أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور محمد حرز “المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي”

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 22 ربيع الأول 1443هـ ، الموافق 29 أكتوبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أكتوبر 2021م بصيغة word بعنوان : المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أكتوبر 2021م بصيغة pdf بعنوان : المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 أكتوبر 2021م بعنوان : المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي.

 

أولاً: المرافقُ العامةُ خطٌ أحمرٌ . 

ثانيًا: التعدي على المرافق العامةِ جرمٌ خطيرٌ .

ثالثًا: صورٌ من التعدي على المرافق العامةِ .

رابعًا : إنها مَسْؤُولِيَّةُ الجميعِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 أكتوبر 2021م  بعنوان : المرافق العامة بين تعظيم النفع ومخاطر التعدي: كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: المرافقُ العامةُ بين تعظيمِ النفعِ ومخاطرِ التعديِ  د. محمد حرز  بتاريخ: 26 ربيع الأول 1443هــ –  29 أكتوبر2021م

الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى  وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة :3 ).وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين . وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُهُ من خلقهِ وخليلُهُ ,القائلُ كما في حديثٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ رواه الطبرانيُّ فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

يا سيدَ العقلاءِ يا خيرَ الورَى*** يا مَنْ أتيتَ إلى الحياةِ مبشرًا

وبُعثتَ بالقرآن فينا هاديًا ***وطلعتَ في الأكوانِ بدرًا نيرًا 

واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برى ***بشرًا يُرى كمحمدٍ بين الورى

أما بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102)

أيها السادةُ: ((المرافقُ العامةُ بين تعظيمِ النفعِ وخاطرِ التعدي )) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

عناصرُ اللقاءِ

أولاً: المرافقُ العامةُ خطٌ أحمرٌ . 

ثانيًا: التعدي على المرافق العامةِ جرمٌ خطيرٌ .

ثالثًا: صورٌ من التعدي على المرافق العامةِ .

رابعًا : إنها مَسْؤُولِيَّةُ الجميعِ

أيها السادةُ : بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن المحافظةِ على المرافقِ العامةِ وحرمةِ الاعتداءِ عليها وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا استباحَ فيه الكثيرُ من الناس المرافقَ العامةَ والحقَّ العام بصورةٍ مخزيةٍ، إلا ما رحمَ اللهُ جلّ وعلا ظنًا منهم أنّ هذه شطارةٌ وذكاءٌ، وأنه ليس لهذا المالِ صاحبٌ وليس عليه رقيبٌ ونسى المسكينُ أنّ استباحةَ المرافقِ العامةِ أخطرُ بكثيرٍ من استباحةِ المرافقِ الخاصةِ . فالمرافقُ الخاصةُ صاحبُها واحدٌ يمكنُ الاعتذارُ منه, أما المرافقُ العامةُ ملكٌ للجميع والاعتذارُ منه صعبٌ للغايةِ  فنفعُهُ يعودُ على الناسِ كلِّهم ونسى المسكينُ أنّ اللهَ مطلعٌ عليه ويراه .

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فــلا….  تقل خلوتُ ولكن قُل علىَّ رقيبُ

ولا تحسبنَّ اللهَ يُغْفِلُ ســـاعةً ….   ولا أنّ ما يخفى عليـــه يغيبُ

وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا انتشرَ فيه التعدي على المرافق العامةِ بصورةٍ هائلةٍ مفزعةٍ وصدقَ النبيُّ صلى   اللهُ عليه وسلم إذ يقولُ كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالى الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ رواه البخاري

ولله درُّ القائلِ 

جمعَ الحرامَ على  الحلالِ ليكثرهُ       ***    دخل الحرامُ على  الحلال فبعثرَهُ

أولاً: المرافقُ العامةُ خطٌ أحمرٌ .

أيها السادةُ :المحافظةُ على المرافق العامةِ من أعظمِ مقاصد الدينِ التي دعتْ إليها الشريعةُ الغراءُ والمحافظةُ على المرافق العامةِ مطلبٌ شرعيٌّ، وواجبٌ وطنيٌّ وعملٌ إنسانيٌّ وَمَسْؤُولِيَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ ومقصدٌ من مقاصدِ الشريعةِ الإسلاميةِ، الكلُّ مطالبٌ به، والكلُّ محاسبٌ عنه بين يدي اللهِ لمن فرطَ وأهملَ واستباحَ  قال ربُّنَا جلّ وعلا:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ (الأنفال: 27)،ومن أعظمِ الأماناتِ: المحافظةُ على المرافقِ العامةِ، وخطورة الاعتداءِ عليها بحالٍ من الأحوالِ. فالشريعةُ الإسلاميةُ جاءتْ لتحقيقِ مصالحِ البلادِ والعبادِ ، والسّموِّ بالنفس البشريةِ ، والارتقاءِ بها إلى أعلى الدرجاتِ ، فكلُّ ما يحققُ النفعَ العام للناس يكونُ موافقًا للشرعِ ،وإن لم يردْ فيه نصٌّ صريحٌ، وكلُّ ما يصطدمُ مع مصالحِ الناسِ ومنافعِهم فلا أصلَ له في الشرع الشريفِ فالشَّرِيعَةُ عَدْلٌ كُلُّهَا، وَرَحْمَةٌ كُلُّهَا، وَمَصَالِحٌ كُلُّهَا، وَحِكْمَةٌ كُلُّهَا، فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ خَرَجَتْ عَنِ الْعَدْلِ إِلَى الْجَوْرِ، وَعَنِ الرَّحْمَةِ إِلَى ضِدِّهَا، وَعَنِ الْمَصْلَحَةِ إِلَى الْمَفْسَدَةِ، وَعَنِ الْحِكْمَةِ إِلَى الْعَبَثِ فليستْ من الدين في شيءٍ.

وكيف لا ؟ واللَّهُ جلّ  وعلا أَنْعَمَ عَلَى أَهْلِ هَذَا البَلَدِ الطيبِ وَغَيْرِهَا مِنَ البِلَادِ بِالعَدِيدِ مِنَ النِّعَمِ، وَالكَثِيرِ مِنَ الْمِنَنِ، فَتَطَوَّرَتْ الخِدْمَاتُ وَنَمَتْ المُنْجَزَاتُ، وَيَكْفِي دَلِيلًا عَلَى ذَلِكَ: هَذِهِ الخِدْمَاتُ الطِّبِّيَّةُ المُتَمَثِّلَةُ بِدُورِ العِلَاجِ في الْمُسْتَشْفَيَاتِ وغيرِهَا، وَهَذِهِ أَمَاكِنُ تَلَقِّي الْعِلْمِ بِالْمَجَّانِ كَالْمَدَارِسِ وَالْمَعَاهِدِ وَالْجَامِعَاتِ، وَهَذِهِ الطُّرُقَاتُ الَّتِي يَسْلُكُهَا النَّاسُ سَهْلَةً مَيْسُورَةً بِلَا مَشَقَّةٍ وَلَا إِعْنَاتٍ، وَهَذِهِ الْحَدَائِقُ وَالْمُتَنَزَّهَاتُ وَشَبَكَاتُ الْكَهْرَبَاءِ وَالْمِيَاهِ وَالاِتِّصَالَاتِ، فَكُلُّ هَذِهِ النِّعَمِ الْوَفِيرَةِ وَالْمِنَنِ الْكَثِيرَةِ تَحْتَاجُ مِنَّا إِلَى شُكْرِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى تَسْخِيرِهَا وَتَذْلِيلِهَا لَنَا، قَالَ تَعَالَى:(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ((الجاثية:13 …. (لذا كان التعدي عليها جريمةً بشعةً شنعاء لا تُغْتَفر .

وكيف لا ؟ ونَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم  جَعَلَ حِفْظَ المرافقِ الْعَامَّةِ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ الَّتِي يَنْبَغِي عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَّصِفَ بِهَا، كما في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ« رَوَاهُ مُسْلِمٌ

وكيف لا ؟ والْمُحَافَظَةُ عَلَى المرافق  الْعَامَّةِ وَإِزَالَةُ الْأَذَى عَنِ الطُّرُقَاتِ من أسبابِ مغفرةِ الذنوبِ ومحوِ السيئاتِ ففِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى اللهُ عنه أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ« . وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: إِذْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

 . فالمحافظةُ على المرافق العامةِ دعا إليه الإسلامُ  ونبيُّ الإسلامِ صلى الله عليه وسلم …. وكيف لا ؟  وهو الذي أوصى جيشَهُ صلى الله عليه وسلم في الحروبِ قائلًا لهم ((وَلَا تَحْرِقُوا كَنِيسَةً ، وَلَا تَعْقِرُوا نَخْلًا ولا تقطعوا شجرًا ، ولا تهدموا بناءً )) )رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى) وفي سنن أبي داود قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:” مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً فِي فَلَاةٍ يَسْتَظِلُّ بِهَا ابْنُ السَّبِيلِ وَالْبَهَائِمُ عَبَثًا وَظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ يَكُونُ لَهُ فِيهَا صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ” سلم يا رب سلم

وكيف لا ؟ والْمُحَافَظَةُ عَلَى المرافقِ  الْعَامَّةِ دليلٌ على البرِّ والصلاحِ والإيمانِ والصدقِ قال اللهُ جلّ وعلا:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى  وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: 3)

لذا فالمُمْتَلَكَاتُ والمرافقُ العامةُ  لَيْسَتْ مِلْكًا لِأَحَدٍ بِعَيْنِهِ، وَإِنَّمَا هِيَ مِلْكٌ لِلْجَمِيعِ، عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَيُرَاعُوهَا، وَيَقُومُوا بِزَجْرِ مَنْ يُحَاوِلُ تَخْرِيبَهَا وَالْعَبَثَ بِهَا ، فَإذاَ كَانَ الْمَالُ الَّذِي يَمْلِكُهُ الْمُسْلِمُ الْوَاحِدُ لَا يَجُوزُ الاِعْتِدَاءُ عَلَيهِ، فَكَيْفَ بِمَالِ النَّاسِ جَمِيعًا يا سادةُ؟

ثانيًا: التعدي على المرافق العامةِ جرمٌ خطيرٌ .

أيها السادةُ: التعدي على المرافق العامةِ ليس من الدين في شيءٍ ومخالفٌ لهدىِ النبيِّ العدنانِ صلى الله عليه وسلم لذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ(( رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ,. بل خاطبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمته مُحذرًا إياهُم من إساءةِ استخدامِ المنافعِ العامةِ بقولهِ كما في صحيح مسلمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ” قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:” الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ  لذا أَمَرَتْ الشَّرِيعَةُ بِحِفْظِ الْحُقُوقِ وَحَرَّمَتْ الإِضْرَارَ بِالآخَرِينَ، وَحَذَّرَتْ مِنْهُ أَشَدَّ التَّحْذِيرِ، وَإِنَّ التعدي على المرافق العامةِ يَدخُلُ في إيذاء المؤمنين والمؤمناتِ والإضرارِ بهم قال جلّ وعلا{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } (الأحزاب:58)

واستباحةُ المرافقِ العامةِ داءٌ اجتماعيٌّ خطيرٌ ووباءٌ خلقيٌّ كبيرٌ ,ما فشا في أمةٍ إلا كان نذيرًا لهلاكِها ,وما دبَّ في أسرةٍ إلا كان سببًا لفنائِها ,فهو مصدرُ كلِّ عداءٍ وينبوعُ كلِّ شرٍ وتعاسةٍ . واستباحةُ المرافقِ العامةِ ظاهرةٌ سلبيةٌ مدمرةٌ للأفرادِ والدولِ ويُعَدُّ طمعُ النفسِ ,وغيابُ الوعيِ ,وضعفُ الوازعِ الدينيِّ، وعدمُ مراقبةِ المولى جلّ وعلا من أهمِّ أسبابِ التعديِ على المرافقِ العامةِ . واستباحةُ المرافقِ العامةِ داءٌ يقتلُ الطموحَ ، ويدمرُ قيمَ المجتمعِ ، ويُعَدُّ خطرًا مباشرًا على الوطن، ويقفُ عقبةً في سبل البناءِ والتنميةِ ، يبددُ المواردَ ، ويهدرُ الطاقاتِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

لذا أمرنا الإسلامُ ونبيُّ الإسلامِ صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على المال الخاصِّ والمالِ العامِ قال تعالى مُحذِّراً عبادَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾(سورة  النساء :29)

وجعل الإسلامُ المحافظةَ على المال العامِّ والخاصِّ من الضرورياتِ الخمسِ وَحرَّمَ الِاعْتِدَاءَ عَلَيْهَا، وَهِيَ: الدِّينُ، وَالنَّفْسُ، وَالْمَالُ، وَالْنسلُ، وَالْعَقْلُ.

وكما أنّ الإسلامَ جعل لمال الإنسانِ الخاصِّ حرمةً وقداسةً، جعل للمال العامِ حرمةً وقداسةً، بل أعلى من شأن المالِ العامِ والاهتمامِ به ،فجعل الاعتداءَ عليه أشدَّ حرمةً من المال الخاصِّ، ولو كان شيئًا يسيرًا، فقد روى مسلمٌ في صحيحهِ من حديثِ عَدِيّ ِبْن ِعَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ رضى الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقول: ((مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا (إبرة) فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا (خيانةً وسرقةُ) يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))

والاعتداءُ على المرافق العامةِ إفسادٌ في الأرض واللهُ جل وعلا حذَّرَنا من الإفسادِ في الأرض بعد إصلاحِهَا قال اللهُ تعالى:﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة:60] ، وقال اللهُ تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾[الأعراف:56 ,ونهانا عن اتباعِ كلّ مفسدٍ  ضالٍ وطاعتهِ ، قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف:142] ، وقال جل وعلا: ﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ*الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ [الشعراء:151-152)

ثالثًا: صورٌ من التعدي على المرافق العامةِ .

أيها السادةُ : هناك صورٌ كثيرةٌ للتعدي على المرافق العامةِ منها على سبيل المثالِ لا الحصرِ

منها :سرقةٌ المرافقِ العامةِ كسرقةِ الكهرباءِ والمياهِ  بحجَّةِ أنّ الدولةً لا تُعطي المواطنَ حقَّهُ كاملاً.  ومنها: استعمالُ الكمبيوتر  والتليفون الخاص بالعملِ لأغراضٍ شخصيَّةٍ لا  تخصُّ العمل. َومنها: استغلالُ سيارة العملِ في احتياجاتهِ الخاصةِ وتوصيلِ أولادهِ وزوجتهِ إلى العمل ومنها:عدمُ إتقانِ العملِ، وإضاعةٌ الوقتِ، والتربُّح من الوظيفةومنها: إهمالُ مقدراتِ الدولةِ وإساءة التعاملِ معها ومنها :تخريبُ وتدميرُ المنشآت العامةِ: فإن مَن يقومُ بذلك من حرقِ المنشآتِ العامةِ وإتلافِ الأشجارِ والحدائقِ يُعدُّ من صور التعديِ على المرافقِ العامةِ ، وقد توعدَ اللهُ هؤلاء بقولهِ جلّ وعلا:﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة:

ومنها:الغشُّ و عدمُ الوفاءِ بالشروط في تنفيذ العقودِ، والتساهلِ في الرَّقابةِ عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَنْ غَشَّنا فليسَ مِنَّا) رواه مسلم.

فالاعتِدَاءُ عَلَى المرافق العامةِ ذنبٌ عظيمٌ, وجرمٌ كبيرٌ، وخزيٌ وعارٌ وخرابٌ ودمارٌ والاعتداءُ عليه إفسادٌ في الأرض) وَاللَّهُ لَايُحِبُّ الْفَسَادَ ([البقرة:205].

ومنها : تَكْسِيرُ مَصَابِيحِ الإِنَارَةِ فِي الشَّوَارِعِ العَامَّةِ، ، وَرَمْيُ القمَامَةِ وَالمُخَلَّفَاتِ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أَصْحَابِ السَّيَّارَاتِ فِي الشَّوَارِعِ، وَكَانَ حَرِيًّا بِهِمْ أَنْ يُخَصِّصُوا لَهَا مَكَانًا دَاخِلَ السَّيَّارَاتِ،

وَمِنْ صُوَرِ التَّعَدِّي عَلَى المُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ: كِتَابَةُ عِبَارَاتٍ  عَلَى جُدْرَانِ المَدَارِسِ وَالمُسْتَشْفَيَاتِ وَالْمُسْتَوْصَفَاتِ وَالأَبْنِيَةِ العَامَّةِ؛ تُشَوِّهُ مَنَاظِرَهَا وَتَذْهَبُ بِجَمَالِهَا وَنَظَافَتِهَا ، وَكَثِيرًا مَا تَكُونُ عِبَارَاتٍ غَيْرَ مُنَاسِبَةٍ.

وَمِنْهَا: التَّقْحِيصُ وَالتَّفْحِيطُ فِي الطُّرُقَاتِ وَالسَّاحَاتِ العَامَّةِ بالسياراتِ وغيرِها، وَلَا يَخْفَى ضَرَرُهُ عَلَى المُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ وَالخَاصَّةِ، وَإِزْعَاجُهُ لِلنَّاسِ، وَخَطَرُهُ عَلَى الأَرْوَاحِ وَالآدَابِ العَامَّةِ،  وَمِثْلُ ذَلِكَ مَا يَحْصَلُ فِي المُتَنَزَّهَاتِ العَامَّةِ مِنْ رَمْيِ النُّفَايَاتِ فِيهَا وَتَكْسِيرٍ وَتَخْرِيبٍ لِتَوَابِعِهَا.

فَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ حُرِمَ الاِسْتِفَادَةَ مِنْ هَذِهِ الْأَمَاكِنِ بِسَبَبِ مَا أَصَابَهَا مِنْ تَخْرِيبٍ !! وَكَمْ مِنْ أُسْرَةٍ مُنِعَتْ مِنَ التَّنَـزُّهِ بِسَبَبِ مَا حَلَّ بِهَذِهِ الْأَمَاكِنِ مِنَ التَّشْوِيهِ!! وَكَمْ مِنْ مَكَانٍ تَحَوَّلَ مِنَ النَّظَافَةِ إِلَى أَنْ يَكُونَ مَحَلًّا لِلنُّفَايَاتِ!! وقَدْ تَنَاثَرَتْ الْأَطْعِمَةُ فِي جَنَبَاتِهِ وَأُلْقِيَتْ الْقُمَامَةُ فِي سَاحَاتِهِ.

وَمن صُوَر الاِعْتِدَاءِ عَلَى المرافق الْعَامَّةِ لَا تَقِفُ عِنْدَ التَّخْرِيبِ وَالْإِتْلَافِ، بَلْ تَتَعَدَّاهُ إِلَى صُوَرِ الاِعْتِدَاءِ الْأُخْرَى: كَالِاخْتِلَاسِ وَالسَّرِقَةِ وَالرَّشْوَةِ وَالتَّسَاهُلِ فِي تَضْيِيعِ حُقُوقِ الدَّوْلَةِ بِأَيِّ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ وكذا الاعتداء على أملاكِ الدولةِ والأوقافِ ، قَالَ تَعَالَى ) وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( البقرة:190]، وفي صحيحِ مسلمٍ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ َقَال قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»       

إلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً***وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي ***فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ***وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ

أقول قولي هذا واستغفر اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانيةُ: الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلا له وبسم اللهِ ولا يستعانُ إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعد

رابعًا : إنها مَسْؤُولِيَّةُ الجميع

أيها السادةُ: إِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْأَمَاكِنِ الْعَامَّةِ والمرافقِ العامةِ وبيان مخاطرِ التعديِ عليها  تقعُ على عاتقِ الجميعِ .

 لذا يَجِبُ أَنْ نبْدَأَ بِنَشْرِ هَذِهِ الثَّقَافَةِ مِنَ الْبَيْوتِ مُرُورًا بِالشَّوارِعِ وَالطَّرِقِاتِ والإعلامِ والمساجدِ والمعاهدِ والجامعاتِ وفي كلِّ مكان.ٍ

فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  يُعَلِّمُنَا أَهَمِّيَّةَ النَّظَافَةِ فِي الْبَيْتِ مِنْ خِلَالِ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْيَهُودِ، فَقَال صلى الله عليه وسلم كما في حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي اللهُ عنه قال:  «نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ« (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) وَتَبْدَأُ الْعِنَايَةُ بِالْمُمْتَلَكَاتِ والمرافقِ العامةِ: مِنْ خِلَالِ تَعْلِيمِ الْأَبْنَاءِ تَنْظِيفَ غُرَفِهِمْ، وَتَرْتِيبَ مَلَابِسِهِمْ، وَحَمْلَ نُفَايَاتِهِمْ.

وَعَلَى الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ: أَنْ يَتَحَمَّلُوا مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ تُجَاهَ أَبِنَائِهِمْ مَنْ خِلَالِ تَوْعِيَتِهِمْ وَالْأَخْذِ عَلَى أَيْدِيهِمْ، وَعَدَمِ التَّسَاهُلِ مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَعَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ: أَنَّ الْجِدَارَ الَّذِي يُشَوَّهُ، وَالطَّرِيقَ الَّذِي يُخَرَّبُ، وَالْحَدَائِقَ الَّتِي تُتْلَفُ- يَجَبُ أَنْ نَسْتَشْعِرَ أَنَّهَا بُيُوتُنَا وَأَمْوَالُنَا، فَكَيْفَ نُحِبُّ أَنْ تَكُونَ ؟!

وَعَلَى الْآبَاءِ أَيْضًا أَنْ يَسْتَشْعِرُوا أَنَّ مَن اعْتَادَ إِتْلَافَ الْمُمْتَلَكَاتِ فِي الْخَارِجِ سَيَنَالُ هَذَا التَّخْرِيبُ الْبَيْتَ الَّذِي يَسْكُنُهُ، وَالسَّيَّارَةَ الَّتِي يَرْكَبُهَا، وَالْمَكَانَ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ.

وَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ قُدْوَةً فِي تَصَرُّفَاتِنَا مِنْ المحافظةِ على المرافق العامةِ وبيانِ مخاطرِهَا للجميع .

وعلينا جميعًا أن نحافظَ على بلدِنا وأرضِنا ووطنِنا وذلك  من خلال المحافظةِ على المرافق العامةِ وعدم الاعتداءِ عليه فكلُّنا ركابُ سفينةٍ واحدةٍ إذا نجتْ السفينةُ نجا الجميعُ وإذا هلكتْ هلك الجميعُ ، قالتْ زينبٌ رضي اللهُ عنها))يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ [متفق عليه. ولابد من فرضِ عقوباتٍ رادعةٍ على المفسدين المخربين للمرافق العامةِ قبل المرافقِ الخاصة:ِ قال عثمانُ -رضي اللهُ عنه- :((إن اللهَ ليزع  بالسلطانِ مالا يزع بالقرآنِ)) ونشرُ التوعية في وسائل التواصلِ الاجتماعيِّ والإعلامِ المرئيِّ والمسموعِ  وفي خطب الجمعِ والمساجدِ والمحاضراتِ والندواتِ فالمحافظةُ على الأوطان دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ …والمحافظةُ على المرافق العامةِ من هدى النبيِّ العدنانِ صلى الله عليه وسلم والتعدي على المرافق العامةِ جريمةٌ لا تغتفر جريمةٌ تؤدي إلى الخراب والهلاكِ والدمارِ ولا حول ولا قوةَ إلا باللهِ

حفظ اللهُ مصرَ من كيد الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز

إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »