أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

الجمعة: 19 شوال 1446هـ / 18 إبريل 2025م ، لماذا تأخر المسلمون المعاصرون وتقدم آخرون؟ آثار إنارة العقل بالعلم في صناعة التقدُّم والازدهار

أفضل خطبة ، خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أضاء الدنيا ، لماذا تأخر المسلمون المعاصرون وتقدم آخرون؟ آثار إنارة العقل بالعلم في صناعة التقدُّم والازدهار ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 19 شوال 1446هـ / 18 إبريل 2025م .

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 18 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 18 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيار ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 18 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا : كما يلي:

إذا استنار العقل بالعلم أضاء الدنيا
لماذا تأخر المسلمون المعاصرون وتقدم آخرون؟
آثار إنارة العقل بالعلم في صناعة التقدُّم والازدهار بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 19 شوال 1446هـ / 18 أبريل 2025م
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبخاصةٍ النبيُّ المصطفى (ﷺ) وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي أعزَّ الإنسان بالعلم، وشرّفه بالعقل، ورفع من شأنه بالعمل الصالح والإعمار.
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، وفضَّل أهل العلم على غيرهم، فقال في محكم التنزيل: (…قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ…) (الزمر: ٩).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُنير العقول، وتُحيي القلوب، وتُسعد الكون والحياة.
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبدُ الله ورسوله، نبيُّ العلم، والحلم، والرحمة، والحكمة، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ …) (النساء: 131)، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).. أما بعد،،،
أيها المؤمنون:
اعلموا أن:
• استنارة العقل بالعلم أسعد الدنيا وسهل المعيشة في هذه الحياة
• استنارة العقل بالعلم أدي إلى اختراع الكتابة وتناقل الخبرات والخيرات عبر فصول التاريخ الإنساني المديد.
• استنارة العقل بالعلم أدى إلى بناء الحضارة بشقيها (المادي والمعنوي).
• استنارة العقل بالعلم أسهم في تفاعل الحضارات.
• استنارة العقل بالعلم أدى إلى اختراع المحركات والمركبات والطائرات
• استنارة العقل بالعلم أدى إلى صعود الإنسان إلى الفضاء
• استنارة العقل بالعلم أدى إلى وصول الإنسان إلى أعماق وقيعان البحار والمحيطات
• استنارة العقل بالعلم جعل بإمكان الإنسان أن يطوف حول العالم في ساعات أو أيام، في حين كان هذا مستحيلا قبل مائة عام.
• استنارة العقل بالعلم أدى إلى اختراع الأدوية والأجهزة الطبية، وعلاج أمراض ما كان يمكن علاجها من قبل.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

• استنارة العقل بالعلم أدى إلى اختراع الفضائيات والستالايت والانترنت وما نجم عن ذلك من جعل العالم قرية صغيرة لا يكاد يقع الحدث في مكان إلا وينقل في نفس اللحظة إلى كل مكان.. وغير ذلك كثير..
إننا أمام موضوع في غاية الأهمية، غير أن العقل لابد له أن يسبح في بحار العلوم لينير الدنيا شريطة أن يكون مسيجا بسياج القيم النبيلة، حتى لا يشذ أو يضل.
عباد الله:
حديثنا اليوم يدور حول قضية مهمة جدًّا من قضايا البناء الإنساني، بناء الحياة، بناء الحضارة، ومفتاح النهوض والتقدم والارتقاء والازدهار، وهي قضية إنارة العقول بالعلم وأثره في إنارة الحياة، فالعلم نور يهدي، ويَبني، ويَرفع، ويُنمي، ويُكثِّر، ويُطور، ويُجدد، ويُرقِّي، ويُسعد، ويُريح… ذلك لأن العقل إذا استنار بالعلم، أنار الدنيا، والأمم تُبنى بالعقول، والعقول تُبنى بالعلم، ومتى ما استنار العقل بنور العلم، انعكس أثره على الفرد والمجتمع وعلى الحياة وعلى الإنسانية عامة، فارتفعت الأمم وازدهرت الحضارات.
أما الجهل فيُضل ويُردي ويهدم ويؤخر ويوجه البَوْصَلة إلى الوراء…
مدخل: جهاد الإعمار
وقبل أن نتحدث عن عمارة العقل بالعلم وأثره في إنارة الحياة، ينبغي أن نوضح أن الجهاد الأصغر هو الجهاد في ميادين القتال، أما الجهاد الأكبر والحقيقي والمستدام، فهو جهاد النفس، وجهاد الإعمار.
ويشمل:
– إعمار الحياة بالإخلاص، في العمل، والإخلاص للدين، والوطن، والإخلاص للإنسان…إلخ.
– إعمار النفس بالأخلاق والقيم، ذلك لأن طاقة النفس الحقيقية هي التي تُبنى على القيم الرفيعة.
وعلينا أن نعلم جميعًا أن عدوك يَهابُ فيك: قدرتك على إعمار نفسك؛ قدراتك على إعمار حياتك، قدراتك على إعمار وطنك…
وكلما استكملت دولة ما عناصر بنائها الداخلية، حُصِّنت، وكانت أقوى مِن أي دولةٍ تمتلكُ قوةً عسكريةً جبّارةً ولكنها تفتقر إلى هذه العناصر الخاصة بالإعمار.
ولعل أوضح مثال على ذلك: الاتحاد السوفيتي السابق، فقد كان إمبراطورية عسكرية كبرى، وانهارت هذه الإمبراطورية بلا قتال عام 1990؛ لأنها افتقدت طوال عقود تاريخها من عام 1917 إلى عام 1990 إلى القوة الأقوى، وهي قوة: الإعمار الداخلي للإنسان.
وفي تراثنا الإسلامي الخالد، وفي قرآننا العظيم، يقول الله تعالى: (…كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 249).
إن هذه الفئة القليلة انتصرت، ليس بقوة السلاح والعدة والعتاد؛ ولكن بقوة الإيمان، بقوة النفس، بقوة البنيان المرصوص، بقوة الإعمار الداخلي داخل هذه القلة، ومِن قبل ذلك كله: انتصرت بعونِ الله ومَدَدِه وتوفيقِه.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

وهذا المبدأ (جهاد الإعمار)، كما ينطبق على الدول، ينطبق على الأفراد؛ فكل إنسان إذا استثمر وجاهد في بناء أولاده بالعلم، والإيمان، والخُلُق الطيب، والوطنية الصادقة والصحيحة، فإن مجموع أفراد المجتمع سيكونون وطنًا قويًّا مهابًا.
وعلينا أن نعلم أن النفوس والأوطان -في الحقيقة- لا تنهار إلا من الداخل، وكلما كان البناء الداخلي سواء بناء النفس والعقل أو بناء الدول من الداخل قويا ومتينا ومتجذرا؛ كنا أقوياء في مواجهة التحديات مهما كانت، لذلك فإن أهمية الإعمار: إعمار النفس، وإعمار الوطن، وإعمار الحياة من الأهمية بمكان، لأننا إذا عمرنا الداخل انتصرنا في كل ميدان سواء في ميادين التقدم والنهوض أو في مواجهة المشكلات والأزمات والتحديات.
والغنى المادي -على الرغم من أهميته- فإنه ليس له قيمة بدون الإعمار الداخلي؛ لأن هذا الغِنى لن يَنتج عنه قوة حقيقية، وهذا هو الفرق بين التربية المادية، والتربية على القيم الإسلامية الرفيعة والنبيلة.
وسنتحدث في هذا الموضوع من خلال المحاور التالية:
المحور الأول: العقل… بين مآلات الحضور والفعالية أو الغياب والتعطيل
لماذا تأخر المسلمون المعاصرون وتقدم آخرون؟!
كان المسلمون العالم الأول، وقت أن تمسكوا بمنهج الله الشامل الكامل الصالح لإدارة الكون وإسعاد الحياة… في حين أن الناظر المدقق في حال كثير من الدول الإسلامية في عصرها الراهن، يلحظ أنها تعيش وضعا لا تُحسد عليه… والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة: لماذا هذا؟
ولعل الإجابة عن هذا السؤال تتطلب منا عدة دراسات في محاولة لاستقراء هذا الوضع وتحليله.
نعود أولا إلى الوراء في العصر الإسلامي الأول، ونقارن بين وضع المسلمين فيه، وبين وضعهم في العصر الحديث…
لقد شاء الله تعالى منذ نحو 1459 عاما (وقت كتابة هذا الموضوع في عام 1446هــ + 13 سنة في مكة من البَعثة إلى الهجرة) أن يبعث الله تعالى في الأميين رسولا منهم؛ يتلوا عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويزكيهم، ويشعل مشاعل الهدى والهداية والنور والعلم ويقضي على الجهل؛ ويُشّرِّع نوافذ العقل البشري على مصراعيها أمام الحقائق الكبرى المكنونة في: كتاب الله المنظور (الكون الفسيح)، وكتاب الله المسطور (القرآن العظيم).
دور العقل في نهضة المسلمين الأوائل:
كيف وظّف المسلمون الأوائل عقولهم لخدمة العلم والدين والأوطان؟
لماذا نهض المسلمون الأوائل وكونوا الحضارة الإسلامية الزاهرة المثمرة؟
لقد نهض المسلمون:
 عندما تعلقوا بحبال الله (تعالى).
 وعندما كانت قلوبهم متعلقة بالوحي الشريف المعصوم..
 وعندما كان منهجهم في الحياة ونظرتهم لها تنطلق من المنظور الإلهي للإنسان والكون والحياة.
 وعندما أيقنوا أن العقل شريك النص في معرفة الحقائق.
 نهضوا عندما تحررت عقولهم من أغلال الجهل وأسر التأثيرات الفلسفية الشاذة التي تسعى للتشويش على منظومة القيم التي جاء بها رسولنا الكريم (ﷺ) ومن بينها القيم الدافعة للتقدم.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

 نهضوا عندما كانوا يحترمون الوقت باعتباره مطلبًا إيمانيًّا، كما في الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات، وكلها مرتبطة بالوقت، وكأن الله تعالى يريد أن يدربنا على احترامه واتخاذه منهجًا للحياة.
 نهضوا عندما كانوا على قلب رجل واحد.
 نهضوا عندما كانوا كثيري العمل، قليلي الكلام، ملتزمين الصدق، بعيدين عن الكذب، يتسمون بحسن الخلق.. يعملون بحديث النبي (ﷺ) : (أنَا زَعِيمُ بَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ وإنْ كان مُحِقًا، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإنْ كان مازِحًا، وبَيتٌ في أعلى الجنةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)( ).
 نهضوا وتقدموا عندما كان اختلافهم في الفكر والرأي والتعبير..إلخ، رحمة بهم، ورحمة بغيرهم من شتى مفردات الطبيعة والكون؛ بل كان اختلافهم وتنوعهم قيمة مضافة لهم ولحضارتهم، بل كان اختلافهم في الرأي وحرية التفكير نموذجًا لأدب الحوار والمناقشة واحترام أقدار الله في الكون وفي الحياة وفي الفروق الفردية.. في الفكر، والفهم، والفقه، والتخصص، واختلاف مستويات التفكير لدى الشخص من وقت إلى آخر، ومن حالة إلى حالة، ومن موقف إلى آخر. وكانوا يؤمنون أن اختلافهم وتنوعهم تطبيقا وتحقيقا لمراد الله تعالى وسنته في خلقه وفي كونه وفي الحياه، وكان اختلافهم في الرأي والفكر تمتينا للعلائق -كما كان الحال على سبيل المثال بين الإمام مالك والإمام الليث بن سعد (رضي الله عنهما) في المُسَاجلة التاريخية الخالدة التي دارت بينهما، والتي يجب أن نعلمها جيدًا ونُعلِّمَها لشبابنا المسلم ونرسخها في قلوبهم- ولم يكن اختلافهم قطعا للأواصر كما عليه الحال في واقعنا المعاش.. يقول الشافعي (رحمه الله) -وهو مَن هو.. ملء السمع والبصر.. علمًا وحلمًا وخلقًا وحكمةً- يقول: «رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ»، وهذه قاعِدةٌ أصولية، ومن المهم جدا تعميمها واستخدامها لتكون منهج حياة لنا جميعًا، حيثُ يَغلبُ فيها الظنُّ في تقدير الأمور، ومن ثم لا يجدر بأحدِنا أنْ يُنزّه نفسَهُ عَن الوقوعِ في الرأي الخاطئ. مع الأخذ في الاعتبار أن عبارة الشافعي ليست على إطلاقها ذلك أن الشافعي والأئمة ثبت عنهم إنكار آراء بعض الناس في الفقه والعقيدة، خالفت الكتاب والسنة..
 نهضوا وتقدموا عندما تواضع أمير المؤمنين ونزل عن رأيه؛ امتثالا لرأي امرأة، وهو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يخطب الجمعة، فدعا إلى التيسير في المهور، وأراد أن يضع حدًّا أقصى للمهور، فقال: «لا ينبغي أن تزيدوا -أي في المهر- على أربعمائة درهم»، فلما نزل، قالت امرأة من المسلمين: أيعطينا الله، وتمنعنا أنت يا ابن الخطاب؟!، أمَا قال الله تعالى: (…وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا…) (النساء: 20)، فعاد إلى المنبر وقال: صدقت امرأة وأخطأ عمر، كل الناس أعلم منك يا عمر. نزل عن رأيه فورًا، وبدون استكبار؛ لأنه كان يوقن أن الفهم والأفهام والإفهام، ووقت الفهم أيضا، رزق من الله تعالى.
 نهض المسلمون عندما كانوا لا يلتفتون إلى الفوارق في اللون، والجنس، والعرق، والنسب؛ فالناس كلهم لآدم، وآدم خلق من تراب، والتفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى، بفعل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، ومن ثم نهضوا عندما تمثلوا قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) وقول رسولهم المعصوم (ﷺ) : (لا فَضلَ لعَرَبيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقْوى، الناسُ من آدَمَ، وآدَمُ من تُرابٍ)( ).

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

 نهضوا عندما كانوا يدركون المعنى الحقيقي للتنوع والاختلاف، وخصوبته، وأهميته للفرد والمجتمع. وهكذا كان الاختلاف في الرأي وسيلة للتقارب والتآلف وتعظيم الحق وإحقاقه، وتغليب المصلحة العليا للمسلمين، وتنحية الأهواء مكانا قصيا..
 نهضوا عندما كانوا يعلمون نواقض الوضوء، وفي الوقت ذاته يعلمون نواقض الحضارات..
نهضوا عندما كان الواحد منهم يفكر، ويعمل، ويبدع إلى آخر لحظات حياته، متمثلا قول الصادق المعصوم عليه الصلاة والسلام: (إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةٌ فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها)( ). ولا شك أن ذلك قمة الحضارة والتحضر والتقدم.
وهكذا.. تقدّم المسلمون؟ حين طبّقوا الإسلام بصدق في عهد النبي (ﷺ) وصحابته، فبفضل تمسّكهم بالوحي، واتقان العمل، وتفعيل دور العقل، والتحلي بالأخلاق، تحوّلوا من قبائل متناحرة إلى أمّة قائدة للعالم في ثلاثين عامًا فقط.
وفي العصر الأموي والعباسي والأندلسي ازدهرت العلوم والفنون والآداب والفلسفة والطب، وكانت مدن المسلمين الكبرى كـ”بغداد” و”القاهرة”، و “دمشق”، و”قرطبة” منارات للحضارة الإنسانية، وظهر عدد كبير من العلماء العظام أمثال ابن سينا، وابن الهيثم، والرازي، والخوارزمي، الذين علموا العالم وجعلوا من العلوم جسرًا بين الإسلام والتقدم.. بين الإسلام والحضارات الإنسانية..
لماذا تأخر المسلمون المعاصرون وتقدَّم آخرون؟!
هذا السؤال من أكثر الأسئلة إلحاحًا في واقعنا المعاصر، ويعيد نفسه باستمرار، وقد طرحه كبار المفكرين والعلماء أمثال: الشيخ محمد عبده، والأمير شكيب أرسلان، وغيرهما، وهو سؤال يحمل في طياته ألمًا وحسرةً على تراجع الأمة الإسلامية بعد أن كانت في صدارة الحضارة وقيادة العالم لعدة قرون.
وللإجابة عن هذا السؤال الجوهري، لا بدّ أن نُحلِّل جذور الأزمة؛ لنقف على أسباب تأخُّر المسلمين في العصور الأخيرة من جهة، وأسباب تقدُّم غيرهم من جهة أخرى، مع بيان الفرق بين حقيقة الإسلام وسلوك بعض المسلمين، ودور العقل في النهضة والتقدم.
أولًا: أسباب تأخُّر المسلمين في العصور الأخيرة
• الاستعمار والاحتلال الذي حل ببلاد المسلمين:
لعل من أهل الأسباب التي أسهمت في تأخر المسلمين هو الاستعمار والاحتلال الغربي الذي حلَّ ببلادنا، وعمد إلى تجهيل المجتمع، ونشر الفوضى، والعشوائية الفكرية، ومحاولاته طمس الهوية الإسلامية، وإشاعة الجهل والتخلف في بلادنا العربية والإسلامية، ومحاولاته إبعاد المسلمين عن كتابهم المقدس القرآن العظيم، من خلال محاولاته الخطيرة والمتواترة إبعاد اللغة العربية على مسرح الحياة، وأيضا محاولاته -من خلال بعض المستشرقين وأبواقهم المأجورة في بلادنا- التشكيك في العقيدة، وفي قدرات الإسلام على إدارة الحياة، وفي نشر الإلحاد، ناهيك عن إضراره البالغ بمنظومات التعليم والإعلام، والتركيز على التعليم النظري، وإبعاد التعليم التجريبي وتفريغه من مضمونه، واستقطاب العقول الفارقة (العربية والمسلمة) لإحداث النهضة والتقدم في بلادهم، وغيرها من الأمور التي لا تخفى على اللبيب، لتبقى بلادنا المسكينة سوقا كبيرا ومستداما لمنتوجهم وصناعاتهم….إلخ.
• الابتعاد عن تعاليم الإسلام الحقّة:
ونتيجة لما سبق وللاختراقات الثقافية المتواترة فإن كثيرًا من المسلمين اليوم يكتفون بالقشور، ويغيب عنهم جوهر الإسلام وروحه وتعاليمه التي تدعو إلى العلم، والعمل، والإبداع، والعدل، والإتقان، والرحمة.
• الجهل والأمية:

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

وقد نتج عما سبق أيضا تفشي الجهل والأمية في أمةٍ أول آية نزلت من كتابها كلمة “اقرأ”، نجد تفشّي الجهل وتراجُع مكانة العلم، وكأن العلاقة مع القرآن أصبحت شكلية.
• استقطاب العقول الفارقة إلى بلادهم وقتل روح المبادرة:
عمد الاستعمار القديم والجديد والمتجدد إلى قتل روح المبادرة وإهمال العقول، وتفريغ الطاقات، وبث روح اليأس واللامبالاه في نفوس شبابنا.
• التمزُّق والتفرّق:
غياب الوحدة، وانتشار النزاعات الطائفية والعرقية، أضعف الأمة وفرّق صفها.
• التقليد الأعمى ورفض التجديد:
الجمود والافتخار بالماضي دون عمل مبدع يرقي الحياة، ودون نظر في فقه الواقع، وضعف الاجتهاد في فترة زمنية جعل كثيرًا من المسلمين أسرى التاريخ لا صُنّاع مستقبل.
• التواكل والدعة:
سادت أفكار خاطئة عن القضاء والقدر، فتُركت الأسباب، وعُطّل العمل، بينما الإسلام يدعو إلى الجمع بين التوكل والسعي الجاد.
ثانيًا: أسباب تقدُّم آخرون
o الاهتمام بالعلم والبحث العلمي:
لقد جعل الآخرون من العلم أساسًا لبناء حضارتهم، فاستثمروا في التعليم والجامعات ومراكز البحوث والتطوير.
o العمل الجاد والانضباط:
احترموا الوقت والقوانين، وأسسوا مجتمعات تنتج وتُنجز، لا تنتظر المعجزات التي انتهت بموت خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
o أنظمة المراقبة والمتابعة الدقيقة والمساواة:
فهناك أنظمة تراقب وتُحاسب، تمنح الحقوق وتكبح الفساد، على الرغم من أنها غير إسلامية، لكنها أخذت بروحٍ من العدل أمر بها الإسلام… ومن المأثور عن سيدنا الشيخ محمد عبده (رحمه الله) عندما ذهب الى مؤتمر باريس عام 1881م ثم عاد فيما بعد الى مصر، أنه قال حينها مقولته الشهيرة: “ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين، ولما عُدت إلى الشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلامًا”.
o تشجيع الإبداع والابتكار:
وفّروا بيئة حاضنة للأفكار الجديدة، ورعوا المبدعين، فقادوا العالم في التكنولوجيا والاقتصاد والثقافة والإعلام وفرضوا ثقافتهم وإرادتهم على الآخرين.
o حرية التفكير والتعبير، والحوار والنقد البنّاء:
كانت مفتاحًا للنهضة والتقدم، في هذه البلاد.
الإسلام شيء، والمسلمون شيء آخر!
هذه العبارة العميقة التي تتردد على ألسنة المفكرين، تعبّر بدقة عن الفجوة بين الإسلام كدين سماوي معصوم، والمسلمين كممارسين عرضة للتقصير والخطأ.
فالإسلام دين متوازن شامل جاء ليحرّر العقول، ويُعلي قيمة الإنسان، ويُؤسّس لحضارة تجمع بين الروح والمادة، العلم والإيمان، العدل والحرية.
لكن المسلمين – في كثير من العصور – قصروا في تطبيقه، وتخلّوا عن قيمه، فظهر الكسل، والانقسام، والجهل، وتراجعوا حضاريًّا حتى صار واقعهم مناقضًا لما يدعون إليه.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

العقل.. مفتاح النهضة
من أهم أسباب تأخُّر المسلمين أنهم أهملوا دور العقل، الذي عظّمه الإسلام وكرّمه:
القرآن يدعو إلى التعقل والتفكر والتدبر، فـ: تسع وخمسين آية في القرآن تتحدث عن العقل بمشتقاته، في تأكيد على أن الإيمان لا ينفصل عن العقل.
كما أن الإسلام رفض الإيمان الأعمى، وطالب أتباعه بتحرير عقولهم من الخرافات، وفهم الدين فهمًا واعيًا، لا تقليدًا موروثًا.
لكن المسلمين في عصور الانحطاط أهملوا العقل، وجمدوا على أقوال السلف، وخافوا من النقاش، وحاربوا الفلسفة والعلوم العقلية، فخسروا السباق الحضاري.
لكنهم تقدّموا يوم أن استخدموا عقولهم، فترجموا علوم اليونان، وابتكروا، وفتحوا أبواب الاجتهاد، وأسّسوا حضارة عظيمة سادت العالم قرونًا.
وهكذا.. فإن تأخُّر المسلمين ليس بسبب الإسلام، بل بسبب بُعدهم عنه.
ولو عادوا إلى دينهم الصحيح، وطبّقوه بروح العصر وعقلانية الواقع، لعادوا إلى الريادة.
فالإسلام قادر على تحقيق ريادة المسلمين المعاصرين كما كان قادرا على ريادة المسلمين في عصور عدة، لكن بشرط أن نعيه، ونفهمه، ونعقله، ونطبّقه… لا أن نتغنّى به فقط!.
المحور الثاني: العقل في الإسلام
مادة_عقل_في_القرآن
لفظ “عقل”ومشتقاته ورد في القرآن الكريم (49 مرة) بصيغ مختلفة، وكلها تدور حول العقل والفهم والإدراك، وتُستعمل في سياق الدعوة للتدبر والنظر والتأمل في آيات الله الكونية والشرعية.
على النحو التالي:
1. تعقلون: 24 مرة
2. يعقلون: 22 مرة
3. عقلوه: مرة واحدة
4. نعقل: مرة واحدة
5. يعقلها: مرة واحدة ( ) .
تأملات:
– لم يرد في القرآن كلمة العق “العقل” الاسم الصريح بصيغته الاسمية، بل جاءت دائمًا أفعالًا.
– التركيز القرآني كان دائمًا على وظيفة العقل (التفكر – الفهم – التمييز – التدبر) وليس على مجرد وجوده كاسم.
– الآيات التي ورد فيها مشتقات “عقل” غالبًا ما تكون خاتمتها: “لقومٍ يعقلون”أو “أفلا تعقلون”.
هذا عن مادة عقل… وبالجملة ورد التوجيه بالتعقل والتدبر والتفكر والنظر والتذكر ….إلخ في القرآن الكريم ، قرابة ٤٥٠ مرة … أي أكثر من مجموع الأمر بكل فرائض الإسلام ومحاسن الأخلاق حقًا ، هذه هي ” الفريضة الغائبة ” كما قال أستاذنا عباس العقاد ، رحمه الله .
فريضةُ التفكيرِ في كتابِ الإسلام:
المحور الثالث: العِلم وقود نور العقل
إنارة العقل بالعلم وأثرها في الارتقاء بالحياة

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

العلم هو النور الذي يضيء العقل، وهو أساس كل قوة، وركيزة التقدم والازدهار. فبالعلم:
• تُبنى الحضارات،
• وتُحل المشكلات،
• وتُواجه التحديات،
• وتتحسن جودة الحياة في شتى المجالات: من الصحة والتكنولوجيا، إلى الاقتصاد والبيئة.
والقوة العلمية الناجمة عن تنمية العقول المبدعة وإنارتها بالعلم النافع ورعايتها، باعتبارها استثمارًا استراتيجيًا في نهضة المجتمعات تعني تحويل المعرفة إلى تطبيقات عملية ومبتكرات نافعة.
وفي ضوء تعاليم الإسلام، تُصنع العقول وتُنار بالعلم، الذي يبني الإنسان، ويُرقي الحياة، ويواجه التحديات، ويتفاعل مع المستجدات، كل ذلك من خلال الارتكاز على أسس متكاملة تضمن:
 سلامة العقل
 سلامة المقصد
 وسلامة العقيدة
ومن أبرز هذه الأسس:
العقيدة الصحيحة والتوازن بين العقل والوحي
يبدأ البناء بالإيمان بالله وتثبيت العقيدة، مما يمنح العقل هُويته السليمة، ويؤسس لتفكير راسخ متزن.
العلم والتفكير النقدي والإبداعي
الإسلام يدعو إلى طلب العلم، والتفكر، والبحث عن الحقيقة، مع تشجيع الإبداع في إطار منهجية علمية واضحة.
ربط العلم بالإيمان والعمل
فالعلم لا ينفصل عن الأخلاق، والإيمان لا يكتمل دون عمل صالح يسهم في البناء والإصلاح وخدمة الناس.
غرس القيم والأخلاق
مثل العدل، والصدق، والأمانة، فهي أساس لبناء إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع.
التوازن النفسي والروحي
عبر العبادات والذكر، يجد العقل سكينته، وتتوازن النفس، مما يفتح الأبواب أمام التفكير السليم والرؤية الواضحة.
تشجيع الحوار والتعددية
الإسلام يرسخ مبدأ احترام الآخر، والحوار بالحسنى، وقبول التنوع، بما يعزز التعايش والتلاحم المجتمعي.
الابتكار والحرية الفكرية
فالإبداع جزء أصيل من الحضارة الإسلامية، والحرية المسؤولة تحفز العقول وتُطلق طاقاتها نحو البناء والتطوير.
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسولُ الله عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله..يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد..
المحور الرابع: آثار إنارة العقل بالعلم في صناعة التقدُّم والازدهار
حضارتنا.. حضارة الإعمار والعمارة والسلام
أولاً: عمارة الإنسان
ثانيا: عمارة الروح،
ثالثًا: عمارة النفس
رابعا: عمارة العقل
خامسًا: عمارة الجسد
سادسًا: عمارة الأسرة
سابعًا: عمارة المجتمع
ثامنًا: عمارة المجتمع الدولي
تاسعًا: عمارة الدنيا
عاشرًا: عمارة الآخرة
اللهم اجعلنا من أهل العلم، وأحي قلوبنا بنوره، واستعملنا في طاعتك، ولا تفتنا بغيرك.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا ، الدكتور/ أحمد علي سليمان

اللهم نور بعقولنا، واهدنا إلى ما تحب وترضى، واجعلنا نورًا في ظلمات هذا العالم.
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد

 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى