أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير

بتاريخ 15 شعبان 1446 هـ ، الموافق 14 فبراير 2025م

خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 15 شعبان 1446 هـ ، الموافق 14 فبراير 2025م. 

 

تحميل خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، بصيغة  word أضغط هنا.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ : كما يلي:

 

أولًا: وسطيةُ الأمةِ وشهادتُهَا على جميعِ الأممِ.

ثانيًا: التسليمُ المطلقُ والانقيادُ الكاملُ للهِ تعالَى، ولرسولِهِ .

ثالثًا: الترابطُ بينَ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ الأقصَى.

رابعًا: تحويلُ حالِنَا مع اللهِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ : كما يلي:

 

تحويلُ القبلةِ دروسٌ وعبرٌ

15 شعبان 1446هـ – 14 فبراير 2025م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير

أولًا: وسطيةُ الأمةِ وشهادتُهَا على جميعِ الأممِ.

هذا الدرسُ يتمثلُ في قولِهِ تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[ البقرة : 143]، وهنا إعجازٌ عدديٌّ في هذه الآيةِ الكريمةِ، فعددُ آياتِ سورةِ البقرةِ 286 ÷ 2 = 143 ، هذا هو رقمُ هذه الآيةِ، فكأنَّ الآيةَ نفسَهَا جاءتْ وسطًا، وكفى بها رسالةً للأمةِ لتكونَ وسطًا في كلِّ شيءٍ.

 والوسطيةُ هنَا تعنِي الأفضليةَ والخيريةَ والرفعةَ، فالأمةُ وسطٌ في كلِّ شيءٍ، وسطيةٌ شاملةٌ .. فهي وسطٌ في الاعتقادِ والتصورِ، وسطٌ في العلاقاتِ والارتباطاتِ، وسطٌ في أنظمتِهَا ونظمِهَا وتشريعاتِهَا ، وحريٌّ بالمسلمينَ أنْ يعودُوا إلى وسطيتِهِم التي شرفَهُم اللهُ بهَا مِن أولِ يومٍ، وهذه الوسطيةُ أهلتْ هذه الأمةَ ومنحتهَا الشهادةَ على جميعِ الأممِ، وهذه الشهادةُ قسمان: شهادةٌ على نفسِهَا في الدنيا، وشهادةٌ على غيرِهَا في الآخرةِ.

 فشهادتُهَا على نفسِهَا في الدنيا: أنْ يشهدَ بعضُهُم على بعضٍ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ” ( متفق عليه واللفظ لمسلم )  وفي روايةٍ:” المؤمنونَ بعضُهُم على بعضٍ شهداء، المؤمنونُ شهداءُ اللهِ في أرضِه”؛ فشهادةُ الأمةِ في الدنيا سببٌ في وجوبِ دخولِ الصالحِ الجنة، والطالحِ النار.

أمَّا شهادةُ هذه الأمةِ في الآخرةِ:

فتكونُ على الأممِ السابقةِ

فعَنْ  أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :

” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}، قَال : وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ ”. (البخاري).

فأمةُ مُحمدٍ تشهدُ لنوحٍ وغيرِهِ بأنّهُم بلغُوا ونصحُوا بموجبِ ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ

وكما صرحتْ بذلك رواياتٌ أخرَى للحديثِ.

فعليكَ أن تحسنَ أخلاقَكَ ومعاملاتِكَ مع الناسِ؛ ليشهدُوا لكَ بالصلاحِ والتقوَى عندَ خروجِكَ مِن هذه الدنيا.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير

ثانيًا: التسليمُ المطلقُ والانقيادُ الكاملُ للهِ تعالَى، ولرسولِهِ ﷺ.

فالمسلمُ عبدٌ للهِ تعالى، يسلمُ بأحكامِهِ وينقادُ لأوامرِهِ بكلِّ حبٍّ ورضا، ويستجيبُ لذلك، ويسارعُ للامتثالِ بكلِّ ما أوتِيَ مِن قوةٍ وجهدٍ، والصحابةُ الكرامُ ـ رضي اللهُ عنهم ـ في أمرِ تحويلِ القبلةِ، أمرَهُم رسولُ اللهِ بالتوجهِ في صلاتِهِم ناحيةَ المسجدِ الأقصَى فتوجهُوا وانقادُوا، ولبثُوا على ذلك مدةَ سنةٍ وبضعةَ شهورٍ، فلمَّا أُمِروا بالتوجهِ ناحيةَ المسجدِ الحرامِ سارعُوا وامتثلُوا، بل إنَّ بعضَهُم لمَّا علمَ بتحويلِ القبلةِ وهُم في صلاتِهِم، تحولُوا وتوجهُوا وهم ركوعٌ إلى القبلةِ الجديدةِ، ولم ينتظرُوا حتى يكملُوا صلاتَهُم، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَيْنَا النَّاسُ يُصَلُّونَ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَقَالَ: ” أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ قُرْآنًا: أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، فَتَوَجَّهُوا إِلَى الكَعْبَةِ “. (البخاري).

 لقد تحولُوا وهُم في هيئةِ الركوعِ مِن قبلةِ بيتِ المقدسِ إلى اتجاهِ البيتِ الحرامِ ..

ولقد علمُونَا ـ رضي اللهُ عنهم ـ كيف نستقبلُ أوامرَ وتعاليمَ الإسلامِ .. بهذه الثقةِ في النهجِ، وبهذه الثقةِ في القائدِ، قادُوا وسادُوا وساسُوا الدنيا، وإذا كان هؤلاءِ تحولُوا وهم ركوعٌ فأين تحولُكَ الآن؟!! وأين استجابتُكَ لأوامرِ الرحمنِ؟!!!

والتطبيقُ العمليُّ في هذا الدرسِ أنْ تكونَ دائمَ الاستجابةِ والانقيادِ والخضوعِ لأوامرِ اللهِ وأوامرِ رسولِهِ في جميعِ مجالاتِ الحياةِ.

فالقرآنُ يأمرُكَ بالصلاةِ والزكاةِ والصيامِ والحجِ وصلةِ الرحمِ وحسنِ المعاملةِ، وينهاكَ عن الكبائرِ مِن الشركِ والزنا والسرقةِ والقتلِ وغيرِ ذلك مِن المنهياتِ، فهل استجبتَ لأوامرِ اللهِ وانتهيتَ عن نواهيهِ، والقرآنُ يُتلَى عليكَ مِن أكثرَ مِن أربعةَ عشرَ قرنًا مِن الزمانِ؟!!

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير

ثالثًا: الترابطُ بينَ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ الأقصَى.

لقد ارتبطُ المسجدُ الأقصَى بالمسجدِ الحرامِ برباطٍ وثيقٍ وعواملَ مشتركةٍ، يدركُ ذلكَ مِن أولِ وهلةٍ مَن عرفَ تاريخَ المسجدينِ، فأوجهُ الشبهِ والاتفاقِ بينهمَا كبيرةُ:

منها: رحلةُ الإسراءِ والمعراجِ:

فالمسجدانِ يشتركانِ في رحلةِ الإسراءِ والمعراجِ، فالمسجدُ الحرامُ مركزُ الانطلاقِ، وكان المسجدُ الأقصى مركزاً لنهايةِ الرحلةِ الأرضيةِ ( الإسراء) ، وبدايةً للرحلةٍ العلويةِ، وهى المعراجُ، قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. ( الإسراء: 1).

منها: تحويلُ القبلةِ: إذ جمعتْ بينَ المسجدينِ، فكان تحويلُ القبلةِ ذلكُم الحدثُ العظيمُ مِن المسجدِ الأقصَى إلى المسجدِ الحرامِ، قالَ تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام}(البقرة: 144)، وكمَا أنَّ المسجدَ الأقصَى كان قبلةً لجميعِ الأنبياءِ والرسلِ، فالمسجدُ الحرامُ أيضاً قبلةَ المسلمينَ إلى يومِ الدينِ.

ومنها: شدُّ الرحالِ: فيشتركُ المسجدُ الأقصَى مع المسجدِ الحرامِ، ومعهم المسجدُ النبويُّ، أنَّ هذه المساجدَ الوحيدةَ على ظهرِ الأرضِ التي يُشرعُ شدُّ الرحالُ، والسفرُ إليهَا، فقد قالَ :” لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؛ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ؛ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى.”(متفق عليه).

منها: بناءُ الأنبياءِ:

فيشتركانِ في أنَّ الذي بناهُمَا أنبياءٌ، فالمسجدُ الحرامُ بناهُ إبراهيمُ وولدهُ إسماعيلُ عليهمَا السلامُ، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ }(البقرة: 127)، والمسجدُ الأقصَى تنازعَ العلماءُ في تعيينِ أولِ مَن بنَاهُ، ولعلَّ أعدلَ هذهِ الأقوالِ: أنَّ الذي بناهُ يعقوبُ عليهِ السلامُ. (انظر:  زاد المعاد ؛ والبداية والنهاية)، كما يشتركانِ في أنّهُما مِن أولِ المساجدِ التي بُنيتْ للهِ في الأرضِ، فعن أبي ذرٍّ قال قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّل ؟َ قَالَ: ” الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؛ ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ” (متفق عليه).

ومنها: مضاعفةُ الحسناتِ:

فيشتركُ المسجدُ الحرامُ والمسجدُ الأقصَى في مضاعفةِ الحسناتِ فيهمَا مع اختلافٍ في الدرجاتِ. فالصلاةُ في المسجدِ الحرامِ بمائةِ ألفِ صلاةٍ: فعَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ :” صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي , أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ , إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ , وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ.” ( أحمد وابن ماجة ).

وفي المسجدِ الأقصَى بخمسائةِ صلاةٍ، فعن أبي الدرداءِ وجابرٍ رضي اللهُ عنهما عن النبيِّ قال: ” فَضلُ الصَّلاةِ في المسجِدِ الحرامِ علَى غيرِه مائةُ ألفِ صلاةٍ، وفي مَسجدِي ألفُ صَلاةٍ، وفي مَسجدِ بيتِ المقدِسِ خَمسُمِائةِ صلاةٍ”.(البيهقي ).

إنَّ الارتباطَ الوثيقَ بينَ المسجدِ الأقصَى والبيتِ العتيقِ فيهِ دلالةٌ على أهميةِ ومكانةِ المسجدِ الأقصَى؛ وإشارةٌ إلى أنَّهُ مسئوليةُ جميعِ المسلمين، وأنَّ واجبَ المسلمينَ نحوهُ هو تحريرُهُ والدفاعُ عنهُ، وأنَّ حرمتَهُ وقدسيتَهُ لا تقلُّ عن أهميةِ المسجدِ الحرامِ.

العنصر الرابع من خطبة الجمعة بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، للدكتور خالد بدير

رابعًا: تحويلُ حالِنَا مع اللهِ.

إنّنَا مأمورونَ بأنْ نقتدِيَ بنبيِّنَا في جميعِ أفعالِه، ولكن هناك أحداثٌ فعلَهَا النبيُّ بأمرٍ مِن اللهِ لغايةٍ وحكمةٍ تشريعيةٍ للأمةِ، فلو نظرنَا إلى المناسباتِ الدينيةِ عندَ المسلمين، فإنّكَ ستجدُ – مثلًا – الهجرةَ النبويةَ مِن مكةَ إلى المدينة، وليس معنى ذلك أنَّك ستهاجرُ في كلِّ عامٍ عندَ مرورِ هذه الذكرى عليكَ، وإنّما المطلوبُ منكَ هجرةُ الذنوبِ والمعاصي، وهذا ما أكدَهُ الرسولُ بقولِه:” لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ”. ( البخاري ومسلم)؛ وهكذا في بقيةِ المناسباتِ الدينيةِ!!

والتطبيقُ العمليُّ في هذا الدرسِ مِن هذه المناسبةِ ( تحويلِ القبلةِ ) هو : تحويلُ حالِنَا مع اللهِ، تحويلُ حالِنَا مِن العقائدِ المنحرفةِ والخرافاتِ الضالةِ والشعاراتِ الخادعةِ، إلى العقيدةِ السليمةِ المستقيمةِ.

تحويلُ حالِنَا مِن ارتكابِ المعاصِي والمسكراتِ والجرائمِ والفجورِ، إلى العبادةِ والطاعةِ والعملِ ليومِ النشورِ.

وتحويلُ حالِنَا مِن الكسلِ والخمولِ والتسكعِ، إلي السعيِ والكسبِ والاجتهادِ وابتغاءِ الرزقِ.

تحويلُ حالِنَا مِن الظلمِ والقهرِ والاستبدادِ، إلى العدلِ والحريةِ والمساواةِ.

وتحويلُ حالِنَا مِن التشرذمِ والتحزبِ والتشتتِ والاختلافِ، إلى الوحدةِ والاتحادِ والاعتصامِ والائتلافِ.

تحويلُ حالِنَا مِن الحقدِ والغلِّ والحسدِ والبغصاءِ لبعضِنَا البعض، إلى الحبِّ والنقاءِ والإيثارِ والإخاءِ والتراحمِ فيمَا بينَنَا، ولا سيّمَا ونحن مقبلون على شهرٍ كريمٍ، وقد سُئلَ ابنُ مسعودٍ: كيف كنتم تستقبلونَ رمضان ؟ قال : ما كان أحدُنَا يجرؤُ على استقبالِ الهلالِ وفي قلبِهِ ذرةُ حقدٍ على أخيهِ المسلمِ”.

وبالجملةِ تغييرٌ وتحويلٌ شاملٌ جمعَهُ اللهُ في قولِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }. ( الرعد:11)، { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}( الأعراف: 96).

ألا أفيقُوا يا أيُّها المسلمون….ألَا فلنتحولْ كما تحولَ الصحابةُ في حادثِ تحويلِ القبلةِ. نتحولُ بكلِّ قوةٍ وثقةٍ ورشاقةٍ إلى منهجِ الإسلامِ بكلياتِه وجزئياتِه، كما تحولَ الغرُّ الميامين وهم ركوعٌ ..ولا تقلْ بعدَ شهرٍ !! في أولِ رمضان!! بعدَ الامتحانِ!!! بعدَ الزواجِ!!! بعدَ بعدَ بعدَ!!! فقد تأتيكَ المنيةُ وأنتَ على معصيةِ اللهِ فتحشر عليهَا!!

أحبتي في الله:

حين تؤمنُ بأنَّ اللهَ قادرٌ على تحويلِ حالكَ مِن حالٍ إلى حالٍ ستعيشُ وأنت مستغنِي عن الدنيا وما فيها؛ انظر كيف حالُكَ مع اللهِ ؟؟ أمَا زلتَ تحبُّ الدنيا ؟!!.. أمَا زلتَ تحبُّ الشهواتِ ؟!!.. أمَا زلتَ ترتكبُ المنكرات؟!!..أم أنّك تحبُّ اللهَ .. وتحبُّ كلامَهُ .. تحرّمُ حرامَهُ وتُحلُّ حلالَهُ!!! وليكنْ هذا السؤالُ يترددُ في داخلِكَ دومًا .. في كلِّ وقتٍ وحينٍ ..كيـف حالُكَ يا قلبِي مع اللهِ ؟؟ هل أنت مستعدٌّ للموتِ اليومَ على حالِكَ هذه ؟؟ ..بل الساعة .. بل هذه اللحظة … الآنَ الآنَ الآنَ ..تلك همساتٌ أوجهُهَا لي قبلَ أنْ أكتبَهَا…. لكن ..لنقفْ مع أنفسِنَا دومًا .. ولنحاسبْ أنفسَنَا قبلَ الحسابِ!!

نسألُ اللهَ أنْ يباركَ لنَا في شعبانَ، وأنْ يبلغَنَا رمضانَ ونحنُ في أحسنِ حالٍ مع اللهِ،

وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

الدعاء،،،،                 وأقم الصلاة،،،،                          كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »