خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم ، للدكتور عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 20 محرم 1445هـ ، الموافق 26 يوليو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بصيغة word بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتورعمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بصيغة pdf بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتورعمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م ، بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور عمر مصطفي.
أولاً : الرزق مكتوب كما أن الأجل مكتوب
ثانياً : من أعظــم أسباب الــرزق الخفـــي
ثالثاً : الأسباب المعينة على صلة الرحم
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م ، بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور عمر مصطفي ، كما يلي:
خطبة الجمعة بعنوان : من أسباب الرزق الخفي(1)
صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق
20 محرم 1446 هـ – 26 يوليو 2024م
الموضوع
الحمد لله رب العالمين ، الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ، وسعت رحمته كل شيء، سبحانه وتعالى، جعل صلة الرحم سبباً في زيادة الرزق، وسبباً للحصول على البركة في العمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله خير من وصل رحمه وخير من أحسن إليهم وخير من تقرب إليهم.
أما بعد :
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم
أولاً : الرزق مكتوب كما أن الأجل مكتوب
*عباد الله : إن الأرزاق بيد اللهِ جل جلاله قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }(سورة هود)، وقال أيضاً: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) }(الذاريات)، وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ» (حلية الأولياء)، وقد قُسِمَتْ وفُرِغَ منها، وكُتِبَتْ في اللوح المحفوظ، قال تعالى:{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }(الزخرف )، وعنْ أبي عبدِ الرَّحمنِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصَّادِقُ المصْدُوقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فيهِ الرُّوحَ، وَيُؤمَرُ بأرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ. فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيَدْخُلَهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَهَا). (البخاري ومسلم) ، فلا داعي للقلق والخوف من الرزق أو المستقبل ، ولكن علينا بالاكتساب والأخذ بالأسباب لطلب المعاش كما أمر الله تعالي ، لنستعين بذلك على طاعته ، قال عز وجل آمراً عباده بعد انقضاء فريضة عظيمة هى صلاة الجمعة: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (الجمعة)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا، فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ»(صحيح البخاري)، وقال تعالي:{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) }(الملك).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم
ثانياً : من أعظــم أسباب الــرزق الخفـــي
*عباد الله : إذا تتبعنا آيات الكتاب الكريم ، وأحاديث البشير النذير ، لعلمنا ما لصلة الأرحام من أهمية كبيرة ، فالإسلام جاء لتوطيد الصلات وتقوية الروابط والعلاقات بين المسلمين ، ويبدأ الترابط من الأسرة ، ثم من الأسرة الأكبر وهم الأرحام ، ثم باقي المجتمع ، ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالي من القطيعة ، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} (النساء :1) ، وقال تعالي :{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)}(محمد 22-23).
و أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن قطيعة الرحم من أسباب الحرمان من الجنة عن جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ».(صحيح البخاري).
ومن أعظم أبواب الرزق الخفي صلة الأرحام عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». (صحيح البخاري).
ومن وصل الرحم وصله الله ومن قطعها قطعه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ ” ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.(صحيح مسلم).
وصلة الرحم دليل علي الإيمان بالله واليوم الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».(صحيح البخاري).
ومن هنا يتبين لنا أهمية صلة الأرحام ، وأنها شعار أهل الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنها من أعظم أسباب الرزق الخفي ، وأنها تجلب صلةَ الله للواصل.
ثم إنها من أعظم أسباب دخول الجنة، وهي من أسباب تيسير الحساب، وتكفير الذنوب، وتعمير الديار، ودفعِ ميتة السوء.
وهي مما اتفقت عليه الشرائعُ السماوية، وأقرته الفطرُ السوية، كما أنها دليل على كرم النفس، وسعة الأفق، وطيب المنبت، وحسن الوفاء.
وصلة الرحم مدعاةٌ لرفعةِ الواصل، وسببٌ للذكر الجميل، وموجبةٌ لشيوع المحبة، وعزة المتواصلين.
ولله در القائل :
وكن واصل الأرحام حتى لكاشح … *** … توفر في عمر ورزقٍ وتسعد
ولا تقطع الأرحام إنّ قطيعة … *** … لذي الرحم كبرى من الله تُبعِد
فلا تغشى قوماً رحمة الله فيهم … *** … ثوى قاطع قد جاء ذا بتوعد
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم
ثالثاً : الأسباب المعينة على صلة الرحم
عباد الله: إن صلة الأرحام واجبة وقطيعتها محرمة ، فينبغي علي كل مسلم يريد السعادة في الدنيا والآخرة ، يريد الفوز والفلاح ، أن يصل رحمه ولا يقطعها ، والأسباب المعينة علي صلة الأرحام كثيرة منها :
**التفكرُ في الآثار المترتبة على الصلة؛ فإن معرفَة ثمراتِ الأشياء، واستحضارَ حُسْنِ عواقبها من أكبر الدواعي إلى فعلها، والنظرُ في عواقب القطيعة، وتأمُّلُ ما تجلبه من همٍّ، وغمٍّ، وحسرةٍ، وندامة، ونحوِ ذلك، فهذا مما يعين على اجتنابها، والبعد عنها ، والاستعانةُ بالله، وسؤالُه التوفيقَ، والإعانةَ على صلة الأرحام.
فمن عواقب قطيعة الرحم تعجيل العقوبة في الدنيا عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»(سنن أبي داود).
ومن ثمرات الصلة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ.(سنن الترمذي).
**مقابلةُ إساءتهم بالإحسان، فهذا مما يبقي على الود، ويحفظ ما بين الأقارب من العهد، ويهون على الإنسان ما يلقاه من الأقارب ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».(صحيح مسلم). قال الإمام النووي : هو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ولا شئ على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه وقيل معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل وقيل ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم والله أعلم.(مسلم بشرح النووي).
فهذا الحديث عزاءٌ لكثير من الناس ممن ابتلوا بأقارب لا يعرفون إلا الإساءة ، فيقابل المسلم الإساءة بالإحسان ، فلا يحزن ، فإن الله معه مؤيده، وناصره ، ومثيبه.
**وأن يقبل أعذارَهم إذا أخطأوا واعتذروا ولنا الأسوة الحسنة في سيدنا يوسف عليه السلام فيما جرى بينه وبين إخوته، فلقد فعلوا به ما فعلوا، وعندما اعتذروا قَبِلَ عُذْرَهُم، وصَفَحَ عنهم الصفحَ الجميلَ، فلم يقرِّعْهم، ولم يوبِّخْهم، بل دعا لهم، وسأل الله المغفرة لهم.
قال تعالي: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}(يوسف).
فعلي المسلم الذي يبتغي السلامة في الدنيا والآخرة أن يصفح عن أقاربه، ويعفو عنهم وينسى معايبهم ولو لم يعتذروا، فهذا دليل سمو نفسه ، وعلو همته.
ولله در القائل:
وحَسْبُكَ من ذلٍّ وسوءِ صنيعةٍ … مناواةُ ذي القربى وإن قيل قاطعُ
ولكنْ أواسيه وأنسى عيوبَه … لِتُرْجِعَهُ يومًا إليَّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدانِ … واصلٌ وعبدٌ لأرحامِ القرابةِ قاطعُ
ومما يحبب الإنسان لقرابته، ويدنيه منهم تواضُعُه ولينُ جانبه
مَنْ كان يَحْلُم أن يسودَ عشيرةً … فعليه بالتقوى ولينِ الجانب
ويغضَّ طرفًا عن مساوي من أسا … منهم ويحلم عند جهل الصاحب
اللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامهم، اللهم وفقنا إلى طاعتك وباعد بيننا وبين معاصيك، اللهم اجمع شملنا بأقاربنا وأهلينا وذوينا واجمع قلوبنا وإياهم على التقوى واملأ قلوبنا جميعاً بالرحمة والود ونقها من الغل والحسد والحقد والبغضاء والعداوة ، اللهم اجعل مصر أمنا أماناً سلماً سلاماً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم احفظها من كل مكروه وسوء برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه دكتور/ عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف