خطبة الجمعة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 6 جمادي الآخرة 1444هـ ، الموافق 30 ديسمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م بصيغة word بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر بصيغة pdf بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، للشيخ طه ممدوح:
- عنايةُ القرآنِ الكريمِ بالزمنِ وأهميتهِ.
- الاعتبارُ بالأيامِ والسنينَ الماضية.ِ
- الأسبابُ المُعينةُ على استغلالِ الزمانِ قبلَ فواتِ الأوانِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 ديسمبر 2022م ، بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين ، كما يلي:
خطبة بعنوان : عنايةُ القرآنِ الكريمِ بالزمنِ وحديثُهُ عن الأيامِ والسنينِ بتاريخ 6 جمادي الآخرة 1444 هـ ، الموافق 30 ديسمبر 2022م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ }، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنًّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين
أولًا: عنايةُ القرآنِ الكريمِ بالزمنِ وأهميتهِ
إنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يدركُ أنَّهُ أَوْلَى الزمنَ عنايةً بالغةً، مِمّا يدلُّ على أهميتهِ، وضرورةِ اغتنامهِ بالأعمالِ الصالحةِ النافعةِ، حيثُ أقسمَ الحقُّ سبحانَهُ في القرآنِ بأوقاتٍ مختلفةٍ، فقد أقسمَ سبحانَهُ بالفجرِ، وأفردَ لهُ سورةً سمَّاهَا باسمهِ، فقالَ سبحانَهُ: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}(الفجر، الآية: 1- 3)، وأقسمَ بالضحَى، وأفردَ لهُ سورةً سمَّاهَا باسمِهِ، فقالَ (عزَّ وجلَّ): {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}(الضحى، الآية: 1-3)، كما أقسمَ سبحانَهُ بالعصرِ وأفردَ لهُ سورةً باسمِهِ فقالَ تعالَى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}(العصر) ، وأقسمَ (جلَّ وعلَا) بالصبحِ وبالليلِ وبالنهارِ حيثُ يقولُ: { وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ }(المدثر: 34)، ويقولُ سبحانَهُ: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}(الليل: 1-2)، وقد جعلَ الحقُّ سبحانَهُ مرورَ الزمانِ والأيامِ والسنينَ آيةً مِن آياتهِ الدالةِ على كمالِ علمهِ وقدرتهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}(الإسراء: 12)، فالكونُ يسيرُ وفقَ نظامٍ دقيقٍ بديعٍ لا يتخلفُ ولا يضطربُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}(يس: 38-40).
وسيشهدُ الزمنُ على الإنسانِ بمَا اقترفَ فيهِ مِن أعمالٍ خيرًا كانتْ أمْ شرًّا، قالَ تعالَى: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ* لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾(التكوير: 26-29)، فالأيامُ والليالِي سيشهدانِ على العبدِ قالَ ربُّنَا: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾(البروج: 1-3)، وقد بيَّنَتْ السنَّةُ ذلك فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ، فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللَّهَ بِخَيْرٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، وَلَا يَسْتَعِيذُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهُ» (رواه الترمذي)، ولذا أمرَنَا رسولُنَا بالتبكيرِ يومَ الجمعةِ فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (متفق عليه) .
ويعظُمُ قدرُ الزمنِ وتشتدُّ أهميةُ اغتنامِهِ بِمَا أكدَهُ القرآنُ العظيمُ مِن ربطِ أداءِ العباداتِ بأوقاتِهَا المحددةِ المشروعةِ ، قال جلَّ وعلا عن الصلاةِ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾(النساء: 103)، وقالَ ربُّنَا: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾(الإسراء: 78)، وقالَ جلَّ وعلا عن الصومِ ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )( سورة البقرة:185)، وقال جلَّ وعلا عن الزكاةِ ( وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوْمَ حَصَادِهِ)( الأنعام: 141)، وقال سبحانَهُ على الحجِّ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}(البقرة 197) ،كلُّ هذه وغيرُها دليلٌ على أهميةِ الوقتِ وعظمتهِ ومكانتهِ عندَ اللهِ جلَّ وعلا ، ولقد تحدثَتْ سنةُ نبيِّنَا ﷺ عن الزمنِ وأهميتهِ وأنَّهُ نعمةٌ عظيمةٌ ومِنَّةٌ كبيرةٌ يجبُ اغتنامُهُ قبلَ فواتِ الأوانِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)(رواه البخاري) لذا قال النبيُّ ﷺ}: اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَك قَبْلَ مَوْتِك ( رواه الحاكم).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين
ثانيًا: الاعتبارُ بالأيامِ والسنينَ الماضيةِ
وكما يرشدُنَا القرآنُ الكريمُ إلى الاعتبارِ بالأيامِ والسنينَ الماضيةِ، والنظرِ في عواقبِ الأممِ السابقةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {هَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ}(يونس: 102)، ويقولُ سبحانَهُ: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}(آل عمران: 140)، ويقولُ تعالَى: {وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ}(إبراهيم: 5)، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنه): أي: بوقائعِ اللهِ في الأممِ السالفةِ، ويقولُ الطبريُّ (رحمه اللهُ): وعِظْهُم بِمَا سلفَ في الأيامِ الماضيةِ لهم، وبِمَا كانَ في أيامِ اللهِ مِن النعمةِ والمحنةِ.
كما تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن أيامِ الحياةِ الدنيا فإنَّهُ يذكرُنَا بأيامِ الآخرةِ؛ لنعملَ لهَا أحسنَ العملِ، ونستعدَّ لهَا حقَّ الاستعدادِ، فإلى اللهِ سبحانَهُ المصيرُ، وإليهِ المرجعُ والمآبُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(البقرة: 254)، ويقولُ سبحانَهُ: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ* فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا* إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا* وَنَرَاهُ قَرِيبًا* يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ* وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}(المعارج: 4-10)، ويقولُ (تبارَكَ وتعالَى): {وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ}(الحج: 47)، ويقولُ تعالًى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}(الطور: 9-10)، ويقولُ (جلَّ وعلا): {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍۢ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍۢ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوٓءٍۢ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُۥٓ أَمَدًۢا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُۥ وَٱللَّهُ رَءُوفٌۢ بِٱلْعِبَادِ}(آل عمران: 30).
****
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين
ثالثًا: الأسبابُ المُعينةُ على استغلالِ الزمانِ قبلَ فواتِ الأوانِ
أولًا: استشعارُ رقابةِ اللهِ على العبدِ واطلاعِهِ على خفاياهُ، وأنَّهُ -سبحانَهُ- لا تخفَى عليه خافيةٌ، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق:16]، وقال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[البقرة:235].
ثانيًا: أنْ يعلمَ العبدُ أنَّهُ مسؤولٌ عن كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، قالَ تعالَى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة:7-8]، وقال -تعالى-: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر:93].
ثالثًا: أنْ يتذكرَ الحسابَ الأكبرَ يومَ القيامةِ، وأنْ يعلمَ أنَّ كلَّ شيءٍ يفعلُهُ في الدنيا سيجدُهُ يومَ القيامةِ خيرًا كان أمْ شرًّا، قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[آلعمران:30]، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47].
إنَّ تذكُّرَ الموتِ، وأهوالَ القيامة، يدعو المؤمنَ إلى استغلالِ وقتهِ، والأخذِ بالأسبابِ التي تؤدِّي إلى طريقِ الخيرِ والفلاحِ، يقولُ ﷺ: “كُنْ فِي الدنيَا كأنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ”(رواه البخاري).
تابع/ خطبة الجمعة القادمة بعنوان : عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين
رابعًا: صحبةُ أهلِ الهمةِ العاليةِ المحاسبينَ لأنفسهِم؛ لأنَّك ستقتدِي بهِم في ذلك، و أنْ تقارنَ بينَ نعمةِ اللهِ عليكَ وبينَ أفعالِكَ، فاللهُ سبحانَهُ أنعمَ عليكَ نعمًا كثيرةً وأنتَ لمْ تقمْ بحقِّهَا ، وحينهَا تعلمُ أنَّه ليس إلّا أنْ يعفوَ عنك ويرحمَكَ أو تهلَكَ.
خامسًا: استغلالُ وقتِ الفراغِ: إنَّ وقتَ الفراغِ نعمةٌ يستوجبُ مِن العبدِ استغلالهَا وسدهَا بمَا ينفعُهُ، فالإنسانُ لا يعرفُ بقيمتِهَا إلّا عندَما تُسلبُ منه، ولذا يجبُ عليهِ ألَّا يدعَ وقتَ فراغهِ يمرُّ دونَ تزويدِ رصيدهِ مِن الأعمالِ الصالحةِ، فالنفسُ إذا لم تُشغلْ بالطاعةِ شُغلتْ بالمعصيةِ وما أصدقَ قولُ الشافعيِّ: «وإذا لم تشغلْ نفسَكَ بالحقِّ شغلتْكَ بالباطلِ»،
اللهم احفظْ مصرَنَا، وارفعْ رايتَهَا في العالمين
الدعاء،،،،، وأقم الصلاةَ ،،،،،
كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف