خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقاف

خطبة الجمعة بتاريخ 19 من ذي القعدة 1438هـ الموافق 11 من أغسطس 2017م تحت عنوان (الحج عبادة ومنهج حياة )للشيخ ماهر خضير

للتحميل بصيغة pdf

للتحميل بصيغة word

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عناصر الخطبة

العنصر الأول / تعريف الحج وحكمه وفضله

العنصر الثاني / قصة بناء البيت الحرام

العنصر الثالث /   وقفات مع فقه الحج

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل للحسن حظاً إلى مثله يميل، فأمر ببناء بيت وجلَّ عن السكنى الجليل، وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ثم حماه لما قصده أصحاب الفيل، فأرسل عليهم حجارة من سجيل ’ وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، خير من وطئ الثرى، المبعوث من أم القرى، عمَّ خيره جميع الورى

أما بعد: عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، وخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة، فإن تقوى الله جل وعلا أزين ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وأعظم ما ادخرتم أما بعد

أيها المسلمون عباد الله /

الحج في أصل اللغة: قصد الشيء وإتيانه، ومنه سمي الطريق محجة لأنه موضع الذهاب والمجيء

وفى الشرع الحج هو التعبد لله بأداء المناسك على ما جاء في السنة.

والحج  هو أحد أركان الإسلام، ولا يجوز إلا في وقت مخصوص والأصل فيه قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97]، وحرف على للإيجاب لا سيما إذا ذكر المستحق فقيل: لفلان على فلان، وقد أتبعه بقوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [آل عمران: 97] ليبين أن من لم يعتقد وجوبه فهو كافر

وكذلك قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة: 196] على أحد التأويلين، وقوله: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} [الحج: 27] فأذن فيهم: “إن لربكم بيتا فحجوه “.

وأما السنة: فما روى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» “

هذا عن وجوب الحج اما عن فضله

?فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قيل: “ثم ماذا؟” قال: “حج مبرور”. [1]
?والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”. [2]
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور”. فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . [3]
وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: “لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور”.
? والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. [4]

?والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه”. [5]
والسؤال الآن ياترى ما قصة هذا البيت الذى جعل الله الحج إليه ركنا عظيما من أركان الإسلام؟

وهذا هو ثانياً / قصة بناء البيت

عباد الله / هناك أقوال بين العلماء عن من هو أول من بنى البيت أشهرها :
من قال : إنهم الملائكة – وهو قول أبي جعفر الباقر – .
ومنهم من قال : إنه آدم عليه السلام – وهو قول عطاء وسعيد بن المسيب ، وممن قال به : ابن الجوزي وابن حجر
وذهبت طائفة إلى أنه إبراهيم عليه السلام – وهو قول ابن كثير وابن تيمية وابن القيم – .
والذي يترجح: هو القول الثاني ، وأن باني البيت هو آدم عليه السلام ، والذي كان من إبراهيم عليه السلام هو تجديد بنائه ورفعه بعد أن تهدم بالطوفان أو بغيره ، ومما يدل على ذلك :
قوله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) البقرة/ 125 ، ولا يُعهد إليهما بتطهير البيت إلا وهو موجود قبلهما .

وقوله تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ ) البقرة/ 127 ، وذِكر رفع إبراهيم عليه السلام للقواعد يدل على أنها موجودة قبله ، وإنما عمله الكشف عنها ورفعها ، والبناء عليها .

عاشت الكعبة بعد البناء الأول ردحاً من الزمن، ولم تمسها يد لامس، وخاصة حين أغرقها الطوفان الذي محى آثارها، ودفن معالمها، فهيأ الله – عز وجل – لها بحكمته وإرادته من يبعثها لتكون قبلة للناس، وقرَّة عين للمسلمين، ومهوى أفئدتهم، وعظمة دينهم، فكان أن اصطفى الله لهذه المهمة خليله إبراهيم وابنه إسماعيل – عليهما الصلاة والسلام -، فقد جاء في البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قصة بناء الكعبة وتجديد ما اندثر منها قوله: “لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: أالله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال: يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “فذلك سعي الناس بينهما”، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه – تريد نفسها -، ثم تسمعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه (أو قال: بجناحه) حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال: لو لم تغرف من الماء؛ لكانت زمزم عيناً معيناً)) قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله …. ثم لبث عنهم – أي إبراهيم عليه السلام – ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني،وهو ما يعرف اليوم بمقام ابراهيم عليه السلام وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

وفى  المستدرك  ووافقه الذهبي على تصحيحه. عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ربِّ قد فرغت، فقال: أذن في الناس بالحج، قال: رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعلي البلاغ، قال: رب كيف أقول؟ قال: قل: يا أيها الناس، كُتب عليكم الحج، حج البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض، ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يُلَبُّون .

وعن أبي الطفيل قال: قال لي ابن عباس: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت الجبال رءوسها ورفعت له القرى، فأذن في الناس بالحج [6]

رزقنا الله واياكم الايمان الصادق والعمل الصالح وحج بيته الحرام  واقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم فاستغفروه انه غفور رحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد ..  عباد الله تلك كانت قصة بناء الكعبة على يد الخليل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بإيجاز شديد

الوقفة الأولى / لمن استطاع اليه سبيلا

 

والان اسمحوا لي أن أقف مع حضراتكم وقفتان نتدبر فيهما بعض احكام فقه الحج

 

عباد الله الاستطاعة هنا هى  الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فمن فقد شرطا من شروط الاستطاعة سقط عنه الحج وهو غير واجب عليه والقاعدة تقول لا تكليف إلا بما يطاق: لم يكلف الله تعالى الخلق إلا بما يطيقونه، ولا يطيقون إلا ما كلفهم

فان توافرت الاستطاعة يقول أبو حنيفة وأبو يوسف، والمالكية في أرجح القولين، والحنابلة: يجب الحجّ بعد توافر الاستطاعة وبقية شروط الوجوب على الفور في العام الأول، أي في أول أوقات الإمكان، فيفسق وتردّ شهادته بتأخيره سنينا لأنّ تأخيره معصية صغيرة[7]

وقد توجد الاستطاعة ويمنع مانع من الحجّ كالغريم يمنعه الدّائن عن الخروج حتى يؤدّي الدّين، أو يكون له عيال يجب عليه نفقتهم، فلا يلزمه الحجّ، حتى يوفّر لهم النّفقة مدّة الغياب، وتقديم العيال أولى، قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن عمرو: «كفى المرء إثما أن يضيّع من يقوت» .

وكذا الأبوان يخاف الضيعة عليهما، ولم يكن له من يتلطف بهما، فلا سبيل له إلى الحجّ

الوقفة الثانية/ الحج الواجب مرة فى العمر

 

 

 

 

اجمع العلماء على ان الحجّ لا يجب في العمر إلا مرّة واحدة لأنه ليس في الآيات ما يوجب التّكرار، وقد روى أحمد والنسائي عن ابن عبّاس أن الأقرع بن حابس سأل النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، الحجّ في كلّ سنة، أو مرّة واحدة؟ فقال: «بل مرّة، فمن زاد فتطوع»

وعليه يجب ان يراعى من اراد ان يكرر الحج فقه الأولويات لاختيار خير الخيرين، ودفع شر الشرين.

فعلى سبيل المثال: عند التعارض بين السعي في خدمة الناس مع عبادة مثل الاعتكاف .. أيهما نُقدم؟

يقول صلى الله عليه وسلم: ” ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا “.

فما يتعدى نفعه للناس يُقدم على ما كان نفعه مقصورا على الفرد.

ويُفترض أن الدافع إيماني دائماً لهذه الرحلة المباركة

فعلى من اراد ان يكرر الحج ان يعلم انه تطوع والتطوع فى كل شىء ينبغى أن يراعى فيه تقديم الأهم على المهم، وقد تكون هناك حالات فى أشد الحاجة إلى المعونة لإنقاذ الحياة أو تخفيف الويلات، وهنا يكون الإنفاق فيها أولى

ومن الاثار عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله أنه قال: “في آخر الزمان يكثر الناس من الحج بلا سبب، يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب في الأرض للحج وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه.

فعلى المسلم أن يفهم أنه حين يطعم جائعاً أو يداوي مريضاً أو يؤوي مشرَّداً أو يكفل يتيماً أو يقضي حاجة أرملة أو يبني مدرسة أو مسجداً أو يساهم في مشروع يعود بالنفع على العباد بأن هذا أفضل عند الله.

عباد الله .. الحج فرصة عظيمة لقبول الرأي الآخر والمخالف، حيث يجد الحاج نفسه منذ بداية الرحلة أمام ثلاثة أنساك، له حرية الاختيار من بينها، والمتمتع والقارن لا ينكران بأي حال على المفرد، ومن تأخر في المبيت في منى لا ينكر على من تعجل فكلاهما سواء والحج سبب للتقوى وتزكية النفس.وسبب لتربية المسلم على تحمل المشاق والسعي لمرضاة الله
وهو سبب للتواصل بين المسلمين وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينهم وسبب لتنمية الشعور لدى الحاج بالعِزةٍ والفخر للانتماء إلى هذه الأُمة فاجعلوا من موسم الحج فرصة لتصحيح المسار وتقويم السلوك ومغفرة للذنوب والأوزار

وما زال وفد الله يقصد مكة ……. إلى أن يرى البيت العتيق وركناه
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه ……. ويسقط عنه جرمه وخطاياه

الدعاء ……………………. وأقم الصلاة

أعدها الفقير إلى عفو ربه

ماهر السيد خضير

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الإسكندرية

[1] البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد.

[2] البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423

[3] البخاري كتاب الحج حديث 1728

[4] {متفق عليه، البخاري }

[5] البخاري 1424

[6] تفسير يحيى بن سلام .. سورة الحج

[7] التفسير المنير للزحيلى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عناصر الخطبة

العنصر الأول / تعريف الحج وحكمه وفضله

العنصر الثاني / قصة بناء البيت الحرام

العنصر الثالث /   وقفات مع فقه الحج

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل للحسن حظاً إلى مثله يميل، فأمر ببناء بيت وجلَّ عن السكنى الجليل، وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ثم حماه لما قصده أصحاب الفيل، فأرسل عليهم حجارة من سجيل ’ وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، خير من وطئ الثرى، المبعوث من أم القرى، عمَّ خيره جميع الورى

أما بعد: عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، وخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة، فإن تقوى الله جل وعلا أزين ما أظهرتم، وأكرم ما أسررتم، وأعظم ما ادخرتم أما بعد

أيها المسلمون عباد الله /

الحج في أصل اللغة: قصد الشيء وإتيانه، ومنه سمي الطريق محجة لأنه موضع الذهاب والمجيء

وفى الشرع الحج هو التعبد لله بأداء المناسك على ما جاء في السنة.

والحج  هو أحد أركان الإسلام، ولا يجوز إلا في وقت مخصوص والأصل فيه قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97]، وحرف على للإيجاب لا سيما إذا ذكر المستحق فقيل: لفلان على فلان، وقد أتبعه بقوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [آل عمران: 97] ليبين أن من لم يعتقد وجوبه فهو كافر

وكذلك قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة: 196] على أحد التأويلين، وقوله: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا} [الحج: 27] فأذن فيهم: “إن لربكم بيتا فحجوه “.

وأما السنة: فما روى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» “

هذا عن وجوب الحج اما عن فضله

?فهو من أفضل الأعمال والقربات عند الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”. قيل: “ثم ماذا؟” قال: “حج مبرور”. [1]
?والحج يعدل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”. [2]
وفي رواية: قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: “لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجٌ مبرور”. فقالت عائشة: فلا أدعُ الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . [3]
وفي رواية للنسائي: قلت: يا رسول الله، ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد. قال: “لا، ولَكُنَّ أحسنُ الجهاد وأجملُه حج البيت، حجٌ مبرور”.
? والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”. [4]

?والحج المبرور سبب لغفران الذنوب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجح كيوم ولدته أمه”. [5]
والسؤال الآن ياترى ما قصة هذا البيت الذى جعل الله الحج إليه ركنا عظيما من أركان الإسلام؟

وهذا هو ثانياً / قصة بناء البيت

عباد الله / هناك أقوال بين العلماء عن من هو أول من بنى البيت أشهرها :
من قال : إنهم الملائكة – وهو قول أبي جعفر الباقر – .
ومنهم من قال : إنه آدم عليه السلام – وهو قول عطاء وسعيد بن المسيب ، وممن قال به : ابن الجوزي وابن حجر
وذهبت طائفة إلى أنه إبراهيم عليه السلام – وهو قول ابن كثير وابن تيمية وابن القيم – .
والذي يترجح: هو القول الثاني ، وأن باني البيت هو آدم عليه السلام ، والذي كان من إبراهيم عليه السلام هو تجديد بنائه ورفعه بعد أن تهدم بالطوفان أو بغيره ، ومما يدل على ذلك :
قوله تعالى ( وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ) البقرة/ 125 ، ولا يُعهد إليهما بتطهير البيت إلا وهو موجود قبلهما .

وقوله تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ ) البقرة/ 127 ، وذِكر رفع إبراهيم عليه السلام للقواعد يدل على أنها موجودة قبله ، وإنما عمله الكشف عنها ورفعها ، والبناء عليها .

عاشت الكعبة بعد البناء الأول ردحاً من الزمن، ولم تمسها يد لامس، وخاصة حين أغرقها الطوفان الذي محى آثارها، ودفن معالمها، فهيأ الله – عز وجل – لها بحكمته وإرادته من يبعثها لتكون قبلة للناس، وقرَّة عين للمسلمين، ومهوى أفئدتهم، وعظمة دينهم، فكان أن اصطفى الله لهذه المهمة خليله إبراهيم وابنه إسماعيل – عليهما الصلاة والسلام -، فقد جاء في البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قصة بناء الكعبة وتجديد ما اندثر منها قوله: “لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: أالله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال: يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “فذلك سعي الناس بينهما”، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه – تريد نفسها -، ثم تسمعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه (أو قال: بجناحه) حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف، قال ابن عباس: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال: لو لم تغرف من الماء؛ لكانت زمزم عيناً معيناً)) قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله …. ثم لبث عنهم – أي إبراهيم عليه السلام – ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني،وهو ما يعرف اليوم بمقام ابراهيم عليه السلام وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

وفى  المستدرك  ووافقه الذهبي على تصحيحه. عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ربِّ قد فرغت، فقال: أذن في الناس بالحج، قال: رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذِّن وعلي البلاغ، قال: رب كيف أقول؟ قال: قل: يا أيها الناس، كُتب عليكم الحج، حج البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض، ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يُلَبُّون .

وعن أبي الطفيل قال: قال لي ابن عباس: هل تدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت؟ قال: إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت الجبال رءوسها ورفعت له القرى، فأذن في الناس بالحج [6]

رزقنا الله واياكم الايمان الصادق والعمل الصالح وحج بيته الحرام  واقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم فاستغفروه انه غفور رحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد ..  عباد الله تلك كانت قصة بناء الكعبة على يد الخليل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بإيجاز شديد

الوقفة الأولى / لمن استطاع اليه سبيلا

 

والان اسمحوا لي أن أقف مع حضراتكم وقفتان نتدبر فيهما بعض احكام فقه الحج

 

عباد الله الاستطاعة هنا هى  الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فمن فقد شرطا من شروط الاستطاعة سقط عنه الحج وهو غير واجب عليه والقاعدة تقول لا تكليف إلا بما يطاق: لم يكلف الله تعالى الخلق إلا بما يطيقونه، ولا يطيقون إلا ما كلفهم

فان توافرت الاستطاعة يقول أبو حنيفة وأبو يوسف، والمالكية في أرجح القولين، والحنابلة: يجب الحجّ بعد توافر الاستطاعة وبقية شروط الوجوب على الفور في العام الأول، أي في أول أوقات الإمكان، فيفسق وتردّ شهادته بتأخيره سنينا لأنّ تأخيره معصية صغيرة[7]

وقد توجد الاستطاعة ويمنع مانع من الحجّ كالغريم يمنعه الدّائن عن الخروج حتى يؤدّي الدّين، أو يكون له عيال يجب عليه نفقتهم، فلا يلزمه الحجّ، حتى يوفّر لهم النّفقة مدّة الغياب، وتقديم العيال أولى، قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن عمرو: «كفى المرء إثما أن يضيّع من يقوت» .

وكذا الأبوان يخاف الضيعة عليهما، ولم يكن له من يتلطف بهما، فلا سبيل له إلى الحجّ

الوقفة الثانية/ الحج الواجب مرة فى العمر

 

 

 

 

اجمع العلماء على ان الحجّ لا يجب في العمر إلا مرّة واحدة لأنه ليس في الآيات ما يوجب التّكرار، وقد روى أحمد والنسائي عن ابن عبّاس أن الأقرع بن حابس سأل النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، الحجّ في كلّ سنة، أو مرّة واحدة؟ فقال: «بل مرّة، فمن زاد فتطوع»

وعليه يجب ان يراعى من اراد ان يكرر الحج فقه الأولويات لاختيار خير الخيرين، ودفع شر الشرين.

فعلى سبيل المثال: عند التعارض بين السعي في خدمة الناس مع عبادة مثل الاعتكاف .. أيهما نُقدم؟

يقول صلى الله عليه وسلم: ” ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا “.

فما يتعدى نفعه للناس يُقدم على ما كان نفعه مقصورا على الفرد.

ويُفترض أن الدافع إيماني دائماً لهذه الرحلة المباركة

فعلى من اراد ان يكرر الحج ان يعلم انه تطوع والتطوع فى كل شىء ينبغى أن يراعى فيه تقديم الأهم على المهم، وقد تكون هناك حالات فى أشد الحاجة إلى المعونة لإنقاذ الحياة أو تخفيف الويلات، وهنا يكون الإنفاق فيها أولى

ومن الاثار عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله أنه قال: “في آخر الزمان يكثر الناس من الحج بلا سبب، يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب في الأرض للحج وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه.

فعلى المسلم أن يفهم أنه حين يطعم جائعاً أو يداوي مريضاً أو يؤوي مشرَّداً أو يكفل يتيماً أو يقضي حاجة أرملة أو يبني مدرسة أو مسجداً أو يساهم في مشروع يعود بالنفع على العباد بأن هذا أفضل عند الله.

عباد الله .. الحج فرصة عظيمة لقبول الرأي الآخر والمخالف، حيث يجد الحاج نفسه منذ بداية الرحلة أمام ثلاثة أنساك، له حرية الاختيار من بينها، والمتمتع والقارن لا ينكران بأي حال على المفرد، ومن تأخر في المبيت في منى لا ينكر على من تعجل فكلاهما سواء والحج سبب للتقوى وتزكية النفس.وسبب لتربية المسلم على تحمل المشاق والسعي لمرضاة الله
وهو سبب للتواصل بين المسلمين وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينهم وسبب لتنمية الشعور لدى الحاج بالعِزةٍ والفخر للانتماء إلى هذه الأُمة فاجعلوا من موسم الحج فرصة لتصحيح المسار وتقويم السلوك ومغفرة للذنوب والأوزار

وما زال وفد الله يقصد مكة ……. إلى أن يرى البيت العتيق وركناه
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه ……. ويسقط عنه جرمه وخطاياه

الدعاء ……………………. وأقم الصلاة

أعدها الفقير إلى عفو ربه

ماهر السيد خضير

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الإسكندرية

[1] البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد.

[2] البخاري كتاب الحج حديث رقم 1423

[3] البخاري كتاب الحج حديث 1728

[4] {متفق عليه، البخاري }

[5] البخاري 1424

[6] تفسير يحيى بن سلام .. سورة الحج

[7] التفسير المنير للزحيلى

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »