أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 12 ذو الحجة شوال 1444 هـ ، الموافق 30 يونيو 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 يونيو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن : كما يلي:

 

أولًا: أهميةُ الأمنِ ومكانتُه في الإسلامِ.

ثانيًا: علاقةُ الأمنِ بأداءِ الشعائرِ والعباداتِ.

ثالثًا: أثرُ نعمةِ الأمنِ في نهضةِ المجتمعِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  30 يونيو 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن : كما يلي:

 

خطبة بعنوان: حديثُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ المشرفةِ عن الأمنِ.

بتاريخ: 12 ذو الحجة 1444هـ – 30 يونيو 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة

أولًا: أهميةُ الأمنِ ومكانتُه في الإسلامِ.

إنّ نعمةَ الأمنِ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ علينَا؛ فهي أهمُّ مِن نعمةِ الرزقِ، ولذلك قُدِّمتْ عليها في قولهِ تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[البقرة: 126]. فبدأَ بالأمنِ قبلَ الرزقِ لسببينِ:

الأولُ: لأنَّ استتبابَ الأمنِ سببٌ للرزقِ، فإذا شاعَ الأمنُ واستتبَّ ضربَ الناسُ في الأرضِ، وهذا مِمَّا يدرُ عليهم رزقَ ربِّهم ويفتحُ أبوابَهُ، ولا يكونُ ذلك إذا فُقِدَ الأمنُ.

الثاني: ولأنّهُ لا يطيبُ طعامٌ ولا يُنتفعُ بنعمةِ رزقٍ إذا فُقِدَ الأمنُ، فمَن مِن الناسِ أحاطَ به الخوفُ مِن كلِّ مكانٍ، وتبددَ الأمنُ مِن حياتهِ ثم وجدَ لذةً بمشروبٍ أو مطعومٍ؟!

“وقد سُئلَ بعضُ الحكماءِ فقيلَ لهُ ما النعيمُ؟! قال: الغِنَى فإنِّي رأيتُ الفقرَ لا عيشَ لهُ، قِيل: زدنَا، قال: الأمنُ فإنِّي رأيتُ الخائفَ لا عيشَ له، قِيل: زدنَا، قال: العافيةُ فإنِّي رأيتُ المريضَ لا عيشَ له، قِيل: زدنَا، قال: الشبابُ فإنِّي رأيتُ الهرمَ لا عيشَ له.” ( إحياء علوم الدين) .

ولأهميةِ الأمنِ كان مطلبَ الأنبياءِ والصالحين بل والناسِ جميعاً، كما جاء في حديثِ القرآنِ الكريمِ عن الأمنِ: فإبراهيمُ عليه السلامُ يدعو اللهَ أنْ يجعلَ بلدَهُ آمنًا،{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}(إبراهيم:35)، ويوسفُ عليه السلامُ يطلبُ مِن والديهِ دخولَ مصرَ مخبرًا باستتبابِ الأمنِ بهَا، { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ}(يوسف: 99)؛ ولمَّا خافَ موسى أعلمَهُ ربُّهُ أنَّهُ مِن الآمنين لِيَهْدَأَ رَوْعُهُ، وتسكنَ نفسُهُ، {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ }(القصص: 31).

 وقد امتنَّ اللهُ على قريشٍ بهذه النعمةِ في قولهِ تعالى: { لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.(قريش 1-4).

 ولمّا عفَا النبيُّ عن أهلِ مكةَ يومَ فتحهَا ذكَّرَهُم بما ينالونَ بهِ مِن الأمنِ، مِمّا يدلُ على أهميتهِ لدى المؤمنين والكافرين، فقال: « مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ؛ وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ؛  وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ » ( مسلم).

 ولأهميةِ الأمنِ ومكانتهِ في الإسلامِ أعلاهُ العلماءُ منزلةً أعظمَ مِن نعمةِ الصحةِ. قال الرازيُّ رحمه اللهُ: “سُئِلَ بعضُ العلماءِ: الأمنُ أفضلُ أم الصحةُ؟ فقال: الأمنُ أفضلُ، والدليلُ عليهِ أنّ شاةً لو انكسرتْ رجلُهَا فإنّها تصحُّ بعدَ زمانٍ، ثمّ إنّهَا تقبلُ على الرعي والأكلِ، ولو أنَّها رُبطتْ في موضعٍ ورُبطَ بالقربِ منها ذئبٌ فإنَّها تمسكُ عن العلفِ ولا تتناولُهُ إلى أنْ تموتَ، وذلك يدلُّ على أنَّ الضررَ الحاصلَ مِن الخوفِ أشدُّ مِن الضررِ الحاصلِ مِن ألمِ الجَسَدِ”(تفسير الرازي).

 ولأهميةِ الأمنِ أكرمَ اللهُ بهِ أولياءَهُ في جنتهِ ودارِ كرامتهِ؛ لأنَّه لو فُقِدَ فُقِدَ النعيمُ، قالَ ربُّ العالمين: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}(الحجر: 46)، وقال:{يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ} (الدخان : 55)، وقال:{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (سبأ : 37).

إنّ الأمنَ والاستقرارَ إذا عَمَّ البلادَ، وألقَى بظلِّهِ على الناسِ، أَمِنَ الناسُ على دينِهِم وأنفسِهِم وأموالِهِم وأعراضِهِم ومحارمِهِم، ولو كتَبَ اللهُ الأمنَ على أهلِ بلدٍ مِن البلادِ، سارَ الناسُ ليلًا ونهارًا لا يخشَوْن إلّا الله، وفي رِحابِ الأمنِ وظلِّهِ تعمُّ الطمأنينةُ النُّفوسَ، ويسودُهَا الهُدُوء، وتعمُّهَا السعادة، ويجمعُ الرسولُ ذلك في قولِه: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» (الترمذي وابن ماجة وابن حبان بسند حسن) وصدقَ مَن قالَ:

إِذَا اجْتَمَعَ الإِسْلاَمُ وَالقُوتُ لِلْفَتَى …………وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهْوَ فِي أَمْنِ

فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيعًا وَحَازَهَا …………وَحَقٌّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ للهِ ذِي الْمَنِّ

إنَّ مكانةَ الأمنِ كبيرةٌ، ولذلك كان الرسولُ إذا دخلَ شهرٌ جديدٌ ورأَى هلالَهُ سألَ اللهَ أنْ يجعَلَهُ شهرَ أمنٍ وأمانٍ، فيقولُ: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ؛ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ؛ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ». (الترمذي وحسنه ).

فالأمنُ تُحقَنُ فيه الدِّماءُ، وتُصَانُ الأموالُ والأعراضُ، وتَنامُ فيه العيونُ، ويتنعَّمُ به الكبيرُ والصغيرُ والإنسانُ والحيوانّ، فالأمنُ مِن نِعَمِ اللهِ العُظمَى وآلائهِ الكبرى، لا تصلُحُ الحياةُ إلَّا بهِ، ولا يطيبُ العيشُ إلّا باستِتْبابِه!!

العنصر الثاني من خطبة الجمعة

ثانيًا: علاقةُ الأمنِ بأداءِ الشعائرِ والعباداتِ.

إنَّ أثرَ الأمنِ لا يقتصرُ على قيامِ الحضارةِ ونهضةِ الأمةِ اقتصاديًا واجتماعيًا فحسب، بل يؤثرُ ذلك على أداءِ العباداتِ والطاعاتِ والمناسكِ للهِ ربِّ العالمين، فالعبادةُ لا يتأتَّى القيامُ بها على وجهِهَا إلّا في ظلِّ الأمنِ، فالصلاةُ قالَ اللهُ عنها: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ * فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}. (البقرة: 238-239 ).

وشُرعتْ صلاةُ الخوفِ تخفيفًا في حالِ الخوفِ، قالَ تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ……..فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (النساء: 102-103). وقالَ أيضًا: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} أي: أدُّوهَا بكمالِهَا وصفتِهَا التامةِ في حالِ الأمنِ والاطمئنانِ.

 وهذه عبادةُ الحجِّ، التي يؤدِّيهَا الحجاجُ في هذه الأيامِ المباركةِ أيامِ الأمنِ والأمانِ، مِن شروطِ وجوبِهَا: الأمنُ، فإذا وجدَ الإنسانُ نفقةَ الحجِّ ولم يكنْ الطريقُ إليهِ آمنًا فلا يجبٌ عليهِ الحجُّ قولًا واحدًا، قال اللهُ تعالى: {فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (البقرة: 196). ولما أخبرَ اللهُ نبيَّهُ بأنَّهُم سيدخلُون البيتَ الحرامَ ويؤدُّون نسكَهُم بعدما صدَّهُم المشركونَ عنه، وصفَ حالَ دخولِهِم بالأمنِ، فقالَ: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ } (الفتح: 27) . وقال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}. (العنكبوت: 67).

إنّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى حرّمَ ثلاثةَ أشهرٍ متوالياتٍ ( ذو القعدةِ وذو الحجةِ ومحرم) هي أشهرُ الحجِّ، قال العلماءُ: وإنّمَا كانت الأشهرُ المحرمةُ أربعةً، ثلاثةٌ سَرْدٌ وواحدٌ فردٌ؛ لأجلِ أداءِ مناسكِ الحجِّ والعمرةِ، فحُرِّمَ قبلَ شهرِ الحجِّ شهرٌ، وهو ذو القعدةِ؛ لأنَّهُم يقعدون فيه عن القتالِ، فيذهبونَ إلى الأراضِي المقدسةِ لأداءِ فريضةِ الحجِّ وهم آمنون، وحُرِّمَ شهرّ ذي الحجةِ لأنّهم يوقعون فيه الحجَّ ويشتغلون فيه بأداءِ المناسكِ وهم آمنون، وحُرِّمَ بعدَهُ شهرٌ آخر، وهو المحرمُ؛ ليرجعُوا فيهِ إلى نائِي أقصَى بلادِهِم آمنين، وحُرِّمَ رجبُ في وسطِ الحولِ، لأجلِ زيارةِ البيتِ والاعتمارِ بهِ، فيزورُهُ ثمّ يعودُ إلى وطنهِ فيه آمنًا، فالإسلامُ عظَّمَ الدمَ، وجعلَ سافكَهُ مرتكبًا لإثمٍ كبيرٍ، وفي هذه الأشهرِ تتضاعفُ تلك الجريمةُ، إنَّها رسالةٌ للعالمِ وللإنسانيةِ أنّ هذا الدينَ دينُ سلمٍ وسلامٍ، وأمنٍ وأمانٍ، فهلَّا فقهتْ البشريةُ وانتبَهَ عقلاءُ العالمِ إلى هذا الدينِ العظيمِ.

ولو انتقلنَا إلى عمليةِ نشرِ الدعوةِ الإسلاميةِ نجدُ أنّ انتشارَهَا يكونُ في وقتِ الأمنِ أكثرُ مِن غيرهِ مِن الأوقاتِ، قال اللهُ تعالى عن وصفِ حالِ دعوةِ موسَى عليه السلامُ لقومِه: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ } (يونس: 83).

ونحن نعلمُ التضييقَ على الرسولِ والصحابةِ الكرامِ في إقامةِ الشعائرِ والعباداتِ في بدايةِ الدعوةِ بمكةَ.

وهكذا توجدُ علاقةٌ وثيقةٌ بينَ الأمنِ وإقامةِ الشعائرِ والعباداتِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة

ثالثًا: أثرُ نعمةِ الأمنِ في نهضةِ المجتمعِ.

إنّ نعمةَ الأمنِ لها علاقةٌ وطيدةٌ بنهضةِ المجتمعٍ ورقيِّهِ، فإذا عمَّ الأمنُ البلادَ والعبادَ أصبحَ كلُّ فردٍ منتجًا وفعَّالًا، فكم مِن مصانعٍ أُغلقت، وشركاتٍ أعلنتْ إفلاسَهَا ؛ وأماكنَ سياحيةٍ توقفَ نشاطُهَا؛ وتجاراتٍ بارتْ بسببِ زعزعةِ الأمنِ ونشرِ الفوضَى في المجتمعِ !.

لذلك يجبُ علينَا أنْ نسعَى جاهدين مِن أجلِ تحقيقِ الأمنِ في ديارِنَا وأوطانِنَا؛ لأنّه في ظلِّ انعدامِ الأمنِ لا تنهضُ أمةٌ ولا تقومُ حضارةٌ، كما جاء في حديثِ القرآنِ الكريمِ عن الأمنِ وعلاقتهِ بقيامِ الحضاراتِ في الأممِ السابقةٍ. فنجدُ أنّ اللهَ تعالى منَّ على ثمودَ قومِ صالحٍ بنعمةِ الأمنِ التي كانتْ مِن أسبابِ نهضةِ دولتِهِم وقيامِ حضارتِهِم؟!! فقالَ تعالى:{وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ}( الحجر: 82)، فلو انعدمَ الأمنُ ما استطاعوا أنْ ينحتُوا بيوتًا مِن الخشبِ فضلًا عن الجبالِ!! ولهذا امتنَّ اللهُ على سبأٍ حيثُ أسكنَهُم الديارَ الآمنةَ، فتمكنُوا مِن بناءِ حضارتِهِم، وتشييدِ مملكتِهِم، فقالَ تعالى:{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ}(سبأ: 18)

إنّه في ظلِّ انعدامِ الأمنِ يئنُّ المريضُ فلا يجدُ دواءً ولا طبيبًا، وتختلُّ المعايشُ، فتهجَرُ الديارُ، وتفارَقُ الأوطانُ، وتتفرَّقُ الأسَرُ، فلا توصلُ الأرحامُ، وتنقَضُ العهودُ والمواثيقُ، ويتعسَّرُ طلبُ الرزقِ، وتتبدَّلُ طباعُ الخَلقِ، فيظهرُ الكَذِبُ ويغيبُ الصدقُ، ويُصدّقُ الكاذبُ ويُكذّبُ الصادقُ، ويُؤتمنُ الخائنُ ويُخوّنُ الأمينُ، وتُقتَلُ نفوسٌ بريئةٌ، وتُرمَّلُ نساءٌ، ويُيَتَّمُ أطفالٌ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ ربِّ العالمين!!

وهكذا نعلمُ أنّ للأمنِ أثرهُ الفعّال في نهضةِ الأمةِ في جميعِ مجالاتِ الحياةِ، فبالأمنِ تُصلَحُ الحياةُ، وتنبَسِطُ الآمالُ، وتتيسَّرُ الأرزاقُ، وتزيدُ التِّجاراتُ، بالأمنِ تفشُو معهُ الماشيةُ، وتكثرُ الأمَّة، بالأمنِ تتقدَّمُ معهُ التنميةُ، وينتشرُ فيه العلمُ والتَّعليمُ، ويعزُّ فيهِ الدينُ والعدلُ، ويظهَرُ فيهِ الأخيارُ على الأشرارِ، وتوظَّفُ فيهِ الأموالُ في كلِّ مشروعٍ نافعٍ للفردِ والمجتمعٍ.

في ظلِّ الأمنِ والأمانِ تحلُو العبادةُ، ويصيرُ النومُ سباتًا، والطعامُ هنيئًا، والشرابُ مريئًا، فالأمنُ والأمانُ همَا عمادُ كلِّ جهدٍ تنمويٍّ، وهدفٌ مرتقبٌ لكلِّ المجتمعاتِ على اختلافِ مشاربِهَا.

إنّنَا نريدُ مصرنَا آمنةً مطمئنةً برجالِهَا وأهلِهَا وناسِهَا كما صورَهَا القائلُ:

مَن شاهدَ الأرضَ وأقطارَهَا …………..والناسَ ألوانًا وأجناسًا

ولا رأَى مصرَ ولا أهلَهَا… ………..فما رأَى الدنيا ولا الناسَا

وهكذا يُعدُّ الأمنُ عاملٌ رئيسٌ في قيامِ الأممِ والدولِ والحضاراتِ، فلنحمد اللهَ تعالى على هذه النعمةِ التي أكرمَ اللهُ بهَا مصرنَا الحبية، ألَا فلنحافظْ عليها ولنعضَّ عليها بالنواجذِ؛ لنسعدَ بالاستقرارِ والسعادةِ في دنيانَا وأُخرانَا.

نسألُ اللهَ أنْ  يرزقنَا الأمن والأمان والاستقرار، وأنْ يحفظَ مصرنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ؛؛؛

    الدعاء،،،،،،،                                        وأقم الصلاة،،،،،                    

 كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!