خطبة الجمعة القادمة : مفهوم التنمية الشاملة ، للدكتور خالد بدير
خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م : مفهوم التنمية الشاملة ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 20 شعبان 1442هـ – 2 أبريل 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للدكتور خالد بدير : مفهوم التنمية الشاملة:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للدكتور خالد بدير: مفهوم التنمية الشاملة ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للدكتور خالد بدير : مفهوم التنمية الشاملة، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للدكتور خالد بدير : مفهوم التنمية الشاملة : كما يلي:
العنصر الأول: التنمية الاقتصادية
العنصر الثاني: التنمية الاجتماعية
العنصر الثالث: التنمية الروحية
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للدكتور خالد بدير : مفهوم التنمية الشاملة : كما يلي:
الحمد لله رب العالمين القائل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} . (الملك: 15). وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد:
أيها المسلمون: تعالوا بنا لنقف مع حضراتكم في هذا اللقاء مع التنمية الشاملة للمجتمع والتي تتمثل في :
العنصر الأول: التنمية الاقتصادية
فقد أولى الإسلام اهتمامه بعملية التنمية الاقتصادية اهتمامًا كبيرًا؛ حتى كُتب في ذلك رسائل ماجستير ودكتوراه ؛ لذلك حث الإسلام جميع أفراده على العمل والإنتاج ؛ ويقرر أن حياة الإنسان بدون عمل هي عقيم كحياة شجر بلا ثمر ، فهي حياة تثير المقت الكبير لدي واهب الحياة الذي يريدها خصبة منتجة كثيرة الثمرات.
فالإسلام لا يعرف سنًا للتقاعد، بل يجب على المسلم أن يكون وحدة إنتاجية طالما هو على قيد الحياة، ما دام قادرًا على العمل، بل إن قيام الساعة لا ينبغي أن يحول بينه وبين القيام بعمل منتج، وفي ذلك يدفعنا النبي صلى الله عليه وسلم دفعًا إلى حقل العمل وعدم الركود والكسل فيقول: ” إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ؛ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَلْيَغْرِســهَا ” . ( أحمد والبخاري في الأدب المفرد بسند صحيح ).
كما حث الإسلام على اتخاذ المهنة للكسب فهي خير من المسألة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ تَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ ، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ” (الترمذي وحسنه) .
لذلك كان سيدنا عمر بن الخطاب يهتم بالعمل ويرغب فيه فيقول: ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلىَّ من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري، وكان إذا رأي فتى أعجبه حاله سأل عنه: هل له من حرفة ؟ فإن قيل: لا. سقط من عينيه. وكان كلما مر برجل جالس في الشارع أمام بيته لا عمل له أخذه وضربه بالدرة وساقه إلى العمل وهو يقول: إن الله يكره الرجل الفارغ لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.”(الإحياء؛ الإمام أبو حامد الغزالي).
وهكذا حث الإسلام على العمل والإنتاج ؛ والسعي في الأرض من أجل الرزق الحلال؛ فلو أن كل الطاقات المعطلة نزلت سوق العمل وأنتجت لتحققت التنمية الاقتصادية وأصبحنا في رخاء وازدهار ورغدٍ من العيش.
العنصر الثاني: التنمية الاجتماعية
أحبتي في الله: ومن أهم مجالات التنمية الشاملة في مجتمعنا المعاصر ( التنمية الاجتماعية ) ؛ وتتلخص في بث روح التعاون والإخاء والمحبة بين أفراد المجتمع ليصبح المجتمع كله جسدًا واحدًا يتألم جميع أعضائه لألمه ويسعد بسعادته؛ فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” ( البخاري ومسلم )؛ وعَنْ أَبِي مُوسَى , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ؛ ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ “. (متفق عليه)؛ وهنا تتجسد التنمية الاجتماعية في هذا التصوير البلاغي للمجتمع؛ حيث شبه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ الأفراد باللبن في الجدار؛ وشبه المادة التي تمسك اللبن وتشد بعضه بعضًا وهي ( الأسمنت المخلوط بالرمل – المونة ) بالعلاقات التي بين أفراد المجتمع؛ فإذا فسدت المادة التي تمسك البنيان وتشده فلا شك أن مصيره إلى زوال وانهيار وهدم ؛ وكذلك العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين أفراد المجتمع إذا فسدت فإن المجتمع مصيره كذلك إلى زوال وانهيار وهدم!!!
إن التنمية الاجتماعية لن تتحقق إلا بنشر المحبة الصافية الخالية من الشوائب النائية عن كل مصلحة أو حاجة!! فعن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ»(مسلم) . قال الإمام النووي:” في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى ، وأنها سبب لحب الله تعالى العبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب.” فأين نحن من هذه المعاني؟!!
أيها المسلمون: علينا أن نتواصل ونتراحم بين أقاربنا وأرحامنا ولا سيما في هذه الأيام المباركة؛ فكثير منا – إلا من رحم الله – بينه وبين أخيه أو صديقه أو زميله أو أحد أقاربه أو جيرانه خلاف وشقاق وخصام وشحناء وبغضاء؛ ولا شك أن ذلك سبب عائق ومانع لرفع الأعمال وحجب المغفرة والرحمات والبركات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم)، وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؛ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”. [ ابن ماجة بسند حسن ].
والناظر إلى السنة المطهرة يجد أنَّ سنةَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامرةٌ بالنصوص المؤكِّدة على أهمية طهارةِ القلوب وسلامتها من الغلِّ والشحناء والبغضاء، يُسأل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الناس أفضل؟ فيقول:” كلّ مخموم القلب صدوق اللسان، فيقال له: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو التّقي النقي، لا إثم ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد”. (رواه ابن ماجه بإسناد صحيح)؛ ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا”. (متفق عليه)، بل إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:” لا تدخُلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا”. ( مسلم) ؛ ويقول عليه الصلاة والسلام: “ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: ” إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين”. ( أبو داود بإسناد صحيح ) .
فالعبد يجتهد في الصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام والإنفاق وغير ذلك من القربات؛ وكل ذلك يحلقه الخصام والشحناء والبغضاء وفساد ذات البين؛ بل إن أعماله لا ترفع ولن يغفر الله حتى يصطلح مع أخيه.
فبادر أنت بالخير إذا أعرض عنك أخوك وكن أنت الأخير والأفضل عند الله ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”(متفق عليه).
فعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. علينا أن نفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه ؛ وعلينا أن نعمل على سلامة الصدر مع المسلمين قبل رمضان.
روى عن ابن مسعود أنه سُئل: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ فقال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم. اللهم انزع الحقد والحسد من قلوبنا وبلغنا رمضان يا الله.
العنصر الثالث: التنمية الروحية
عباد الله: إذا كان الإنسان يتكون من روح وجسد، وكان الغذاء المادي هو قوام الجسد؛ فإن عبادة الله تعالى على اختلاف أصنافها، وتنوع ضروبها هي التنمية الروحية لغذاء الروح ، وهي الغاية التي من أجلها خلق الله الإنسان وكرمه من بين سائر المخلوقات، ومظاهر هذا التكريم أن الله جمع فيه صفات العالم العلوي ( الملائكة ) والتي تتمثل في الجانب الروحي، وصفات العالم السفلي ( الحيوانات والبهائم ) والتي تتمثل في الجانب المادي الشهواني، فإذا اهتم الإنسان بالجانب الروحي وتغلب على شهواته وقمعها وهذبها؛ صعد بروحه إلى أعلى حتى يصل إلى درجة الملائكة، لأن هناك قاعدة عامة عند العلماء تقول: وجود الشهوة مع قمعها أفضل من عدم وجودها، فكلما كثرت الشهوات والفتن وتغلب العبد عليها كلما كان أكثر أجرًا عند الله، يدل على ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم – : ” الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ” [مسلم]. قال الإمام النووي: ” المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد .” أ. ه ؛ فالذي يعبد الله في زمان الفتن كالزمان الذي نعيش فيه الآن، يأخذ أجور الناس جميعًا.
أما إذا أهمل التنمية الروحية واهتم بغذاء الجانب المادي من غذاء وشراب وغيرها من ملذات الحياة ؛ كحال كثير ممن الناس الذين لا يعرفون للمسجد طريقًا ولا للحسنات سبيلًا، فإنه يهبط إلى أسفل حتى يصل إلى درجة البهائم. قال تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }(الأعراف: 179) .
إن الحياة بدون عبادة حياة خاوية الروح، مظلمة الفكر، منتنة الطبع، متعفنة الفطرة، مرة المذاق، ولا أدل على ذلك من حالات الناس في تلك المجتمعات التي فقدت السلطان الروحي؛ حيث يندفع الكثير منهم إلى الانتحار نتيجة القلق النفسي، فإن عبادة الله سبحانه وتعالى بها يحفظ التوازن بين مطالب الجسم ورغائب الروح، وبين تطلعات العقل وأشواق القلب، فالعبادة تنمية روحية ومدد ووقود لجذوة العقيدة التي تنير جوانب النفس.
ولذلك ” كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا حزبه أمر صلى ” ( أبو داود )، وكلما أحس – صلى الله عليه وسلم – بضيق أو هَمٍّ يقول: ” أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها ” ( أبو داود ) ، فكلما بعدتَّ عن العبادة والطاعة كنتَ في ضيق وغمٍّ وقلق نفسي وتوتر وضنك ، والشفاء والعلاج في صلتك بالله، { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }( طه: 124 – 126 ).
أحبتي في الله: علينا أن نجتهد في تحقيق التنمية الروحية والإيمانية والأخلاقية فنتمرن على الطاعة ونحن على أعتاب أفضل الشهور ، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن ، فعن أنس قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرءوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان، وقال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء ، وكان عمرو بن قيس إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
عباد الله: ألا فلنسارع إلى الله، ونجد ونجتهد، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، كما قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ، فمن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟! وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان ؟!!
وهكذا أيها المسلمون: يجب علينا أن نسعى جاهدين – أفرادًا وجماعاتٍ ؛ صغارًا وكبارًا ؛ شبابًا وشيوخًا ؛ رجالًا ونساءً – إلى تحقيق التنمية الشاملة في كل جوانب الحياة : الاقتصادية ؛ والاجتماعية ؛ والروحية ؛ والأخلاقية …إلخ حتى نعيش في تقدم ورخاء ؛ وحب وصفاء ؛ وإيمان ورجاء . بذلك تتحقق التنمية الشاملة .
نسأل الله أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان؛ وأن يرفع عنَّا البلاء والوباء؛ وأن يجعل هذا البلد أمنًا رخاءً سخاءً وسائر بلاد العالمين !!!
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف