خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 28 محرم 1444هـ – الموافق 26 أغسطس 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م ، للدكتور محروس حفظي : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة: أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للدكتور محروس حفظي :
(1) تنوعُ أساليبِ القرآنِ الكريمِ في حديثهِ عن يومِ القيامةِ .
(2) بعضُ دلالاتِ ومقاصدِ أسماءِ يومِ القيامةِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
خطبة بعنوان «أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُهَا في القرآنِ الكريمِ» بتاريخ 28 المحرم 1443 هـ = الموافق 26 أغسطس 2022 م
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
(1) تنوعُ أساليبِ القرآنِ الكريمِ في حديثهِ عن يومِ القيامةِ:
لقد أطلَقَ اللهُ – سبحانَه وتعالى- عدَّةَ أسماءٍ على يومِ القيامةِ في كتابِه العزيزِ منها: «يومُ القيامةِ، القارعةُ، الواقعةُ، يومُ البعثِ، يومُ الخروجِ، يومُ الفصلِ، يومُ الدينِ، الحاقَّةُ، الساعةُ، الغاشيةُ، النبأُ العظيمِ، يومُ التنادِ، يومُ الحشرِ، يومُ التغابنِ، الطامةُ الكبرَى، الصاخَّةُ … إلخ»، وهناكُ أيضًا عدةُ سورٍ في القرآنِ تحملُ أسماءَ يومِ القيامةِ: ك«سورةِ القيامةِ، الحشرِ، النبأِ، الغاشيةِ، الواقعةِ، التغابنِ» .
ولعلَّ الحكمةَ مِن تعدُّدِ أسماءِ يومِ القيامةِ تكمُنُ في اعتبارِ أنَّ كلَّ اسمٍ من تلكَ الأسماءِ يدلُّ على وصفٍ مُحدَّدٍ، وبذلكَ يتحقّقُ الإيمانُ في القلوبِ بصورةٍ أبلغ، وتستعدُّ النفوسُ ليومِ القيامةِ بشكلٍ أفضل، كمَا أنَّ في تعدُّدِ الأسماءِ تنويهًا مِن اللهِ – سبحانَهُ- لعبادِهِ بشأنِ ذلكَ اليومِ، وتنبيهًا لهُم؛ تحقيقًا للخوفِ في قلوبِهِم منهُ، فجميعُ تلكَ الأسماءِ تدلُّ على عِظَمِ ذلكَ اليومِ، وشأنِهِ الكبيرِ، وشِدةِ وقائِعِهِ، كمَا أنَّ ذلكَ يُعدُّ مِن بابِ تعدُّدِ الأساليبِ القرآنيةِ في الحديثِ عن اليومِ الآخرِ، وهذا يدلُّ على إعجازِ القرآنِ الكريمِ .
كما تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن بعضِ علاماتِ يومِ القيامةِ وما سيحدثُ فيها بصورةٍ حيةٍ متحركةٍ كأنهُ مشاهدٌ وواقعٌ وماثلٌ أمامَ الأعينِ، فأخبرَ أنَّ الجبالَ ستسيرُ، والأرضُ ستسَوّى بعدَ أنْ دكَّتْ فصارتْ كثيبًا مهيلًا كالعهنِ المنفوشِ، وأنَّ الشمسَ سينطفىءُ نورُهَا، والنجومُ ستتساقَطُ وتتناثَرُ، والبحارُ سيختلطُ عذبُها بملحِها أو أحميتْ بالنارِ حتى تبخرتْ مياهُهَا، وظهرتْ النارُ مكانَهَا … إلخ، فالحاصلُ أنَّ النظامَ الكونِيَّ سيتبدلُ، وسيتغيرّ تغيرًا كليًّا ملحوظًا قال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ﴾ وأحيانًا تأتي تلك الآياتُ بصيغِ الخبرِ؛ للدلالةِ على تحققِ وقوعهِ، وأنَّه آتٍ لا محالةَ كما قال ربُّنَا: ﴿أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، وأحيانًا بصيغِ الإنشاءِ ك”الشرطِ” ففي سورةٍ واحدةٍ مثل «سورةِ التكويرِ» تكررَ لفظُ «إذا» في اثنتي عشرةَ مرةً، وهذا التكرارُ بلفظِ “إذا” مِن مقاصدهِ التشويقُ للجوابِ؛ لأنَّ السامعَ عندَ مَا يجدُ هذا الظرفَ، وقد تكررَ يكونُ في ترقبٍ وشوقٍ لمعرفةِ الجوابِ، وعندَ مَا يسمعهُ يتمكنُ مِن نفسهِ أيّمَا تمكنٍ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
(2) بعضُ دلالاتِ ومقاصدِ أسماءِ يومِ القيامةِ:
مِن خلالِ الاستقراءِ لآيِ الذكرِ الحكيمِ نجدُ أنَّ أسماءَ يومِ القيامةِ يحملُ معنىً معينًا، ومقصدًا مهمًا، أرادَ اللهُ – سبحانُهُ – مِن خلالهِ إبلاغَ خلقهِ، وإيصالَ رسائلَ محددةٍ بغيةَ التخويفِ أو التشويقِ، وفيمَا يلِي عرضٌ لبعضِ هذه الأسماءِ:
*القيامةُ: وقد سُمِّي بذلك؛ لِما فيهِ مِن أمورٍ عظيمةٍ، وأحداثٍ جسيمةٍ منها: قيامُ الموتَى مِن قبورِهِم؛ ولذا يتبعُهُ اللهُ – تعالى – في السياقِ القرآنِي بالحديثِ عن القدرةِ على البعثِ والإحياءِ، وذكرَ بعضَ العلاماتِ التي هي مقدمةٌ لذلك اليومِ، قد وردَ ذِكرُ يومِ القيامةِ في “سبعينَ موضعًا” مِن القرآنِ الكريمِ قالَ تعالَى: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ * يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ * فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلاَّ لا وَزَرَ * إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ﴾
إنَّ هذا المخلوقَ المغرورَ مهمَا أُوتِيَ مِن قوةٍ وعظمةٍ، فإنَّهُ يسعَى لنهايةٍ محتومةٍ، يلقَى فيها ذا العرشِ المجيدِ، الفعَّالِ لِمَا يريدُ، واللقاءُ المحققُ سيكونُ يومَ القيامةِ، وفيه تتجلَّى عظمةُ الخالقِ، وهوانُ المخلوقِ.
*الساعةُ: إنَّ لفظَ “الساعةِ” يدلُّ في اللغةِ على جزءٍ مِن الزمنِ دونَ تحديدٍ، وسُمِّيتْ القيامةُ بالساعةِ؛ إمَّا مِن بابِ قُربِ وقوعِهَا، وإمَّا تنبيهًا على ما فيها مِن أمورٍ عظيمةٍ، وقِيل: لأنَّها قد تأتي فجأةً في أيِّ وقتٍ؛ قالَ تعالَى: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾، وهذا يجعلُ المؤمنُ أنْ تكونَ أحوالُهُ كلُّهَا على طاعةٍ؛ خوفًا ووجلًا أنْ يموتَ على معصيةٍ فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ» (مسلم)، وقد أخفَى اللهُ علينَا ساعةَ قيامِهَا كي نجتهدَ في الطاعةِ، وعمارةِ الأرضِ قالَ ربُّنَا: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ﴾ وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا» (الأدب المفرد، إسناده صحيح) .
*يومُ الفصلِ: لأنَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ – يفصلُ فيهِ بينَ المختلفينَ مِن البشرِ قالَ ربُّنَا:﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، بل حتى العجماواتِ تتقاصَى فيمَا بينهَا؛ تحقيقًا لمبدأِ العدالةِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» (أحمد، وإسناده صحيح)، وهذا يثيرُ في المسلمِ أنْ يكونَ حريصًا على أنْ يُقضَى لهُ بالخيرِ لا بالشرِّ بالحسناتِ لا بالسيئاتِ، وأنْ يسارعَ إلى التحللِ مِن المظالمِ في الدنيا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ» (البخاري).
*يومُ الدينِ: حيثُ ترفعُ فيه الرايةُ العُليا لعبادةِ اللهِ الحقِّ، ويُقصَدُ بالدِّينِ هنا:”الجزاء” قالَ ربُّنَا مخبرًا عن نفسِهِ:﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، إنَّهُ اليومُ الذي يُجازي اللهُ – سبحانَهُ – فيهِ عبادَهُ على ما قدَّمٌوا مِن أعمالٍ، فيُثابُ مَن فعلَ الخيرَ، ويُعاقَبُ مَن ارتكبَ الشرَّ ﴿الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ﴾، ولا يعذبُّ ربُّنَا – سبحانَهُ – أحدًا دونَ إقامةِ الحُجةِ عليهِ، بإرسالِ الرُّسُلِ – عليهم السلامُ-، وإنزالِ الكُتُبِ السماويةِ عليهم كمَا قالَ: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ وهذا مِن تمامِ عدلِ اللهِ تعالى، وظاهرِ حكمتِهِ قالَ ربُّنِا: ﴿وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾، وهذا يبعثُ الطمأنيةَ في نفسِ الإنسانِ، ويبشرُ المظلومَ أنَّ حقَّهُ راجعٌ إليهِ وواقعٌ لهُ لا محالةَ.
*يومُ الحشرِ: وقد سُمِّيَ بذلك لأنَّ الناسَ تحشرُ خلالَهُ في عرصاتٍ كبيرةٍ خلقَهَا اللهُ لذلك، وهم ليسُوا في راحةٍ عندَ خروجِهم مِن القبورِ بل هم يتزاحمُون، وهذا الحشرُ يتفاوتُ تبعًا لأعمالِهِم خيرًا وشرًّا ولا أدلَّ على ذلك مِن قولِهِ تعالَى:﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾، وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِيٍّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾ ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يُحْشَرُونَ؟ أَمَا وَاللَّهِ مَا يُحْشَرُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ , وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ لَمْ تَرَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا, عَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ, وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجَدُ, فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا, ثُمَّ يَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّى يَقْرَعُوا بَابَ الْجَنَّةِ” (ابن أبي شيبة) .
ويومُ الحشرِ يقفُ الناسُ حفالًا عراةً كيومِ ولادتِهِم أمهاتهم، وسيعرضون صفًا على طبيعتِهِم مِن غيرِ أصبغةٍ وزخارفٍ، فلا ملابسَ تميزُهُم، ولا مالَ يدلُّ على ثرائِهِم وغناهم، ولا أتباعَ يرمزُون إلى مكانِهِم وجاهِهِم، وأسقطَ في أيدي أصحابِ الزينةِ، وأدركُوا أنَّ ما كانوا يتحاشُون ذكرَهُ ويظنونَ بعيدًا ماثلًا أمامَهُم، وهذا يعطيكَ دلالةً على أنَّ الإنسانَ سيتركُ ما خلفَهُ وراءِ ظهرهِ مِن مالِهِ وولدِهِ الذي طالمَا دافعَ عنهم، ونافحَ مِن أجلِهِم، ولن ينفعَهُ سوى عملِهِ الصالحِ قالَ ربُّنَا: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ» (مسلم) .
*يومُ الحسابِ: لأنَّ اللهَ – سبحانَهُ- سيُحاسبُ عبادَهُ على جميعِ ما صدرَ منهم في الحياةِ الدُّنيا، يقولُ الإمامُ القرطبيُّ في تفسيرِ معنى الحسابِ: (إنَّ اللهَ يسجلُ ويُحصي ويُعددُ على الخلقِ أعمالَهُم مِن إحسانٍ أو إساءةٍ، ثم يعددُ عليهم نعمَهُ التي تقلبُوا فيها: نعمةُ الخلقِ والإيجادِ، والرزقِ والإمدادِ والإسعادِ، والهدايةِ والدِّينِ، ثم يقابلُ بعضَها ببعضٍ؛ فما زادَ عن الآخرِ حُكمَ للزائدِ بحكمهِ الذي عينهُ لهُ بالخيرِ أو بالشرِّ) أ.ه.
إنَّ يومَ الحسابِ سيفاجَىءُ الناسُ بوضعِ الموازينَ القسطِ، وعرضِ الكتابِ، إنَّه صحائفُ الأعمالِ التي خلفُوهَا في دنياهُم، لقد مضتْ الحياةُ كالسرابِ بزخارفِهَا ومآسِيهَا، وآثامِهَا، وغرورِهَا ومتعِهَا، ولم يبقَ منها سوى “الباقياتِ الصالحاتِ” ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ فلا مجالَ للإنكارِ، لا مجالَ للتظلمِ والنقضِ، فقد وضحتْ الحقائقُ، وأقيمتْ الحججُ، وأدلَى الشهودُ العدولُ مِن الجوارحِ والأعضاءِ بشهاداتِهِم، وهم يدركونَ شعارَ الحقِّ ﴿لا ظُلْمَ الْيَوْم﴾.
بهذه المعانِي ندركُ جميعًا أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا سيحاسبُ بمفردِهِ دونَ أنْ يكونَ معهُ أحدٌ ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾، فليعدْ للسؤالِ جوابًا، ولينظرْ ماذا قدمَ لنفسِهِ، وماذا سيقولُ عندمَا يقفُ للعرضِ أمامَ الملكِ الديانِ فعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» (متفق عليه)، ووقوعُ الحسابِ لجميعِ الخلائقِ أمرٌ هينٌ على اللهِ – عزَّ وجلَّ – ؛ إذ قدرتُهُ صالحةٌ لفعلِ ذلك قالَ ربُّنَا:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾، فحسابُ الناسِ أسرعُ مِمّا نتصورُ فهو كما وصفَ ربُّنَا نفسَهُ ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ يقولُ القرطبيُّ في “تفسيرهِ”: (أيْ لا يحتاجُ إلى تفكرٍ وعقدِ يدٍ كمَا يفعلُهُ الحاسبُ؛ لأنُّه العالمُ الذي لا يعزبُ عن علمِهِ شيءٌ، فلا يؤخرُ جزاءَ أحدٍ للاشتغالِ بغيرهِ، وكما يرزقُهُم في ساعةٍ واحدةٍ يحاسبُهُم كذلك في ساعةٍ واحدةٍ) أ.ه (الجامع 18/341) .
*اليومُ المشهودُ: وسُمِّي بذلك لأنَّ الخلائقَ تجتمعُ فيهِ، ويشهدُهُ مَن في السماءِ ومَن في الأرضِ قالَ تعالَى: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ﴾، ولا شكَّ أنَّ هذه يقوّي جانبَ المراقبةِ، ويعظمُ مقامَ الحياءِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، ويدخلُ الرعبَ والفزعَ، والخوفَ مِن الفضيحةِ على رؤسِ الأشهادِ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ” (متفق عليه).
*يومُ التنادِ: حيثُ يحدثُ فيه دعواتٌ ونداءتٌ مختلفةٌ قالَ تعالَى:﴿وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ﴾ فهناكَ نداءٌ مِن اللهِ ليقومَ الموتَى مِن قبورِهِم، وهناكَ تنادٍ مِن الملائكةِ لسحبِ أهلِ النارِ إلى النارِ، وأهلِ الجنةِ لاصطحابِهِم إلى الجناتِ، وآخرُ بينَ أصحابِ الجنةِ وأهلِ النارِ، وأصحابِ الأعرافِ قالَ تعالَى: ﴿وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾، وقالَ: ﴿وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ﴾، وقالَ: ﴿وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا مَا أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾، وهذا نداءٌ مِن أصحابِ النارِ كَي يَقضِي بينَهُم ربُّهُم ﴿وَنادَوْا يَا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ * لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ﴾، وأعظمُ نداءٍ عندمَا يُنادِي ربُّنَا – عزَّ وجلَّ – فيقولُ: أينَ الجبارون، أين المتكبرون ؟ ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّار﴾، فلا يجدُ مَن يردُّ عليه؛ إذْ الحالُ آنذاك ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً﴾، فتردُّ الذاتُ العليةُ على نفسِهَا ﴿الْواحِدِ الْقَهَّارِ﴾ .
*يومُ الحَسرةِ: وهي أشدُّ مراحلِ النَّدَمِ، ويومُ القيامةِ يتحسرُ العبدُ؛ إذ يرى حصيلةَ أعمالِهِ، وتكونُ الحسرةَ بمَا يراهُ أهلُ النارِ مِن منازلِ أهلِ الجنةِ، فتشتدُّ حَسرتُهُم، وتَعظُمُ ندامتُهُم قالَ تعالَى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، ولذا يتمنّى الرجوعَ إلى الدنيا مرةً أُخرى كي يقدمَ ما ينقذُهُ مِن هولِ مِمّا هو واقعٌ، لكنْ هيهاتَ هيهاتَ، فليحذرْ المسلمُ أنْ يكونَ داخلًا تحتَ قولِهِ: ﴿حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ وقولِهِ: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾، فلنتوبَ ونرجعَ إلى اللهِ تعالى، ونندمَ على قدمتْ يدانَا، ونعزمَ على ألّا نرجعَ إلى المعاصِي مرةً أّخرى، فيكونَ مصيرنَا ﴿فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ .
*يومُ الخلودِ: فهو إمّا خلودٌ إلى الجنةِ بمحضِ بفضلِ اللهِ وكرمهِ ﴿ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ﴾ فلا موت ولا مرض ولا نصب ولا تعب ﴿لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ﴾ وإمّا خلودٌ في النارِ بمقتضَى عدلهِ وحكمهِ عن أبي سعيدٍ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «يُؤْتَى بالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أمْلَحَ، فيُنادِي مُنادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنادِي: يا أهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: وهلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، فيُذْبَحُ، ثُمَّ يقولُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فلا مَوْتَ» (البخاري) وهذا يجعلُ الإنسانَ يتصبرُ على ما يلقاهُ مِن المحنِ والبلايا، وما يكابدُهُ مِن العناءِ والمشقةِ في هذه الحياةِ، ويسارعُ إلى مجاهدةِ نفسهِ، وتهذبِهَا، وصقلِهَا بالطاعةِ؛ رجاءَ أنْ يكونَ مِن أهلِ الخلودِ، المبعدينَ عن النارِ ذاتِ الوقودِ.
نسألُ اللهَ أنْ يرزقَنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ يوفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.
كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف