خطبة الجمعة القادمة 6 أكتوبر 2023م : فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 6 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 21 ربيع الأول 1445هـ ، الموافق 6 أكتوبر 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 أكتوبر 2023م بصيغة word بعنوان : فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 أكتوبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 6 أكتوبر 2023م ، بعنوان : فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند ربهم
“””””””””””””*”””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شيء قدير القائل في كتابه العزيز ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)) الآيات من سورة آل عمران.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن حياة الإنسان منا حتماً ستنتهى، ولكن بلا شك أعظم وأرقى نهاية لحياة المسلم منا أن يحظى بشرف الشهادة في سبيل الله، وأي شرف أكبر من أن يختار الله بعضاً من عباده لهذه المنزلة العظيمة قال تعالى ((وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) سورة آل عمران (140) ، وقد بين القرآن الكريم منزلة من حظى بالشهادة وأنه سيكون رفيق الرسل في الجنة قال تعالى ((وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) سورة النساء.
ولعظم أمر الشهادة أيها المسلمون، تمناها النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه صلى الله عليه وسلم صاحب المنزلة العظمى والشفاعة الكبرى، فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((والَّذي نفسي بيدِهِ ، لَولا أنَّ رجالًا منَ المؤمنينَ لا تَطيبُ أنفسُهُم أن يتخلَّفوا عنِّي ، ولا أجدُ ما أحملُهُم عليهِ، ما تخلَّفتُ عَن سريَّةٍ تغزو في سَبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، والَّذي نَفسي بيدِهِ، لوَدِدْتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللَّهِ ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ، ثمَّ أُحيا ، ثمَّ أُقتَلُ)).
بل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصين كل الحرص على الموت شهداء في سبيل الله، أكثر من حرصهم على الحياة، فقد روى بإسناد حسن عن شقيق بن سلمة قال ((لمَّا حضَر خالدَ بنَ الوليدِ الوفاةُ قال لقد طلَبْتُ القتلَ فلم يُقَدَّرْ لي إلَّا أن أموتَ على فِراشي وما مِن عَمَلي أَرْجى مِن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنا مُتَتَرِّسٌ بها ثُمَّ قال إذا أنا مِتُّ فانظُروا سلاحي وفَرَسي فاجعَلوه عُدَّةً في سبيلِ اللهِ)).
كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ((أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً في سَبيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتي في بَلَدِ رَسولِكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)).
أيها المسلمون، فإن تمنى النبي صلى الله عليه وسلم للشهادة وكذلك أصحابه الكرام نابع من علمهم بما أعده الله سبحانه وتعالى عنده للشهداء من أجر وثواب عظيم، مثل قوله تعالى ((وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)) سورة البقرة (154) ، وقوله ((وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (170) ۞يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ) الآيات سورة آل عمران، وقال ((وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)) سورة الحديد (19).
أيها المسلمون أما سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فقد حوت الكثير والكثير عن فضل ومكانة الشهداء عند ربهم مثل.
1 __ فقد أخرج الترمذي وغيره بسند صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ((أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقيَه فقال يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا قلتُ يا رسولَ اللَّهِ استُشهِدَ أبي وترَك عليهِ دينًا وعيالًا فقال ألا أبشِّرُك بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ إنَّ اللَّهَ لم يُكلِّم أحدًا من خلقِه قطُّ إلَّا من وراءِ حجابٍ وإنَّ اللَّهَ أحيا أباكَ فَكلَّمَه كفاحًا وقالَ يا عبدي تمنَّ عليَّ ما شئتَ أعطيكَ قال تردَّني إلى الدُّنيا فأقتلُ فيكَ فقال تبارَك وتعالى لا إنِّي أقسمتُ بيمينٍ أنَّهم إليها لا يُرجَعونَ يعني الدُّنيا)).
2 __ أخرج أبو داوود وغيره بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحُدٍ جعلَ اللَّهُ أرواحَهم في أجوافِ طَيرٍ خُضرٍ ترِدُ من أنهارِ الجنَّةِ وتأكلُ من ثمارِها وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظلِّ العرشِ فلمَّا وجدوا طيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومقيلِهم فقالوا من يبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنَّةِ نُرزَقُ؟ لئلا يزهَدوا في الجهادِ وينكلوا عن الحربِ فقال اللَّهُ عزَّ وجلَّ أنا أُبلِغُهم عنكم فأنزلَ اللَّهُ {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآية.
3 __ أخرج النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أيُّما عبدٍ من عبادي خرجَ مجاهدًا في سبيلِ اللهِ ابتغاءَ مرضاتي، ضمنتُ لَهُ أن أرجعَهُ، إن أرجعتُهُ بما أصابَ من أجرٍ أو غنيمةٍ، وإن قبضتُهُ غفرتُ لَهُ ورحمتُه)).
4 __ أخرج الترمذي بسند صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يؤتَى بالرَّجلِ من أهلِ الجنَّةِ فيقولُ اللهُ له يا بنَ آدمَ كيف وجدتَ منزلَك فيقولُ أيْ ربِّ خيرُ منزلٍ فيقولُ سلْ وتمنَّه فيقولُ وما أسألُك وأتمنَى أسألُك أن ترُدَّني إلى الدُّنيا فأُقْتلَ في سبيلِك عشر مرَّاتٍ؛ لما يرَى من فضلِ الشَّهادةِ)).
5 __ وفى مجمع الزوائد ورجاله ثقات عن شقيق بن سلمة رضي الله عنه قال ((أنَّ ابنَ مسعودٍ حدَّثَه أنَّ الثمانيةَ عشرَ الذين قُتِلُوا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بدرٍ جعل اللهُ أرواحَهم في الجنةِ في طيرٍ خضرٍ تسرحُ في الجنةِ فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربُّكَ اطلاعةً فقال يا عبادي ماذا تشتهون فقالوا يا ربنا هل فوقَ هذا شيءٌ قال فيقول عبادي ماذا تشتهون فيقولون في الرابعةِ تُردُّ أرواحُنا في أجسادنا فنُقْتَلُ كما قُتِلْنَا)).
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ونحن اليوم نعيش يوماً خالداً في التاريخ المصري، حيث نعيش ذكرى أكتوبر المجيدة، حيث اليوم الذي استردت فيه مصرنا الحبيبة عزتها وكرامتها وهيبتها قبل أن تسترد أرضها، ونحن في خضم الاحتفالات بهذا النصر الكبير الذي لا يمكن لنا أبداً أن ننسى أبناءنا الأبطال، شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة، ودمائهم الزكية دفاعاً عن تراب مصرنا العزيزة، وإلى أسر الشهداء الأبطال وذويهم حق لكم أن تفخروا بأبنائكم الشهداء في الدنيا، أما يوم القيامة فإن هؤلاء الشهداء لهم شفاعات يوم القيامة وأنكم ستنعمون وتنالون شفاعاتهم، فقد أخرج أبو داوود بسند صحيح عن نمران بن عتبة الذمارى قال ((دخلنا على أمِّ الدَّرداءِ ونحنُ أيتامٌ فقالت أبشِروا فإنِّي سمعتُ أبا الدَّرداءَ يقولُ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يشفَّعُ الشَّهيدُ في سبعينَ من أَهلِ بيتِهِ)).
اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء، وتقبل شهداءنا بفضك وكرمك يا أكرم الأكرمين
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف