خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 29 جمادي الأولي 1444هـ ، الموافق 23 ديسمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بصيغة word بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها.
أولًا: حاسبْ نفسكَ قبلَ فواتِ الأوان.
ثانيـــًـا: ماذا قدمتَ لدينِكَ ودنياكَ ووطنِكَ؟
ثالثـــًـا وأخيرًا: سلْ نفسَك إلى أينَ المصير؟.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها : كما يلي:
خطبةُ الجمعةِ القادمةِ:محاسبةُ النفسِ وماذا قدمتْ لدينِهَا ودنياهَا ووطنِهَا. د/ محمد حرز بتاريخ: 29جماد الأولى 1444هــ – 23 ديسمبر 2022م
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ، وَأُثْنِي عَلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ،الْحَمْدُ لِلَّهِ القائلِ في محكم التزييل((وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) ((البقرة: 281]،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، وعلى آلهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ والتزام.
أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (أل عمران :102
عِبَادَ اللهِ:(( محاسبةُ النفسِ وماذا قدمتْ لدينِهَا ودنياهَا ووطنهَا ((عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا
أولًا: حاسبْ نفسكَ قبلَ فواتِ الأوان.
ثانيـــًـا: ماذا قدمتَ لدينِكَ ودنياكَ ووطنِكَ؟
ثالثـــًـا وأخيرًا: سلْ نفسَك إلى أينَ المصير؟.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
أولًا: حاسبْ نفسَكَ قبلَ فواتِ الأوان.
أيُّها السادةُ: النفسُ لطيفةٌ ربانيةٌ، بل هي جوهرٌ مشرقٌ، إذا أشرقتْ على ظاهرِ البدنِ وباطنِهِ حصلتْ اليقظةُ، وإذا أشرقتْ على باطنِ البدنِ دونَ ظاهرِه حصلَ النومُ، وإذا انقطعَ إشراقُهَا عن الظاهرِ والباطنِ حصلَ الموتُ.
والنفسُ في القرآنِ على عدةِ أنواعٍ: نفسٌ مطمئنةٌ واسألُ اللهَ أنْ يجعلَ نفسنَا منها وهي النفسُ التي نادَي عليها ربُّنَا في القرآنِ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي[ [الفجر:27-30]والنفسُ المطمئنةُ: هي التي اطمأنتْ بالرضَا باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمُحمدٍ ﷺ نبيًّا ورسولًا .وهى النفسُ التي اطمأنتْ إلى أمرِ اللهِ ونهيهِ، وهى النفسُ التي اطمأنتْ إلى وعدِ اللهِ وخافتْ مِن وعيدهِ، وهي النفسُ التي اطمأنتْ بذكرِ اللهِ وعبادتِه وعبوديتِه .هي النفسُ التي اشتاقتْ لربِّهَا جلَّ وعلا.
ونفسٌ لوامةٌ: وهى النفسُ التي أقسمَ اللهُ بها في القرآنِقال جلَّ وعلا]لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ % وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ % أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ[ [القيامة:1-3] والنفسُ اللوامةُ هي التي تلومُ صاحبَهَا على الخيرِ والشرِّ، تلومُ صاحبَهَا على الخيرِ لماذا لم تكثرْ منه ؟! وتلومُ صاحبَهَا على الشرِّ لماذا وقعتْ فيهٍ ؟!ونفسٌ أمارةٌ بالسوءِ وهى التي قالَ فيها ]إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ[ يوسف: 53وللهِ درُّ القائلِ:
إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا … إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي
إِبلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى … كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلُّهُمْ أَعْدَائِي
وهي النفسُ التي قال عنها الشافعيُّ رحمَهُ اللهُ:(النفسُ إنْ لم تشغلْهَا بالحقِّ شغلتْ بالباطلِ) نعم إنْ لم تشغلْهَا بالطاعةِ شغلتْكَ بالمعصيةِ إذا لم تشغلْهَا بالقرآنِ شغلتْكَ بالغناءِ إذا لم تشغلْهَا بذكرِ اللهِ شغلتْكَ بذكرِ الناسِ، النفسُ كالدابةِ إنْ ركبتَهَا حملتكَ وإنْ ركبتْكَ قتلتْك َياربِّ سلم.
فحاسبْ نفسكَ الآنَ محاسبةَ الشريكِ الشحيحِ لصاحبهِ لتفوزَ في الدنيا والآخرةِ .واعلمْ أنَّ في السماءِ محكمةً قاضيهَا إلهٌ مكتوبٌ على بابِهَا ({وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }سورة الأنبياء:47])
والمحاسبةُ: قضيةٌ مهمةٌ للغايةِ، تدورُ عليها السعادةُ ولا يحصلُ الصلاحُ إلّا بهَا…………ومحاسبةُ النفسِ أمرٌ عظيمٌ جدًا، المحاسبةُ لا تنصلحُ النفسُ إلَّا بها، المحاسبةُ مَن قامَ بها اليوم أمِنَ غدًا ،المحاسبةُ أنْ تنظرَ في نفسِكَ وتتأملَ فيها وتعرفَ عيوبَهَا، المحاسبةُ لا نجاةَ إلَّا بهَا (({يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَ اهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيْءٍ شَهِيدٌ} .والمحاسبةُ تأتِي مِن قولِ اللهِ تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)والمحاسبةُ تأتِي مِن قولِ اللهِ تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سواء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ والله رَءُوفُ بالعباد } [ آل عمران : 30 ]والمحاسبةُ تأتِي مِن قولِ اللهِ تعالى: { وَوُضِعَ الكتاب فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياويلتنا مَا لهذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } [ الكهف : 49 ]المحاسبةُ تأتِي مِن قولِ اللهِ تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خلقناكم عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلينَا لاَ تُرْجَعُونَ * فتعالَى اللهُ الملكُ الحقُّ لاَ إلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العرشِ الكريم)المحاسبةُ تأتِي مِن قولِ اللهِ تعالى: { أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى } يعني : أنْ يُتركَ مُهملًا كلَّا ( ]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ % وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[ فمحاسبةُ النفسِ طريقةُ المؤمنين، وسمةُ الموحدين، وعنوانُ الخاشعين ، فالمؤمنُ متقٍ لربِّه محاسبٌ لنفسهِ مستغفرٌ لذنبِه ، يعلمُ أنَّ النفسَ خطرُهَا عظيمٌ، وداؤُهَا وخيمٌ، ومكرُهَا كبيرٌ وشرُّهَا مستطيرٌ، فهي أمارةٌ بالسوءِ ميالةٌ إلى الهوى، داعيةٌ إلى الجهلِ، قائدةٌ إلى الهلاكِ، توّاقةٌ إلى اللهوِ إلَّا مَن رحمَ اللهُ، فلا تُتركْ لهواهَا لأنَّها داعيةٌ إلى الطغيانِ، مَن أطاعهَا قادتهُ إلى القبائحِ، ودعتهُ إلى الرذائلِ، وخاضتْ بهِ المكاره، تطلعاتُهَا غريبةٌ، وغوائلُهَا عجيبةٌ، ونزعاتُهَا مخيفةٌ، وشرورُهَا كثيرةٌ، فمَن تركَ سلطانَ النفسِ حتى طغَى فإنَّ له يومَ القيامةِ مأوىً مِن جحيمٍ ((فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) وعلى النقيضِ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )). لذا نادَي اللهُ تباركَ وتعالى على أهلِ الإيمانِ بنداءِ الكرامةِ في القرآنِ يا مؤمنون يا موحدون يا مَن أمنتُم باللهِ ربًّا والإسلامِ دينًا وبمُحمدٍ رسولًا ونبيًّا وبالكعبةِ قبلةً والقرآنِ دستورًا ومنهجًا وبالمؤمنين أخوانًا أنْ يحاسبُوا أنفسَهُم فقالَ ربُّنَا ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[ [الحشر:18] وقَالَ رَسُولِ اللهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأماني». دَانَ نَفْسَهُ: أي حَاسَبَها. وقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه: يا أيُّها الناسُ حاسبُوا أنفسَكُم قبلَ أنْ تُحاسبُوا وزنُوهَا قبل أنْ تُوزنُوا !! وتزينُوا للعرضِ الأكبرِ يومَ لا تخفَى منكم خافية .. فإنِّما يخفُّ الحسابُ يومَ القيامةِ عمَّن حاسبَ نفسَهُ في الدنيا. وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ قال عنه سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ عنه يومًا وقد خرجَ وخرجتُ معهُ حتى دخلَ حائطًا فسمعتُهُ يقولُ بينِي وبينهُ جدارٌ [ يا أميرَ المؤمنين !بخٍ!بخٍ! واللهِ لتتقينَّ اللهَ أو ليعذبنّك!] رواه مالكٌ في موطئهِ، لذا قال الحسنُ البصريُّ :أيسرُ الناسِ حسابًا يومَ القيامةِ مِن الذين كانوا يحاسبونَ أنفسَهُم في الدنيا.
والمحاسبةُ نوعان كما قال ابنُ القيمِ: محاسبةٌ قبلَ العملِ، ومحاسبةٌ بعدَ العملِ.
محاسبةٌ قبلَ العملِ: لِمَن أعملُ ؟ وكيف أعمَلُ ؟!
لماذا عملتَ ؟! لماذا تكلمتَ ؟ لماذا صَمَتَّ ؟ لماذا أحببتَ ؟ لماذا أبغضتَ ؟ لماذا واليتَ ؟ لماذا عاديتَ ؟ لماذا أعطيتَ ؟ لماذا منعتَ ؟ لماذا أتيتَ ؟ لماذا دخلتَ ؟ لماذا خرجتَ ؟هل تبتغِى بعملِكَ وجهَ اللهِ ؟ ثم هل كان عملُكَ هذا موافقًا هدىَ رسولِ اللهِ ﷺ ؟
فالسؤالُ الأولُ عن الإخلاصِ، والسؤالُ الثانِي عن المتابعةِ.
فإنَّ اللهَ لا يقبلُ مِن الأعمالِ إلّا ما كان خالصًا صوابًا .والخالصُ هو ما ابتغيتَ بهِ وجهَ اللهِ والصوابُ هو ما وافقتَ بهِ هدىَ الحبيبِ رسولِ اللهِ ﷺ.
ومحاسبةٌ بعدَ العملِ: إنَّ المؤمنَ يشمرُ عن ساعدِ الجدِّ والطاعةِ فإنْ رأىَ نقصًا أتمَّهُ وإنْ رأىَ قدمَهُ قد زلَّتْ في حُفَرِ المعاصِي وبركِ الذنوبِ تابَ وأنابَ إلى علامِ الغيوبِ .
إنْ رأىَ أنَّه مع الغافلين ومِن الغافلين تذكرَ ربَّ العالمين وعادَ إلى اللهِ سبحانَهُ وتعالى فهو يحاسبُ نفسَهُ على كلِّ شيءٍ !! يحاسبُ نفسَهُ على ما تكلَّمَ بهِ لسانُهُ ، أو مشتْ رجلاهُ أو سمعتْ أذنَاهُ. مصداقًا لقولِ مولاه: ]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً[ [الإسراء : 36]
قال إبراهيمُ التيميُّ: “مثّلتُ نفسِي في الجنةِ آَكُلُ ثمارَهَا، وأشربُ مِن أنهارِهَا، وأعانقُ أبكارَهَا، ثم مثّلتُ نفسِي في النارِ آكلُ مِن زقومِهَا، وأشربُ مِن صديدِهَا، وأعالجُ سلاسلَهَا وأغلالَهَا، فقلتُ لنفسِي: أيَّ شيءٍ تريدين؟ قالتْ: أريدُ أنْ أردَّ إلى الدنيا فأعملَ صالحًا فقلتُ: فأنتِ في الأمنيةِ فاعملِي” قبلَ أنْ تقولِي ]رَبِّ ارْجِعُونِ لَعلى أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْت[[المؤمنون:99-100]فيأتِي الجوابُ كالصفعةِ (كلَّا) قال تعالى : ]كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[ [المؤمنون: 100]فحاسبْ نفسَكَ الآن َوقُلْ لهَا،
الْعُمْرُ يَنْقُصُ وَالذُّنُوبُ تَزِيدُ … وَتُقَالُ عَثَرَاتُ الْفَتَى فَيَعُودُ
هَلْ يَسْتَطِيعُ جُحُودَ ذَنْبٍ وَاحِدٍ … رَجُلٌ جَوَارِحُهُ عَلَيْهِ شُهُودُ
وَالْمَرْءُ يُسْأَلُ عَنْ سِنِيهِ فَيَشْتَهِي … تَقْلِيلَهَا وَعَنْ الْمَمَاتِ يَحِيدُ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
ثانيـــًـا: ماذا قدمتَ لدينِكَ ودنياكَ ووطنِكَ؟
أيُّها السادةُ: سؤالٌ مخجلٌ، سؤالٌ مهيبٌ، سؤالٌ خطيرٌ: ماذا قدمتَ لدينِ اللهِ جلَّ وعلا؟ سؤالٌ يجبّ ألَّا نملَّ طرحَهُ، وألَّا نسأمَ تكرارَهُ؛ لنحيي في القلوبِ قضيةَ العملِ لهذا الدينِ، في وقتٍ تحرَّكَ فيهِ أهلُ الكفرِ وأهلُ الباطلِ بكلِّ رجولةٍ وقوةٍ لباطلِهِم وكفرِهِم الذي هُم عليه، انتعشَ أهلُ الباطلِ وتحرَّكُوا في الوقتِ الذي تقاعسَ فيهِ أهلُ الحقِّ وتكاسلُوا، واللهِ ما انتفشَ الباطلُ وأهلهُ إلَّا يومَ أنْ تخلِّى عن الحقِّ أهلُهُ، ماذا قدمتَ لدينِ اللهِ؟ اعملُوا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يخلقْنَا عبثًا ولم يتركْنَا هملًا: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ المؤمنون: 115، 116، تعالى وتقدّسَ أنْ يفعلَ شيئًا بِلَا حكمةٍ، بِلَا غايةٍ، إنَّما خلقَنَا لغايةٍ: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56وظيفتُنَا في الحياةٍ عبادةُ اللهِ عزَّ وجلَّ، يجبُ أنْ تعرفَ أنَّ وظيفتَكَ في الحياةِ هى العبوديةُ للهِ، أنْ تكونَ أوقاتُكَ وأيامُكَ وساعاتُكَ ولحظاتُكَ للهِ عزَّ وجلَّ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163.فماذا قدمتَ لدينِ اللهِ جلَّ وعلا؟ قُل لنفسِكَ ويحكِ يا نفسُ !! إنْ كنتِ قد تجرأتِ على معصيةِ اللهِ وأنتِ تعتقدينَ أنَّ اللهَ لا يراكِ فما أعظم كفركِ باللهِ !!! . ويحكِ يا نفسُ !! إنْ كنتِ قد تجرأتِ على معصيةِ اللهِ مع علمِكِ أنَّ اللهَ يراكِ فما أشدّ وقاحتكِ وأقلّ حياءكِ مِن اللهِ .ويحكِ يا نفسُ !! هل تعرفينَ قدرَ نعمةِ الإسلامِ !!يا نفسُ هل عشتِ بالإسلامِ وبذلتِ للإسلامِ !!يا نفسُ هل حققتِ التوحيدَ للهِ جلّ وعلا !!يا نفسُ هل استعنتِ باللهِ في كلِّ أمرٍ !!يا نفسُ هل أخلصتِ العبادةَ للهِ وحدَهُ !!يا نفسُ هل حافظتِ على الصلاةِ !!هل حافظتِ على صيامِ رمضانَ هل حافظتِ على الزكاةِ والحجِّ مع قدرتِكِ !!يا نفسُ هل حرصتِ على برِّ الوالدين . يا نفسُ هل صدقتِ الوعدَ ووفيتِ العهدَ !!يا نفسُ هل أعطيتِ مَن حرمَكِ ووصلتِ مَن قطعكِ . وعفوتِ عن مَن ظلمكِ !!يا نفسُ هل أحسنتِ إلى الجيرانِ ؟ هل أحسنتِ إلى الناسِ في كلِّ مكانٍ ؟ هل تخلقتِ بأخلاقِ الإسلامِ ؟ هل حرصتِ على قراءةِ القرآنِ ؟ هل حرصتِ على قيامِ الليلِ للهِ جلَّ وعلا !!ويحكِ يا نفسُ إلى متى تعصينَ وعلى اللهِ تتجرئين ؟!ويحكِ يا نفسُ إنَّ القبرَ بيتُكِ، والترابَ فراشُكِ، والدودَ أنيسُكِ، والموتَ موعدُكِ ويحكِ يا نفسُ أمَا تنظرينَ إلى أهلِ القبورِ ، كانوا كثيرًا وجمعُوا كثيرًا فأصبحَ جمعُهُم بورًا وبنيانُهُم قبورًا وأملُهُم غرورًا ؟!!ويحكِ يا نفسُ أمالَكِ إليهم نظرة ؟!!أمَا لكِ فيهٍم عبرة !! أتظنينَ أنَّهُم دعُوا إلى الآخرةِ وأنتِ مِن المخلدين ؟!! هيهاتَ .. هيهاتَ .. ساءَ ما تتوهمين !!ويحكِ يا نفسُ .. ألَا تنظرينَ إلى الآباءِ والأجدادِ مِن الأحبابِ والأولادِ أين ذهبُوا كيف اختطفَهُم هاذمُ اللذاتِ ومفرِّقُ الجماعاتِ آخذَ البنينَ والبنات !!!ويحكِ يا نفسُ .. كأنَّكِ لا تؤمنين بيومِ الحساب !!ويحكِ يا نفسُ .. أمَا تخافينَ مِن سوءِ الخاتمةِ !! ويحكِ يا نفسُ أمَا تخافينَ مِن عذابِ القبرِ وأيامِهِ .. أمَا تخافينَ مِن سكراتِ الموتِ وآلامِه .. أمَا تخافينَ مِن الحسابِ ودقتِهِ .. أمَا تخافينَ مِن الصراطِ وحدتهِ !!أمَا تخافينَ مِن النارِ والأغلالِ والأهوالِ !!أمَا تخافينَ أنْ تحجبِي عن النظرِ إلى وجهِ الكبيرِ المتعال !!ويحكِ يا نفسُ .. اعملِي قبلَ أنْ لا تعملِي !!!وحاسِبِي قبل أنْ تُحاسَبِي !!!
يا نفسُ قد أزفَ الرحيلُ **** وأظلَّكِ الخطبُ الجليلُ
فتأهبِي يا نفسِ لا **** يلعَب بكِى الأمدُ الطويلُ
فلتنزلنَّ بمنزلٍ ينسَى **** الخليلَ بهِ الخليلُ
وليركبنَّ عليكِ فيهِ **** من الثرَى ثِقلٌ ثَقيلُ
قُرِنَ الفناءُ بِنَا فمَا **** يبقَى العزيزُ ولا الذليلُ
سلْ نفسَك أيُّها الحبيبُ ماذا قدمتَ لدنياك؟ عن عليٍّ بنِ أبيِ طالب رضى اللهُ عنه قال :اعملْ لدنياكَ كأنَّك تعيشُ أبدًا واعملْ لأخرتِكِ كأنِّك تموتُ غدًا))، والعاقلُ مَن يسعَى في الأرضِ طلبًا للرزقِ ليعفَّ عنه ويتركَ ورثتَهُ أغنياءَ كما قال النبيُّ ﷺ كما في حديثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي اللهُ تعالى عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا ذُو مَالٍ، وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي وَاحِدَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِشَطْرِهِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ.((مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
سلْ نفسَكَ أيُّها الحبيبُ ماذا قدمتَ لوطنِك؟ وهناكَ دعواتٌ مِن آنٍ لآخرٍ الهدفُ منها النيلُ مِن مصرِنَا الغالية، فمصرُنَا الغاليةُ مستهدفةٌ مِن الداخلِ والخارجِ مِمَّن يريدونَ النيلَ منها ومِن أمنِهَا واستقرارِهَا؛ لتعمَّ الفوضَى والخرابُ والهلاكُ والدمارُ، ولا حولَ ولا قوةَ إِلّا باللهِ ، وخاصةً وأن وطنَنَا مصرَ في حاجةٍ إلى سواعدِ الجميعِ في البناءِ لا الهدمِ والاستقرارِ لا الاضطرابِ والتنميةِ لا التدهورِ والتقدمِ لا التأخرِ والرقيِّ لا التخلفِ والازدهارِ لا الانحطاطِ.
سلْ نفسَكَ أيُّها الحبيبُ ماذا قدمتَ لوطنِكَ؟ والوطنُ عطرٌ يفوحُ شذَاهُ وعبيرٌ يسمُو في علاه، الوطنُ وما أدراكَ ما الوطنُ؟ الوطنُ نِعْمَةٌ عظيمةٌ ومنةٌ كبيرةٌ مِنْ نعمِ اللهِ العَظِيمَةِ علينا الَّتِي لا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ وَلا تُسَاوَمُ بِالأَمْوَالِ وَالأَرْوَاحِ، بَلْ تُبْـذَلُ الأَمْوَالُ لأَجْـلِها وَتُرْخَصُ الأَرْوَاحُ فِي سَبِيلِ وَحْدَتِهَا وَالدِّفَاعِ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ–، وَكُونُوا لِوَطَنِكُمْ مصرَ هَذَه خَيْرَ بُنَاةٍ، وَلِمُقَوِّمَاتِهِ وَأُسُسِهِ حُمَاةً، رَاعُوا نُظُمَهُ وَقِيَمَهُ، وَأَوْفُوا بِجَمِيعِ حُقُوقِهِ.وقِفُوا صَفًّا واحِدًا فِي وَجْهِ كُلِّ مُرْجِفٍ، وَتَنَبَّهُوا لِسَعْيِ كُلِّ مُفْسِدٍ، اغْرِسُوا فِي أَبنَائِكُمْ حُبَّ الوَطَنِ وَالاعتِزَازَ بِإِنْجَازَاتِهِ الحَاضِرَةِ ، حَتَّى يُحَقِّقُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَعْنَى المُوَاطَنَةِ الصَّالِحَةِ، فَهُمْ أَمَلُ الوَطَنِ وَبُنَاةُ الغَدِ.ولله در القائل
مصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ*** اللهُ يحرسُها عطفًا ويرعَاها
ندعوكَ يارب أن تحمِى مرابعَها *** فالشمسُ عينٌ لها والليلُ نجواهَا
أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم
الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………… وبعدُ
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
ثالثـــًـا وأخيرًا: سلْ نفسَكَ إلى أينَ المصيرُ؟.
أيُّها العاصِي سلْ نفسَكَ إلى أين المصيرُ؟ أيُّها السارقُ سلْ نفسَكَ إلى أين المصيرُ؟ أيُّها الزانِي سلْ نفسَكَ إلى أين المصيرُ؟ أيُّها المرتشِي سلْ نفسَكَ إلى أينَ المصيرُ؟ يا مَن ضيعتَ الصلاةَ يا مَن أكلتَ الحقوقَ يا مَن أكلتَ حقوقَ البناتِ؟ يا مَن أكلتَ الربَا؟ سلْ نفسَكِ إلى أينَ المصيرُ؟ فهل فكرتَ في يومٍ سيتولَّى حسابَكَ فيه ملكُ الملوكِ جلَّ وعلا ؟!! هل فكرتَ في هذا المشهدِ ؟!
تذكرْ وقوفَكَ يومَ العرضِ عريانَا **** مستوحشًا قلقَ الأحشاءِ حـيرانَا
النارُ تلهبُ مِن غيظٍ ومِن حنقٍ **** على العصاةِ وربّ العرشِ غَضبانَا
اقرأْ كتابَكَ يا عبدُ على مَهَـلٍ **** فهل ترى فيه حرفًا غـيرَ ما كانَا
فلمَّا قرأتَ ولم تنكرْ قراءتـَهُ **** وأقررتَ إقرارَ مَن عرفَ الأشياءَ عرفـانَا
نادي الجليلُ خذوهُ يا ملائكتِي **** وامضُوا بعبدٍ عصَا للنارِ عطشانَا
المشركونَ غـدًا في النارِ يلتهبُوا **** والمؤمنـونَ بدارِ الخـلدِ سُكانَا
ستخرجُ مِن قبرِكَ حافيًا عاريًا كما في صحيحِ البخارِي ومسلمٍ مِن حديثِ عائشةَ أنَّ النبيَّ ﷺ قال : ((يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلا) رواه البخاري.
فسلْ نفسَكَ إلى أينَ المصـيرُ؟! هل أنتَ مِمَّن عملَ الطاعةَ وتنتظرُ مِن اللهِ الجنـةَ!!! أم أنَّك مسرفٌ على نفسِكَ بالمعصيةِ!!! ومع ذلك تتمنَّى على اللهِ الأمانِي وترجُوا الجنةَ !!! اعلم يقينًا أنَّ طالبَ الجنةِ لا ينام .. وأنَّنَا لا نقوىَ على النارِ ومَن يقوىَ عليها ؟! ومَن يقوىَ على نارِ الدنيا وهى ( نارُكُم هذه التي توقدُ جزءٌ مِن سبعين جـزءًا مِن نارِ جهنم ).
لذا حاسبُوا أنفسَكُم قبل أنْ تحاسَبُوا وزنُوهَا قبل أنْ تُوزنُوا !!ولكنْ ما الذي يعينُ على المحاسبةِ ؟ومِمّا يعينُ على المحاسبةِ استشعارُ رقابةِ اللهِ على العبدِ واطلاعهِ على خفاياه وأنَّه لا تخفَى عليه خافيةٌ { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) }.
ومِن الأشياءِ المهمةِ التي تعينُ على المحاسبةِ التفكرُ في الأسئلةِ يوم القيامةِ وأنْ تعلمَ أنَّك مسئولٌ يوم القيامةِ، ليس سؤالَ المذنبين فقط، فاللهُ تعالى { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا إليمًا (8) } ، وإذا كان الصادقين سيسألُهُم اللهُ عن صدقِهِم فما بالُكَ بغيرِهِم؟! ((فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ))الأعراف 6 وحتى الرسلُ يُسألونَ..!!!فالمحاسبةُ تقودُ إلى التوبةِ ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا ) [الأعراف: 201]فيا مَن أسرفتَ على نفسِكَ بالذنوبِ عُدْ إلى ربِّكَ واندمْ على ما فرطتَ في جنبِ اللهِ وردَّ الحقوقَ إلى أهلِهَا، واعلمْ أنَّ اللهَ يفرحُ بتوبتِكَ وهو الغـنيُّ عنك وعن عبادتِكَ قال تعالى ] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُــوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنـُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُـورُ الرَّحِيمُ [ [ الزمر : 53 ]بل اعلمْ أنَّ اللهَ يفرحُ بتوبتِكَ وهو الغنيُّ عنك وعن عبادتِكَ قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }[سورة فاطر :آية رقم ( 15 -17]وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبالي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبالي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً) رواه الترمذي
أبَتْ نَفْسِي تَتُوبُ فَمَا احْتِيَالِي … إذَا بَرَزَ العِبَادُ لِذِي الجَلالِ
و قَامُوا مِنْ قُبُورِهِمُ سُكَارَي … بِأوْزَارٍ كأمْثَالِ الجِبَالِ
و قَدْ مُدَّ الصِّراطُ لِكَيْ يجُوزُوا … فَمِنْهُمْ مَنْ يُكَبُّ عَلَي الشِّمَالِ
فمِنْهُمْ من يّسِيرُ لدَارِ عَدْنٍ … تَلَقّاهُ العَرَائِسُ بِالغَوَالِي
إذَا مُدّ الصِّرَاطُ عَلَي جَحِيمٍ … تَصُولُ عَلَي العُصَاةِ و تَسْتَطِيلُ
فَقَوْمٌ فِي الجَحِيمِ لَهُمْ ثُبُورٌ … وَ قَوْمٌ فِي الجِنَانِ لَهُم مَّقِيلُ
يَقُولُ لَهُ المُهَيْمِنُ يا وَلِيِّي … غَفَرْتُ لَكَ الذُّنُوبَ فَلا تُبَالِي
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف