أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 28 محرم 1444هـ، الموافق 26 أغسطس 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بصيغة word بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بصيغة pdf بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم.

 أولًا: يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ ؟      

ثانيـــًا: أسماءُ يومِ القيامةِ كثيرةٌ وعديدةٌ .

ثالثـــًا وأخيرًا:: قّلْ لنفسِكَ إلى أينَ المصير ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م  بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم : كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُهَا في القرآنِ   د. محمد حرز ، بتاريخ: 28من المحرم 1443هــ  26 أغسطس2022م

الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿ ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا﴾ (النبأ : 17) ،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ,فاللهمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين. أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران :102).ثم أمَّا بعدُ …عبادَ الله: أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُهَا في القرآنِ   عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

عناصرُاللقاءِ

 أولًا: يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ ؟      

ثانيـــًا: أسماءُ يومِ القيامةِ كثيرةٌ وعديدةٌ .

ثالثـــًا وأخيرًا:: قّلْ لنفسِكَ إلى أينَ المصير ؟

أيُّها السادةُ بدايةً: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن  أسماءِ يومِ القيامةِ ودلالاتِهَا, وخاصةً والناسُ في غفلةٍ ,والناسُ معرضون؛ لأنَّهم في اللهوِ والباطلِ والشهواتِ والمادياتِ غارقون ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ , وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا غفلَ فيه الكثيرُ مِن الناسِ  عن ذكرِ اللهِ، وغفلَ فيهِ الكثيرُ مِن الناسِ عن الموتِ وبينَ لحظةٍ وآُخري وبينَ عشيةٍ وضحاهَا يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في معسكرِ الأمواتِ  ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ فلا بدَّ مِن إلجامِ النفسِ بتذكيرِهَا بمصيرِهَا لِتَعْمُرَ الآخرةُ بالدنيا، ويُغْتَنَم الحاضرُ للمستقبلِ وصدقَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ رضى اللهُ عنه حيثُ قال: (( النَّاسُ نيامٌ فإذا ماتُوا انتَبَهُوا))

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم

 أولًا: يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ ؟      

أيُّها السادةُ: بدايةً  اللهُ جلَّ وعلا لم يخلقْنَا عبثًا، ولن يتركَنَا سدى، بل لا بدَّ مِن الوقوفِ بينَ يديهِ سبحانَهُ ليحاسبنَا على أعمالِنَا , ليحاسبنَا على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ مصداقًا لقولِ الحقِّ جلَّ وعلا:(( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ))( الزلزلة: 7-8)هذا اليومُ الذي يجمعُ اللهُ فيه الخلائقَ، هذا اليومُ)) لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا))سورة النساء87، يومُ القيامةِ حيثُ يقومُ الناسُ فيهِ لربِّ العالمين، و يقومُ الناسُ مِن قبورِهم سِراعًا، ويقومُ الروحُ والملائكةُ صفًا ، هذا اليومُ يُبعثُ الناسُ فيه مِن القبورِ بعدَ أنْ صارُوا ترابًا،(( وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ)) ( الشورى:29)، يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ؟ ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ عبس: 34-37 هذا اليومُ لا يُسمحُ لأحدٍ مهما كان شأنُهُ بالكلامِ إلّا مَن أذنَ لهُ الرحمنُ قال ربُّنَا :﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ طه:108يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ؟ يومٌ شديدٌ يومٌ عصيبٌ على الكافرين غيرُ يسيرٍ , يومٌ دنتْ فيه  الشمسُ مِن الرؤوسِ، وألجمَ العرقُ الناسَ إلجامًا، والناسُ حفاةٌ عراةٌ، والملائكةُ يحيطونَ بالخلائقِ مِن كلِّ مكانٍ، والملكُ غضبانٌ، قال جلَّ وعلا: ))وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ(( (الفجر:22 )وفي صحيح مسلم عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ))  يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها) يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ؟ ذهبتْ الشهواتُ وبقيتْ الحسراتُ .. انقضتْ الأعمالُ وبقيتْ السجلاتُ : سيئاتٌ .. شهواتٌ .. حسراتٌ .. ظلماتٌ .. صراخٌ .. بكاءٌ .. صياحٌ ( رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعلى  أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [سورة  المؤمنون  آية رقم [99 100). يومُ القيامةِ وما أدراكَ ما يومُ القيامةِ؟ في السماءِ محكمةٌ قاضيهُا الإلهُ مكتوبٌ على بابِهَا {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [سورة  الأنبياء:47]وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمتى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم ستحاسبُ على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ نعمْ !!سيقفُ الجميعُ بين يدي الملكِ الجليلِ ليسألَنَا عن الكثيرِ والقليلِ. وهذه أمُّنَا عائشةُ رضى اللهُ عنها وأرضَاهَا ذكرتْ النَّارَ فبكَتْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما يُبكيكِ ؟ قلتُ : ذكرتُ النَّارَ فبكَيْتُ . فهل تذكرونَ أهليكُم يومَ القيامةِ ؟ فقال : أمَّا في ثلاثةِ مواطنَ فلا يذكُرْ أحدٌ أحدًا : عندَ الميزانِ حتَّى يعلمَ أيخِفُّ ميزانُهُ أم يثقُلُ ؟ وعندَ تَطايُرِ الصُّحفِ حتَّى يعلمَ أين يقعُ كتابُهُ في يمينِهِ أم في شمالِهِ أم وراءَ ظهرِهِ؟ وعندَ الصِّراطِ إذا وضعَ بين ظهرَيْ جهنَّمَ حتَّى يجوزَ))رواه أبو داود

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المغرورْ *** يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورْ

إِذَا كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُدْنِيَتْ *** حَتَّى عَلَى رَأْسِ الْعِبَادِ تَسير

وَإِذَا النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ *** وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُورْ

وَإِذَا الْجِبَالُ تَقَلَّعَتْ بِأصُولهِا *** فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابْ تَسِيرْ

وَإِذَا الْوَلِيدُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ *** يخَشَى الْقِصَاصَ وَقَلْبُهُ مَذْعُورْ

هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ جِنَايَةً *** كَيْفَ الْمُصِرُّ عَلَى الذُّنُوبِ دُهُورْ

وَإِذَا الجَحِيمُ تَسَّعَرَتْ نِيرَانُهَا *** وَلَهَا عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ زَفِيرْ

وَإِذَا الجِنَانُ تَزَخْرَفَتْ وَتَطَيَّبَتْ *** لِفَتَىً عَلَى طُولِ الْبَلاءِ صَبُورْ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم

ثانيـــًا: أسماءُ يومِ القيامةِ كثيرةٌ وعديدةٌ .

أيُّها السادةُ: اعلمُوا أنَّ كثرةَ المسمياتِ للمسَمَّى يدلُ على شرفهِ وفضلهِ وعلوِّ درجتِهِ ومنزلتِهِ، وأهميتهِ وعظمِ شأنهِ، وكلُّ ما عظُمَ شأنهُ تعددتْ صفاتُهُ وكثرتْ أسمائُهُ وتنوعتْ أوصافُهُ، فالقيامةُ لمَّا عظُمَ أمرُهَا، وكثُرتْ أهوالُهَا، واشتدَّ خَطْبُهَا، سمَّاهَا اللهُ في كتابهِ بأسماءَ عديدةٍ، ووصفَهَا بأوصافٍ كثيرةٍ؛ تحذيرًا وإنذارًا، تنبيهًا وإعذارًا، وكيف لا ؟ وهي اليومُ الآخر الذي لا يومَ بعدَهُ حتى لا نغفلُ عنهُ ونستعدُّ لهُ قبلَ فواتِ الأوانِ  وكيف لا؟ ويومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ، طولُهُ خمسونَ ألفَ سنةٍ، والناسُ حفاةٌ عراةٌ غرلًا والناسُ واقفون في ذلك اليومِ العظيمِ الذي تتقطعُ فيه القلوبُ، وتشخصُ فيه الأبصارُ، والناسُ فيه يتوقعونَ كلَّ عذابٍ، وهناك أناسٌ آمنونَ لا يغشاهُم الحزنُ قال جلَّ وعلا (( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ))الأنبياء:103 نسألُ اللهَ أنْ يجعلنَا وإياكُم منهم .وأسماءُ يومِ القيامةِ كثيرةٌ وعديدةٌ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: يومُ الساعةِ ، قال جلَّ وعلا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ))الحج:1. وسُميتْ القيامةُ بالساعةِ لعدةِ أسبابٍ: إمَّا لقربِهَا، فمهمَا كانتْ بعيدةً فهي قريبةٌ فكلُّ ما هو آتٍ قريب، وإمَّا للدلالةِ على ما فيها مِن أحداثٍ ضخمةٍ تصهرُ الجلودَ، وتذيبُ الجبالَ، حتى تصيرَ كالهباءِ المنثورِ. وإمَّا لأنَّها تأتي بغتةً، أو في لحظةٍ، أو في ساعةٍ معينةٍ وإذا بالقيامةِ قد قامتْ، والناسُ غيرُ منتبهين لتلك الأحداثِ. ومِن أسماءِ ذلك اليومِ: (يومُ البعثِ) قال جلَّ وعلا (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ))الحج:5 ،ويومُ البعثِ أي: الإحياءُ والإخراجُ.. إخراجُ الموتَى مِن قبورِهِم، وإعادةُ الحياةِ إليهم، وبعثهُم مما كانوا فيه مِن العدمِ والتلاشِي إلى الوجودِ والإعادةِ، كما كانوا قبلَ أنْ يموتوا، لفصلِ القضاءِ بينَ يدى مَن لا يغفل ولا ينام .ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: (يومُ الفصلِ) قال جلَّ وعلا)) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً ((النبأ:17 وقال جلَّ وعلا (( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ [المرسلات:38 وسُمِّيَ بذلك لأنَّ اللهَ يفصلُ فيه بين عبادهِ فيما كانوا فيه يختلفون. فينادِى أيتُها العظامُ النخرةُ , أيتُها اللحومُ المتناثرةُ قومِي لفصلِ القضاءِ بين يديّ اللهِ ربِّ العالمين .

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الدينِ قال جلَّ وعلا (( وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ الصافات (20وسُمّي بذلك لأنَّ اللهَ يجزِي العبادَ ويحاسبُهُم في ذلك اليومِ العظيمِ .ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ التنادِ قال جلَّ وعلا ((  وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ)) غافر (32 وسُميّت بذلك لكثرةِ ما يحصلُ مِن نداءٍ بينَ أهلِهَا . فينادِي أهلُ الجنةِ أهلَ النارِ ((أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا) [الأعراف:44]، وينادِي أهلُ النارِ أهلَ الجنة ِ((أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ) [الأعراف:50]، وينادِي أَصْحَابُ الأَعْرَافِ أهلَ الجنةِ والنارِ، و ((يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ))ق:41.ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الخروجِ قال جلِّ وعلا ((  يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ(ق:42، فهو يومُ يخرجونَ مِن القبورِ إلى البعثِ ، قال جلَّ وعلا ((  يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ((الزلزلة:6, قال جلَّ وعلا ((  أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)) العاديات:9، فميّزَ وبيّنَ سبحانه, فأبرزَ ما في صدورِ الناسِ مِن خيرٍ وشرٍّ. ويصبحُ السرُّ علانيةً, فيخرجون للمجازاةِ والمحاسبةِ، والعرضِ والمناقشةِ، بينَ يدى ملكِ الملوكِ وجبارِ السماواتِ والأرضِ .

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الحسرةِ قال جلَّ وعلا -: ﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ﴾ مريم: 39 يومُ الأزفةِ ﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾ (غافر: 18)، يومُ الندامةِ  يومُ يتحسرُ الإنسانُ على أعمالِهِ القليلةِ بينَ يدَي اللهِ جلَّ وعلا- ؛ لأنَّ مِن أهوالِ يومِ القيامةِ أنَّ الأعمالَ توزنُ بينَ يدي اللهِ -جلَّ وعلا﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ )القارعة: 6-11) ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الوعيدِ، قال جلَّ وعلا:((وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ)) [ق:20]، فهو يومٌ وعدَ اللهُ عبادَهُ بوقوعِهِ ووعدَهُم بإعطائِهِم وجزائِهِم ووعدَهُم بتوفيةِ أعمالِهِم، ووعدَ المؤمنين بالجنانِ، والكفارَ بالنيرانِ، فهو يومُ الوعدِ والوعيدِ.

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الخلودِ، جعلَنَا اللهُ وإياكُم في جناتٍ الخلودِ، قالَ جلَّ وعلا((ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) [ق:34]، ويومُ الخلودِ يومٌ لا زوالَ فيهِ، ولا موتَ بعدَهُ، يومُ الخلودِ: يومُ خلودِ أهلِ الجنةِ في الجنةِ، وخلودِ أهلِ النارِ في النارِ، قال قتادةُ: خُلدُوا واللهِ فلا يموتُون، وأقامُوا فلا يظعنُون، ونُعّمُوا فلا يبأسُون، ويومُ خلودٍ للكفارِ والمشركين في نارِ جهنمَ خالدين فيها أبدًا، فالمؤمنون خالدون في النعيمِ المقيمِ، والكفارُ خالدون في العذابِ الجحيمِ. ياأهلَ الجنةِ خلودٌ بلا موت، ويا أهلَ النارِ خلودٌ بلا موت ..

 ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: القارعةُ قال جلَّ وعلا((الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) [القارعة: 1-3]، سُميتْ قارعةً تقرعُ القلوبَ والأسماعَ بأهوالِهَا، وعظيمِ خطبِهَا، وشدةِ قرعِهَا. وكذا مِن أسمائِهَا : الواقعةُ، قال جلَّ وعلا((إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ) [الواقعة:1-2]، سُميتْ بذلك لتحققِ وقوعهَا وما يقعُ فيها مِن الأهوالِ وخطبِ الأحوالِ والشدائدِ العظامِ، وقربِ وقوعِهًا على الأنامِ، وأنَّها واقعةٌ لا محالةَ ولا انفصام.

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: الطامةُ، قال جلَّ وعلا ((فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى)) النازعات:34، والطامةُ: تطمُّ على كلِّ أمرٍ هائلٍ مفزعٍ قال جلَّ وعلا((وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ)) القمر:46، فلعظمِ هولِهَا، وشدةِ خبرِهَا تعلوهُ وتغطِّيه وتطمُّه. ومِن أسمائِهَا الصاخةُ، قال سبحانَهُ((فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ((عبس:33، سُميتْ بذلك لأنَّها تصخُّ الأسماعَ فتبالغَ في إسماعِهَا حتى كادتْ تصمهَا، فلشدةِ صوتِهَا لا تسمعُ غيرَهَا في ذلك اليوم، فهي تصمُّ الأسماعَ، وتصيخُ لها الأسماع.  قال الحسنُ :الطامةُ هي النفخةُ الثانيةُ وقال عكرمةُ: الصاخةُ هي النفخةُ الأولى. وكلٌّ على حقٍّ، النفخةُ الأولَى تصخُّ؛ لأنَّها قويةٌ، والنفخةُ الثانيةُ تبعثُ فتطمُّ القلوبَ بأهوالِهًا.

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الحاقةِ قال جلَّ وعلا ((الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ(( [الحاقة 1-3]، سُميتْ بذلك؛ لأنَّها أحقتْ لأقوامٍ بالجنةِ، وأحقتْ لأقومٍ بالنارِ؛ ولأنَّ فيها حواقَ الأمورِ، وينكشفُ الغطاءُ والمستورُ.

ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ الجمعِ قال جلَّ وعلا((وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) ((الشورى:7]، وهو يومٌ يجمعُ اللهُ فيهِ الأولين والآخرين وأهلَ السمواتِ والأرضين في صعيدٍ واحدٍ وفي مكانٍ واحدٍ، وقيل يومٌ يجمعُ اللهُ بينَ كلِّ عبدٍ وعملِهِ .ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ: يومُ التلاقِ قال جلَّ وعلا((لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) ((غافر:15]، أي يومُ يلتقِي أهلُ السماءِ وأهلُ الأرضِ، وأنَّ كلَّ عاملٍ سيلقَى عملَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ فيلتقِي الظالمُ والمظلوم، والخاصمُ والمخصوم، وتُؤدَّى فيهِ الحقوقُ، ويومُ التلاقِ يلتقِي الخالقُ بالمخلوقِ، والمخلوقُ بالمخلوقِ، ، قال سبحانَهُ((فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ((الكهف:110، وقال جلَّ ذكرُهُ ((يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ((الانشقاق:6.ومِن أسماءِ يومِ القيامةِ:: الغاشيةُ قال جلَّ وعلا:((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ((الغاشية:1 والغاشيةُ الذي يغشَى الناسَ فيهِ عذابٌ عظيمٌ،.وأسماءُ القيامةِ أسماءٌ مرهبةٌ ومرعبةٌ للدلالةِ على عظمتِهَا وضخامةِ الأحداثِ التي تقعُ فيها ، حتى تنتبهَ القلوبُ، وترتعدَ النفوسُ، وتنصلحَ التصرفاتُ في الدنيا، فلا يفاجأُ الإنسانُ بيومِ القيامةِ، وينبأُ بأعمالهِ وإذا بها فاسدةٌ، ويطلبُ الرجعةَ ولكنْ لا يرجعُ، كما قالَ ربُّنَا ((يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ)) [الحاقة:25-29. فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ.

ياربِّ هذه ذنوبِي في الورَي كثرتْ *** وليس لي عملٌ في الحشرِ ينجينِي

وقد أتيتُكَ بالتوحيدِ يصحبُهُ*** حبّ النبيِ وهـذا القدرُ يكفينِي

يامَن لطفتَ بحالِي قبلَ تكوينِي*** لا تجعلْ النارَ يومَ الحشرِ تكوينِي

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم

الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ولا عدوانَ إلَّا علي الظالمين والعاقبةُ للمتقين الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أمَّا بعدُ…………..

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم

ثالثـــًا وأخيرًا:: قّلْ لنفسِكَ إلى أينَ المصير ؟

أيُّها العاصي سلْ نفسكَ إلى أينَ المصيرُ؟ أيُّها السارقُ سلْ نفسَك إلى أين المصيرُ؟ أيُّها الزاني سلْ نفسَكَ إلى أينَ المصيرُ؟ أيُّها المرتشِي سلْ نفسَكَ إلى أينَ المصيرُ؟ يا مَن ضيعتَ الصلاةَ يا مَن أكلتَ الحقوقَ يا مَن أكلتَ حقوقَ البناتِ، يا مَن أكلتَ الرِّبَا، سلْ نفسَكَ إلى أينَ المصيرُ؟ فهل فكرتَ في يومٍ سيتولَّى حسابَكَ فيه ملكُ الملوكِ جلَّ وعلا ؟!! فعَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ »رواه مسلم فسلْ نفسَكَ إلى أينَ المصـيرُ ؟! هل أنتَ مِمَّن عملَ الطاعةَ وتنتظرُ مِن اللهَ الجنـةَ أمْ أنَّك مصرفٌ على نفسِكَ بالذنوبِ والمعاصِي  وتتمنَّى على اللهِ الأمانِي وترجُوا الجنةَ ؟ اعلم يقينًا أنَّ طالبَ الجنةِ لا ينامُ  .. وإنَّنَا لا نقوَى على النارِ ومَن يقوًى عليها ؟! اعلم أنَّ كلَّ حيٍّ سيفنَى ، وكلَّ جديدٍ سيبلَى .. وما هي إلّا لحظةٌ واحدةٌ ، تخرجُ فيها الروحُ إلى بارئِهًا ، فإذا العبدُ في عدادِ الأمواتِ .
ذهبً العمرُ وفاتَ .. يا أسيرَ الشهواتِ .. ومضَى وقتُكَ في سهوٍ ولهوٍ وسباتٍ .. بينمًا أنتَ على غيِّكً حتى قيلَ ماتَ ياربِّ سلم ، ذهبتْ الشهواتُ ، ومضتْ الملهياتُ ، وبقيتْ التبعاتُ .. وطُويتْ صحيفةُ العبدِ على الحسناتِ أو السيئاتِ فيا أخي الحبيب .. تصورْ نفسَكَ في القيامةِ، وأنتَ واقفٌ بينَ الخلائقِ، ثم نُودِي باسمِكَ: أين فلانُ ابنُ فلان؟ قُمْ إلى العرضِ على اللهِ، فقمتَ ترتعدُ فرائِصُكَ، وتضطربُ قدمُكَ، وتنتفضُ جوارحُكَ مِن شدةِ الخوفِ .. وتصورْ وقوفَكَ بينَ يدي جبارِ السمواتِ والأرضِ، وقلبُكَ مملوءٌ مِن الرعبِ، وأنت خاشعٌ ذليلٌ، قد أمسكتَ صحيفةَ عملِكَ بيدِكَ، فيها الدقيقُ والجليلُ، فقرأتَهَا بلسانٍ كليلٍ، وقلب منكسرٍ، وداخَلَكَ الخجلُ والحياءُ مِن اللهِ الذي لم يزلْ إليك محسنًا وعليك ساترًا . فباللهِ عليك، بأيِّ لسانٍ تجيبُهٌ حين يسألُكَ عن قبيحِ فعلِكَ وعظيمِ جرمِكَ؟ وبأيِّ قدمٍ تقفُ بينَ يديهِ؟ وبأيِّ طرفٍ تنظرُ إليهِ؟ كيف بك أيُّها المسكينُ إذا قال لك: يا عبدِي، ما أجللتنِي، أمَا استحييتَ منّي؟! استخففتَ بنظرِي إليك؟! ألمْ أُحسنْ إليك؟! ألمْ أُنعمْ عليك؟! ما غرَّكَ بي؟ ما غرّكَ بربِّكَ الكريم .أخي الحبيب .. تذكرْ أهلَ الإيمانِ والعملَ الصالحَ حين يخرجون من قبورِهِم وقد ابيضتْ وجوهُهُم بآثارِ الحسناتِ، لا يحزنُهُم الفزعُ الأكبرُ، وتتلقاهُم الملائكةُ هذا يومُكُم الذي كنتّم توعدون .. تذكرْ عندمَا يقولُ الربُّ تباركً وتعالى بحقِّهِم : يا ملائكتِي، خذُوا بعبادِي إلى جناتِ النعيمِ، خذوهُم إلى الرضوانِ العظيمِ، فأصبحُوا بحمدِ اللهِ في عيشةٍ راضيةٍ، وفتحَ لهم الجنانَ، وطافَ حولَهُم الحورُ والولدانُ، وذهبً عنهم النكدُ والنصبُ، وزالَ العناءُ والتعبُ.وتذكرْ في المقابلِ تلك النفسَ الظالمةَ المعرضةَ عن دينِ اللهِ، عندما يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى بحقِّهَا: يا ملائكتِي، خذُوهُ فغلُّوه، ثمَّ الجحيمَ صلُّوهُ، فقد اشتدَّ غضبِي على مَن قلَّ حياؤُه منِّي، وقد تمنتْ تلك النفسُ أنْ لو رجعتْ إلى الدنيا لتتوبَ إلى اللهِ وتعملَ صالحًا، لكنْ هيهاتَ هيهاتَ لن ترجعَ، فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ قبلَ أنْ تنامَ على  فراشِ الموتِ وتقولُ (رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعلى  أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } ويأتي الجوابُ كالصاعقةِ (كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) سورة  المؤمنون100 فانتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ قبلَ أنْ تُجردَ مِن ثيابِكَ، قبلَ أنْ تُحملَ على  الأعناقِ، قبل أنْ يُغلقَ عليك بابُ القبرِ وحيدًا !!.فآهٍ لنفسٍ لا تندم على ما فاتَهَا …آهٍ على نفسٍ لا تعقلُ أمرَهَا ثم جهلتْ قدرَهَا  …آهٍ على نفسٍ تضيعُ في المعاصِي عمرَهَا  إلى متى تعصين وعلى  اللهِ تتجرئين .. آهٍ لمفرطٍ يخسرُ كلَّ يومٍ ولا يربحُ، ولمتخبطٍ في ظلامِ نفسهِ والصباحُ قد أصبحَ. فأفقْ مِن غفلتِكَ، وأحضرْ قلبَكَ مِن بيتِكَ، واعلمْ بأنَّه لا نومَ أثقلُ مِن الغفلةِ ولا نذيرَ أبلغُ مِن الشيبِ، ولا رقَّ أملكُ مِن الشهوةِ .أفقْ واغتنمْ الفرصةَ واغتنمْ حياتَكَ قبلَ موتِكَ وصحتَكَ قبلَ سقمك، وشبابَكَ قبلَ هرمِك، وفراغَكَ قبلَ شغلِك. أيُّها المغترُّ بطولِ الصحةِ  أمَا رأيتَ ميتًا مِن غيرِ سقمٍ، أيُّها المغترُ بطولِ المهلةِ أمَّا رأيتَ ميتًا مِن غيرِ مهلةٍ، أبالصحةِ تغترون أم بطولِ العافيةِ تمرحُون  رحمَ اللهُ عبدًا عملَ لساعةِ الموتِ، رحمَ اللهُ عبدًا عملَ لِمَا بعدَ الموتِ.

يا مَن بدنياهُ اشتغلْ … وغرّهُ طولُ الأملِ

ولم يزلْ في غفلةٍ … حتى دنَا منه الأجل

الموتُ يأتي بغتةً … والقبرُ صندوقُ العمل

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه        د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                                                                     

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »