسمه
تركوا السفاح فلم يصبهم عاره………….من آدم وإلى أبيه وأمه
العنصر الثاني: مظاهر تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته
كرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم في حياته بصور عديدة ومكارم جليلة:
منها: تزكيته صلى الله عليه وسلم في جميع صفاته وشئون حياته:
فقد زكاه ربه في كل شيء؛ زكاه في عقله فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}[النجم:2] وزكاه في صدقه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم:3] وزكاه في علمه فقال: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم:5] وزكاه في فؤاده فقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] وزكاه في بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17] وزكاه في صدره فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1] وزكاه في ذكره فقال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4]، وزكاه كله فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم:4].
ومنها: تكريمه صلى الله عليه وسلم بظهور المعجزات الحسية على يديه.
ومن ذلك حنين الجذع؛ وتسبيح الحصى بين يديه؛ وتكثير الطعام؛ وسلام الشجر والحجر عليه؛ وشكوى الجمل إليه؛ وكلام السباع له ……وغير ذلك كثير؛ وله شواهد وأدلة من السنة والسيرة لا يتسع المقام لذكرها!!!
ونحن نعلم أن هذه المعجزات كلها كانت تكريما له صلى الله عليه وسلم.
ومنها: عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس.
فقد حفظه الله من تسلط أعدائه عليه بالقتل؛ أو منعه من تبليغ رسالة ربه. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }( المائدة: 67)
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ ، فَقَالَ لَهُمْ : ” أَيُّهَا النَّاسُ ، انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ ” (الحاكم)
فقد تولى الله عز وجل الدفاع بنفسه عن نبيه صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته!!
ومنها: تكريم وتوقير الصحابة له صلى الله عليه وسلم. مما أثار عجب الكثيرين؛ فهذا عروة بن مسعود الثقفي لما بعثته قريش ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية؛ جعل يرمق الصحابة وإجلالهم وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما رجع قال لقومه:” أي قوم والله لقد وفدت على الملوك؛ على كسرى وقيصر والنجاشي؛ والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ؛ والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده؛ وإذا أمرهم ابتدروا أمره ؛ وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ؛ وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ؛ وما يحدون إليه النظر تعظيما له ؛ وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.” (زاد المعاد لابن القيم)
وهذا زيد بن الدثنة قال له أبو سفيان حين قُدِّمَ ليقتل: ” أنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنى جالس في أهلى. قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا !” (السيرة النبوية لابن كثير)
ومنها: أن الله أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم عطايا خاصة دون بقية الأنبياء السابقين: فعن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ؛ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ؛ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي؛ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً .” ( متفق عليه )
ومنها: أن الله لم يناد عليه باسمه مجردا قط إلا وقرنه بالنبوة والرسالة: فلم نر نبياً من الأنبياء إلا وقد ناداه ربنا جل وعلا باسمه المجرد، إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال الله: { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا } [هود:48].
{ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } [الصافات:104-105].
{ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ } [طه:11-12].
{ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } [آل عمران:55].
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ } [مريم:12].
{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ } [ص:26].
{ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ } [مريم:7].
إلا المصطفى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } [الأحزاب:45]، { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } [المائدة:41]، وينادي عليه بصفته: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } [المزمل:1-2]، { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } [المدثر:1-2].
وما ذكر الله اسم النبي مجرداً قط إلا مقترناً بصفة النبوة والرسالة: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29]. { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } [آل عمران:144].
ومنها: أن الله أوجب علينا طاعته وقرنها بطاعة الله عز وجل:
فقال: { وأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ( المائدة: 92)
وقال: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } ( النساء: 80)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث آيات لا يقبل واحدة منها بغير قرينتها ، أولها: { أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } ، فمن صلى ولم يؤد الزكاة لا تقبل منه الصلاة . والثاني: قوله تعالى { اشكر لي ولوالديك } ، فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه . والثالث: قوله تعالى { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } ، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه .
لذلك من لم يطعه يحرم من دخول الجنة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى” (البخاري)
العنصر الثالث: مظاهر تكريم النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وفي الآخرة.
لقد كرم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وفي الآخرة ؛ كما كرم الله أمته من أجله صلى الله عليه وسلم؛ ومظاهر هذا التكريم كثيرة ومتنوعة:
منها: أن الله رفع ذكره في العالمين إلى قيام الساعة: فإذا ذكر اسم الله ذكر معه اسم نبيه صلى الله عليه وسلم؛ وقرن اسمه باسمه إلى قيام الساعة؛ فلا يقول قائل لا إله إلا الله إلا ويقول محمد رسول الله؛ قال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} “قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس هناك خطيب ولا مستشهد ولا صاحب صلاة إلا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وقال مجاهد {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} أي: لا أذكر إلا ذكرت معي ؛ ومن مناجاة رسول الله لربه: يا رب، إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته وجعلت إبراهيم خليلا وموسى كليما وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟! فقال: أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله إني لا أذكر إلا ذكرت معي.” (تفسير ابن كثير)
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ…….إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشـــــقّ لهُ منِ اسمهِ ليــــــــــــجلهُ………فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
ومنها: الأمر بالصلاة عليه في كل وقت وحين:
فالله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم؛ وصلاة الرب: رحمة، وصلاة الملائكة: استغفار. وأمرنا الله أن نصلى عليه صلى الله عليه وسلم فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }(الأحزاب: 56)؛ قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: “إن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه. ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا.”
لذلك يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ» قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذا يكفى همك وَيكفر لَك ذَنْبك» .( أحمد والترمذي والحاكم وحسنه الألباني)
فلو قمت من الليل تصلى – مثلا – يستحب أن تخصص نسبة من الوقت للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما جاء في رواية قال: “إني أصلي من الليل”؛ بدل “أكثر الصلاة”.
إن الإنسان الذي يغفل عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مجالسه وحله وترحاله؛ قد فوت على نفسه أجرا عظيما وخيرا كثيرا ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً ؛ فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ” ( الصحيحة للألباني)؛ ومعنى ترة: تبعة ومعاتبة أو نقصانا وحسرة.( تحفة الأحوذي)
ومنها: أن الله أكرم أمة نبيه صلى الله عليهم وسلم بقصر العمر وكثرة الأجر والثواب: فقد أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ؛ فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ. فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً؟!! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟! قَالُوا: لَا ؛ قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ .” ، فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية وتكريم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنها: شهادة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته على جميع الأنبياء والأمم يوم القيامة: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ( البقرة: 143) ، قَال : وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ ” ( البخاري) فأمة محمد تشهد لنوح وغيره بأنهم بلغوا ونصحوا بموجب ما جاء في القرآن كما صرحت بذلك روايات أخرى للحديث؛ وهذا تكريم وتشريف ما بعده تشريف ولا تكريم؛ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته!!
ومنها: سبق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته جميع الأنبياء والأمم يوم القيامة:
فلا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستسبق الأمم السابقة يوم القيامة،كما بشرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد أخرج البخاري عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا “، فمع أن اليهود والنصارى قبلنا في الدنيا إلا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبلهم وسابقة لهم في البعث والحساب ودخول الجنة؛ كما صرحت بذلك رواية الإمام مسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم:” نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ ” ، وفي رواية عند مسلم أيضاً:” نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ”؛ أقول: لو أنك وضعت طعاماً في إناءٍ كبيرٍ وأردت أن تغرف منه؛ فإن آخر الطعام وضع هو أول طعام غُرف، ولله المثل الأعلى؛ فالجنة محرمة على جميع الأنبياء حتى يفتتحها صلى الله عليه وسلم؛ ومحرمة على جميع الأمم حتى تفتتحها أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه و سلم: “أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجنَّةِ، فَيَقُولُ الخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ: أَقُومُ فأفْتَحُ لَكَ، فَلَمْ أَقُمْ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ، وَلَا أَقُومُ لِأَحَدٍ بَعْدَكَ” (مسلم )
ومنها: تكريم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بالغرة والتحجيل:
فعن أبِي هُريرةَ :”أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أتى المقبرةَ فقال : السلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ . وإنا، إنْ شاء اللهُ، بكمْ لاحقونَ . وددتُ أنا قدْ رأينا إخوانَنا قالوا : أولسنَا إخوانَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال أنتمْ أصحابي . وإخوانُنا الذين لمْ يأتوا بعدُ . فقالوا : كيفَ تعرفُ منْ لم يأتِ بعدُ من أمتكِ يا رسولِ اللهِ ؟ فقال أرأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خيلٌ غرٌّ محجَّلةٌ . بين ظهرِي خيلٍ دهمٍ بهمْ . ألا يعرف خيلَهُ ؟ قالوا : بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال فإنهمْ يأتونَ غرًا مُحجَّلينَ منَ الوضوءِ . وأنا فرَطُهمْ على الحوضِ . ألا ليذادنَّ رجالٌ عنْ حوضِي كما يذادُ البعيرُ الضالُّ . أُناديهم : ألا هلُمُّ ! فيقال : إنهمْ قد بدَّلوا بعدَكَ . فأقولُ : سُحقًا سُحقًا ” (مسلم)
فالغرة والتحجيل علامة يعرف بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته ويسقيهم بيده من حوضه الشريف؛ شريطة اتباع هديه والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم.
ومنها: تكريم الرسول صلى الله عليه بالشفاعة العظمى يوم القيامة:
فقد جاء من حديث أنس رضي الله عنه أنهم يأتون جميع الأنبياء فكل نبي يقول نفسي نفسي؛ ثم يأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول:” أَنَا لَهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي؛ فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ؛ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي؛ فَيُقَالُ: انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ” (متفق عليه) أي يخرج من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم سبيل إلى مرافقته في الجنة.
فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ ، قَالَ : ” وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ ” قَالَ : لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ” أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ” . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ” ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ “(البخاري)
إن الواحد منا لو سكن بجوار مسئول كبير في الدولة أو صلى معه في مسجد فإنه يفخر بذلك؛ فما بالك لو كان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ والله إنه لتكريم ما بعده تكريم!!
إن جميع خصال التكريم السابقة في هذا العنصر هي تكريم ومنحة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لتحمد الله أن جعلك من أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
وممــــــا زادني فخـــــــــراً وتيهـــــــاً……………وكـــــدت بأخمــــــــــصي أطــــأ الثــــــــــريـا
دخولي تحت قولك يا عبادي …………وأن صــــــــــــــــــــــــــــــــــــيَّرت أحمد لي نبيـــــــاً
أيها المسلمون عباد الله: في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نحتاج أيضا للولادة فيه من جديد ؛ نحتاج لفهم سيرته وتحريرها مما اقترفناه بحقها من انحراف في الفهم أو التطبيق ؛ لإعادة الاعتبار إلى القيم الأخلاقية والاجتماعية التي شكلت مفاتيح شخصيته: الحرية .. والرحمة.. والوحدة .. والوسطية والاعتدال …والصدق والأمانة.. والسهولة واليسر… والعفو والتسامح ….واحترام الإنسان أي إنسان ؛ وإعادة الاعتبار للدين الذي ضحى من أجله ؛ فكان قضية أصحابه الأولى وللرجال الذين وقفوا معه فكان أحب إليهم من أنفسهم ، وللأمّة التي أسسها فكانت خير أمة أخرجت للناس!!
نحتاج إلى ولادة من جديد؛ وتغيير ما بي أنفسنا من عقائد فاسدة؛ وقلوب حاسدة؛ وأطماع حاقدة؛ وأمراض اجتماعية موجعة؛ وحوادث مفجعة؛ ووجوه عابسة؛ وأجسام متفرقة؛ ودعايات مغرضة؛ وصدق الله حيث يقول: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} ( الرعد: 11)
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي