أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز “المواساة في القرآن الكريم”

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : “المواساة في القرآن الكريم” ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 17 صفر 1443هـ ، الموافق 24 سبتمبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م بصيغة word بعنوان : “المواساة في القرآن الكريم”، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م بصيغة pdf بعنوان : “المواساة في القرآن الكريم”، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م بعنوان : “المواساة في القرآن الكريم”.

 

أولًا: المواساةُ من أخلاقِ المؤمنين.   

 ثانيــــاً: صورٌ مِن المواساةِ.

ثالثــــاً: رسالةٌ إلى كلِّ محزونٍ.

 

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م  بعنوان : “المواساة في القرآن الكريم” : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: المواساةُ في القرآنِ الكريمِ  د. محمد حرز   

 بتاريخ: 16 صفر 1443هــ –  24 سبتمبر2021م

الحمدُ لله القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ المائدة: 2، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُه من خلقهِ وخليلُه ,القائلُ كما في صحيحِ البخاريِ مسلمٍ مِنْ حديثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِِ الأطهار  الأخيارِ وسلم تسليماً كثيرا إلى يومِ الدينِ.

   أما بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسي أيها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (أل عمران :102)

   عبادَ الله ِ ((المواساةُ في القرآنِ الكريمِ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِناَ

عناصرُ اللقاءِ:    

أولًا: المواساةُ من أخلاقِ المؤمنين.   

 ثانيــــاً: صورٌ مِن المواساةِ.

ثالثــــاً: رسالةٌ إلى كلِّ محزونٍ.

أيها السادةُ : ما أحوجنَا إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن المواساةِ وخاصةً ونحن نعيشُ زماناً كَثرُ فيه النكباتُ والأزماتُ والمصائبُ والأحزانُ والآلامُ والمُواسَاةُ خيرُ مُعينٍ على تلك النوائِبِ والأزماتِ، وخاصةً ونحن في حاجةٍ إلى التقارُبِ لا التباعُدِ، والتعاوُنِ لا التخاذُلِ، والمحبةِ لا الكراهيةِ، والأخوةِ لا التناحرِ، نعم لقد فتَّتَ الحقدُ وحدتَنَا ، ومزقتْ الأنانيةُ شملَنَا ، وبعثرَ سوءُ الأخلاقِ مجتمعَنا ، فما أحوجَنا إلى الصلحِ والتصالحِ والترابطِ والتراحمِ والتعاطفِ والتعاونِ والمواساةِ والمحبةِ ، عسي اللهُ أنْ يجمعَ شملَنَا، ويوحدَ كلمتَنا وتُرفَعُ رأيتُنا حتى نستطيعَ  أنْ نردَّ للأمةِ شموخَها وكرامتَها وعزتَها التي مُرِّغتْ الآن في الطينِ والوحلِ والترابِ  ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

 أولًا: المواساةُ من أخلاقِ المؤمنين .   

أيها السادةُ: نبيُّنا هو نبيُّ الأخلاقِ، ودينُنَا هو دينُ الأخلاقِ، وشريعتُنَا هي شريعةُ الأخلاقِ، وقرآنُنَا هو قرآنُ الأخلاقِ، بل الغايةُ الأسمىَ من بعثتهِ صلى اللهُ عليه وسلم هي الأخلاقُ فقال كما في حديثِ أبي هريرةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: { بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ }رواه البخاري في الأدبِ المفردِ.

ومِنْ أعظمِ الأخلاقِ التي ينبغي أن يتخلقَ بها المسلمُ في حياتهِ مواساةُ الآخرين ولو بالكلمةِ الطيبةِ . والمواساةُ خلقٌ عظيمٌ مِنْ أخلاقِ الدينِ، ومبدأٌ كريمٌ من مبادئِ الإسلامِ، وشيمةٌ من شيمِ الأبرارِ الأخيارِ، وصفةٌ من صفاتِ المؤمنين الموحدين، أمرنَا بها الدينُ، وتخلقَ بها سيدُ الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، تدلُّ على سمو النفسِ وعظمةِ القلبِ وسلامةِ الصدرِ ورجاحةِ العقلِ ووعى الروحِ ونبلِ الإنسانيةِ وأصالةِ المعدنِ.

ومِن أحسنِ ما دعا إليه هذا الدينُ الحنيفُ خُلقُ المواساةِ.

 وهو خلقٌ طيِّبٌ وجميلٌ، وهو المشاركةُ والمساهمةُ في المعاشِ والرّزقِ , ووسّعَ ابنُ القيمِ – رحمه اللهُ – دائرةَ المواساةِ لتشملَ الجوانبَ الحسيةَ والمعنويةَ، وذلك بذكرِ أنواعِها، فقال – رحمهُ اللهُ -: «الْمُوَاسَاةُ لِلْمُؤمنِ أَنْوَاعٌ: مواساةٌ بِالْـمالِ ومواساةُ الجاهِ، ومواساةٌ بِالْبدنِ والخدمةِ، ومواساةٌ بِالنَّصِيحَةِ والإرشادِ، ومواساةٌ بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُم، ومواساةٌ بالتوجعِ لَهُم ، وعلى قدرِ الْإِيمَانِ تكونُ هَذِه الْمُوَاسَاةُ فَكلّما ضَعُفَ الْإِيمَانُ ضعُفتْ الْمُوَاسَاةُ، وَكلّما قَوِي قَوِيَتْ)). وكان رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أعظمَ النّاسِ مواساةً لأصحابهِ بذلك، ودخلوا على بِشْرِ الحافي في يومٍ شديدِ البردِ، وقد تجرّدَ وهو ينتفضُ، فقالوا: ما هذا يا أبا نصرٍ؟ فقال: ذكرتُ الفقراءَ وبردَهم، وليس لي ما أواسيِهم، فأحببتُ أن أواسيَهم في بردِهم وقال: أريدُ أنْ أحسَّ بالبردِ مثلما يحسون به، وأدعو اللهَ لهم أن يغنيَهم من فضلهِ، اللهَ اللهَ في المواساةِ.

أيها السادةُ: لو نظرنَا إلى القرآنِ الكريمِ وتأملنَا ما فيه، لوجدنَا أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى أمرنَا بالمواساةِ مرارًا وتكرارًا فقال جل وعلا ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ المائدة: 2 قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ رحمَه اللهُ: يأمرُ تعالى عبادَه المؤمنين بالمعاونةِ على فعلِ الخيراتِ وهو البِرُّ، وتركِ المنكرات وهو التقوى، وينهاهُم عن التناصرِ على الباطلِ.

ولقد اهتمَّ الإسلامُ بخلقِ المواساةِ وتفريجِ كربِ الآخرين اهتمامًا بالغًا وحثَّ عليه حثًا عظيمًا، وما أكثرُ ما نجدُ في كتابِ اللهِ من مدحٍ وثناءٍ على أولئك المؤمنين العظامِ الذين يبادرون إلى مواساةِ إخوانِهم ومدّ يدَ العونِ لهم في السرّاءِ والضرّاءِ، ومن ذلك قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران: 134، بل ويصلُ بهم الأمرُ إلى أكثرَ من ذلك حين يقدمون مصلحةَ إخوانِهم على مصلحةِ أنفسِهم، وهذا هو خلقُ الإيثارِ الذي امتدحَ اللهُ به الأنصارَ المواسين لإخوانِهم من المهاجرين فقال جل وعلا :((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))الحشر : 9

بل لقد تولى اللهُ جل وعلا بنفسِه مواساةَ حبيبهِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم مرارًا وتكرارًا فقال مُخاطِباً إياهُ ليخففَ عنه شوقَ الحنينِ إلى مكةَ بعدما أُخرِجَ منها: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) القصص: 85، أي وبحقِّ القرآنِ ليأتي اليومُ ويردَكَ اللهُ إلى وطنِك وإلى مكةَ التي أخرجوك منها فاتحًا منتصرًا. وعندما لقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأذىَ من قومهِ ما تنوءُ به الجبالُ فقال مواسيًا إياه: (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور: 48

بل أسَمِعتُم أيها السادةُ عن أمٍّ في التاريخِ كلِّه يقولُ لها إذا خفتِ على ابنك ألقِيه في اليمِّ أنه الملكُ جلَّ جلالُه مواسيًا لأمِّ موسى عليه السلام: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}القصص-7 فردَّ اللهُ إليها ولدَها فقال ربُّنا فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) سورةُ القصصِ: 13
بل جاءتْ المواساةُ في القرآنِ الكريمِ مع مريمَ عليها السلام حينما اشتدَّ عليه الأمرُ خوفًا من قومِها :  ((قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)) سورة مريم: 23 ،فيأتِيها الردُّ مواسيًا إياها(( فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا))

أيها السادةُ : المواساةُ تورثُ حبَّ اللهِ  عزّ وجلّ وحبَّ الخلقِ ودليلٌ على حبِّ الخيرِ للآخرين . وصدقَ المعصومُ صلى الله عليه وسلم إذ يقولُ كما في  البخاري من حديثِ أَنَسٍ رضى اللهُ عنه قال عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)

والمواساةُ تُشِيعُ روحَ الأخوّةِ بين المسلمين وتقوِّي العلاقاتِ بين المسلمين وتدعو إلى الألفةِ وتؤكّدُ معنى الإخاءِ وتنشرُ المحبّةَ  وهذا ما دعا إليه الإسلامُ ونبيُّ الإسلامِ صلى الله عليه وسلم كما في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) والمواساةُ تجعلُ صاحبَها من المسرورين يومَ القيامةِ وكيف لا ؟والمواساةُ من أحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ- عزّ وجلّ وكيف لا؟ (وَاللَّهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم

 بل المواساةُ تدفعَ الغيظَ وتذهبُ الغلَّ وتميتُ الأحقادَ هكذا كان أصحاب ُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم كما قال ربُّنا: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا ِللّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). [الحشر:10]. لذا أمرنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمواساةِ الناسِ في جميعِ أحوالِهم وشؤونِهم  ففي صحيح  مسلمٍ أنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ))  وعَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُم )) قولُه عليه الصلاةُ والسلام فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ إغراءٌ يدفعُ للمواساةِ، فمن ذا الذي يُحْرِمُ نفسَه أنْ ينتسبَ للنبي صلى الله عليه وسلم، وينتسبَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام إليه.لماذا؟ . لأن بالمواساةِ تُبنىَ المعارفُ، وتُقَوَّى العلاقاتُ، وتتعمقُ الأُخوةُ، وتزدادُ المحبةُ وتستمرُ المودةُ والألفةٌ، ويُحفَظُ الجميلُ، ويَعظُمُ الوفاءُ. وبالمواساةِ يُحسنُ الظنُّ، ويُقبَلُ العُذرُ، وتُقَالُ العثراتُ، وتُلتَمَسُ الأعذارُ.

ثانيــــًا :صورٌ من المواساة ِ.

أيها السادةُ : صورُ المواساةِ كثيرةٌ وعديدةٌ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ :

مواساةُ الناسِ في المصائبِ: فمواساةُ المصابين ومواساةُ مَن ابتُلِي بفقدِ عزيزٍ. والتخفيفُ عن المنكوبين والمبتلين دليلٌ على إيمانِ العبدِ، وحسنِ فهمِه لمبادئِ الإسلامِ القويمةِ ومن صنائعِ المعروفِ التي يحبُّها اللهُ تعالى فالدنيا كما وصفَها اللهُ تعالى دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ، قال اللهُ: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2) والمبتلى ليس وحدَه المبتلى، كما قال تعالى {الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1-3)  لذا بيَّنَ اللهُ جزاءَ الصابرين مواسيًا إياهم {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: من الآية :10) لذا حرصَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم على أنْ يمدَّ يدَ الرأفةِ والعطفِ ليمسحَ بها دمعةَ الباكي ويخففَ بها لوعةَ الشاكي ,ولكي يفتحَ بابَ الأملِ لكلِّ مصابٍ ويثبتَ يقينَ كلِّ مرتابٍ , فعلمنَا صلى اللهُ عليه وسلم الصبرَ على الشدائدِ وحببَ إلينا ثوابَ الصابرين تصديقًا لقولِ اللهِ تعالى (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) (سورة البقرة:156، 155،157).
وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمسلِمَ مِنْ نَصَب ، وَلاَ وَصَب ، وَلاَ هَمِّ ، وَلاَ حَزن ، وَلاَ أَذىً ، وَلاَ غَمّ ، حَتى الشوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلا كَفَّرَ اللهِ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُرواه مسلم

بل علمنَا صلى اللهُ عليه وسلم مواسيًا أصحابَ الأمراضِ والابتلاءاتِ  بأنّ الابتلاءاتِ والأمراضَ كفاراتٌ وسببٌ لتخفيفِ العذابِ عن العبدِ يومَ القيامةِ ,فعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ ، عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ ، أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ ، حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))أخرجه التِّرْمِذِي وفي حديثِ ثابتٍ رضى اللهُ عنه  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبِيٍّ لَهَا ، فَقَالَ لَهَا : اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي ، فَقَالَتْ : وَمَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي ، فَلَمَّا ذَهَبَ قِيلَ لَهَا : إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ ، فَأَتَتْ بَابَهُ ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ ، أَوْ قَالَ : عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ)) مواسياً لها .

ولله درُّ القائلِ

إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقةٍ ***مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّة ُ الدِّينِ

فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَ صاحِبِهِ ***ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلى حَينِ

من صورِ المواساةِ أيضاً : مساعدةُ المحتاجين والفقراءِ واليتامى  والوقوفُ بجانبِهم قال جل شأنُه في حقِّ الأبرارِ الذين يواسون الناسَ بالليلِ والنهارِ ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)) الإنسان: 8-9 بل جعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مواساةَ اليتيمِ سببًا لدخولِ جنةَ ربِّ العالمين وجارًا للنبي العدنان في الجنةِ  فقال كما في حديثِ  سَهْلٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًارواه البخاري  والمسحُ على رأسِ اليتيمِ مواساةً  لا يحتاجُ إلى مالٍ .

ومن صورِ المواساةِ أيضاً : عيادةُ المريضِ واتباعُ الجنائزِ قال النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- يومًا  لأصحابهِ كما في الحديثِ عَنْ أبي  هُرَيْرَةَ : « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا اجْتَمَعْنَ فِى امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ» رواه مسلم.

ومن صورِ المواساةِ أيضاً : جبرُ خاطرِ المسلمِ وإدخالُ السّرورِ على قلبهِ. وكلما كانتْ المواساةُ في أمرٍ ضروريٍ كان وقعُها على النفسِ أشد. ففي حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَال: َ أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ الْمُسْلِمِ سُرُورًا، أَوْ تَقْضِيَ لَهُ دَيْنًا، أَوْ تُطْعِمَهُ خُبْزًارواه ابنُ أبي الدنيا.

وأولى الناسِ بالمواساةِ هم الجيرانُ يا سادة؛ لما للجارِ من مكانةٍ عظيمةٍ عند اللهِ جل وعلا لكن أحدُنَا إذا رأي لجارِه خيرًا كتمَه، وإذا رأي لجارِه شراً أذاعَه، إنّ جاري وجارَك قد يموتُ ولا نعلمُ بمرضهِ ولا موتهِ، إن أحدنَا لا ينامُ الليلَ من شدةِ الحزنِ، إذا رأي جارَه في خيرٍ ولا يغمضُ له جفنٌ، إذا رأي جارَه في مصيبةٍ نامَ قريرَ العينِ هنيئاً.

إذا ما الدهرُ جرّ على أناسٍ   ***      بكلكلةٍ أناخَ بآخرين

فقل للشامتين بنا أفيقوا        ***     سيلقي الشامتون كما لقينا  

ومن صورِ المواساةِ أيضاً : مواساةُ الزوجةِ لزوجِها والزوجِ لزوجتِه  فهذه خديجةُ رضى اللهُ عنها وأرضاها كانت نعمَ الزوجةُ المؤنسةُ لزوجِها ساعةَ القلقِ المطمئنةُ لزوجها ساعةَ الوحشةِ, المواسيةُ لزوجِها ساعةَ الحزنِ والألمِ عندما عادَ إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من غارِ حراءٍ يرجفُ فؤادُه قالت له خَدِيجَةُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ) متفق عليه

وأترك بقية الحديثِ إلى ما بعدَ جلسةِ الاستراحةِ. أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبة الثانية  الحمدُ لله ولا حمدَ إلا له وبسم اللهِ ولا يستعانُ إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ………………..وبعد

ثالثــــًا : رسالةٌ إلى كل محزونٍ .

أيها السادةُ : رسالةٌ إلى كلِّ حزينٍ ,رسالةٌ إلى كلِّ كئيبٍ, رسالةٌ إلى كلِّ مهمومٍ اِعلمْ إذا تخلى الناسُ عنك في كربٍ؛ فاَعلمْ أنّ اللهَ يريدُ أنْ يتولى أمرَك..

ﻳﺎ ﺷﺎﻛﻴًا ﻫﻢًّ اﻟﺤﻴﺎةِ وﺿﻴﻘِﻬﺎ *** أﺑﺸﺮْ  ﻓﺮﺑُّﻚ ﻗﺪ أﺑﺎن اﻟﻤﻨﻬﺠﺎ                                                            ﻣﻦ ﻳﺘﻖِ اﻟﺮﺣﻤنَ ﺟَﻞَّ ﺟﻼله *** ﻳﺠﻌﻞْ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻞِّ ﺿﻴﻖ ٍﻣﺨﺮجا

لمن تشكوا إذا اعتراكَ حزنٌ أو ألمَّ بك مرضٌ وإذا نزلتْ بك بليلةٌ أو أحلتْ عليك مصيبةٌ أتشكو ربَّ العبادِ للعبادِ!!! أتشكو خالقَ العبادِ إلى العبادِ!!! أتشكو الكبيرَ المتعال إلى العبدِ المحتاج !! أتشكو رزاقَ العبادِ إلى الجمادِ!!! أتشكو الرحمنَ الرحيمَ إلى العبادِ !!!

يعقوبُ عليه السلام لما ألمَّ به الحزنُ لفقدِ يوسف عليه السلام قال { قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} سورة يوسف (13)وبكي على  فراقِ يوسفَ حتى فقدَ بصرَه فقال ربُّنا ( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) [سورة  يوسف: 84] بم استعانَ على  حزنِه؟ هل استعانَ بأحدٍ غيرَ اللهِ ..كلا لكنه استعانَ باللهِ الواحدِ الأحدِ الوترِ الصمدِ فقال ربنا (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) سورة يوسف  (18)

يزولُ الحزنُ.. إذا تأكدتَ أن الحزنَ يسرٌّ العدوَ ويغيظُ الصديقَ ويشمتُ فيك الحاسدُ

يزولُ الحزنُ.. إذا علمتَ أن الأمةَ لو اجتمعتْ على أنْ يضرُوك لن يضرُوك إلا بشيءٍ قد كتبَه اللهُ عليك …يزولُ الحزنُ.. إذا علمتَ أنّ أمرَ المؤمنِ كلّه خيرٌ.. يزولُ الحزنُ.. إذا علمتَ أن الحزنَ لا يُرْجِعُ مفقودًا، ولا يبعثُ ميتًا، ولا يردُ قدرًا، ولا يجلبُ نفعًا.

يزولُ الحزنُ إذا علمتَ كلما ضاقتْ اتسعتْ واعلمْ أن الفرجَ آتٍ لا محالةَ فجالبُ النفعِ ودافعُ الضرِّ هو اللهُ

يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِج ***أبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ

إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ***إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ

اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ***لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ

اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً***لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ
واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ***فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ

فإياك والحزنَ فكما له أضرارٌ دينيةٌ، له أضرارٌ صحيةْ، ربما أودتْ بحياتِك إلى الموتِ

كُن عَن هُمُومِكَ مُعْرِضًا  ***     وَدَع الأُمُورَ إِلَى القَضَا
وَانعَم بِطُولِ سَلَامَةٍ       ***        تُسْلِيكَ عَمَّا قَدْ مَضَى
فَلَرُبَّمَا اتَّسَعَ المَضِيقُ         ***        وَ لَرُبَّمَا ضَاقَ الفَضَا
اللهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ      *** فَلَا تَكُن مُتَعَرِّضَا

فما أحوجَنا أيها الأخيارُ إلى أنْ تخلقَ بخلقِ المواساةِ فيمَا بيننا في المصائبِ والشدائدِ حتى ينتشرَ الحبُ والوئامُ والوفاقُ والمودةُ والأخوةُ بين المسلمين لنسعدَ في الدنيا والآخرةِ.

عبادَ اللهِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) (سورة الأحزاب 56)

كتبه العبدُ الفقيرُ إلى عفو ربِّه

د/ محمد حرز

 إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »