أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 2 جمادي الآخرة 1445 هـ ، الموافق 15 ديسمبر 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : الإيجابية ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم : كما يلي:

 

أولًا: نداءاتُ اللهِ تعالى لرسولِهِ تشريفٌ وتعظيمٌ.

ثانيًا: : نداءتُ الرسولِ عددٌ وإحصاءٌ.

ثالثًا: التأدبُ مع الرسولِ ﷺ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  15 ديسمبر 2023م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم : كما يلي:

 نداءاتُ القرآنِ الكريمِ للرسولِ

 2 جمادى الآخر 1445هـ – 15 ديسمبر 2023م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

أولًا: نداءاتُ اللهِ تعالَى لرسولِهِ تشريفٌ وتعظيمٌ

لقد شرَّفَ اللهُ تعالى قدرَ نبيِّهِ حينَ ناداهُ في القرآنِ الكريمِ أيَّما تشريفٍ وتكريمٍ وتعظيمٍ، حيثُ ناداهُ اللهُ تعالى بأعظمَ وصفٍ وأشرفَ تكريمٍ وهو النبوةُ والرسالةُ، والملاحظُ أنَّ اللهَ لم ينادِ عليهِ باسمِهِ مجردًا قط إلّا وقرنَهُ بالنبوةِ والرسالةِ، وإذا تأمّلتَ القرآنَ الكريمَ تجد أنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ خاطبَ ثمانيةً مِن أنبيائِهِ عليهم السلامُ بأسمائِهِم، منهم أربعةٌ مِن أولِي العزمِ، وأربعةٌ مِن غيرهِم، وأكثرُ الأنبياءِ الذينَ خاطبَهُم اللَّهُ عزّ وجلّ بأسمائِهِم موسَى عليه السلام، حيثُ خاطبَهُ اللهُ عزّ وجلّ بلفظِ (يا موسى) في ١١ موضعًا مِن القرآنِ الكريمِ، وخاطبَ آدمَ بقولِهِ: “يَا آدَمُ” أربعَ مراتٍ، وعِيسى، ثلاثَ مراتٍ، وخاطبَ “نُوحًا” و”إِبْرَاهِيمَ” مرتين، و”زَكَرِيَّا” و”يَحْيَى” و”دَاوُودَ” مرةً واحدةً، فيكونُ مجموعُ النداءاتِ ٢٥. [لاحظ: هذا هو عددُ الأنبياءِ والمرسلينَ الذين ذُكرُوا في القرآنِ الكريمِ].

قالَ اللهُ: { يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } (البقرة:35)، { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا } [هود:48]، { يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } [الصافات:104-105]، { يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ } [طه:11-12]، { يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } [آل عمران:55]، { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ } [مريم:12]، { يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ } [ص:26]، { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ } [مريم:7].

إلّا المصطفَى نادَاهُ بالنبوةِ والرسالةِ فقالَ: {يا أيُّها الرسولُ}، و {يا أيُّها النبيُّ}.

وما ذكرَ اللهُ اسمَ النبيِّ مجردًا قط بدونِ نداءٍ إلّا مقترنًا بصفةِ النبوةِ والرسالةِ، وهذا في أربعةِ مواضعٍ في القرآنِ الكريمِ: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ } [آل عمران:144]. {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رسول اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.(الأحزاب 40). {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}. (محمد: 2).{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ }. [الفتح:29].

كلُّ ذلكَ  تشريفٌ وتكريمٌ وتعظيمٌ وإجلالٌ للرسولِ ، يقولُ الإمامُ الفخرُ الرازي رحمه اللهُ: “‌‌فإنْ قِيلَ: كيف قال تعالي: (‌يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ) ولم يقلْ ‌يا ‌محمدٌ، كما قال تعالى: يا موسى، ويا عيسى، ويا داودُ ونحوه؟ قلنَا: إنَّما عدلَ عن ندائِه باسمِه، إلى ندائِه بالنبيِّ والرسولِ: إجلالًا وتعظيمًا لهُ”.

إنَّنَا في حياتِنَا اليوميةِ حين يكونُ المرءُ متفرِّدًا في صفةٍ ما فإنَّه يُجلُّ ويُقدرُ ويُحترمُ بينَ الناسِ بهذه الصفةِ، ويُضرَبُ بهِ المثلُ. فيقالُ: أحلمُ مِن الأحنفِ، وأكرمُ مِن حاتمٍ،… إلخ، هذا بالنسبةِ إلى جميعِ بنِي البشرِ، فكيف يكونُ الحالُ بمَن جمعَ صفاتَ الخيرِ كلَّهَا؟. يقولُ القاضِي عياضٌ في كتابِه “الشفَا بتعريفِ حقوقِ المصطفَى”: ما ظنُّكَ بعظيمِ قدرِ مَن اجتمعتْ فيهِ خصالُ الخيرِ كلُّهَا مِمَّا لا يحصيهِ عدٌّ، مِن فضيلةِ النبوةِ والرسالةِ والخلةِ والمحبةِ ..”

كما ناداهُ ربُّهُ بصفتِهِ فقالَ: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } [المزمل:1-2]، { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } [المدثر:1-2]. يقولُ القرطبِيُّ: “قولُهُ: “يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ” ملاطفةٌ في الخطابِ مِن الكريمِ إلى الحبيبِ، إذ ناداهُ بحالِه، وعبّرَ عنه بصفتِه، ولم يقلْ: “يا محمدٌ” و “يا فلانٌ”؛ ليستشعرَ اللينَ والملاطفةَ مِن ربِّهِ”.

أنتَ الذي لما رفعتَ إلى السما … بك قد سمتْ وتزينتْ لسراكَا

أنتَ الذي ناداكَ ربُّكَ مرحبًا … ولقد دعاكَ لقربِهِ وحباكَا

أنتَ الذي فينَا سألتَ شفاعةً … ناداكَ ربُّكَ لم تكنْ لسواكَ

ومِن مظاهرِ تكريمِ اللهِ لنبيِّهِ ما جاءَ في قولِهِ تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال قتادةُ: “رفعَ اللهُ ذكرَهُ في الدنيا والآخرةِ، فليس هناكَ خطيبٌ ولا مستشهدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلّا يقولُ: أشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ”. (تفسير الطبري). وصدقَ مَن قالَ:

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمهِ…….إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشـــــقَّ لهُ منِ اسمهِ ليــــــــــــجلَّهُ………فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

ثانيًا: : نداءتُ الرسولِ عددٌ وإحصاءٌ

لقد نادَى اللهُ تعالى نبيَّهُ بـ (يا أيُّها الرسولُ) في موضعينِ اثنينِ وهما. { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ }.(المائدة: 41). { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}.(المائدة: 67).

 ونادَى اللهُ تعالى نبيَّهُ بـ (يا أيُّها النبيُّ) في ثلاثةَ عشرَ موضعًا، وهي: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. (الأنفال: 64). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) ( الأنفال: 65). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى}.( الأنفال: 70). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }. (التوبة: ٧٣ والتحريم: 9). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}. (الأحزاب: 1). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ}. (الأحزاب: 28). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}. (الأحزاب: 45). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ}. (الأحزاب: 50). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}. (الأحزاب:59). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ }. (الممتحنة:12). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}. (الطلاق:1). {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}. (التحريم:1).

ونقفُ مع نموذجينِ اثنينِ مِن هذه النداءاتِ، لنبيِّنَ مدَى علاقةِ التكريمِ والتلطفِ في هذه النداءاتِ.

النموذجُ الأولُ: قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.[سورة الأحزاب:1]. فقد أمرَ اللهُ نبيَّهُ بالتقوَى مع أنَّهُ غفرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ وما تأخرَ، وهذا أمرٌ لنَا جميعًا بالتقوى، حيثُ هو قدوتُنَا وأسوتُنَا، يقولُ ابنُ كثيرٍ عندَ تفسيرِ هذه الآيةِ: ” هَذَا تَنْبِيهٌ بِالْأَعْلَى عَلَى الْأَدْنَى فَإِنَّهُ تَعَالَى إِذَا كَانَ يَأْمُرُ عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ بِهَذَا فَلَأَنْ يَأْتَمِرَ مِنْ دُونِهِ بِذَلِكَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى”.

النموذجُ الثانِي: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب:45 ، 46]، فقد أرسلَهُ اللهُ مبشرًا بالجنةِ ونذيرًا مِن النارِ، وسراجًا منيرًا مضيئًا، وهنَا وقفةٌ لطيفةٌ: وصفَهُ اللهُ بالمنيرِ لأنَّ السراجَ لو انقطعَ عنهُ الوقودُ يظلمُ، ولكنَّ اللهَ قالَ (وسراجًا منيرًا) أي على طولِ الدوامِ، فنورُ النبوةِ لا ينقطعُ أبدًا، قال القرطبِيُّ: “وَصَفَهُ بِالْإِنَارَةِ لِأَنَّ مِنَ السُّرُجِ مَا لَا يضئُ، إِذَا قَلَّ سَلِيطُهُ (زيتُه) وَدَقَّتْ فَتِيلَتُهُ.”

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

ثالثًا: التأدبُ مع الرسولِ.

لقد أمرَنَا اللهُ سبحانَهُ وتعالى بالتأدبِ مع الرسولِ عندَ ندائِه. فقالَ تعالَى: { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}.(النور: 63). روي ” عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كَانُوا يَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجل عن ذلك إعظاما لنبيه ، قال: فَقُولُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُهَابَ نَبِيُّهُ ، وَأَنْ يُبَجَّلَ وَأَنْ يُعَظَّمَ وأنْ يسودَ “. (تفسير ابن كثير).

والعجيبُ والغريبُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى أخبرَ عن سائرِ الأممِ السابقةِ أنَّهم كانُوا يخاطبونَ رسلَهُم وأنبياءَهُم بأسمائِهِم؛ {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا}. (هود: 32). {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ }. (هود: 53). {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ }. (الأعراف: 138). {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ}. (المائدة: 112). لذلكَ أمرَنَا اللهُ بالتأدبِ مع نبيِّنَا .

إنَّ القرآنَ الكريمَ يذكرُنَا دائمًا في ثناياهُ بالتأدبِ مع الرسولِ . قالَ تعالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (الحجرات: 2، 3) . قال ابنُ كثيرٍ- رحمَهُ اللهُ- “:هَذِهِ آدَابٌ، أَدَّبَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا يُعَامِلُونَ بِهِ الرَّسُولَ مِنَ التَّوْقِيرِ وَالِاحْتِرَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالْإِعْظَامِ” أ.ه

وقد رُويَ أنَّهَا نزلتْ في الشيخينِ أبِي بكرٍ وعمرَ، رضي اللهُ عنهما. لما رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ . قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: «فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ ».(البخاري).

ومِن شدةِ توقيرِ واحترامِ النبيِّ والتأدبِ معهُ، ظنَّ ثابتُ بنُ قيسٍ خطيبُ النبيِّ أنَّها نزلتْ فيهِ!!

فنحن نعلمُ أنَّ الرسولَ لمَّا هاجرَ مِن مكةَ إلى المدينةِ، استقبلَهُ الأنصارُ في المدينةِ بالحفاوةِ وردَّدُوا الأشعارَ والخطبَ في استقبالِه ؛ فأعجبَ النبيُّ مِن حسانِ بنِ ثابتٍ فاختارَهُ شاعرًا لهُ، وأعجبَ مِن فصاحةِ ثابتِ بنِ قيسِ بنِ شماسٍ في أسلوبِهِ الخطابِي وفصاحتِه فاختارَهُ خطيبًا لهُ، فكلّمَا جاءَ الفصحاءُ أمرَ حسانَ أنْ يردَّ بالشعرِ وثابتًا أنْ يردَّ بالخطابةِ، فلمَّا نزلَ أولُ سورةِ الحجرات اعتزلَ ثابتٌ في بيتِه يبكِي بشدةٍ، وظنَّ أنَّ الآياتِ نزلتْ فيهِ لأنَّهُ هو الذي يرفعُ صوتَهُ في الخطابةِ فوقَ صوتِ النبيِّ ، فقد روى أحمدُ في مسندِه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إِلَى قَوْلِهِ {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 55]، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ رَفِيعَ الصَّوْتِ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ حَبِطَ عَمَلِي، أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَجَلَسَ فِي أَهْلِهِ حَزِينًا، فَتَفَقَّدَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: تَفَقَّدَكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا الَّذِي أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، وَأَجْهَرُ بِالْقَوْلِ حَبِطَ عَمَلِي، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَوْا النَّبيَّ ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا قَالَ، فَقَالَ: «لَا، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» قَالَ أَنَسٌ: ” وَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ كَانَ فِينَا بَعْضُ الِانْكِشَافِ، فَجَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ كَفَنَهُ، فَقَالَ: بِئْسَمَا تُعَوِّدُونَ أَقْرَانَكُمْ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ “.أ.ه

وزادَ ابنُ جريرٍ الطبري: أنَّ الرسولَ قالَ لثابتٍ: ” أما تَرْضَى أنْ تَعيش حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ؟ فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله، ولا أرفع صوتي أبدًا على رسول الله .” أ.ه

تابع / خطبة الجمعة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

وفعلًا عاشَ حميدًا فالكلُّ يحبُّهُ ويفخرُ بهِ أنَّه يمشِي مع رجلٍ مِن أهلِ الجنةِ كما قالَ أنس، ومات شهيدًا في معركةِ اليمامةِ، ودخلَ الجنةَ ببشرَى رسولِ اللهِ !!

ولقد طبَّقَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم هذا التأدبَ عمليًّا وأمرُوا بهِ غيرَهُم، فروي أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فَجَاءَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ”. ( مسلم).

ومِن صورِ التأدبِ معهُ توقيرُهُ وتوقيرُ أهلِهِ وأزواجِهِ وأصحابِهِ، قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفتح: 8 ، 9) . قال القاضِي عياضٌ: ومِن توقيرِهِ وبرِّهِ: برُّ آلهِ وذريتِهِ وأمهاتِ المؤمنينَ وأزواجِه، وتوقيرُ أصحابِهِ وبرّهُم ومعرفةُ حقهِم والاقتداءُ بهِم وحسنُ الثناءِ عليهِم والاستغفارُ لهُم والإمساكُ عمَّا شجرَ بينهُم ومعاداةُ مَن عاداهُم”.

ومِن صورِ التأدبِ مع الرسولِ ﷺ: حبُّهُ وطاعتُهُ والاقتداءُ بهِ، واتباعُ أوامرِهِ وعدمُ مخالفتِهِ .

قال القاضِي عياضٌ : «اعلمْ أنَّ مَن أحبَّ شيئًا آثرَهُ وآثرَ موافقتَهُ، وإلّا لم يكنْ صادقًا في حبِّه وكان مدعيًا، فالصادقُ في حبِّ النبىِّ مَن تظهرُ علامةُ ذلكَ عليهِ، وأولُهَا الاقتداءُ بهِ واستعمالُ سنتِهِ، واتباعُ أقوالِهِ وأفعالِه، وامتثالُ أوامرِه واجتنابُ نواهيهِ، والتأدبُ بآدابِه في عسرِه ويسرِه، ومنشطِه ومكرهِه، وشاهدُ هذا قولُهُ تعالي: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حبَّ نبيِّنَا   والشربَ مِن حوضِه، وأنْ يحفظَ مصرنَا  مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

          الدعاء،،،،،،،              وأقم الصلاة،،،،،               كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                                           د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!