أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة الجمعة القادمة 28 فبراير : الحسنات والسيئات ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 28 فبراير : الحسنات والسيئات ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ 4 من رجب 1441هـ الموافق 28 فبراير 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الحسنات والسيئات :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الحسنات والسيئات ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الحسنات والسيئات ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الحسنات والسيئات : كما يلي:

عناصر خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الحسنات والسيئات :

 

“الحسنات والسيئات”

“مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: ” أما بعد فيأيها المسلمون

قال تعالى في محكم آياته: “مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ”(فصلت/ 46). وَقَالَ تَعَالى: “إِنْ أَحسَنتُم أَحسَنتُم لأَنفُسِكُم وَإِنْ أَسَأتُم فَلَهَا”(الاسراء/7). وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: “مَنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيهَا”(الاسراء/ 15).

إخوة الاسلام:”

القرآن الكريم: هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.

القرآن الكريم: لا تشبع منه العلماء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تزيغ به الأهواء، ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً.

القرآن الكريم: هو كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه

القرآن الكريم: أساس رسالة التوحيد، والمصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، والرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزغ عنها إلا هالك

:”مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ”

وهذه الآية من كتاب الله، من سورة فصلت نتلوها، ونتفهم معانيها، ونسبح في بحار مراميها، ونعمل إن شاء الله بما جاء فيها، والتي تكررت بنفس اللفظ في سورة الجاثية: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ”(الجاثية/11). ولكن الآية الأولي ذيلها الله عز وجل وماربك بظلام للعبيد – واية الجاثية ذيلها بقوله تعالي: ” ثم إلى ربكم ترجعون” وهو نفس المعني فالأولي وماربك بظلام للعبيد والثانية إذا كان إليه المرجع وإليه المصير فلن يظلم عنده أحد.. فإن الكريم إذا حكم عدل..

القاعدة أن كل إنسان مسؤول عن نفسه:”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباد الله:” هذه الآيات والكثير من أمثالهن في القرآن الكريم، تضع للمسلم قاعدة عظيمة من قواعد الإيمان، ألا وهي: “مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيدِ”

والمعنى العام لهذه القاعدة: أنّ مَن أحسن – بأن آمن وأطاع- فإنّه إنّما يحسن إلى نفسه، لأنّ نفع ذلك لنفسه خاصة.

وأنّ مَن أساء – بأن كفر أو عصى- فإنّه إنّما يسيء على نفسه؛ لأنّ ضرر ذلك عائد إلى نفسه خاصة. قال تعالي: “وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ على نَفْسِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”(النساء/111).

فهي قَاعِدَةٌ تَجعَلُ الإِنسَانَ مَسؤُولاً عَن عَمَلِهِ، وَتَزِيدُ العَاقِلَ حِرصًا عَلَى إِتقَانِهِ، لأَنَّهُ يَعلَمُ أَنَّ الجَزَاءَ ثَمَرَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِذَلِكَ العَمَلِ، وَأَنَّهُ وَحدَهُ المُتَحَمِّلُ نَتَائِجَ أَيِّ تَفرِيطٍ وَتَقصِيرٍ، فَإِنْ شَاءَ أَحسَنَ فَحَمِدَ العَاقِبَةَ، وَإِنْ شَاءَ أَسَاءَ فَتَوَجَّهَ اللَّومُ إِلَيهِ. فالجزاء من جنس العمل: “فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” وهل عاقبة الإساءة إلا الخسران “

نعم فإنّ مَن اهتدى فعمل بما يرضي الله جلّ وعلا، فإنّ اهتداءه ذلك إنّما هو لنفسه؛ لأنّه هو الّذي ترجع إليه فائدة ذلك الاهتداء، وثمرته في الدّنيا والآخرة.

وإنّ مَن ضلّ عن طريق الصّواب فعمل بما يسخط ربّه جلّ وعلا، فإنّ ضلاله ذلك وعصيانه إنمّا هو على نفسه؛ لأنّه هو الّذي يجني ثمرة عواقبه السيّئة الوخيمة، فيعذّب به في النّار.

وهذه الحقيقة الواضحة يغفل عنها كثير من النّاس فيضلون، وينساها كثير منهم فيستكبرون، وتغيب عن بال كثير منهم فيجهلون؛ ولذلك تكرّر التّذكير بها في القرآن الكريم حتّى لا نضلّ ولا نستكبر ولا نجهل،

وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيحه مزيد بيان لهذا المعنى:

فعَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: “يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ

يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّى فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِى فَتَنْفَعُونِي, يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ,يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ, يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ”(مسلم).

 

حقّا فمن استجاب لأمر الله، وعمل صالحا، فله جزاء عمله، ومن أعرض عن الله سبحانه وتعالى، وركب طرق الباطل والضلال، فسيلقى جزاء كفره وضلاله. فهناك يوم يرجع فيه الناس جميعا إلى الله، ويحاسبون على كل ما عملوا، ويجزون عن الإحسان إحسانا ورضوانًا، وعن السوء عذابًا ونكالاً، نعم “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ” فالأمر لله في النهاية، وإليه المرجع والمآب.

القاعدة إنك لا تهدي من احببت

__________________

قال الله تعالى “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”

يقول تعالى لرسوله، صلوات الله وسلامه عليه: إنك يا محمد “إنك لا تهدي من أحببت” أي: ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ، والله يهدي من يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، كما قال تعالى: ” ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء “، وقال: ” وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين”.

وهذه الآية أخص من هذا كله ; فإنه قال:” إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين” أي: هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية، وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد كان يحوطه وينصره، ويقوم في صفه ويحبه حبا [شديدا] طبعيا لا شرعيا، فلما حضرته الوفاة وحان أجله، دعاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فسبق القدر فيه، واختطف من يده، فاستمر على ما كان عليه من الكفر، ولله الحكمة التامة.

قال سعيد بن المسيب، عن أبيه:

لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله “. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعرضها عليه، ويعودان له بتلك المقالة، حتى قال آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول

: لا إله إلا الله. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” أما لأستغفرن لك ما لم أنه عنك “. فأنزل الله عز وجل: “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى”، وأنزل في أبي طالب:” إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”.

 

أقوال العلماء والمفسرين لهذه الآية

____________________

أيها المسلمون

وجاء في أقوال العلماء والمفسرين لهذه الآية الكثير من المعاني المبينة لهذه القاعدة: ففي تفسير ابن كثير: “من عمل صالحاً فلنفسه” أي إنما يعود نفع ذلك على نفسه، ومن أساء فعليها” أي إنما يرجع وبال ذلك عليه “وما ربك بظلام للعبيد، أي لا يعاقب أحد إلا بذنبه ولا يعذب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه.

وفي التفسير الميسر: من عمل صالحًا فأطاع الله ورسوله فلنفسه ثواب عمله ومن أساء فعصى الله ورسوله فعلى نفسه وزر عمله وما ربك بظلام للعبيد بنقص حسنة أو زيادة سيِّئة.

وفي تفسير الطبري: من عمل بطاعة الله في هذه الدنيا فائتمر لأمره وانتهى عما نهاه عنه (فَلِنَفْسِهِ) يقول: فلنفسه عمل ذلك الصالح من العمل لأنه يجازى عليه جزاءه فيستوجب في المعاد من الله الجنة والنجاة من النار.

 

(وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا) يقول: ومن عمل بمعاصي الله فيها فعلى نفسه جنى لأنه أكسبها بذلك سخط الله والعقاب الأليم.

“وَمَا رَبُّكَ بِظَلام لِلْعَبِيدِ” يقول تعالى ذكره: وما ربك يا محمد بحامل عقوبة ذنب مذنب على غير مكتسبه بل لا يعاقب أحدا إلا على جرمه الذي اكتسبه في الدنيا أو على سبب استحقه به منه

والمعنى العام: أن هِدَايَتَكُم لأَنفُسِكُم، وَنَفعَ إِحسَانِكُم عَائِدٌ عَلَيكُم، وَبَرَكَةَ طَاعَاتِكُم حَالَّةٌ عَلَيكُم قَبلَ غَيرِكُم، حَيثُ يَفتَحُ اللهُ لَكُم بها أَبوَابَ الخَيرَاتِ، وَيُضَاعِفُ لَكُم بها الأُجُورَ وَالحَسَنَاتِ، ثُمَّ يُدخِلُكُم بِسَبَبِهَا الجَنَّاتِ وَيَرفَعُ لَكُمُ الدَّرَجَاتِ، حِينَ يَقُولُ المُؤمِنُونَ هُنَاكَ مُعتَرِفِينَ بِفَضلِ رَبِّهِم:

:”الحَمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَد جَاءَت رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوهَا بما كُنتُم تَعمَلُونَ”(الاعراف/ 43).

وَأَمَّا المُقَصِّرُ وَالمُسِيءُ وَالضَّالُّ، فَإِنَّمَا ضَلالُهُ عَلَى نَفسِهِ، وَضُرُّ إِسَاءَتِهِ رَاجِعٌ عَلَيهِ، حَيثُ تُسَدُّ في وَجهِهِ أَبوَابُ الخَيرِ وَيُحرَمُ التَّوفِيقَ، وَتُقفَلُ دُونَهُ سُبُلُ الرَّشَادِ وَالسَّدَادِ، وَتُمحَقُ بَرَكَةُ مَالِهِ وَعُمرِهِ، وَيَحبَطُ عَمَلُهُ وَلا يُجزَى إِلاَّ بِسَيِّئَاتِهِ.

دعوة لجبر الخواطر:”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها المسلمون

وهذه الآيات وأمثالها أيضا تَؤصَّلَ في النُّفُوسِ التَّوَاضُعُ لِرَبِّهَا، وَتُقِرَّ بِفَضلِهِ عَلَيهَا ،فلا يَحِقُّ لأَحَدٍ أَن يَرَى نَفسَهُ وَيَتَكَبَّرَ وَيَعتَدَّ بما قَدَّمَ مِن عَمَلٍ، أَو يَمُنَّ بما أَسلَفَ مِن إِحسَانٍ، فَالحَمدُ وَالمِنَّةُ للهِ وَحدَهُ، وَالشُّكرُ لَهُ دُونَ سِوَاهُ، وَمَا يَكُنْ مِن فَضلٍ فَمِنهُ وَإِلَيهِ، وَمَن شَكَرَ نِعمَهُ – تَعَالى – عَلَيهِ وَأَقَرَّ بِفَضلِهِ، فَإِنَّمَا يَنفَعُ بِذَلِكَ نَفسَهُ لا غَيرَ، وَمَن كَفَرَ وَجَحَدَ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ رَبَّهُ، وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ فَإِنما هُوَ تَطهِيرٌ لِقَلبِ صَاحِبِهِ وَتَزكِيَةٌ لِنَفسِهِ، وَتَخلِيصٌ لَهُ مِن دَنَسِ الكُفرِ وَالذُّنُوبِ.

اخوة الإسلام:”

إِنَّ المُتَأَمِّلَ في كَثِيرٍ مِنَ الأَعمَالِ الصَّغِيرَةِ الَّتي عَدَّهَا الإِسلامُ أَعمَالاً صَالِحَةً وَرَتَّبَ عَلَيهَا الأُجُورَ المُضَاعَفَةَ، لَيَعلَمُ أَنَّهُ مُطَالَبٌ بِحُسنِ النِّيَّةِ وَصَلاحِ القَصدِ، وَالتَّوَجُّهِ إِلى اللهِ وَالتَّخَلُّصِ مِنَ الخَطَرَاتِ الفَاسِدَةِ، لِيَنَالَ الأُجُورَ العَظِيمَةَ بِأَعمَالٍ قَلِيلَةٍ،

وقال تعالي: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”

يقول: فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير، يرى ثوابه هنالك (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يقول: ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك، وقيل: ومن يعمل والخبر عنها في الآخرة، لفهم السامع معنى ذلك، لما قد تقدم من الدليل قبل، على أن معناه: فمن عمل; ذلك دلالة قوله: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) على ذلك. ولكن لما كان مفهوما معنى الكلام عند السامعين، وكان في قوله: (يَعْمَلْ) حث لأهل الدنيا على العمل بطاعة الله، والزجر عن معاصيه، مع الذي ذكرت من دلالة الكلام قبل ذلك، على أن ذلك مراد به الخبر عن ماضي فعله، وما لهم على ذلك، أخرج الخبر على وجه الخبر عن مستقبل الفعل.

وبنحو الذي قلنا من أن جميعهم يرون أعمالهم، قال أهل التأويل.

وعن ابن عباس، في قوله: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) قال: ليس مؤمن ولا كافر عمِل خيرا ولا شرا في الدنيا، إلا آتاه الله إياه. فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته، فيغفر الله له سيئاته. وأما الكافر فيردّ حسناته، ويعذّبه بسيئاته. وقيل في ذلك غير هذا القول، فقال بعضهم: أما المؤمن، فيعجل له عقوبة سيئاته في الدنيا، ويؤخِّر له ثواب حسناته، والكافر يعجِّل له ثواب حسناته، ويؤخر له عقوبة سيئاته.

فَقَد غَفَرَ اللهُ لِبَغِيٍّ مِن بَني إِسرَائِيلَ سَقَت كَلبًا شَربَةَ مَاءٍ، وَشَكَرَ – سُبحَانَهُ – لِرَجُلٍ سَقَى كَلبًا وَغَفَرَ لَهُ، وَرَأَى النَّبيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِن ظَهرِ الطَّرِيقِ كَانَت تُؤذِي المُسلِمِينَ، وَعَدَّ إِمَاطَةَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالتَّبَسُّمَ في وُجُوهِ النَّاسِ مِن جُملَةِ الصَّدَقَاتِ،

فَكَيفَ بِمَن يَمسَحُ بِصَدَقَتِهِ دَمعَةَ مَحزُونٍ، أَو يُخَفِّفُ بِعَطَائِهِ كُربَةَ مَكرُوبٍ، أَو يَشدُّ أَزرَ مَظلُومٍ أَو يُقِيلُ عَثرَةَ مَغلُوبٍ، أَو يَقضِي دَينَ غَارِمٍ أَو يُيَسِّرُ عَلَى مُعسِرٍ، أَو يَدُلُّ حَائِرًا أَو يُعَلِّمُ جَاهِلاً، أَو يَدعُو إِلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَو يَأمُرُ بِمَعرُوفٍ، أَو يُرشِدُ ضَالاًّ أَو يَنهَى عَن مُنكَرٍ، أَو يَدعُمُ حَلَقَةَ تَحفِيظٍ أَو يَبني دَارًا لِتَعلِيمِ كِتَابِ اللهِ، أَو يَعمُرُ مَسجِدًا أَو يُوقِفُ لِلخَيرِ أَرضًا أَو مِرفَقًا؟

قال تعالى:

“الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُم في سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ. قَولٌ مَعرُوفٌ وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنيٌّ حَلِيمٌ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفوَانٍ عَلَيهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقدِرُونَ عَلَى شَيءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهدِي القَومَ الكَافِرِينَ”(البقرة 262 : 264،).

الخطبة الثانية من خطبة الجمعة القادمة :

_____________

الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

فيا أيها المسلمون: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ”( الجاثية/ 15) .

لقد تضمّنَت هذه الآية الكريمة قاعدة عظيمة من قواعد الإيمان ومقرّرات القرآن: وهي: أن مَن أحسن العمل -بأن آمن وأطاع- فإنّه إنّما يحسن إلى نفسه، لأنّ نفع ذلك لنفسه خاصة.

وأنّ مَن أساء العمل -بأن كفر أو عصى- فإنّه إنّما يسيء على نفسه؛ لأنّ ضرر ذلك عائد إلى نفسه خاصة.

نعم إنّ مَن اهتدى فعمل بما يرضي الله جلّ وعلا، فإنّ اهتداءه ذلك إنّما هو لنفسه؛ لأنّه هو الّذي ترجع إليه فائدة ذلك الاهتداء، وثمرته في الدّنيا والآخرة.

وإنّ مَن ضلّ عن طريق الصّواب فعمل بما يسخط ربّه جلّ وعلا، فإنّ ضلاله ذلك وعصيانه إنمّا هو على نفسه؛ لأنّه هو الّذي يجني ثمرة عواقبه السيّئة الوخيمة، فيعذّب به في النّار.

فهذه حقيقة واضحة يغفل عنها كثير من النّاس فيضلون، وينساها كثير منهم فيستكبرون، وتغيب عن بال كثير منهم فيجهلون؛ ولذلك تكرّر التّذكير بها في القرآن الكريم حتّى لا نضلّ ولا نستكبر ولا نجهل، وفي الحديث القدسي مزيد بيان لهذا المعنى: “يَا عبادي، إِنَّكُم لن تَبلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، ولن تَبلُغُوا نَفعِي فتَنْفَعُونِي. يَا عبادي، لو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُم؛ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلكِي شَيئًا. يَا عبادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِن مُلكِي شَيئًا”(مسلم).

حقّا فمن استجاب لأمر الله، وعمل صالحا، فله جزاء عمله، ومن أعرض عن الله سبحانه وتعالى، وركب طرق الباطل والضلال، فسيلقى جزاء كفره وضلاله.

فهناك يوم يرجع فيه الناس جميعا إلى الله، ويحاسبون على كل ما عملوا، ويجزون عن الإحسان إحسانا ورضوانًا، وعن السوء عذابًا ونكالاً “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ” فالأمر لله في النهاية، وإليه المرجع والمآب.

أيها المسلمون

واعلموا أن هدايتكم لأنفسكم، وَنَفعَ إِحسَانِكُم عَائِدٌ عَلَيكُم، وَبَرَكَةَ طَاعَاتِكُم حَالَّةٌ عَلَيكُم قَبلَ غَيرِكُم، حَيثُ يَفتَحُ اللهُ لَكُم بها أَبوَابَ الخَيرَاتِ، وَيُضَاعِفُ لَكُم بها الأُجُورَ وَالحَسَنَاتِ، ثُمَّ يُدخِلُكُم بِسَبَبِهَا الجَنَّاتِ وَيَرفَعُ لَكُمُ الدَّرَجَاتِ، حِينَ يَقُولُ المُؤمِنُونَ هُنَاكَ مُعتَرِفِينَ بِفَضلِ رَبِّهِم:

“الحَمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللهُ لَقَد جَاءَت رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلكُمُ الجَنَّةُ أُورِثتُمُوهَا بما كُنتُم تَعمَلُونَ” (الاعراف/ 43،)

وَأَمَّا المُقَصِّرُ وَالمُسِيءُ وَالضَّالُّ، فَإِنَّمَا ضَلالُهُ عَلَى نَفسِهِ، وَضُرُّ إِسَاءَتِهِ رَاجِعٌ عَلَيهِ، حَيثُ تُسَدُّ في وَجهِهِ أَبوَابُ الخَيرِ وَيُحرَمُ التَّوفِيقَ، وَتُقفَلُ دُونَهُ سُبُلُ الرَّشَادِ وَالسَّدَادِ، وَتُمحَقُ بَرَكَةُ مَالِهِ وَعُمرِهِ، وَيَحبَطُ عَمَلُهُ وَلا يُجزَى إِلاَّ بِسَيِّئَاتِهِ.

إِنَّهَا قَاعِدَةٌ تَجعَلُ الإِنسَانَ مَسؤُولاً عَن عَمَلِهِ، وَتَزِيدُ العَاقِلَ حِرصًا عَلَى إِتقَانِهِ، لأَنَّهُ يَعلَمُ أَنَّ الجَزَاءَ ثَمَرَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِذَلِكَ العَمَلِ، وَأَنَّهُ وَحدَهُ المُتَحَمِّلُ نَتَائِجَ أَيِّ تَفرِيطٍ وَتَقصِيرٍ، فَإِنْ شَاءَ أَحسَنَ فَحَمِدَ العَاقِبَةَ، وَإِنْ شَاءَ أَسَاءَ فَتَوَجَّهَ اللَّومُ إِلَيهِ.

فلا يَحِقُّ لأَحَدٍ أَن يَرَى نَفسَهُ وَيَتَكَبَّرَ وَيَعتَدَّ بما قَدَّمَ مِن عَمَلٍ، أَو يَمُنَّ بما أَسلَفَ مِن إِحسَانٍ، فَالحَمدُ وَالمِنَّةُ للهِ وَحدَهُ، وَالشُّكرُ لَهُ دُونَ سِوَاهُ، وَمَا يَكُنْ مِن فَضلٍ فَمِنهُ وَإِلَيهِ، وَمَن شَكَرَ نِعمَهُ – تَعَالى – عَلَيهِ وَأَقَرَّ بِفَضلِهِ، فَإِنَّمَا يَنفَعُ بِذَلِكَ نَفسَهُ لا غَيرَ، وَمَن كَفَرَ وَجَحَدَ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّ رَبَّهُ، وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ فَإِنما هُوَ تَطهِيرٌ لِقَلبِ صَاحِبِهِ وَتَزكِيَةٌ لِنَفسِهِ، وَتَخلِيصٌ لَهُ مِن دَنَسِ الكُفرِ وَالذُّنُوبِ.

هل يستثني أحد من ذلك يوم القيامة:”

_____________________________

نعم يستثني أصحاب اليمين الذين عملوا الصالحات أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ” أصحابَ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم، ولكن يغفرها الله لهم، وقرأ قول الله: إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ قال: لا يؤاخذهم الله بسيئ أعمالهم، ولكن يغفرها الله لهم، ويتجاوز عنهم كما وعدهم.

“كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (“المدثر38-47).

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »