خطبة بعنوان: الإصلاح وأثره في سعادة الأمة، للدكتور خالد بدير بتاريخ 12 ربيع الآخر 1437هـ – 22 يناير 2016م
خطبة بعنوان: الإصلاح وأثره في سعادة الأمة، للدكتور خالد بدير بتاريخ 12 ربيع الآخر 1437هـ – 22 يناير 2016م.
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: أهمية الإصلاح ومكانته في الإسلام
العنصر الثاني: مظاهر الإصلاح ومجالاته
العنصر الثالث: وسائل الإصلاح
العنصر الرابع: ثمرات وفوائد الصلاح والإصلاح
المقدمة: أما بعد:
العنصر الأول: أهمية الإصلاح ومكانته في الإسلام
للصلاح والإصلاح أهمية كبرى في الإسلام ؛ لأن الصلاح هو الغاية المطلوبة من العباد في الاعتقاد والأقوال والأعمال؛ فبغير الصلاح لا يُقبَل أي عمل ولا تحصل أي قربى، ولا توضع البركة في الأموال والأنفس والثمرات.
وهناك علاقة وطيدة بين الصلاح والإصلاح؛ لأن الصلاح خاص بإصلاح المرء نفسه؛ والإصلاح واجبه نحو إصلاح غيره .
وإنه من خلال الدعوات والصيحات التي تنادي بالصلاح والإصلاح في هذا الزمان؛ آثرنا أن يكون الحديث في هذا اللقاء عن ذلك لنبين حقيقة الإصلاح الإيجابي؛ ونميزه عن غيره من الدعوات الهدامة التي تفسد في الأرض؛ والتي تلبس لباس الحرية والديمقراطية والعدالة وتنادي بالإصلاح ؛ وهي كلمات حق أريد بها باطل وهدم وفساد . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}(البقرة)؛ والضابط الذي يميز بين المصلح حقيقة وبين مدَّعي الإصلاح بالباطل هو رب العالمين؛ فهو وحدَه من يحدد المصلِح والمفسِد. قال – جل وعلا -: { وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْـمُفْسِدَ مِنَ الْـمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 220]. وبيَّن جل وعلا الفارق العظيم بين أهل الإصلاح وأهل الفساد فقال: { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 28].
ولقد حفل القرآن الكريم بصور عديدة لدعوات الرسل عليهم السلام إلى الصلاح والإصلاح؛ فقد ورد لفظ الصلاح بجميع مشتقاته في خمس وخمسين سورة، منها ست وثلاثون (36) سورة مكية، وتسع عشرة (19) سورة مدنية. في حوالي مائة وتسع وسبعين آية (179). منها مائة وخمس عشرة آية (115) مكية، وأربع وستون (64) آية مدنية. كما ورد لفظ الصلاح بمشتقاته في حوالي أربعة وتسعين وثلاثمائة (394) نص حديثي.
وإذا كانت مهمّةُ الرُّسلِ والأنبياءِ الإبلاغَ والإنذارَ وإقامةَ الحجَّة على النَّاس، فهي لا تخرج عن كونها مهمَّةَ إصلاحٍ وتغييرِ ما حلَّ بالأَنْفُسِ والهِمم، والشُّعوب والأُمَمِ من فسادِ التَّصوُّر والاعتقاد، وانحرافِ العبادة والسُّلوك، وسوءِ التَّعامل والتَّدبير، فكل أمة كان يستشري فيها نوعا من أنواع الفساد؛ فقوم نوح استشرى فيهم فساد العقيدة والشرك؛ وقوم لوط اشتهروا بالفاحشة واللواط؛ وقوم شعيب بالفساد المالي والاقتصادي والتطفيف وبخس الحقوق؛ ………وهكذا بقية الأمم كما ورد في القرآن مما لا يتسع المقام لذكره وحصره؛ فجاءت الرسالات عن طريق الرسل والأنبياء لتصلح ما أفسدته الأمم والشعوب؛ قال تعالى على لسان شعيب-عليه السلام- في معرض قيامه بواجب النُّصح والتَّذكير لقومه: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود:88]، ولما اسْتَخْلَفَ نبيُّ الله موسى أخاه هارونَ ـ عليه السلام ـ في قومه أوصاه بقوله: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف:142].
والناظر إلى الشريعة الإسلامية الغراء يجد أنها قائمة على: جلب المصالح ودرء المفاسد ؛ وقد تكلمنا عن ذلك بالتفصيل سابقا في خطبة : ” ظاهرة الفساد وعلاجها في الإسلام ” ؛ مما يغني عن إعادته هنا مرة أخرى.
عباد الله: إن من يطالع سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم يجد أن بعثته جاءت لتطهر المجتمع المكي مما عج به من فساد وأمراض اجتماعية فتاكة؛ وتغيير ذلك إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد من عقائد وعبادات وقيم وأخلاق. يصور ذلك سيدنا جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه- في كلمته التي ألقاها أمام النجاشي قائلاً: ” أَيّهَا الْمَلِكُ كُنّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيّ مِنّا الضّعِيفَ فَكُنّا عَلَى ذَلِكَ حَتّى بَعَثَ اللّهُ إلَيْنَا رَسُولًا مِنّا ، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلَى اللّهِ لِنُوَحّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصّلَاةِ وَالزّكَاةِ وَالصّيَامِ ؛ فَعَدّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ “(سيرة بن هشام)
فالرسول صلى الله عليه وسلم حول العالم كله من فساد إلى صلاح وإصلاح في أقل من ربع قرن من الزمان؛ فكان صلى الله عليه وسلم مثالاً وقدوة للمصلحين ؛ وما أجمل قول المفكر الإنجليزي جورج برنارد شو عن حبيبنا محمد “صلي الله عليه وسلم”: “ما أحوج العالم إلى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة”.
أيها المسلمون: طوبى لكم يا من تصلحون البلاد والعباد؛ فقد بشركم حبيبكم صلى الله عليه وسلم بالجنة وشجرها؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الإسلام بدأ غريبًا ، وسيعودُ غريبًا كما بدأَ ، فطُوبَى للغُرباءِ قيل : من هم يا رسولَ اللهِ ؟ قال : الذينَ يصلحونَ إذا فسدَ الناسُ” ( السلسلة الصحيحة للألباني)؛ ومن هنا تأتي أهمية ومكانة الصلاح والإصلاح في الإسلام؛ ومدى حاجة المجتمع المعاصر إليه.
العنصر الثاني: مظاهر الإصلاح ومجالاته
أيها المسلمون عباد الله: إن مظاهر الإصلاح وصوره ومجالاته في المجتمع كثيرة ومتنوعة ومتعددة منها:
أولاً: إصلاح النفس: فالإصلاح ابتداء يبدأ من أنفسنا؛ فإذا صلحت استطعنا أن نفيض بهذا الإصلاح على غيرنا ؛ فإنه سبحانه لن يغير حالنا ولا ينجينا إلا إذا بادرنا بإصلاح أنفسنا، ألم يقل سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرعد: 11].
وإصلاح النفس يكون بالتقوى؛ قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }[الأعراف:35]؛ فلا ينبعث إلى الإصلاح إلا من اتقى الله وعمر قلبه بخشيته وتقواه؛ لأن ذلك عاصم له بإذن الله من أن يخوض فيما لا ينبغي الخوض فيه، وأن يقترف ما يحرم وما يحول بينه وبين التحقق بتقوى الله جل وعلا ؛ ولذلك قيل: أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس !!
وقد أخبرنا الله بفلاح وفوز من زكي نفسه وهذبها ؛ وخسارة من أرداها في طرق الهوى والمعاصي!! قال تعالي: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}( الشمس) ؛ وقال الشاعر أحمد شوقي:
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ ………..فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ ………وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
ثانيا: إصلاح العقيدة والإيمان: فمنطلق الإيمان هو أول منطلقات الإصلاح وأساسها:{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }[الأنعام:48]، وقد ورد الربط بين الإيمان والعمل الصالح في قوله {آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} في واحد وخمسين موضعا من القرآن الكريم؛ ولو مضيت وتأملت آيات القرآن لوجدتها تربط بين الإيمان والإصلاح، وتجعل الإيمان مقدمة له، وتجعله سابقاً عليه؛ لأنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح بغير المنطلق الإيماني والمنهج الإسلامي.
ثالثا: إصلاح القلوب: لأن القلوب مملوءة بالحقد والحسد والضغينة والبغضاء؛ وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد الجسد كله والمجتمع كله؛ فعن النّعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس. فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب» )(البخاري ومسلم)؛ ومن رحمة الله بنا أن أخفى علينا أمراض القلوب؛ فلو أن القلوب انكشفت ورأى كل إنسان ما يضمره الآخر له من حقد وعداوة وأمراض؛ ما دفن أحدٌ أحداً؛ وقد جاء في الأثر: لو تكاشفتم ما تدافنتم!!
رابعاً: الإصلاح بالتوبة: فكل إنسان منا قصَّر في حق نفسه أو مجتمعه؛ أو أفسد نفسه ومجتمعه بأي صورة من صور الفساد المعروفة؛ فعليه أن يتوب مما ارتكبه من جرائم تجاه نفسه وتجاه الآخرين؛ إذا كان يريد صلاحا وإصلاحا؛ ولهذا رَبط الله في كثيرٍ من الآياتِ بين ذكر التَّوبةِ وذكرِ الإصلاحِ، ففي التَّوبة التَّخلُّص من الذنوبِ والمآثمِ، وفي الإصلاح السُّمُوُّ بالنَّفس إلى حيث الفضائلُ والمكارمُ، وفي هذا إشارةٌ إلى ما يعبِّر عنه العلماءُ ﺑـ «التَّخْلِيَةِ وَالتَّحْلِيَةِ»؛ فكلُّ مُصْلِحٍ يبدأ بالتَّوبةِ للتَّطهير ورفعِ الأدناسِ، لينتهيَ إلى إحداث التَّغييرِ وإصلاحِ النَّاس، وفي هذا يقولُ الله: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌرَّحِيمٌ}[المائدة:39]، ويقول: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً}[النساء:146]. ويقول: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[النحل:119].
خامساً: إصلاح الزوجين والذرية: لأن الزوجين هما قوام الأسرة؛ وللإصلاحِ في الأسرة وبيتِ الزَّوجيةِ دورٌ في الحفاظ على كَيَانِهَا وأفرادِها قبل اسْتِعْصَاء الحلول وتفاقُمِ المُشكِلاتِ، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا}[النساء:35]، وقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}[النساء:128].
ولا يخفى علينا أن سوء التفاهم والشقاق بين الزوجين سببٌ لعدم صلاح الأسرة؛ وعامل لنشر الخلاف والشقاق والنزاع بين أفرادها؛ وقد يؤدي في النهاية إلى زوالها وانهارها!!! لذلك كان من دعاء الرجل الصالح: { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (الأحقاف: 15)
أيها المسلمون: إن لمجالات الإصلاح في القرآن ميدانًا رَحبًا، تضيقُ الخُطَبُ والمقالاتُ عن سَرْدِهِ وتناوله، ويَكفيه شرفًا وفضلاً أنَّ كلَّ ما أدَّى إلى الطَّاعة وامتثال الأمر والتمسُّك بالكتاب فهو إصلاحٌ؛ والمتحلِّي به هو من المُصْلِحِين {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}[الأعراف:170].
العنصر الثالث: وسائل الإصلاح
عباد الله: هناك عدة وسائل وطرق يمكن من خلالها نشر الصلاح والإصلاح بين أفراد المجتمع وتتمثل فيما يلي:
أولاً: نشر الوعي وحفظ عقول الشباب مما يفسدها: فمن أهم وسائل تحقيق الإصلاح في المجتمع؛ نشر الوعي بين الناس وتفقيههم في الدين؛ وحثهم على الصلاح والإصلاح؛ فإن العلم والخير إذا انتشر بين الناس تحقق فيهم الصلاح؛ وهذا مطلب يلزم الدعاة والخطباء والمعلمين؛ ولا ينشأ في المجتمع ما يفسده إلا بسبب نقصان العلم أو فساده؛ وممَّا يجبُ علينا حفظه لو أردنا الإصلاح ؛ أن نحفظ عقول المسلمين ممَّا يفسدها ويضرُّ بها، سواء كانت مفسدات ماديَّة أو مفسدات معنويَّة، كالتصوُّرات الفاسدة والأفكار المنحرفة.
أيها المسلمون: إنَّ المحافظة على عُقول الناس من أهمِّ أسباب الإصلاح؛ لأنَّ الناس لو استقامتْ عقولهم، صاروا يُفكِّرون فيما ينفَعُهم ويبتَعِدون عمَّا يضرُّهم، إذًا هناك علاقةٌ كبيرة بين المحافظة على عقول الناس وبين الإصلاح ؛ لأن مما يذهب بأمن الناس انتشار المفاهيم الخاطئة حيال نصوص القرآن والسنة، وعدم فهمهما بفهم السلف الصالح، وهل كُفِّر الناس وأريقت الدماء وقُتل الأبرياء وخُفرت الذمم بقتل المستأمنين وفُجِّرت البقاع إلا بهذه المفاهيم المنكوسة؟!!
ثانياً: فرض عقوبات رادعة للمفسدين: فلو فرضت عقوبات رادعة والضرب بيد من حديد لكل من تسول نفسه العمل على نشر الفساد وزعزعة الأمن وانتشار الفوضى بالبلاد؛ لتحقق صلاح وأمن الناس في عقولهم وأموالهم وأعراضهم وأمنهم على ديارهم. قال تعالى:{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (المائدة: 45)
فالقصاص والحدود والعقوبات شُرِعتْ لإصلاح العباد، فمَن قَتَل بغير حقِّ قُتِل، ولو لم يُقتلْ لقامت الثارات، وصار كلٌّ يأخُذ حقَّه بيده، ومَن سرق قُطِع، ولو لم يُقطَع لصارت البلاد مَنْهَبَة؛ كلٌّ يأخُذ ما يَشاء ويذَر، ومَن حارَب وسعَى في الأرض بالفَساد يُروِّع عباد الله ويقتلهم ويأخُذ أموالهم، أُقِيمَ عليه حدُّ الحرابة بالتقتيل أو بالصلب، أو بالتقطيع من خِلاف، أو بالنفي من الأرض، ومَن شرب الخمر أو قذَف محصنًا جُلِدَ، وشُرِع التعزيرُ لولِيِّ الأمر؛ ليؤدب كل معتدٍ بما يردعه عن العودة إلى فعلته، فيأمن الناس ويطمئنُّون.
يقول الإمام ابن تيمية – رحمه الله -: “إن إقامة الحد من العبادات ، كالجهاد في سبيل الله ، فينبغي أن يعرف أن إقامة الحدود رحمة من اللهّ بعباده : فيكون الوالي شديداً في إقامة الحد ، لا تأخذه رأفة في دين الله فيعطله . ويكون قصده رحمة الخلق بكف الناس عن المنكرات ؛ لا شفاء غيظه ، وإرادة العلو على الخلق : بمنزلة الوالد إذا أدب ولده ؛ فإنه لو كف عن تأديب ولده -كما تشير به الأم رقة ورأفة- لفسد الولد ، وإنما يؤدبه رحمة به ، وإصلاحا لحاله ؛ مع أنه يود ويؤثر أن لا يحوجه إلى تأديب ، وبمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض الدواء الكريه ، وبمنزلة قطع العضو المتآكل ،والحجم ، وقطع العروق بالفساد ، ونحو ذلك ؛ بل بمنزلة شرب الإنسان الدواء الكريه ، وما يدخله على نفسه من المشقة لينال به الراحة . فهكذا شرعت الحدود ، وهكذا ينبغي أن تكون نية الوالي في إقامتها ، فإنه متى كان قصده صلاح الرعية والنهي عن المنكرات ، بجلب المنفعة لهم ، ودفع المضرة عنهم ، وابتغى بذلك وجه الله تعالى ، وطاعة أمره : ألان الله له القلوب ، وتيسرت له أسباب الخير ، وكفاه العقوبة البشرية ، وقد يرضى المحدود ، إذا أقام عليه الحد . وأما إذا كان غرضه العلو عليهم ، وإقامة رياسته ليعظموه ، أو ليبذلوا له ما يريد من الأموال ، انعكس عليه مقصوده .” ( السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية).
لهذا قال عثمان -رضي الله عنه-:” إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، أي: يمنع بالسلطان باقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن، ونهي القرآن؛ لكن متى علموا أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدعوا، وخافوا من عقوبة السلطان لئلا يفتنهم، أو يضربهم، أو ينفيهم من البلاد، فهم يخافون ذلك!!
ثالثاً: مراعاة الحقوق والواجبات: وذلك بأن يقوم كل فردٍ بواجبه تجاه نفسه ووطنه ومجتمعه على أكمل وجه؛ وأن لا يأخذ من حقٍّ إلا ما فرض له.
أحبتي في الله : والله الذي لا إله غيره، لو أدى كل إنسان واجبه على أكمل وجه دون نقصان، وأخذ كل واحد حقه دون زيادة؛ لصلح حال البلاد والعباد، والراعي والرعية، وما صرنا إلى ما نحن فيه. وإليكم هذه القصة التي بينت صفات المجتمع المسلم في عصر الخلافة الراشدة؛ وصلاحه وتقواه بسبب قيام كل فردٍ بواجبه دون نقصان؛ وأخذه حقه دون زيادة؛ روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها طلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟!!
رابعاً: تكاتف الشباب والقوى البشرية: فعلى الجميع – شيوخا ورجالا وشبابا ونساءً ومؤسساتٍ وحكومةً وشعباً – التكاتف والتعاون والتشارك والتراحم من أجل الصلاح والإصلاح.
أيها المسلمون عباد الله: إن مسيرة مكافحة الفساد وإن مسيرة الإصلاح لا تكتمل إلا إذا تعاونا مع من هو أكبر منا حكمة وروية، ومع من هو أصغر منا فتوة وشباباً، فإن تكامل التطلعات والآمال مع الخبرة والروية هو الذي يعطي أفضل النتائج، فمسيرة الإصلاح تبدأ وتنتهي عند الشباب، فَهُم القوة الضاغطة لمكافحة الفساد؛ لكونهم أول ضحاياه، والأكثر تضرراً من نتائج الفساد.
فإذاً لن يكون هناك إصلاح بلا محاربة للفساد، ولن تستقيم أمور إلا إذا كانت هناك عملية التكامل والتوازن فيما بين حكمة الشيوخ واندفاع الشباب وحماسهم.
ألا فلندعو جميعاً ولنتعاون على هذا التكامل والتنسيق بين جهود الكبار والشباب والصغار؛ لأن المجتمع بأكمله هو المطلوب منه أن يعيش حياة الرخاء وحياة السعادة وحياة الأخوة وحياة الألفة وحياة الخير والعطاء؛ فنكون جميعا أدوات بناء وإصلاح وتعمير؛ لا معاول هدم وفساد وتخريب!!
ومتى يبلغ البنيان يوما تمامه …………إذا كنت تبني وغيرك ويهدم!!
خامساً: إصلاح ذات البين: من وسائل تحقيق الإصلاح في المجتمع إصلاح ذات البين بين طوائف المجتمع؛ استجابة لقوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (الأنفال: 1)؛ فإصلاح ذات البين من أعظم القربات؛ يقول عليه الصلاة والسلام: “ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى، قال: “إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين” (رواه أبو داود بإسناد صحيح.)؛ فإصلاح ذات البين عزيمة راشدة ونية خيرة وإرادة مصلحة، والأمة تحتاج إلى إصلاح يدخل الرضا على المتخاصمين ، ويعيد الوئام إلى المتنازعين ، إصلاح تسكن به النفوس وتأتلف به القلوب ، ولا يقوم به إلا عصبة خيرة من خلق الله ، شرفت أقدارهم ، وكرمت أخلاقهم ، وطابت منابتهم ، لجمع الأمة على كلمة واحدة إذا أردنا إصلاحا ؛ فالاجتماع نعمة، والخلاف فرقة وشتات، وما فتئ القرآن يحذر من التنازع والخلاف، ويذكر بمصير المتنازعين، ويكفي أن يتذكر المسلم قول الله جل وعلا: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].
سادساً الدعاء : فهو من أعظم وسائل الإصلاح النافعة، وهو السلاح المعطل عند الكثير، وقد فرطوا به، إما جهلاً أو قلة يقين بأثره، ولنا القدوة في رسولنا صلى الله عليه وسلم في كثرة دعائه بالصلاح والإصلاح. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي؛ وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي؛ وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي؛ وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ؛ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ” ( مسلم )؛ وكان أيضا صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بقوله:” اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا ” ( أبو داود)
العنصر الرابع: ثمرات وفوائد الصلاح والإصلاح:
أيها المسلمون: لقد ذكر القرآن الكريم للإصلاح والصلاح ثمراتٍ كثيرةً وفوائدَ غزيرةً – ورفع من درجات أصحابها، وأنزلهم أعلى المنازل، ووصفهم بجميل الصفات، وذلك لأنهم أصلحوا أنفسهم وأصلحوا غيرهم – ومن ذلك:
- الصالحون مع أهل الدرجات العُلا في الجنة. قال – تبارك وتعالى -: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِـحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً} [النساء: 69].
- إصلاح العمل أمان من المخاوف والأحزان. قال – سبحانه -: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48].
- الإصلاح سبب من أسباب رحمة الله ومغفـرته. قال – سبحانه -: {وَإن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 129]، وقال – جل وعلا -: {إن تَكُونُوا صَالِـحِينَ فَإنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} [الإسراء: 25].
- لا يضيع الله أجر المصلحين، فأجرهم عند الله محفوظ. قال تعالى: {إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْـمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170].
- الصالحون يعيشون حياة طيبة سعيدة في الدنيا؛ فضلا عن الجزاء العظيم والثواب الجزيل في الآخرة ؛ قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97)
- الصالحون يستحقون ولاية الله. قال – جل وعلا -: {إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِـحِينَ} [الأعراف: 196].
- الله ينجي أهل البلاد إن كان غالب حال أهلها الصلاح والإصلاح، والعكس بالعكس. قال – جلَّ وعلا -: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]، وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ – أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعاً يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَـرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ»[متفق عليه].
- الصلاح يوجـب وراثـة الأرض والاسـتخلاف فيهـا. قـال – سبحانه -: {… أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِـحُونَ} [الأنبياء: 105].
- الإيمان مع العمل الصالح طريقٌ إلى مصاحبة ومجالسة الصالحين؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِـحِينَ} [العنكبوت: 9].
عباد الله: هذا فيض من غيض في ذكر ثمرات الصلاح والإصلاح والمصلحين؛ ويكفي القلادة ما أحاط بالعنق!!
فما أروع هذا الدين! وما أعظم القرآن! حثَّ على الإصلاح، ومدح المصلحين، ورفع في الجنة درجاتهم، قبل أن تخرج علينا دعوات هدامة، فولَّت الأمة وجهها شرقاً وغرباً ونأى بها طلب التقدم والإصلاح، وكان الأمر سراباً لا حقيقة له، وشتان بين من يدعو إلى النار ومن يدعو إلى الجنة، وشتان بين الأعمى والبصير، وفارق بين الظلمات والنور، لا يستويان؛ فما أجدر الأمة أن تعود إلى منهج الإصلاح الأول كتاب ربها، ومصدر عزتها وتفوُّقها بين الأمم! فقد ضمن الله السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة لمن خافه واتقاه واتبع رضوانه وتجنب مساخطه، كما هو موضَّح ومفصَّل في الوحيين (كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم).
واللهَ نسأل أن يصلحنا ويصلح بنا، وألا يجعلنا من المفسدين!!
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي