خطبة الجمعة القادمة : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، للشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 18 سبتمبر 2020م
خطبة الجمعة القادمة 18 سبتمبر 2020م : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 1 من صفر 1442هـ – 18 سبتمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة : كما يلي:
“كَيْفَ نَسْتَعِيدُ قَيِّمَنَا وَأخْلَاقَنَا الْجَمِيلَةَ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراًأما بعد فيا جماعةالإسلام ..
حديثنا إليكم اليوم حول العودة لأخلاق الإسلام التي جاء بها صاحب الخلق العظيم القائل:” إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمَّمَ مَكَارِمَ الْأخْلَاقِ”(أحمد).وفي رواية”صالح الأخلاق” وسواء مكارم أو صالح الأخلاق فما أحوجنا لأن نتأسي بأخلاقه صلي الله عليه وسلم ولاسيما في أيام ذهبت فيها أخلاق كثير من الناس وأصبح منهجهم ما قاله الشاعر الذي حبسه عمر بن الخطاب علي هذه المقولة : دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا..وَأَقْعُد فَإِنَّمَا أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِيُّ.
أخوة الإيمان
وإذا أردنا أن نعودإلي أخلاق الإسلام فلابد من العودة إلي خلق الشهامة ونخوة الرجولة التي هي أساس الأخلاق ومن أهمِّ الصِّفات العربية الأصيلة والأخلاق الإسلاميةالتي تُميِّز المجتمع، والتي نحن بصدد الحديث عنها و التي اكتسبها الرسول صلي الله عليه وسلم من مجتمعه وثقلها بالأقوال والأفعال..فلقد مات أبوه وهو في بطن أمه ولما ولد اليتيم وبلغ من العمر ست سنوات،أخذته أمه(آمنة بنت وهب) لزيارة قبر أبيه،ومعها جاريتها(أم أيمن ) بركة،وفي طريق العودة ، وعند قرية تسمى (الأبواء ) بالقرب من المدينة ،نامت السيدة( آمنة بنت وهب) تشكو ألماً ألم بها ،لم تكن تعلم أنها النهاية ،هي لاتريد أن تفارق وحيدها ،ولكن الله يفعل مايريد،ولما علمت أنها النهاية ضمت وحيدها إلى صدرها وقالت له:يا (محمد) كن رجلاً؛لأنني سأموت،ثم فارقت وحيدها ،وقامت( أم أيمن ) بحفر قبر لها ودفنتها ، وأهالت التراب على أعظم بطن ، أنجب أعظم مخلوق .ولعل كلمات أمه(يا محمد كن رجلاً) كانت ترن في أذنيه دائما ، فكان رسول الله رجلاً في طفولته ، ورجلاً في صباه ، ورجلاً في شبابه،ورجلاً في شيخوخته،وكان بين الناس رجلاً ، وبين الرجال بطلاً،وبين الأبطال مثلاً .
(كان رجلا في طفولته)فكانت ترضعه(حليمة السعدية) وكانت تلقمه ثديها الأيمن،فيرضع ،فتديره على ثديها الأيسر فيأبى أن يلتقمه ، لأنه يعلم أن له أخا في الرضاع ، يرضع معه،فيترك له حقه في الرضاع ، ولا يعتدي عليه فيتركه جائعاً،حتى وهو طفل فهو رجل ، يعلمنا ألا يعتدي بعضنا على حقوق الآخرين ، كما يفعل هؤلاء الجشعون الطماعون ،الذين لا يراعون الله في غيرهم ويريدون أن يأخذوا حقوق غيرهم عنوة، ويظنون أنهم مخلدون في الدنيا،وأنهم يفعلون لأولادهم مايغنيهم بعد موتهم ولا يتقون الله”ولا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة أولئك هم المعتدون”
أيها الرجال :ما هي النخوة والشهامة؟
الشَّهامة هي: الحرص على الأعمال والأمورالعظام؛ توقعًا للذِّكر الجميل عند الحقِّ والخلق..
وقيل هي:عزَّة النَّفس وحرصها على مباشرة أمور عظيمة، تَستتبع الذِّكرالجميل.
وقيل هي النَّخوة على أكثر الأقوال رجوحًا عند أهل اللُّغة فهي مختصَّة بالرِّجال دون النِّساء، فهي تعتبر من تمام الرُّجولة، بل قد يعتبرها الكثيرون أنَّها هي ميزان الرجولة لذلك إذا وجدنا أمرأة عندها صفات الشهامة والمرؤة قلنا عنها امرأة بمائة رجل ..مثل سيدة القطار التي وقفت مع جندي من خيرأجناد الأرض تدافع عنه في الوقت الذي خذله فيه أنصاف الرجال وسخروا منه وأرادوا أن ينزلوه من القطار من أجل ثمن بخس دراهم معدودة..فكانت نخوة ومرؤة المرأة التي أنقذت الجندي من مصير مظلم..
أخوة الإيمان:
ولو أردنا أن نأخذ أمثلة علي الرجولة من كتاب الله وسنة رسوله لوجدنا الكثيرقال تعالى:”وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”(القصص/ 23- 24).
قال الحجازي:”فثار موسى، وتحركت فيه عوامل الشهامة والرجولة، وسقى لهما، وأدلى بدلوه بين دلاء الرجال حتى شربت ماشيتهما”(التفسير الواضح).
و في السنة النبوية المطهرة : فقد كان للنبيِّ صلي الله عليه وسلم النَّصيبُ الأوفى من هذه الصِّفة، فكان صلوات الله وسلامه عليه أحسَنَ النَّاس، وأجودَ الناس، وأشجع الناس، قال علي بن أبي طالب:”كنا إذا حمي الوطيس، أو اشتدّ البأس واحمرّت الحَدَق أي اشتدّت المعركة وغالبهم العدو اتّقينا برسول الله، فما يكون أحدٌ أقرَب إلى العدو منه”(أحمد).
عباد الله :”ومن فوائد الشهامة والمرؤة :
أنها من مكارم الأخلاق الفاضلة ومن صفات الرجال العظماء فهي تشيع المحبة في النفوس وتزيل العداوة بين الناس و فيها حفظ الأعراض، ونشر الأمن في المجتمع. وهي علامة على علو النفس وشرف الهمة.
موانع اكتساب صفة الشهامة:
عباد الله:”والذي يمنع الرجل أن تكون فيه تلك الصفة صفة الرجولة وهذا الخلق الحميدقسوة القلب والأنانية، وخذلان المسلمين، واللامبالاة بمعاناتهم:لأنَّ خذلان المسلم لأخيه المسلم أمر تنكره الشريعة،وإن من حق المسلم على المسلم أن لا يخذله قال صلي الله عليه وسلم:”الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”(البخاري ومسلم ).
ومن موانع الرجولة الجبن والبخل: فالشهامة إنما تقوم على الشَّجَاعَة لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحاب الحاجات، فمن فقدهما ضعفت شهامته،وماتت مروءته.فمن هذه العوامل الذل والهوان وضعف النفس: فالإنسان الذليل والأمة الذليلة أبعد الناس عن النصرة،وتلبيةنداء الإغاثة؛ففاقد الشيءلا يعطيه.
ومنها الحقدوالعداوة والبغضاء ومنها تشبه الرجال بالنساء في اللباس، كلبس الذهب والحرير فقد حرم الذهب والحرير علي الرجال لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامةوالرجولة..
عباد الله أقول ماسمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم أو كما قال :
الخطبة الثانية :”
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياآيها الرجال: إن من أعظم الأسباب التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم ومن أكثر الأسباب التي أدت إلى خذلان المسلمين وتقسيم البلاد في أكثر أقطار الإسلام مشكلة انعدام الرجولة وأن الرجولة تلاشت وأن الرجولة فقدت الكثير من خصائصها ومعانيها فالكثير يقول:”أنا رجل ولكن أين هي الرجولة ؟ أين مضمون الرجولة ؟ أين خصائص الرجولة ؟
ليس كل ذكررجل كتب ببطاقة الرقم القومي ذكر ؟الرجولة ليست شوارب مبرومة..الرجولة ليست لحى مسدولة..الرجولة ليست عضلات مفتولة..الرجولة ليست في المظاهر البراقة ولا في المناصب الرنانة .. الرجولةليست في المال فلم يصنع المال رجالاً الرجولة أعظم من ذلك وأجل .. الرجولة أكبر من ذلك وأحكم ,وما أحوج أمة محمد صلي الله عليه وسلم في هذه الأيام وفي هذه الأجيال الرقيقة الرخوة إلى رجال يحملون راية الدين ..
اجتمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم مع مجموعة كبيرة من المهاجرين والأنصار فقال لهم: “تمنوا فتمنى أحدهم أن يسيل دمه في سبيل الله وتمنى الآخر أن ينفق ماله في سبيل الله وهكذا كل واحد يقول أمنيةحتى وصل دورعمربن الخطاب”فقالوا:”تمنى أنت يا أمير المؤمنين فماذا تمنى؟قال:”أتمنى ملأ هذا المسجد رجالاً من أمثال”:أبي عبيدة بن الجراح”أنصر بهم دين الله وأعز بهم كلمة رسوله صلي الله عليه وسلم ..وهذا الذي نريده اليوم ..
أيها الرجال:”أي خلق من الأخلاق أياكان إذاقرأت عنه في كتب الأخلاق وكتب الفلسفة الأخلاقية والإسلامية تجد أن كل الأخلاق مردها إلى الرجولة لما تسأل عن المروءة أقول لك:”إن المروءة هي كمال الرجولة.. الشهامةهي كمال الرجولةعلوالهمةهي كمال الرجولة..
لذلك يقول القائل:”
مررت علي المرؤةوجدتهاتبكي فقلت علام تنتحب الفتاة
قالت لي كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلق الله ماتوا
لذلك قال رجل ممن قرأهذا الدين وأعجب بتعاليم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم:”ياله من دين لو كان له رجال”رجال يحققون فعلاً معنى الرجولة وصفات الرجولة.. فليست الرجولة في الإسلام إساءة الرجل لأهل بيته وليست بكلام فقط وإنما الرجل برعايته لبيته وأسرته..وأن يعلم زوجته مالها من حقوق وما عليها من واجبات ولايتركها في الشارع تقابل هذا وتلتقي هؤلاء..
ليست الرجولةأن تتنمر علي أخيك وتسخر منه وتحرض عليه كلاب الشوارع الضالةمن البشروالسكاري المدمنين كي تسطواعلي حقه وتنصب عليه بخسة وندالة..إنما الرجولة أن تأكل حلالاً وتقنع بما رزقك الله ولاتنظرلمافي أيدي الآخرين..
نسأل الله عز وجل أن يثبتنا علي الرجولة والشهامة وأن يرزقنا الأخلاق الفاضلة القويمة..
وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله ..وأقم الصلاة ..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف