أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 23 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 31 مايو 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مايو 2024م بصيغة word بعنوان : حق الله في المال ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 31 مايو 2024م بصيغة pdf بعنوان : حق الله في المال ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 31 مايو 2024م بعنوان : حق الله في المال .

 

أولاً: المالُ زينةُ الحياةِ الدنيا.

ثانيـًـــا :حقُّ اللهِ في المالِ كثيرٌ وعديدٌ.

ثالثًا: احذر فتنة المال!!!

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 31 مايو 2024م بعنوان : حق الله في المال : كما يلي:

حقُّ اللهِ  تعالى في المالِ . د . محمد حرز

بتاريخ: 21 ذو القعدة1445هــ – 31 مايو2024م

الحمدُ للهِ، القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِـهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُـزَكِّيهِمْ بِهَا التوبة 103، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلي الصالحين، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخَلِيلُهُ القائلُ كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا) (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.  أمّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوىَ العزيزِ الغفارٍ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }( آل عمران :102).

عبادَ اللهِ: ( حقُّ اللهِ  تعالى في المالِ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

عناصر اللقاء:

أولاً: المالُ زينةُ الحياةِ الدنيا.

ثانيـًـــا :حقُّ اللهِ في المالِ كثيرٌ وعديدٌ.

ثالثًا: احذر فتنة المال!!!

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن حقِّ اللهِ  تعالى في المالِ ، وخاصةً ونحن نعيشُ في أزماتٍ متلاحقةٍ وأوبئةٍ وأمراضٍ، والناسُ في حاجةٍ  إلى مَن يقفُ معهُم في أزماتِهِم وشدائدِهِم، وخاصةً وأنَّ الكثيرينَ مِن الناسِ إلّا مَن رحمَ اللهُ جلَّ وعلا بخلُوا بأموالِهِم على الأراملِ واليتامَى والمساكين ، وصدقَ اللهُ العظيمُ إذ يقولُ: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) المعارج 24، وخاصةً وأنَّ تفريجَ كروباتِ الناسِ مِن أجلَّ وأفضلِ الأعمالِ إلى اللهِ جلَّ وعلا ، وخاصةً ولقد أعلنتْ وزارةُ الأوقافِ المصرية عن صكوكِ الأضاحي والإطعامِ مساعدةً لإخوانِنَا في غزةَ، وعونًا للفقراءِ والمساكينِ في دولتِنَا.

وخاصة ومساعدةُ الناسِ في شدائدهم واجبُ على كل مسلمِ ومسلمةِ ولنعلمَ أن الشدائدَ لا تدوم،  وكلَ مر سيمر وللهِ درُّ الشافعي:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى***ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها***فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال

أولاً: المالُ زينةُ الحياةِ الدنيا.

أيها السادةُ: وردَ لفظُ المالِ في القرآنِ الكريمِ ستةً وثمانين مرة، مفردًا وجمعًا، معرفًا ونكرة، وفي ذلك بلا شك دليلُ على أهميةِ المالِ.. فالمال ُ قوامُ للحياة: قال جل وعلا: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] قال ابن كثير: قيامًا، أي: تقومُ بها معايشهم من التجارات وغيرها. والمالُ من زينةِ الدنيا قالَ جلَّ وعلا: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، والمالُ من أولِ ما يُسأل عنه العبدُ يومَ القيامةِ: كما قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ….مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ) و المالُ أثنى عليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا كان صالحاً ومع الصالحين فقال -صلى الله عليه وسلم-: ” نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحِ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ) والمالُ هبةُ من اللهِ قال جل وغلا ممتنًا على عبادِه: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 12]   أي: يكثر أموالَكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم. والمال ُيمكِّن صاحبَه من العيش بكرامة وعفة: يُعطي ولا يَطلب، وينفق ولا يَسأل. فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ “الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ و التصدقُ بالمالِ هو البقيةُ الباقيةُ مِن مالِ الإنسانِ، وهو ما ينفعُهُ بعدَ موتِهِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” رواه مسلم.

وفي صحيحٍ مسلمٍ مِن حديتِ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قالَ رسولُ الله ﷺ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي» قَالَ: «وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ».

وأفضلُ مالِ الإنسانِ هو ما أنفقَهُ في أبوابِهِ المعدةِ له وفي مرضاةِ اللهِ عزَّ وجلَّ فقد روى مسلمٌ والترمِذيُّ عن ثَوبانَ -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: “أفضَلُ دينارٍ يُنفقُه الرجلُ: دينارٌ يُنفِقُه على عِيالهِ، ودينارٌ ينفقهُ على فَرَسِه في سبيل الله ودينارٌ ينفقه على أصحابهِ في سبيل الله”

ومِنْ أجملِ الأعمالِ وأجلِّها عندَ اللهِ المسارعةُ في نَفْعِ النَّاسِ وقضاءُ حوائجِهم وتفريجُ كُربهِم وبَذْلُ الشفاعةِ الحسنةِ لهم، قال تعالى: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً}[النساء: 114

 وَبَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ نَفعَ النَّاسِ مِن أَعظَمِ الأَعمَالِ وَالقُرُبَاتِ، فعن ابنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال 🙁مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)متفق عليه، وقال ﷺ: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ)) رواه مسلم )، ، وقال ﷺ: (مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زادٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا زادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنافِ المالِ ما ذَكَرَ حتّى رَأَيْنا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنّا في فَضْلٍ) رواه مسلم، وكيف لا؟ ونفعُ الناسِ والسعيُ في كشفِ كروباتِهِم، مِن صفاتِ الأنبياءِ والرسلِ عليهم الصلاةُ والسلامُ، فالكريمُ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنُ إسحاقَ عليه السلامُ مع ما فعلَهُ إخوتُهُ بهِ جهزَهُم بجهازِهِم ولم يبخسْهُم شيئًا منه، وموسى عليه السلامُ لمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليه أمةً مِن الناسِ يسقونَ ووجدَ مِن دونِهم امرأتين مستضعفتين، فرفعَ الحجرَ عن البئرِ وسقَى لهما حتى رويتْ أغنامُهُمَا، اللهُ أكبرُ! فكانت نتيجةُ قضاءِ حوائجِ المسلمين، وكشفِ كرباتِهِم، أمانٌ بعدَ الخوفِ ،ورزقٌ بعدَ الفقرِ، وزوجةٌ بعدَ العزوبةِ هذا جزاءٌ في الدنيا حصلَ عليهِ نبيُّ اللهِ موسَى- عليه السلامُ -، فكيفَ بجزاءِ الآخرةِ؟!.وها هو  نبيُّنَا ﷺ كان أكثرَ الناسِ نفعًا وقضاءً لحوائجِ المسلمينَ، تَقُولُ َأُمُّ المُؤمِنِينَ خَدِيجَةُ رضي اللهُ عنها عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ))

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال

ثانيـًـــا :حقُّ اللهِ في المالِ كثيرٌ وعديدٌ.

أيُّها السادةُ: إِنَّ مِن طَبِيعَةِ النَّفسِ البَشَرِيَّةِ أَنَّهَا مَيَّالَةٌ إِلى المَالِ، مُحِبَّةٌ لِجَمعِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ وَالقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعَامِ وَالحَرثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ) [آل عمران:14] وإنما كان المالُ والبنونُ زينةَ الحياةِ الدنيا لأن في المالِ جمالًا ونفعًا، وفي البنين قوةً ودفعًا، فصارا زينةَ الحياة الدنيا.، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا) [الفجر:20]، وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8]، وَقَالَ ﷺ: “لَو أَنَّ لابنِ آدَمَ وَادِيًا مِن ذَهَبٍ أَحَبَّ أَن يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَن يَملأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن تَابَ” رَوَاهُ الشَّيخَانِ وَهَذَا لَفظُ البُخَارِيُّ. المال عرض زائل: فقد أخبر عزَّ وجلَّ أن المال عرض زائل ومتاع مفارَق، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور} [الحديد: 20]

وفي حديث أنس بن مالك رضي اللهُ عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ”لذا فرضَ اللهُ جلَّ وعلا في المالِ حقًّا للسائلِ والمحرمِ، فقال جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)، ودينُنَا دينُ التكافلِ دينُ التراحمِ دينُ الرحمةِ والمودةِ والألفةِ دينُ التعاونِ كمَا قالَ ربُّنَا ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ المائدة: 2،وكمَا  قالَ النبيُّ ﷺ  كما في صحيحِ البخارِي ومسلمٍ منْ حديثِ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ)، فشبَّهَ النبيُّ ﷺ  ترابطَ المسلمينَ بالبنيانِ القويِّ الشامخِ الذي لا تهزُّهُ الزلازلُ والعواصفُ. وصدق رسولُ اللهِ ﷺ  إذْ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، إِذَا كَانَتِ النَّفَقَةُ وَالجُودُ وَالإِحْسَانُ وَالبِرُّ وَصِلَةُ الأَرْحَامِ تَطِيبُ في كُلِّ زَمَانٍ، فَهِيَ تَزْكُو وَتَتَضَاعَفُ حَسَنَاتُهَا في الأزماتِ فَلْنَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾، وقال جل وعلا ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. ونبيُّنَا ﷺ نبيُّ الرحمةِ والتعاطفِ كانَ كالريحِ المرسلةِ لا يمسكُ شيئًا، كانَ أجودَ الناسِ ، وفي صحيحِ مسلمٍ  كما في حديث أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ t قَالَ: ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ ﷺ علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ)، فَهَلْ مِنْ سَامِعٍ لِنِدَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾؟ هَلُمُّوا يَا عِبَادَ اللهِ للإِنْفَاقِ في هَذِهِ الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ، وَأَبْشِرُوا بِدُعَاءِ المَلَكِ لَكُمْ، رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».كُنْ مُنْفِقًا، وَلَا تَكُنْ مُمْسِكًا حَتَّى لَا تَنْدَمَ ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.

ومِن حقِّ اللهِ في المالِ: الصَّدَقَاتُ الزَّائِدَةُ عَنِ الزَّكَاةِ تَكُونُ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وِقَاءً مِنَ النَّارِ، وَنَجَاةً مِنْ عَذَابِ اللهِ تعالى، روى مسلمٌ في صحيحِهِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ». الصَّدَقَاتُ الزَّائِدَةُ عَنِ الزَّكَاةِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ». وَحَقًّا صَانِعُ الْمَعْرُوفِ لَا يَقَعُ، وَإِذَا وَقَعَ وَجَدَ مُتَّكَأً. تَصَدَّقُوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَسَّرُ أَحَدُنَا عَلَى الصَّدَقَةِ، حَيْثُ لَا تَنْفَعُ الحَسْرَةُ، وَاحْفَظُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ تَنْجَلِي الحَقِيقَةُ التي نَسِينَاهَا أَو تَنَاسَيْنَاهَا، نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى أَجْرِ الصَّدَقَةِ أَكْثَرَ مِنْ حَاجَةِ الفَقِيرِ إلى صَدَقَتِنَا، لِأَنَّ هَذَا العَبْدَ الذي قَالَ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ: ﴿رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ، وَاللهِ مَا قَالَهَا رَحْمَةً بِالفُقَرَاءِ، بَلْ قَالَهَا رَحْمَةً بِنَفْسِهِ تَحَسُّرًا عَلَى مَا قَصَّرَ فِي حَقِّ الفَقِير وَمَا فَوَّتَ عَلى نَفْسِهِ مِنَ الأَجْرِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال

فإياكَ والبخلَ، فالبخلُ ليس مطلوبًا ولا مرغوبًا، لذا استعاذَ منه النبيُّ ﷺ فقالَ كما في حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) فلماذا البخلُ والشحُّ عبادَ اللهِ مع أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يبغضُ البخيلَ في حياته كما في حديث عبدِ اللهِ بن عمروٍ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :إيَّاكُم والشُّحَّ، فإنَّمَا هلَكَ مَن كانَ قبلَكُم بالشُّحِّ، أمرَهُم بالبخلِ فبخِلوا، وأمرَهُم بالقَطيعةِ فقطعوا، وأمرَهُم بالفجورِ ففجَروا( رواه أبو داود)

فالزكاةُ  والصدقاتُ هما حقُّ اللهِ في المالِ: وهما عمادُ التكافلِ بينَ المجتمعاتِ الإسلاميةِ، ولهمَا المردوداتُ الإيجابيةُ في خَلقِ مجتمعٍ مسلمٍ نظيفٍ يحبُّ بعضُهُ بعضًا، ولهمَا دورٌ كبيرٌ في تنميةِ المجتمعاتِ وبجانبِ كونِ الزكاةِ عبادةٌ دينيةٌ واجبةٌ على المسلمِ، فإنَّها على المستوَى الماليِّ تجارةٌ مع اللهِ جلَّ وعلا، قالَ ربُّنَا: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ الروم: 39.

والمال ُإنفاقه في وجوهِ البرِ يعلي من منزلةِ صاحبِه عند اللهِ جل وعلا كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ…” فهذا دليل على أن من أعطاه الله الغنى والعمل الصالح فقد تفضل عليه.

فاللهَ اللهَ في الإنفاقِ، اللهَ اللهَ في البرِّ، اللهَ اللهَ في إخراجِ الزكواتِ والصدقاتِ، اللهَ اللهَ في التكافلِ والتراحمِ والتعاونِ،  قالَ جلَّ وعلا: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران/92)، ولَا تَحْتَقِرُوا مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، مَهْمَا كَانَ قَلِيلًا، فَرُبَّ مَبْلَغٍ قَلِيلٍ تُنْفِقُهُ مَعَ إِخْلَاصِكَ للهِ تعالى يَتَقَبَّلُهُ اللهُ تعالى مِنْكَ، وَيُرَبِّيهِ لَكَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ، روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ (مُهْرَهُ، وَهُوَ الصَّغِيرُ مِنَ الخَيْلِ) حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ». ومِن حقِّ اللهِ في المالِ: قضاءُ حَوائجِ المسلمينَ وأنْ مَن قضَى حوائجَ الناسِ قضَى اللهُ حوائجَهُ ،ففي الصحيحين عن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَة“.فمَن كان اللهُ في حاجتهِ أتظنونَ أنَّهُ يخيبُ؟ أتظنونَ أنَّهُ يضيعُ؟ لا واللهِ.وأنَّ الساعِي لقضاءِ الحوائجِ موعودٌ بالإعانةِ، مؤيدٌ بالتوفيقِ:قال ﷺ:(.. وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..) رواه مسلم,, تعينُ أخاكَ المسلمَ فيعينكَ اللهُ، ترحمُهُ فيرحمكَ، تسترُهُ فيستركَ، تنفِّسُ عنه كربةً مِن كربِ الدنيا، ينفسُ اللهُ عنك كربةً مِن كربِ القيامةِ، تضعُ عنه بعضَ الديْنِ، يضعُ عنك بعضَ الوزرِ ، تفرجُ عنه عسرتَهُ، يفرجُ اللهُ عنك عسرَكَ يومَ القيامةِ وهكذا. فعَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما -، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَبي ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْراً، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) رواه الطبراني)

 درُّ الشافعِي رحمَهُ اللهُ:

وأفضلُ الناسِ ما بينَ الورَى رجلٌ *** تُقضَى على يدهِ للناسِ حاجاتُ

لا تمنعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ *** ما دمتَ مقتدرًا فالعيشُ جناتُ

قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم*** وعاشَ قومٌ وهُم في الناسِ أمواتُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم

الخطبةُ الثانيةُ: الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ ……..وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال

ثالثًا: احذر فتنة المال!!

أيُّها السادةُ: اعلمُوا أنَّ المال قد يكون نقمةً على العبدِ؛ إن استُخدم في معصيةِ اللهِ عزّ وجلّ، وكان سببا في البعد عن طاعة الله، فكما أنّ الواجبَ على المسلمِ أن يكسبَ المالَ من الطرقِ الحلالِ والمشروعةِ، فيجبُ عليه صرفُه في الطرقِ المشروعةِ. وليس المقصود من التحذير من المالِ المالَ لذاته؛ بل ما يجرُّه المالُ من حبِّ الاستِئثار بأبواب الدنيا المتشعِّبة، ونِسيان أمر الدين والآخِرة، وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمَّته من فتنة المال، كما في حديث عمرو بن عوف رضي اللهُ عنه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ” فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ”  وذلك لأن: -المال فتنة: قال جل وعلا {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيم} [التغابن: 15]، أي بلاء واختبار يحملونكم على كسب المحرم ومنع حق الله تعالى فلا تطيعوهم في معصية الله ،وعن كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ”

قال المناوي: أي: الالتهاءُ به؛ لماذا ؟ لأنه يشغَلُ البال عن القيام بالطاعة، ويُنسِي الآخرة. والاشتغال بالمال – ولو كان حلالاً- عن طاعة الله وعن ذكره وشكره، كما قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9]، فهذا أمر من الله  لعباده المؤمنين بكثرة ذكره وناهيًا لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك ومخبرًا لهم بأنه من التلهى بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عما خلق له من طاعة ربه وذكره، فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. والمال  قد يدعو صاحبه إلى الطغيان حيث يزرع في نفوس كثيرٍ مِن ملَّاكِه – إلا مَن رحِم اللهُ – الطغيانَ والتكبُّر والتجبُّر على خلق الله تعالى، قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]، والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان لماذا ؟ لأن رأى نفسه استغنى، أي صار ذا مال وثروة.)قال جل وعلا: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27]، أي: لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق، لحملهم ذلك على البغي والطغيان من بعضهم على بعض، أشرًا وبطرًا. وطغيان المال أفسد كثيرًا من المعتقدات عند الناس لذا سجل القرآن بعض العقائد والتَّصورات الَّتي كانت سائدةٌ في الجاهلية وهو يرد ضلالها ويبين زيغها ويقوم عوجها. فالنَّاس في الجاهلية كانوا قد جعلوا الحياة الدُّنيا وزينتها وزخرفها أكبر همُّهم ومبلغ علمهم حيث أنكروا البعث والقيام لله ربِّ العالمين {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ‌ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]. ومن ثمَّ كانوا حريصين أشدَّ الحرص على التَّكاثر في الأموال والأولاد وغير ذلك من متاع الدُّنيا قال -تعالى-: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ * حَتَّىٰ زُرْ‌تُمُ الْمَقَابِرَ‌} [التَّكاثر: 1-2]، ويظنُّون أنَّ المال الكثير والجاه العريض هو سبيل الخلد، قال جل وعلا: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة: 2-3]، وينكرون البعث ويقولون حتَّى لو بعثنا فسنعطى الأموال والأولاد في الآخرة كما في الدُّنيا ولن يعذبنا الله وإنَّما سيدخلنا الجنَّة وهو ما ذكره القرآن عنهم في أكثر من موضعٍ مثل قوله -تعالى-: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ‌ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [سبأ: 35]،وفي حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، فَاجْتَمَعَ لِي عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ لاَ أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ: “أَمَا وَاللَّهِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ فَلاَ”، قَالَ: وَإِنِّي لَمَيِّتٌ ثُمَّ مَبْعُوثٌ؟ قُلْتُ: “نَعَمْ”، قَالَ: فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ، فَأَقْضِيكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا، وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا} [مريم: 77]. فقد افتخروا بكثرة الأموال والأولاد واعتقدوا أنَّ ذلك دليل على محبَّة الله له واعتنائه بهم وأنَّه ما كان ليعطيهم هذا في الدُّنيا ثمَّ يعذبهم في الآخرة وهيهات لهم ذلك ،فالمالُ لِأهلِ الإيمانِ والتُّقى والصَّلاحِ نِعمةٌ عظيمة ؛ كما جاء في حديث عَمْرو بْن الْعَاصِ قال: قال رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: “نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ” فالعبدُ الصَّالحُ إذا سَاقَ اللهُ -تعالى- إليهِ نِعمةَ المالِ عَرَفَ للهِ -تعالى- فيه حَقَّاً, فَأَدَّاهُ؛ كما قال سيدنا رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ” وعَدَّ منهم “عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَالًا وَعِلْمًا, فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ, وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ, وَيَعْلَمُ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهِ حَقَّهُ, قَالَ: فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ” [رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-].فالعبدُ الصَّالحُ ينظُرُ إلى المالِ بأنَّه وسيلةٌ لِمرضاةِ اللهِ -تعالى-, وليسَ غايةً.

أمَّا المالُ لِأهلِ الفُسُوقِ والفُجُورِ نِقمةٌ وليسَ بِنِعمةٍ؛ لأنَّ العبدَ الفاجِرَ الفاسِقَ لا يُبالي مِن أينَ جاءَهُ المالُ ولا أينَ صَرَفَهُ؛ كما جاء في الحديث الشريف: “لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ, أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ” [رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-].فهوَ لا يَعرِفُ للهِ -تعالى- فيه حقَّاً, كما قال سيدنا رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: “وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا, فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ, لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ, وَلَا يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّهُ, فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ” [رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-]. واعلموا أيها الأخيار أن كثرة المال ليس دليلاً على الإكرام، ولا قلته دليلاً على الإهانة، بل الميزان عند الله تعالى بالتقوى والعمل الصالح كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]وكما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) والثقة بالله سبحانه وتعالى: من أهم جوانب النجاة من هذه الفتنة، كما في حديث زيد بن ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ). وكان دعاء الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه وقاية من هذه الفتنة، لذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من الفتنة بالمال فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: “اللهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ….وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ)). والله ثم والله  إن المرء ليدركُ فتنةَ المال الحقيقيةِ ويزهدُ فيه حقا عندما يحُضرُ قلبَه، وهو يقرأ أن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-  تُوفي وليس في بيته درهم ولا متاع، بل ودرعه مرهون عند يهودي في شيء من الشعير، وصدق الله: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ بِبَصَرِي فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا فِي نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ، وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ، قَالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قَالَ: “مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ” قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فَقَالَ: ” يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ “، قُلْتُ: بَلَى

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الله في المال

فيا عباد الله:  حَصِّنُوا أَموَالَكُم بِالزَّكَاةِ والصَّدَقَةِ، وبِجَعلِهِ في مكانٍ شرعيٍّ أمينٍ، وبالدُّعاءِ, وكونوا على يقينٍ بعدَ ذلك بأنَّ ما أصابَكم لم يكن لِيُخطِئَكُم, وما أخطَأَكُم لم يكن لِيُصيبَكُم, وَمَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لم يَشَأ لم يَكُن, والرِّضا بِالقضاءِ والقَدَرِ من أركانِ الإيمان وطلقوا الدنيا تفوز في الدنيا والأخرة وللهِ درُّ الشافعِي رحمَهُ اللهُ:

إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا***تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا

نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا***أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا

جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا****صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                       كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

                                 د/ محمد حرز

                          إمام بوزارة الأوقاف

 

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »