أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 7 رجب 1445 هـ ، الموافق 19 يناير 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 يناير 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق : كما يلي:

 

أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الحفاظِ على العقلِ.

ثانيًا: آثارُ وأضرارُ المخدراتِ على الفردِ والمجتمعِ.

ثالثًا: علاجُ ظاهرةِ الإدمانِ والمخدراتِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  19 يناير 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق : كما يلي:

مجتمعٌ بلا إدمانٍ، المخدراتُ طريقُ الهلاكِ

7 رجب 1445هـ – 19 يناير 2024م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ .

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق

أولًا: دعوةُ الإسلامِ إلى الحفاظِ على العقلِ.

إنَّ العقلَ مِن أعظمِ النعمِ التي أنعمَ اللهُ بهَا على الإنسانِ، وهو أحدُ الضروراتِ التي أوجبَ الشارعُ حفظَهَا، بل هو مناطُ التكليفِ، ولهذا فالمجنونُ لا ترتبطُ بهِ التكاليفُ، فعَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب: عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:” رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَالصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَالْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ “[البخاري].

إنَّ العقلَ نعمةٌ، فإذا استخدمتَهُ في طاعةِ اللهِ، فقد شكرتَ النعمةَ، فبذلكَ تنالُ الرحمةَ والمغفرةَ،!! أمّا إذا استخدمتَهُ في معصيةِ اللهِ وتعديتَ عليهِ بالمسكراتِ، فقد ظلمتَ نفسَكَ ودخلتَ في دائرةِ الظلمِ والكفرانِ.

وهذه قصةٌ مثاليةٌ لسلفِنَا الصالحِ ومدَى حرصِهِم على طاعةِ اللهِ وذكرِهِ في أشدِّ المحنِ والأوقاتِ، قال ابنُ أبِي الدنيا في كتابِهِ “الأمراض والكفارات”  أنَّ عروةَ بنَ الزبيرِ لما وقَعَتْ الأَكَلَةُ في رِجْلِهِ ، فقِيلَ لهُ: ألَا ندعُو لك طبيبًا؟ قال: إنْ شئتُم. فجاءَ الطبيبُ، فقال: أسقيكَ شرابًا يزولُ فيهِ عقلُكَ؟ فقال: امضِ لشأنِكَ، ما ظننتُ أنَّ خلقًا شرِبَ شرابًا يزولُ فيهِ عقْلُهُ حتى لا يعرفَ ربَّهُ. قال: فوضعَ المنشارَ على ركبتِه اليسرَى ، ونحن حولَهُ، فما سمعنَا حسًّا. فلَمَّا قطعَهَا جعلَ يقولُ: لئِن أخذتَ لقد أبقيتَ، ولئن ابتليتَ لقد عافيتَ. قال: وما تَرَكَ جُزأهُ بالقرآنِ تلكَ الليلة “. (وانظر القصة كاملة في وفيات الأعيان والبداية والنهاية).

فانظرْ كيفَ أبَى أنْ يعطلَ عقلَهُ عن الذكرِ والتسبيحِ، فكيف بنا نعتدِي على العقلِ بلَا ضرورةٍ؟!

إنَّ شربَ الخمورِ والمخدراتِ مِن علاماتِ الساعةِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : ” أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا ” [ متفق عليه ] . ويَقُولُ أيضًا:” لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا ” [وابن ماجة بسند صحيح] .

 فقد أطلقُوا اليومَ على الخمرِ أسماءً متعددةً مِن بابِ التغطيةِ، فسمُّوهَا المشروباتِ الروحيةَ، والبيرةَ، ومشروبَ الشعيرِ، والمقوياتِ، والمسهراتِ، وغيرَ ذلك مِن الأسماءِ، وفي الحقيقةِ هي المدمراتُ!!!

لذلك كانت الخمرُ والمخدراتُ مفتاحَ كلِّ شرٍّ، وهذه قصةٌ تؤيدُ ذلك، فقد أخرجَ عبدُ الرزّاقِ في مصنفهِ أنّ عثمانَ بنَ عفان خطبَ الناسَ فقالَ: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّ رَجُلَا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يَتَعَبَّدُ، وَيَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَاوِيَةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُشْهِدَكَ بِشَهَادَةٍ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَجَعَلَ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتُهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ، وَعِنْدَهَا بَاطِيَةٌ فِيهَا خَمْرٌ» فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِشَهَادَةٍ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ لِتَشْرَبَ مِنْ هَذَا الْخَمْرَ كَأْسًا أَوْ لِتَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، وَإِلَّا صِحْتُ بِكَ، وَفَضَحْتُكَ فَلَمَّا أَنْ رَأَى أَنْ لَيْسَ بُدٌّ مِنْ بَعْضِ مَا قَالَتْ قَالَ: «اسْقِينِي مَنْ هَذَا الْخَمْرَ كَأْسًا فَسَقَتْهُ» فَقَالَ: «زِيدِينِي كَأْسًا فَشَرِبَ فَسَكِرَ، فَقَتَلَ الْغُلَامَ وَوَقَعَ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَوَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ فِي قَلْبِ رَجُلٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ».أ.ه فانظرُوا عاقبةَ شربِ الخمرِ، فيالَهَا مِن عاقبةٍ وخيمةٍ، ونهايةٍ مؤلمةٍ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق

ثانيًا: آثارُ وأضرارُ المخدراتِ على الفردِ والمجتمعِ.

للخمرِ والمخدراتِ والمسكراتِ أضرارٌ وآثارٌ كثيرةٌ متنوعةٌ على الفردِ والمجتمعِ. منهَا:

الأضرارُ الدينيةُ: فهي تصدُّ عن ذكرِ اللهِ وعبادتِهِ: قالَ تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ } (المائدة:91).

فضلًا أنَّ متعاطِ المخدراتِ رُبَّما كان قدوةً سيئةً لغيرِهِ، وفي ذلك يقولُ : ” مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ” .(مسلم).

كمَا أنَّها تقتلُ الحياءَ، وإذا ذهبَ حياءُ الإنسانِ ساءَ سلوكُهُ، فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ النَّبِيُّ : «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». (البخاري). لذلكَ فهو ملعونٌ بلعنةِ رسولِ اللهِ ، فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ قالَ:” لعنَ رسولُ اللهِ في الخمرِ عَشْرَةً : عاصرَها، ومعتصرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليهِ، وساقِيَها، وبائعَها، وآكلَ ثَمَنِها، والمشترِي لهَا، والمُشتَراةَ له”. (الترمذي ) .

ناهيكَ عن عقوبتِه في الآخرةِ، يقولُ : “إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ” قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ:” عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ”. [مسلم]

ومنها: الأضرارُ الصحيةُ: حيثُ تُسبِّبُ مرضَ السلِّ، وتُفقِدُ الشهيةَ للطعامِ، وتُسبِّبُ جحوظَ العينينِ، وتعوقُ دورةَ الدمِ، وقد توقفُهَا أحيانًا فيموتُ السكرانُ، كمَا أنَّها تُؤدِّي إلى الجنونِ، وتسببُ تليفَ خلايَا الدماغِ، وتسببُ هبوطَ القلبِ، والتهابَ الكبدِ وتليفَهُ، وتسببُ الفشلَ الكُلوِي، وسرطانَ الرئةِ، وغيرَ ذلك.

وقد دُعي أحدُ الأطباءِ لإلقاءِ محاضرةٍ في مركزٍ للمدمنين عن أضرارِ الخمرِ فأحضرَ معَهُ حوضينِ زجاجينِ: ‏الأولُ فيهِ ماءٌ، والثاني فيهِ خمرٌ، ووضعَ دودةً في ‏الماءِ فسبحتْ، ثم وضعَهَا في الخمرِ ‏فتحلَّلَتْ وذابَتْ، حينهَا نظرَ إلى المدمنين سائلًا: هل وصلتْ الرسالةُ ؟!فكان الجوابُ نعم!

ومنها: الأضرارُ النفسيةُ والعقليةُ : كالقلقِ والاكتئابِ، والتوترِ العصبِي، والهلاوسِ السمعيةِ والبصريةِ والحسيةِ، والانطواءِ والعزلةِ، والشعورِ بالإحباطِ، وانفصامِ الشخصيةِ، وغيرِ ذلك.

 وقد سُجّلَتْ حوادثُ كثيرةٌ  بسببِ تأثيرِ المخدراتِ على العقلِ، منهَا:

– شابٌ في أمريكَا تناولَ المهلوساتِ، وكان بين مجموعةٍ مِن أصدقائِه فقالَ لهم: إنَّ الحائطَ يتجهُ نحوِي، وما كان منه إلّا أنْ رمَى نفسَهُ مِن الطابقِ الرابعِ والعشرين فسقطَ قتيلًا!!

– ألقتْ سيدةٌ مدمنةٌ بطفلتِهَا الرضيعةِ على الأرضِ، بسببِ ظنِّهَا أنَّ الطفلةَ تحولتْ إلى قطةٍ تمتصُّ ثديهَا!!

وغيرُ ذلك مِن الحوادثِ بسببِ الخمرِ والمخدراتِ!! {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} (هود: 101).

ومنها: الأضرارُ الاجتماعيةُ: كهتكِ أعراضِ البيوتِ، وتشريدِ الأبناءِ، وتفككِ الأسرةِ، وكثرةِ حالاتِ الطلاقِ، وزعزعةِ الأمنِ، ووقوعِ الجرائمِ وانتشارِهَا، وكثرةِ الحوادثِ المروريةِ، وغيرِ ذلك.

فالخمورُ والمسكراتُ والمخدراتُ تفسدُ العقلَ وتدمرُهُ. ولقد رأى أبو بكرٍ الصديقُ رجلًا يبولُ في فمِ رجلٍ آخرٍ وهو يقولُ لهُ: زدنِي ، زدنِي! وروى القرطبيُّ رحمَهُ اللهُ: أنَّ أحدَ السُّكارَى جعلَ يبولُ، ويأخذُ بولَهُ بيديهِ ليغسلَ بهِ وجهَهُ وهو يقولُ: اللهُمَّ اجعلنِي مِن التوابين، واجعلنِي مِن المتطهرِين!!

 ورؤى بعضُهُم والكلبُ يلحسُ وجهَهُ وهو يقولُ لهُ: أكرمَكَ اللهُ. ( تفسير القرطبي ) .

ولما سُئِلَ أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه : هل شربتَ الخمرَ في الجاهليةِ؟ قال : أعوذُ باللهِ ! فقِيلَ لهُ: ولِمَ ؟ قال: كنتُ أصونُ عرضِي، وأحفظُ مروءتِي، فإنَّ مَن شربَ الخمرَ كان مضيعًا في عرضِه ومروءتِه ، وصدقَ رضي اللهُ عنه، فكم من الأعراضِ التي انتهكتْ وبيعتْ بسببِ شربةِ خمرٍ، أو جرعةِ هروينٍ، أو حبةِ مخدرٍ!

ومنها: الأضرارُ الاقتصاديةُ: حيثُ تشكلُ المخدراتُ خطرًا جسيمًا يهددُ الاقتصادَ الفردِي والجماعِي، حيثُ تؤدِّي إلى ضعفِ إنتاجيةِ الفردِ وقلةِ دخلِه، وسوءِ حالةِ الأسرةِ الماديةِ، وضعفِ الأداءِ الوظيفِي، وغيرِ ذلك.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مجتمع بلا إدمان خطوات على الطريق

ثالثًا: علاجُ ظاهرةِ الإدمانِ والمخدراتِ.

إنَّ علاجَ هذه الظاهرةِ يكونُ بتكاتفِ فئاتِ المجتمعِ وذلك بالطرقِ التاليةِ:

– الوعظُ والتخويفُ مِن عقابِ اللهِ: فينبغِي تذكيرُ شاربِ الخمرِ وتخويفُهُ مِن غضبِ اللهِ عليهِ، وهذا ما فعلَهُ عمرُ بنُ الخطابِ مع شاربِ الخمرِ، فعن يزيدِ بنِ الأصم، قال: ”كان رجلٌ مِن أهلِ الشامِ ذا بأسٍ، وكان يوفدُ إلى عمرَ بنِ الخطابِ، ففقدَهُ عمرُ، فقال: ما فعلَ فلانٌ؟ فقالوا: يا أميرَ المؤمنين تتابعَ في هذا الشرابِ ( أي الخمر )، فدعا عمرُ كاتبَهُ، فقال: اكتبْ: مِن عمرَ بنِ الخطابِ إلى فلانِ بنِ فلان، سلامٌ عليكَ، أمّا بعدُ، فإنِّي أحمدُ اللهَ الذي لا إلهَ إلَّا هُو ”غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطولِ لا إلهَ إلّا هو إليهِ المصيرُ” غافر:3 ؛ ثم قالَ لأصحابِه: ادعُوا اللهَ لأخيكِم أنْ يُقبِلَ بقلبِهِ ويتوبَ عليه. فلمَّا بلغَ الرجلَ كتابُ عمرَ، جعلَ يقرأُهُ ويرددُهُ، ويقولُ: ”غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ” ، قد حذرنِي عقوبتَهُ ووعدنِي أنْ يغفرَ لي. فلم يزلْ يرددَهَا على نفسِه، ثم بكَى، ثم نزعَ فأحسنَ النزعَ ـ أي تابَ فأحسنَ التوبةَ ـ فلمَّا بلغَ عمرُ خبرَهُ قال: ”هكذا فاصنعُوا إذا رأيتُم أخاكُم زلَّ زلةً فسدّدُوهُ ووفقُوهُ وادعُوا اللهَ أنْ يتوبَ عليهِ، ولا تكونُوا أعوانًا للشيطانِ عليهِ”.(رواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وأورده القرطبي في تفسيره؛ والسيوطي في الدر المنثور ).

– فرضُ عقوبةٍ رادعةٍ لمَن يتناولُ الخمرَ والمسكرات: وليكنْ الهدفُ مِن العقابِ هو ردعُ كلِّ مَنْ تُسَوِّلُ له نفسُهُ أنْ يُدمنَ المسكراتِ أو المخدِّراتِ، وليس التشفِّي أو الانتقامَ مِن صاحبِهَا، فهو شخصٌ مريضٌ في حاجةٍ إلى العلاجِ، وقد غرسَ الرسولُ هذه المعاني في نفوسِ الصحابةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ” أُتِيَ النَّبِيُّ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: اضْرِبُوهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ”(البخاري).

– تكثيفُ الرقابةِ الأمنيةِ مِن جهةِ الدولةِ: وذلك بضبطِ المتلبسينَ بهذه الجريمةِ ومحاسبتِهِم.

– كثرةُ التوعيةِ والندواتِ: عن طريقِ الإعلامِ المرئِي والمسموعِ والمقروءِ والخطبِ والدروسِ والمحاضراتِ، بهدفِ توضيحِ مخاطرِ المخدراتِ على المستوَى الثقافِي والدينِي والاجتماعِي والاقتصادِي.

– التنشئةُ الأسريةُ: بتربيةِ النشءِ على القيمِ؛ لأنَّ الأبوينِ مسئولانِ عنهُم، قالَ :” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) .

– تخيرُ الصحبةِ الصالحةِ: لأنَّ الصاحبَ ساحبٌ والقرينُ بالمقارنِ يقتدِي. وقد حثَّ الإسلامُ على صحبةِ الصالحين والأخيارِ، وحذّرَ مِن صحبةِ الأشرارِ، وفي الحديثِ الصحيحِ: ” لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طعامك إلا تقي “. ( أحمد وأبو دواد والترمذي والحاكم وصححه ).

وفي الختامِ أهمسُ كلمةً في أذنِ المدمنِ فأقولُ: احذرْ أنْ تموتَ مخمورًا، فإنَّ مَن عاشَ على شيءٍ ماتَ عليهِ، ومَن ماتَ على شيءٍ بُعثَ عليهِ، ورويَ أنَّ مدمنَ خمرٍ لمَّا حضرتْهُ الوفاةُ قِيلَ لهُ: قل لا إلهَ إلّا الله. قال: اشربْ أولًا ثم اسقنِي!! فهناكَ فرقٌ كبيرٌ بينَ مَن يبعثُ يومَ القيامةِ مخمورًا سكرانًا يتخبطُ في أرضِ المحشرِ، وبينَ مَن ماتَ ملبيًا، فاتقِ اللهَ وراقبْهُ في حركاتِكَ وسكناتِكَ، وإيّاكَ والغفلةَ أو التسويفَ، فمَا قتلُ النفوسِ إلّا كلمةُ سوف، عجِّلْ بالتوبةِ فالبابُ مفتوحٌ، وإيّاكَ أنْ تُغرغَرَ الروحُ، فعندَ ذاكَ لا توبةَ تنفعُ، وليكنْ لك القدوةُ في الصحابةِ الذين امتثلُوا للأمرِ فورَ نزولِ القرآنِ فقالُوا: انتهينَا ربَّنَا انتهينَا.

فهذه فرصةٌ عظيمةٌ للإقلاعِ عن المسكراتِ والمخدراتِ، ولا سيَّمَا ونحن مقبلونَ على أشهرِ الخيراتِ والبركاتِ!!

نسألُ اللهَ أنْ يباركَ لنَا في رجبٍ وشعبانَ وأنْ يبلغنَا رمضانَ،،،

الدعاء،،،،                   وأقم الصلاة،،،،                       كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »