خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف word و pdf : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم
خطبة الجمعة القادمة
ننفرد بنشر خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف word و pdf : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم ، بتاريخ 22 من جماد الأول لسنة 1441 هـ ، الموافق 17 يناير 2020 م.
أولاً : تحميل الخطبة بصيغة word
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف word : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم .
ثانياً : تحميل الخطبة بصيغة pdf
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم .
________________________________________________
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم ، كما يلي:
جمهورية مصر العربية 22 جمادى الأولى 1441هـ
وزارة الأوقاف 17 يناير 2020م
الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم
الحمد لله رب العالمينَ ، القائلِ في كتابه الكريم : {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمّدًا عَبدُه ورسوله ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
وبعد :
فإن الأمم المتحضرة والدول الراقية هي التي تجعل من مراعاة الآداب العامة منهج حياة ، ولا تعد هذه الآداب من نافلة القول ، أو على هامش الحياة ؛ فالآداب العامة لا تنفك عن منظومة القيم والأخلاق الإنسانية ، وهذا ما يتسق وتعاليم ديننا الحنيف الذي أرسى مجموعة من الآداب العامة التي تنظم علاقة الإنسان بربه ، وعلاقته بالكون كله .
ومن هذه الآداب : النظافة :
فقد عُني الإسلام بطهارة الجسد والثوب والمكان ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وقال سبحانه :
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (إذا استيقظ أحدُكم من نومِهِ ، فلا يَغْمِسْ يدَه في الإناءِ حتى يغسلَها ثلاثًا…) ، وقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ) ، قَالُوا : وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : (الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ) .
ولقد ربط الإسلام بين النظافة الحسية والمعنوية:
فجعل الطهارة الحسية من أسباب الطهارة المعنوية ، فإن الإنسان إذا حافظ على نظافة جسده كان ذلك سببا في غفران ذنوبه ، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :
(إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ – أَوِ الْمُؤْمِنُ – فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ – أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ – حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ) ، وكمَا عُنيَ الإسلامُ بالنظافةِ الخاصةِ – أوِ الشخصيةِ – عُنِيَ كذلكَ بالنظافةِ العامةِ , فقالَ (صَلىَ اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) :
(طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ) ، والأفنيةُ تشملُ فناءَ البيتِ ، والمدرسةِ والمصنعِ ، والمنتدياتِ ، والمتَنزهاتِ العَامةِ , كمَا تتسعُ لتشملَ الطُّرقَ والميادينَ وغيرَهَا ، فيجب الحفاظ عليها ، وعدم الظهور فيها بما لا يليق ، وتركها أفضل مما كانت ، والإسهام في نظافتها .
ومن هذه الآداب : احترام النظام:
إذ لابد لكل مجتمع من بعض الأنظمة والقواعد العادلة التي تضبط سلوك أفراده ، وتحفظ على الإنسان حقوقه ، ويُلزم فيها بأداء ما عليه من واجبات ، فتتحقق المصلحة العامة التي يعم نفعها على المجتمع كله ، والمتأمل في حال الدول المتقدمة ، والمجتمعات الراقية يعلم يقينًا أنها ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا باحترامها للقوانين ، والتزامها بتطبيقها ، وذلك يجسد احترام حقوق الآخرين ، ومبدأ الحق مقابل الواجب ، وأن يعامل الإنسان الناس بما يحب أن يعاملوه به ، فذلك من كمال الإيمان ، قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :
(لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) ، وتلك مسئولية يقع الجميع تحت طائلتها، قال (صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلم) : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ…) ، فباحترام النظام ، والالتزام بضوابطه يسود العدل ، وتنتشر روح الإخاء والمحبة والمودة ، وينعم المجتمع كله بالأمن والأمان والاستقرار .
ومن هذه الآداب : مراعاة الذوق العام ، حيث جاء الإسلام بكل ما يهذب السلوك، ويُرَقِّي المشاعر ، ويؤلف بين القلوب وفق قواعد عامة لا يختلف عليها الناس، مع احترام أعراف الناس ، وما تآلفوا عليه ، فقد أقر الشرع الشريف كل طيب لا ينفر الناس ، وحرم كل خبيث يوقع بهم الضرر ، قال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} .
ومراعاة الذوق العام تقتضي :
اقتصاد الإنسان في ملبسه ، ومأكله ، ومشربه ، والبعد عن الإسراف الممقوت شرعا ، والمظهر غير المقبول ، قال تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ، وكذلك احترام المواعيد , والوفاء بالعهود ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ، كما يجب مراعاة الذوق العام في الحركة واللباس والشكل العام ، فعَنْ جَابِرٍ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ ، وقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلَا يَمْشِ فِي الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا) ؛ وشسع النعل : هو ما يشد به النعل ، والمعنى : إذا قطع أحد النعلين ، ولم يعد صالحا ، لا ينبغي أن يمشي الإنسان بنعل واحدة ، مراعاة للذوق العام .
ومن مراعاة مشاعر الناس ألا يصدر الإنسان صوتًا ، أو فعلًا يستهجنه الناس، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال : تجشَّأ رجل عند النبي (صلى الله عليه وسلم)- أي : أخرج صوتا من فمه نتيجة شبع أو امتلاء – فقال (صلى الله عليه وسلم) : (كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ شبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ) ، والجشاء : صوت يخرج من الفم نتيجة الشبع أو الامتلاء ، وهذا الفعل وإن لم يكن محرمًا ، إلا أنه يتنافى مع الذوق العام ، وأولى بذلك من يؤذون الناس بتناول المحرمات التي تبعث روائح كريهة من أفواههم أو ملابسهم ، وكذلك مراعاة الذوق العام في كل ما يصدر عن الإنسان من أفعال ، أو أقوال ، أو غير ذلك ، قال تعالى : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} .
ومن الآداب العامة : مخاطبة الناس بالقول الحسن ، وتخير الكلمة الطيبة:
قال تعالى : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، ويقول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)، ومن ذلك استخدام الألفاظ الحسنة التي لا تنفر ، فقد مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم يوقدون نارًا , فكَرِه أن يقول لهم : السلام عليكم يا أهل النار ؛ إنما قال : السلام عليكم يا أهل الضوء.
ومنها : احترام الخصوصيات ، وعدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه ، حيث يقول الحق سبحانه :{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيْهِ) .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية: من خطبة الجمعة القادمة : الآداب العامة وأثرها في رقي الأمم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لَهُ ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُه ورسُولُه ، اللهُمَّ صَلّ وسلمْ وَبارك عليهِ ، وَعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ ، وَمن تَبعَهُمْ بإحسانٍ إِلىَ يومِ الدِّيِن .
إخوةَ الإسلامِ :
إن من أهم أعمدة الآداب العامة التي تسهم في رقي المجتمع : الحياء:
وهو خلق إسلامي رفيع ، يمنع صاحبه من فعل ما يلام عليه ، ويبعث على اجتناب كل قبيح ، ويعصم من التقصير ، ولقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الحياء من الأخلاق التي جاءت بها الرسالات السماوية السابقة ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) .
وعندما مر النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ ، فَقَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (دَعْهُ فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ) ، وعن عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رضي الله عنه) ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ) ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ : (لَيْسَ ذَاكَ؛ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ) ، والحياء يمنع الإنسان من الزلل ، ففاقد الحياء لا عاصم له ، ولله در القائل :
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ ** وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَـيرٌ ** وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالـي ** وَلَم تَـستَحيِ فَاِفـعَـل ما تَشاءُ
ومن أهم أعمدة الآداب التي لها دورها في رقي المجتمع وتحضره : المروءة ، وهي كلمة جامعة لكل معاني الرجولة ، وتعني : طيب الصفات ، وكريم الأخلاق ، وبذل الخير للناس ، وصيانة النفس عن الأدناس ، وحفظ اللسان عن اللغو واللغط ، وتجنب كل ما يعتذر منه ، وقد قيل : ” مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمهُمْ ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ ، فَهُوَ مِمَّنْ كَمُلَتْ مُرُوءَتُهُ ، وَظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ ، وَحَرُمَتْ غَيْبَتُهُ”.
ومروءة الإنسان تجعله طيب المظهر والجوهر، يراقب ربه في سره وجهره:
فلا يظهر بشكل طيب أمام الناس ، وإذا خلا بمحارم الله انتهكها ، قال (صلى الله عليه وسلم): (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ، فَيَجْعَلُهَا الله هَبَاءً مَنْثُورًا ، أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كما تَأْخُذُونَ ؛ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ إِذَا خَلوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) .
أما المروءة مع الناس فتكون بتقديم يد العون لهم ، والحرص على مصالحهم ، وأن يحب الإنسان لهم ما يحبه لنفسه:
يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا ، ولأَن أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ؛ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا) .
لقد أقر الإسلام مجموعة من الآداب الراقية النبيلة التي ما إن تمسكت بها أي أمة من الأمم بلغت منزلتها من التطور والتحضر والتقدم ، وتلك سنة الله التي لا تتغير ولا تتبدل ، فما أحرانا أن نأخذ بهذه الآداب وأن نطبقها سلوكا فيما بيننا ، فنسعد في دنيانا وأخرانا .
اللهم بصرنا بما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا ، ووفقنا لما فيه نفع بلادنا ،
واحفظ مصر ، وشعبها ، وجيشها ، وشرطتها .
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف