أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 2 جماد الآخر 1445هـ ، الموافق 15 ديسمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م بصيغة word بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم.

 

أولًا: اعرفْ قدرَ نبيِّكَ !!!

ثانيًا: نداءاتُ الرحمنِ للنبيِّ المختارِ ﷺ في القرآنِ الكريمِ.

ثالثــــًا وأخيرًا: كيف أقدِّرُ النبيَّ ﷺ ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم : كما يلي:

 نداءاتُ القرآنِ للرسولِ  د. محمد حرز

بتاريخ: 2 جماد الآخر  1445هــ  – 15 ديسمبر 2023م

الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعلَ لنَا مِنَ الأنبيَاءِ والصَّالحِينَ قُدوَةً وَمَثَلًا، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ القائلُ كما في صحيحِ البخاريِ ومسلمٍ مِنْ حديثِ أَبِي هريرةَ رضى الله عنه  عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: (فُضِّلْتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطيتُ جوامعَ الكلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعبِ وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ وجُعِلت لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا وأُرسِلْتُ إلى الخَلقِ كافَّةً وخُتِم بي النَّبيُّونَ،(  فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ  الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرا إلى يومِ الدينِ.

سعدَتْ ببعثةِ أحمدَ الأزمـانُ *** وتعطـرتْ بعبيرِهِ الأكـــــــوانُ

والشركُ أنذرَ بالنهايةِ عندمَـا *** جاءَ البشيرُ وأشرقَ الإيمانُ

يا سيدَ العقلاءِ يا خيرَ الورَى*** يا مَن أتيتَ الى الحياةِ مبشرًا

وبُعثتَ بالقرآنِ فينَا هاديًّا ***وطلعتَ في الأكوانِ بدرًا نيرًا

واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برَى ***بشرًا يُرَى كمُحمدٍ بينَ الورَى

عبادَ الله : ((نداءاتُ القرآنِ للرسولِ ﷺ  ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا .

عناصرُ اللقاءِ:

أولًا: اعرفْ قدرَ نبيِّكَ !!!

ثانيًا: نداءاتُ الرحمنِ للنبيِّ المختارِ ﷺ في القرآنِ الكريمِ.

ثالثــــًا وأخيرًا: كيف أقدِّرُ النبيَّ ﷺ ؟

أيُّها السادةُ: بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ أنْ يكونَ حديثُنَا عن نداءاتِ القرآنِ للرسولِ ﷺ  ، وخاصةً وما أجملَ أنْ يكونَ الحديثُ عن رسولِ اللهِ، وما أحلَى أنْ يكونَ الحديثُ عن رسولِ اللهِ وكيف لا ؟وهو إمامُ الأنبياءِ وإمامُ الأتقياءِ وإمامُ الأصفياءِ وكيف لا ؟وهو قدوتُنَا وأسوتُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ ، والحديثُ عن رسولِ اللهِ ﷺ حديثٌ جميلٌ رقيقٌ رقراقٌ طويلٌ لا حدَّ لمنتهاه وبحرٌ لا ساحلَ لهُ  وكيف لا؟ وهو قدوتُنَا وأسوتُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا وحبيبُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ، وخاصةٌ ومُحَمَّدٌ ﷺ تَحِنُّ إِلَيْهِ القُلُوبُ … ومحمَّدٌ ﷺ تَطِيبُ بِهِ النُّفُوسُ.. ومحمَّدٌ ﷺ تَقَرُّ بِهِ العُيُونُ … محمَّدٌ ﷺ دُمُوعُ العاشِقِينَ تَسِيلُ لِذِكْرِهِ، وكَيْفَ لا؟، كَيْفَ لا تَشْتاقُ إِلى مَنْ بَكَى الجَمَلُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ وشَكَى إِلَيْهِ ثِقَلَ أَحْمالِهِ ؟! وكيف لا؟

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ***مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً***مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلِ اللهِ قاطِبَةً***مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ***مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ***مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

أولًا: اعرفْ قدرَ نبيِّكَ !!!

أيُّها السادةُ : لقد خصَّ اللهُ جلَّ وعلا نبيَّهُ ﷺ بفضائلَ كثيرةٍ لا تُحصَى في الدنيا والآخرةِ، وهذا دليلٌ على علوِّ قدرِه ،وسموِّ مقامِهِ عندَ اللهِ جلَّ وعلا، وتميِّزهِ على غيرهِ مِن بنِي البشرِ، فضلًا على الأنبياءِ والمرسلين، ولا عجبَ؛ فهو سيّدُ المرسلين وإمامُ الموحدين وقائدُ الغرِّ المحجلين وهو سيدُ الخلقِ وحبيبُ الحقِّ ﷺ ،وهو حبيبُ الرحمنِ وهو خليلُ الرحمنِ، ومِن رحمةِ اللهِ بعبادِه المؤمنين أنْ بعثَ فيهم خيرَ رسلِه وخاتمَ أنبيائِه وأفضلَ خلقِه سيِّدَ ولدِ آدمَ، وأنزلَ عليهِ القرءانَ وأيّدَهُ بالحجةِ والبرهانِ، فهو رسولٌ مصطفَى، ونبيٌّ مجتبَى، نبيٌّ عظيمٌ وإمامٌ كريمٌ، قدوةٌ للأجيالِ وأسوةٌ للرجالِ ومضربُ الأمثالِ وقائدُ الأبطالِ، معصومٌ قلبُهُ مِن الزّيغِ، ويمينُهُ مِن الخيانةِ، ويدهُ مِن الجورِ، ولسانُهُ مِن الكذبِ، ونهجُهُ مِن الانحرافِ، ما سجدَ لصنمٍ ولا اتّجهَ لوثنٍ، ما مستْ يدهُ يدَ امرأةٍ لا تحلُّ لهُ، ولا شاركَ قومَهُ في لهوٍ ومجونٍ، طهّرَ اللهُ فؤادَهُ، وحفظَ رسالتَهُ، وأيّدَ دعوتَهُ، ونصرَ ملّتَهُ، وأظهرَ شريعتَهُ، ختمَ بهِ أنبياءَهُ، ونصرَ بهِ أولياءَهُ، وكبتَ بهِ أعداءَهُ, وخصَّهُ بفضائلَ كثيرةٍ لا تُحصَى .ومِن هذه الفضائلِ التي أكرمَ اللهُ ـ عزَّ وجلَّ ـ بهَا نبيَّنَا ﷺ مدْحُ اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ وثناؤُهُ على حسنِ صفاتِه، وعظيمِ أخلاقهِ ﷺ فقال مخاطبًا إيّاهُ: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم الآية: 4)، ومِن فضائلِه ﷺ رحمتُه التي تميزَ بهَا، وبُعِثَ لأجلِهَا، قال جلَّ وعلا)) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )الأنبياء: 107, لذا كان ـ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ ـ يقولُ ( إِنَّمَا أنَا رحمةٌ مُهْدَاةٌ )(رواه الحاكم). ومِن فضائلِه ﷺ: رعايتُهُ له، وعنايتُه بهِ مِن قبلِ بعثتِه بالنبوةِ، بل منذُ ولادتِه فقالَ جلَّ وعلا (( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى }(الضحى الآية: 6 : 8 ومِن فضائلِه ﷺ: أنَّ اللهَ ـ عزَّ وجلَّ ـ رفعَ له ذكرَهُ في الدنيا والآخرةِ، قال جل وعلا (( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ }(الشرح : 4)، قال ابنُ كثيرٍ: ” قال مجاهدٌ: لا أُذكرُ إلّا ذُكِرْتَ معي، أشهدُ ألّا إلهَ إلّا الله، وأشهدُ أنّ مُحمدًا رسولُ اللهِ ” . وقال قتادةُ: ” رفعَ اللهُ ذكرَهُ في الدنيا والآخرةِ فليس خطيبٌ ولا متشهّدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلّا يُنادِي بها أشهدُ ألّا إلهَ إلّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ ” .. وقال حسانُ بنُ ثابتٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ:

ضمَ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمهِ****إذا قال في الخمسِ المـؤذنُ: أشهـدُ
       وشـقَّ لهُ مِـن اسـمِهِ لـيُـجِلَّـهُ **** فـذو العـرشِ محمودٌ وهـذا محمدُ

ومِن فضائلِهِ ﷺ : كما في حديثِ أبي هريرةَ ـ رضي اللهُ عنه ـ أنَّ النبيَّ ﷺ قال: فُضِّلْتُ على الأنبياءِ بستٍ: أُعْطِيتُ جوامعَ الكلمِ، ونصرتُ بالرعبِ، وَأُحِلّتْ لي الغنائمُ، وَجُعِلَتْ لي الأرضُ طهورًا ومسجدًا، وَأُرْسِلْتُ إلى الخلقِ كافةً، وخُتِمَ بِي النبيونَ ))رواه مسلم .ومِن فضائلِه ـ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ ـ أنه خَاتَمُ النَّبِيِّين وأفضلُهُم، لقولِ اللهِ تعالى ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }(الأحزاب: 40)، وعن أبي هريرةَ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال: قال أبو القاسمِ ﷺ: مَثَلِي وَمَثَلُ الأنبياءِ مِن قبلِي كمثلِ رجلٍ بنَى بيتًا فأحسنَهُ وأجملَهُ إلّا موضعَ لَبِنَةٍ مِن زاويةٍ مِن زواياه، فجعلَ الناسُ يطوفونَ به ويَعجبونَ لهُ ويقولونَ: هلَّا وُضِعتْ هذه اللبنةُ!، قال: فأنَا اللبنةُ، وأنَا خاتمُ النبيينَ. ) رواه مسلم ).

ومِن فضائلِه ﷺ أنَّه ﷺ أمانٌ لأمتِه، كما في صحيحِ مسلمٍ  مِن حديثِ أبي موسَى الأشعرِي رضى اللهُ عنه قال، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ،( قالَ جلَّ وعلا )وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون)[الأنفال:33). بل اختصَّ اللهُ تعالى عبدَهُ ورسولَهُ مُحمّدًا ﷺ تشريفًا له وتكريمًا بأنْ غفرَ له ما تقدّمَ مِن ذنبهِ وما تأخّرَ وأخبرَهُ بهذه المغفرةِ وهو حيٌّ صحيحٌ يمشِي على الأرضِ، قال جلَّ وعلا ((إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)) وعن عائشةَ- رضي اللهُ عنها- أنَّ النّبيَّ ﷺ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا ). بل جعلَ اللهُ -سبحانه وتعالى- طاعةَ النبيِّ ﷺ مِن طاعتِه، وهذا فضلٌ عظيمٌ، وجعلَ طاعةَ النبيِّ معيارًا لمحبتِه، قالَ -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يحببكم الله)، وفي صحيحِ البخارِي مِنْ حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ـ  عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: « كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا:يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى)) فهو ﷺ خليلُ الرحمنِ، وصفوةُ الأنامِ، لا طاعةَ للهِ إلَّا بطاعتهِ، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ النساء: 80،

ولرسولِ اللهِ ﷺ شأنٌ خاصٌّ فريدٌ يومَ القيامةِ فهو أوَّلُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامةِ، ويأخذُ لواءَ الحمدِ بيدِهِ ﷺ ،وهو إمامُ النبيِّين  فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ(( وفي حديثِ أبي سعيدٍ الخدرِي رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلَا فَخْرَ)) وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرُ فَخْرٍ)) يقولُ شاعرُ الإسلامِ حسانُ بنُ ثابتٍ رضي اللهُ عنه في مدحِ النبيِّ ﷺ :

وأفضلُ منكَ لن ترَ قطُ عيني***     وأحسنُ منكَ لم تلدْ النساءُ

خُلِقتَ مُبرَّأً مِن كلِّ عيبٍ  ***  كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

ثانيًا: نداءاتُ الرحمنِ للنبيِّ المختارِ ﷺ في القرآنِ الكريمِ.

أيُّها السادةُ: لقد اختصَّ اللهُ نبيَّهُ مُحمدًا بجملةٍ مِن الخصائصِ، لم يخصَّ بهَا أحدًا قبلَهُ مِن الأنبياءِ؛ تكريمًا لمقامِه بينَ الأنبياءِ، وتشريفًا لمكانتِهِ بينَ الرسلِ، وكيفَ لا ؟وهو خاتمُ الأنبياءِ والرسلِ، وهو خيرُ الخلقِ على اللهِ، فمِن تلكَ الخصائصِ أنَّ اللهَ تعالى نادَاهُ بوصفِ النبوةِ والرسالةِ، وهذانِ الوصفانِ مِن أهمِّ الأوصافِ التي اتصفَ بهَا نبيُّنَا، قالَ تعالَى: { يا أيُّهَا النبيُّ } وقد وردَ النداءُ بهذا اللفظِ في ثلاثةَ عشرَ موضعًا مِن القرآنِ، ويقولُ سبحانَهُ مخاطبًا نبيَّهُ بصفتِه رسولًا: { يا أيُّهَا الرسولُ } وقد وردَ النداءُ بهذا اللفظِ في موضعينِ في سورةِ المائدة، فناداهُ ربُّهُ سبحانَهُ في هذه المواضعِ بأكملِ أوصافِه، وأرفعِ مقاماتِه .

ففي القرآنِ نداءانِ: نداءُ كرامةٍ، ونداءُ علامةٍ، لمَّا أرادَ اللهُ جلَّ وعلا أنْ يُنادِي على حبيبِه المصطفى العدنانِ ﷺ نادَى عليه بنداءِ الكرامةِ تكريمًا لهُ وتشريفًا لفضلِه، فخاطبَ اللهُ- جلَّ وعلا- رسولَهُ ﷺ في القرآنِ الكريمِ بالنّبوّةِ والرّسالةِ ولم يناده باسمِه زيادةً في التّشريفِ والتّكريمِ، قال جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)، ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ )، وقال جلَّ وعلا: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ )، وقال جلّ وعلا: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )، أمّا سائرُ الأنبياءِ والمرسلين عليهم الصّلاةُ والسّلامُ فنادَى اللهُ جلَّ وعلا عليهم بنداءِ العلامةِ في القرآنِ، فخوطبُوا بأسمائِهِم، فقال جلّ وعلا: ( يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ*)، (يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ)، (يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ )، (يا إِبْراهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا)، (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ)، ولمّا ذكرَ اسمَهُ للتّعريفِ قرنَهُ بذكرِ الرّسالةِ، فقال جلَّ وعلا: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } الأحزاب: 40،  وقال جلَّ وعلا: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ )،  وقال جلَّ وعلا: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ)، ولمَّا نادَى اللهُ جلَّ وعلا على أمةِ مُحمدٍ ﷺ نادَى عليهم بنداءِ الكرامةِ تشريفًا لنبيِّنَا ﷺ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) قال عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ ـ رضي اللهُ عنه: إِذَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فَأَصْغِ إِلَيْهَا سَمْعَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ تُؤتَى بِهِ أَوْ سوء تُصْرَفُ عَنْهُ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان)، ولمَّا نادَى اللهُ جلَّ وعلا على الأممِ السابقةِ نادَى عليهم بنداءِ العلامةِ فقال: (يا أيُّها الناسُ)، وقال: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ )، يا أبناءَ الطينِ والترابِ (يا أبناءَ المساكين) وكيف لا ؟ ولقد أدّبَ اللهُ- جلَّ وعلا- عبادَهُ المؤمنين في مخاطبةِ نبيِّهِ ﷺ والكلامِ معهُ تشريفًا وتعظيمًا وتقديرًا لهُ، فأمرَهُم أنْ لا يخاطبُوه باسمِه بل يخاطبُوه: يا رسولَ اللهِ، يا نبيَّ اللهِ،  فقالَ جلَّ وعلا مخاطبًا المؤمنينَ (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا)، قال ابنُ عبّاسٍ ومجاهدُ وسعيدُ بنُ جبيرٍ: (كانُوا يقولون: يا محمّدٌ، يا أبا القاسِم، فنهاهُم اللهُ عزّ وجلّ عن ذلك إعظامًا لنبيِّهِ ﷺ، وأمرَهُم أنْ يقولُوا: يا نبيَّ اللهِ، يا رسولَ اللهِ)

أحزانُ قلبِي لا تزولُ** حتى أبشرَ بالقبولِ

وأرى كتابِي باليمينِ ** وتقرُّعينِي بالرسولِ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.

الخطبة الثانية : الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللِه ولا يستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ……. وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : نداءات القرآن الكريم للرسول ﷺ 

ثالثــــًا وأخيرًا: كيفَ أقدرُ النبيَّ ﷺ ؟

أيُّها السادةّ: لقد كان المصطفَى ﷺ:  أكرمَ الناسِ ، وأشجعَ الناسِ، وأحلمَ الناسِ، وأكثرهُم برًّا ووفاءً ، وصدقًا وصبرًا وحياءً، و كان خلقُهُ القرآن ، وكان قرآنًا يمشِي على الأرضِ فماذا تعلمنا أيُّها الأحبةُ الأخيارُ مِن المصطفِى ﷺ وهو قدوتُنَا وهو أسوتُنَا ومرشدُنَا وهو معلمُنَا  بنصٍّ مِن عندِ اللهِ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ الأخلاقَ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ الأدبَ والاحترامَ والحلمَ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ السلوكياتِ الحسنةَ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ العفوَ والصفحَ والتسامحَ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ كيفيةَ معاملةِ الجيرانِ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ الإحسانَ إلى الناسِ في كلِّ مكانٍ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ الجودَ والكرمَ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ الخوفَ والخشيةَ مِن اللهِ ؟

هل تعلمنَا مِن النبيِّ المختارِ ﷺ صلةَ الأرحامِ ؟اعرفْ قدرَ النبيِّ ﷺ عنما اقتدِي بهِ ﷺ في حياتِي كلِّهَا !!فهل اقتدينَا بالنبيِّ المختارِ ﷺ في جميعِ شؤونِ حياتِنَا ؟

اَقتدِي بالنبيِّ ﷺ في التخلقِ بأخلاقهِ والتأسِّيِ بسنتِه والسيرِ على نهجِهِ واتباعِهِ فيمَا أمرَ واجتنابِهِ فيمَا نهَى وزجر، قالَ تعالى  { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (سورة  آل عمران: 31)فكونُوا قدوةً في العفوِ والصفحِ، قدوةً في الحياءِ، قدوةً في الشفقةِ والرحمةِ كما كان نبيُّنا ﷺ، فعن مالكِ بنِ الحويرثِ قال: أتَيْنا النَّبيَّ ﷺ ونحن شَبَبةٌ مُتقارِبونَ، فأقَمْنَا عندَهُ عِشرينَ لَيلةً، -وكان رسولُ اللهِ ﷺ رَحيمًا رَقيقًا) رواه الدار قطني.

 كونوا قدوةً في الجودِ والكرمِ كما كان نبيُّنَا ﷺ، كان أجودَ الناسِ وأكرمَ الناسِ، فعن أنسِ بنِ مالكٍ قال: جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ ﷺ فأعطاهُ غنمًا بينَ جبلين، فرجعَ إلى قومهِ، فقال: يا قوم، أسلموا، فإِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِى عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ) رواه مسلم.

كونوا قدوةً في الخشيةِ والخوفِ مِن اللهِ كما كان نبيُّنَا ﷺ، فعن مُطَرِّفٍ عن أبيهِ رضي اللهُ عنهما قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ يصلِّي وفي صدرِه أزيزٌ كأزيزِ الرحَى مِن البكاءِ )رواه أبو داود .كونوا قدوةً في الثباتِ مع اليقينِ بوعدِ اللهِ، قدوةً في الصبرِ على الناسِ والعفوِ عن المسيءِ، قدوةً في كثرةِ الاستغفارِ والتوبةِ، قدوةً في العبادةِ، قدوةً في ذكرِ اللهِ تعالى، قدوةً  في الصلاةِ والصيامِ كما كان نبيُّنَا ﷺ.

كونوا قدوةً في المعاملاتِ مع الناسِ كما كان نبيُّنَا ﷺ : كان أحسنَ الناسِ معاملةً. باع رسولُ اللهِ ﷺ واشترَى وآجرَ واستأجرَ، وشاركَ غيرَه، ولما قَدِمَ شريكُه قال: أمَا تعرفُنِي؟ قال ﷺ  (أمَا كنتَ شريكِي، كنتَ شريكِي في الجاهليَّةِ فَكنتَ خيرَ شريكٍ لا تُداريني ولا تُماريني) رواه ابن ماجه)

كونوا كما كان رسولُ اللهِ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا فكنْ أنتَ على أثرِهِ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وكما كان رسولُ اللهِ رحمةً مهداةً فكنْ أنتَ رحمةً للناسِ، وكمَا كان بالمؤمنينَ رؤوفًا رحيمًا ، كنْ أنتَ بالمؤمنينَ رؤوفًا رحيمًا .

فمَن يدعِي حبَّ النبيِّ ولم يفدْ*** مِن هديهِ  فسفاهةٌ وهراءُ

فالحبُّ أولُ شرطهِ وفروضهِ ***إنْ كانَ صادقًا طاعةٌ ووفاءُ

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

 د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف 

 

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!