خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بصيغة word بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتورعمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بصيغة pdf بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتورعمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م ، بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي.
أولًا: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَـــارِمَ الْأَخْــــلَاقِ.
ثانيًا: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
ثالثًا: نمـــاذجُ وصــورٌ لحســنِ الخلــقِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م ، بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي ، كما يلي:
تطبيقاتُ حسنِ الخلقِ
17شوال 1445 هـ – 26 إبريل 2024 م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ مثنيًا علي نبيِّهِ الكريمِ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}(القلم)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
أولًا: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَـــارِمَ الْأَخْــــلَاقِ.
*عبادَ الله: إنَّ النبيَّ ﷺ قد جمعَ اللهُ لهُ كمالَ الخَلقِ والخُلقِ، بمَا لا يحيطُ بهِ الوصفُ، ولا يحصيهِ الكلامُ، حتي أثرَ ذلك في قلوبِ مَن حولَهُ ففاضتْ بمحبتِهِ، وتفانتْ في الدفاعِ عنهُ وعن شريعتِهِ، وبذلُوا النفسَ والنفيسَ والغالِي والرخيصَ في سبيلِ إعلاءِ كلمةِ اللهِ تعالَي ونصرةِ نبيِّهِ ﷺ، ولقد اجتمعتْ في رسولِ اللهِ ﷺ كلُّ الصفاتِ الحسنةِ، حتي قالَ بعضُ العلماءِ لو أنَّ للأخلاقِ بستانًا يجمعُهَا لكانَ صاحبَ هذا البستانِ سيدُنَا رسولُ اللهِ ﷺ، وليس العجبُ في اجتماعِ هذه الصفاتِ فيهِ ﷺ، وإنَّمَا العجبُ أنَّهَا فيهِ سواء، فلا تطغَي صفةٌ علي صفةٍ، وهذا سرُّ الإعجازِ في صفاتِهِ ﷺ.
وقد قال رسولُ اللهِ ﷺ عن أخلاقِهِ ورسالتِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»(مسند البزار).
فاختصرَ رسالتَهُ ﷺ ولخصَهَا في تتميمِ مكارمِ الأخلاقِ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أيضًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّ ” مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ “(صحيح البخاري).
وقالَ اللهُ تعالي عن أخلاقِ النبيِّ ﷺ:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}(القلم)، لعلَي دينٍ عظيمٍ، فجعلَ الدينَ كلَّهُ خُلقًا.
وعَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِى بِخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ).(مسند أحمد).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
ثانيًا: أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا.
*عبادَ الله: إنَّ حسنَ الخلقِ وصيةُ النبيِّ ﷺ لأصحابِهِ، ولأمتِهِ مِن بعدِهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.(سنن الترمذي). فحسنُ الخلقِ مِن خصالِ التقوَى، ولا تتمُّ التقوَى إلَّا بهِ، و أفردَهُ الحبيبُ ﷺ بالذكرِ للحاجةِ إلى بيانِهِ، فإنَّ كثيرًا مِن الناسِ يظنُّ أنَّ التقوَى هي القيامُ بحقِّ اللهِ دونَ حقوقِ عبادِهِ.
وقد عدَّ اللهُ في كتابِهِ مخالقةَ الناسِ بخلقٍ حسنٍ مِن خصالِ التقوَى، بل بدأَ بذلكَ في قولِهِ تعالي: { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) }(آل عمران) .
وجاءَ رجلٌ إلى عيسَى بنِ مريمَ عليهِ السلامُ فقالَ: يا مُعلمَ الخيرِ، كيف أكونُ تقيًّا للهِ عزَّ وجلَّ كما ينبغِي لهُ؟ قال: بيسيرٍ مِن الأمرِ: أنْ تحبَّ اللهَ بقلبِكَ كلِّه، وتعملَ بكدحِكَ وقوتِكَ ما استطعتَ، وترحمَ ابنَ جنسِكَ كما ترحم نفسَكَ، قال: مَن ابن جنسِي يا معلمَ الخيرِ؟ قال: ولدُ آدمَ كلّهُم، وما لا تحبُّ أنْ يُؤتَى إليكَ، فلا تأتهِ لأحدٍ وأنتَ تقيٌّ للهِ عزَّ وجلَّ كما ينبغِي لهُ .(جامع العلوم والحكم).
وقد ذكرَ النبيُّ ﷺ أنَّ حسنَ الخلقِ دليلٌ علي كمالِ الإيمانِ، فكلّمَا زادَ إيمانُ العبدِ حسنتْ أخلاقُهُ؛ لأنَّ الأخلاقَ ثمرةُ العقيدةِ والعبادةِ، وكمَا قِيلَ الدينُ كلُّهُ خُلقٌ فمَن زادَ عليكَ في الخلقِ زادَ عليكَ في الدينِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»(سنن أبي داود).
*عبادَ الله: إنَّ أحبَّ الناسِ إلي سيدِنَا رسولِ اللهِ وأقربَهُم منهُ ﷺ يومَ القيامةِ صاحبُ الخلقِ الحسنِ، وأبغضَهُم إليهِ وأبعدَهُم منهُ صاحبُ الخلقِ السيءِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ.(سنن الترمذي).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
ثالثًا: نمـــاذجُ وصــورٌ لحســنِ الخلــقِ.
**عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالي لمَّا أرادً وصفَ الحبيبِ ﷺ اختصرَ وصفَهُ في شيءٍ واحدٍ هو حسنُ الخلقِ، ولمَّا أرادَ ﷺ أنْ يصفَ دعوتَهُ ورسالتَهُ لخصَهَا في شيءٍ واحدٍ هو حسنُ الخلقِ، وذكرَ النبيُّ ﷺ أنَّ دليلَ زيادةِ وكمالِ إيمانِ العبدِ زيادةُ وكمالُ أخلاقِهِ، لذلك علينَا أنْ نحسنَ أخلاقَنَا امتثالًا لأمرِ ربِّنَا، واقتداءً بنبيِّنَا ﷺ وصحابتِهِ الكرامِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
*عبادَ الله: إنَّ صورَ ونماذجَ حسنِ الخلقِ كثيرةً جدًا لكننَا نقتبسُ بعضَهَا، لتكونَ لنَا عونًا ونبراسًا في السيرِ إلي اللهِ تعالَي:
*التواضعُ: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ تُسَمَّى: العَضْبَاءَ، وَكَانَتْ لاَ تُسْبَقُ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَبَقَهَا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: سُبِقَتِ العَضْبَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ»(صحيح البخاري).
ورسولُ اللهِ ﷺ هو الأسوةُ والقدوةُ الحسنةُ لأمتِهِ فقد كان متواضعًا مع كلِّ الناسِ، فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ، فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ لَهُ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ».(سنن ابن ماجة).
* الحلمُ والرحمةُ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: ” ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا “. قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: ” أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ ” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ “. قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ ” قَالَ: لَا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ “. قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ ” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ “. قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ ” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ “. قَالَ: ” أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ ” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: ” وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ “. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: ” اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ” قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. (مسند أحمد).
*الحكمةُ: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ. إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ: مَهْ مَهْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ.(صحيح مسلم).
*العدلُ: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا “.(صحيح البخاري).
*الإخلاصُ: قال رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: ثَلاَثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلاَ ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلاَ فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ، عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالاً فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالاً وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ.(سنن الترمذي).
*الصبرُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ النَّبِيُّ ﷺ أُنَاسًا فِي القِسْمَةِ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ فَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ، قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ القِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».(صحيح البخاري).
نسألُ اللهَ تعالي أنْ يحسنَ أخلاقَنَا، ويصفِي نفوسَنَا، ويطهرَ قلوبَنَا، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النارِ، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظَهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخرُ دعوانَا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
كتبه راجي عفو ربه
دكتور/ عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف