أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب للدكتور مسعود عرابي

خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ  9 صفر 1445هـ ، الموافق 25 أغسطس 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م بصيغة word بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور مسعود عرابي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م بصيغة pdf بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور مسعود عرابي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور مسعود عرابي.

 

أولاً: أهل قضاء الحوائج أهل الله وخاصته.

ثانيًا: الجزاء من جنس العمل.

ثالثًا: ثمرات قضاء حوائج الخلق.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م ، بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:

قضاءُ حوائج الخلق بين الواجب والمندوب

الحمد لله عظيم العطاء، صاحب الكرم والجود والسخاء، يصطفي بالفضائل من عباده من يشاء، المعطي لمن اختصه بقضاء حوائج العباد عظيم الجزاء، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنْ محمدًا عبد الله ورسوله الموصوف بنبي الرحمة، والمؤنس للفقراء والضعفاء، اللهم صل عليه صلاة ذاكية نامية ما دامت الأرض والسماء.

وبعد … فإن خطبتنا هذه بعون الله ومدده وتوفيقه ورعايته تدور حول هذه العناصر:

أولاً: أهل قضاء الحوائج أهل الله وخاصته.

ثانيًا: الجزاء من جنس العمل.

ثالثًا: ثمرات قضاء حوائج الخلق.    

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب

أولاً: أهل قضاء الحوائج أهل الله وخاصته.

       من الفضائل والهبات والعطايا التي امتن الله تعالى بها على العباد، وربما قد تغيب حكمتها عن الكثير من الخلق، أنَّ الله تعالى فضل بعض العباد في العطاء، ورفع بعضهم في المنزلة في الدنيا على بعض، وذلك لتسري الحياة، ويتبادل الناس المنافع، وتقوى البشرية على عمارة الأرض وتأمين سبل الحياة، فلو كانوا على درجة من الغنى متساوون في المنازل، لتطاول العباد على بعض، وتقاعسوا عن العمل، ولو خُلقوا على درجة من الفقر، لجارت عليهم الحياة، وانحدرت بهم إلى الهاوية، لأن المال سر الوجود، وسبب البقاء، وعليه تقوم عمارة الأرض، ومن ثم جعل الله التوازن يضرب أرجاء المعمورة ، وتستمر الحياة بمعاونة الناس بعضهم لبعض على أساس احتياج كل منهما للآخر.

لكنه سبحانه وتعالى من كمال وعظيم عدله، لفت انتباه الخلق إلى أنَّ بسط الرزق وتقتيره من اختصاصه وحده، دون غيره من الخلق، وهذا ليرضى العباد بما قسم له من الرزق، فقسمة الله عادله، وحكمته للخلق كلها خير، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. [ سورة العنكبوت، 62].

بين سبحانه وتعالى في هذه الآية أثر قدرته الباهرة التي بينها لعباده في خلق السموات والأرض، فإنَّ القادر على خلق السموات والأرض، وتسخير الشمس والقمر لا يعجزه إجراءُ الرزق على مخلوقاته، كيفما شاء وأراد، فهو الذي يبسط الرزق ويوسعه على من يشاء من عباده، الذين يعلم من شأنهم أنَّ بَسْطَ الرزق يصلحهم، ويقيم أحوالهم، وهو سبحانه الذي يقدر الرزق، ويضيقه على من يشاء من عباده الذين يعلم بعلمه الذي أحاط به جميع خلقه، أنَّ بسط الرزق يفسد أحوالهم. [التفسير الوسيط، مجمع البحوث ].

ويوضح هذا المعنى ما روي أنَّ رَبِّ العزة تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، قَالَ: « مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، مَا تَرَدَّدْتُ فِي قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ، وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يُرِيدُ بَابًا مِنَ الْعِبَادَةِ، فَأَكُفُّهُ عَنْهُ أنْ لَا يَدْخُلُهُ عُجْبٌ فَيُفْسِدُهُ ذَلِكَ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ, لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَنَفَّلُ لِي حَتَّى أُحِبَّهُ وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا، أوْ يَدًا وَمُؤَيِّدًا, دَعَانِي فَأَجَبْتُهُ وَسَأَلَنِي فَأَعْطَيْتُهُ وَنَصَحَ لِي فَنَصَحْتُ لَهُ, وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْغِنَى وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ, وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْفَقْرُ وَإِنْ بَسَطْتُ لَهُ أَفْسَدَهُ ذَلِكَ, وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الصِّحَّةُ وَلَوْ أَسْقَمْتُهُ لَأَفْسَدُهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي المُؤمِنِينَ مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا السَّقَمُ، وَلَوْ أَصْحَحْتُهُ لَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ, إِنِّي أُدَبِّرُ عِبَادِي بِعِلْمِي فِي قُلُوبِهِمْ إِنِّي عَلِيمٌ خَبِيرٌ». [ حلية الأولياء، وغيره ].

ويقوي هذا الحديث، قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾. [ سورة العنكبوت، 62].

قال جماهير المفسرين: إنَّها نزلت في قومٍ من أهل الصفَّة، طلبوا من رسول اللَّه r أنْ يُغْنِيَهُمُ اللَّه، ويبسطَ لهم الأموالَ والأرزاق، فأعلمهم اللَّه ـــ تعالى ـــ أنَّه لو جاء الرِّزْقُ على اختيار البَشَر واقتراحهم، لكان سَبَبَ بغيهم وإفسادهم في الأرض، ولكنّه ـــ عز وجل ـــ أعلمُ بالمَصْلَحَةِ، فهو خبير بصير بمصالحهم، فينزل عليهم من الرزق القَدْرَ الذي بِهِ صَلاَحُهُمْ، فرُبَّ إنْسَانٍ لاَ يَصْلُحُ إيمانه وأحواله إلا الفقر. [ الجواهر الحسان في تفسير القرآن ].

عباد الله! اعلموا أنّ الله أصلح الخلق بعلمه، وشملهم بحلمه، والخير ما اختاره الله لعباده، فضيق العيش صلاح المؤمن، فمن رحمة الله به أنْ ضيق عليه أمر الدنيا، لأنَّه علم أنْه لو بسط له الرزق، وسرى في يده الرخاء لتغير حاله إلى أسوء حال.

وضيق العيش على الكافر، إنَّما لينبهه بأن الرزق بيد الله المهيمن على السماوات والأرض، ولو كانت السعة بيدك أيها الجاحد للإيمان، فلم عشت فقيرًا معدمًا، فأمر الغنى والفقر لله وحده، فقد يحمله ذلك على التبصر والإيمان.

لكن فضل الله فاق الحـدود، ولم تقف أمام وصوله إلى الخلق السدود فرغم صلاح العباد

فيما قدر لهم من العطاء؛ إلا أنَّه لم يتركهم سدى، بل ضمن للفقير حقًا مفروضًا في مال الأغنياء، وهو الزكاة، ليست منِّة من أحد، بل ركن من أركان الإسلام، وهي عبادة تكافلية يحملها الغني حملا إلى منزل الفقير، وحذر الحق سبحانه وتعالى من أنْ يكون هذا الحق من خبيث المال، أو يتبعه المزكي بسوء المقال، فالفقراء عيال الله، والأغنياء وكلاء الله، فإذا بخل وكلائي على عيالي أدخلتهم النار ولا أبالي، يا له من رب رحيم يمنع ليعطي، وقد يعطي ليمنع، ويفتح على العبد الفقير الفهم في المنع حتى يرضيه به كأنه عين العطاء.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب

ثانيـًا : الجزاء من جنس العمل.

ولم يقف حد كفالة الله للفقراء على الزكاة المفروضة، بل حض أصحاب النفوس الغنية، واليد السخية، والهمة العلية أنْ يكثروا من العطية لمن ضاق به الحال، وأنْ يغنوهم عن الحاجة والسؤال، فلا يؤمن من بات شبعانًا وجاره إلى جنبه جائع، بل ازداد فضله على العباد، فاختص جماعة من خلقه بقضاء حوائج الضعفاء، كأنهم مفوضون لهذه المُهمة، فكأنَّه يقول لهم إنْ غفل الناس عن أصحاب الحاجات، فأنتم أهل الاختصاص.

قال رسول الله r: « إِنَّ لِلَّهِ عَبَّادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ ».

اصطفاهم الله تعالى بهذا الفضل، وجعلهم من أهل الاختصاص بكرمه وإفضاله، ووعدهم سبحانه وتعالى أنْ يديم عليهم هذه النعم، وأنْ يقرهم عليها ما بذلوها لخلقه، وجعلوا قضاء حوائج الخلق عندهم، فخففوا عنهم مؤنة الحياة، ومزلة الحاجة، ولم يشعروهم بالفقر وضيق ذات اليد، بل كانوا معهم، وفي كنفهم، فإنْ استشعروا الفضل على الخلق، وظنوا أنَّهم أصحاب يدٍ عليا، توعدهم الله بالسلب، وحول حالهم من الغنى والعطاء إلى الحاجة والافتقار إلى الغير، فالقيام بحق الفقراء سبيل لشكر المنعم، وبقاء للنعم على أصحابها.    

وعند أحمد وغيره، قال رسول الله r: « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».

قال النووي: ومعنى نفس الكربة: أزالها، وفي الحديث فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك، وفضل الستر على المسلمين. [ شرح النووي على مسلم ]. وهذا من عدل الله في الخلق أنْ يقيم الجزاء على جنس عمل العبد، فمن طلب المعونة من الله فليكن عونًا للعباد، ومن طلب كشف كربة، فليزيل الكرب عن خلق الله، ومن أراد الستر فليكف عينه ولسانه عن أعراض الناس، ومن أراد أن ييسر له كل عسير فليكون ميسرًا على خلق الله، فالجزاء من جنس العمل.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب

ثالثـًا : ثمرات قضاء حوائج الخلق.

من أجل الأعمال عند الله تيسير حوائج الناس، وتفريج كربهم، ومواساتهم عند المصائب، فيعطي الله على هذا العمل عطاء لا يتخيله عقل، ولا يبلغه عمل، وينزل بصاحبه منزلة يحسده عليها الأولون والآخرون.

أول هذه الفوائد والثمرات: أنّ الله يمن عليه في الدنيا بنعمة الستر، ويأمن من الفزع يوم القيامة، ويثبت الله قدمه على الصراط، فعند الطبراني في المعجم الوسيط، عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: « أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ ».

الثمرة الثانية: أنَّ الله يحدث أهل قضاء الحوائج حديث محبِ في الموضع الذي يحاسب الله فيه العباد، فالعباد خائفون من عذاب الله، وهم آمنون.

قال رسول اللهr: « إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ، آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ بِالنَّارِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ خَلَوْا مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ ». [ فوائد تمام ].

أضافهم الله إليه إضافة تشريف، وخصهم بالنيابة عنه في خلقه، وجعلهم خزائن نعمه الدينية والدنيوية؛ لينفقوا على المحتاجين، فيجب شكر هذه النعمة، ومن شكرها بذلها للطالبين، وإغاثة الملهوفين؛ ليحفظ أصول النعم، وتثمر الزيادة من المنعم كما خص قومًا بحفظ العلوم الدينية، ومعرفة الحلال والحرام، فإنَّ هؤلاء قوم عرفوا الله بالتوحيد، واعترفوا له بالعبودية، وقاموا بحقوق الخلق، تعظيما لجلال الحق، فجوزوا بالأمان من عذاب النيران. [ فيض القدير]

الثمرة الثالثة: أنّ التيسير على الخلق طمعًا فيما عند الحق يجلب للعبد عفو الله تعالى ويخرجه من ضيق الحساب إلى سعة المغفرة والثواب، فيفوز بما أعده الله للمتقين، وهو الجنة مع ما كان عليه من العمل.

فعند البخاري في صحيحه: « إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ المَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ المُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ المُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ ».

وعند مسلم: « حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ»، قَالَ: « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: « نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ ».

ومعناه: أنَّ الله حاسب عبدًا من الأمم السابقة، فسأله عن أعماله الصالحة التي يستجلب بها ثواب الله والجنة، فلم يجد. إلا أنَّه كان كثير المال، فيعامل الناس بالقرض والتجارة، وكان يوصي عماله أنْ يتجاوزوا عن الذي لا يجدوا عنده المال الذي يقضي به الدين، فيمهلوه، فقال الله ـــ عز وجل ـــ لملائكته: « نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ ». أي: تجاوزوا عن ذنوبه ومقصود الحديث الحث على المساهلة في التقاضي. [التيسير بشرح الجامع الصغير].

فقضاء الحوائج، والتيسير على المدين حتى تنفك كربته، وعدم التضييق عليه حتى تتحسن أحواله، يستجلب عفو الله، ويأخذ العبد بهذا العمل الجنة عوضًا عنه ، فلا تحرموا أنفسكم عباد الله من هذا الأجر، واسعوا في قضاء حوائج الناس فهي لا تحتاج إلى مال، بل بالكلمة، والابتسامة، والمشي معه في حاجته، وعلى هذا الأجر والثواب العظيم.

 اللهم اجعلنا ممن اختصتهم بقضاء حوائج الناس، ويسرتهم للخير ويسرت الخير لهم، اللهم فك كرب كل مكروب، ويسر لكل معسر، واقضي حاجة كل محتاج، ووفق اللهم مصر وأهلها وولاة أمورها لكل خير .. اللهم آمين!

بقلم: مسعود عرابي .. مدرس الفقه المقارن بجامعة الأزهر؟

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!