خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 7 ربيع الأول 1445هـ ، الموافق 22 سبتمبر 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بصيغة word بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا:أهميةُ الصحبةِ في الإســلامِ
ثانيًا: حالُ النبيِّ ﷺ مع أصحابِهِ.
ثالثًا: ثمراتُ الصحبةِ الصالحـــةِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
حالُ النبيِّ ﷺ مع أصحابِهِ
7 ربيع الأول 1445هـ – 22سبتمبر 2023 م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}(الأحزاب)،وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولينَ والآخرين، وعلي آلهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه
أولًا: أهميةُ الصحبةِ في الإسلامِ.
عبادَ الله: لا شكَّ أنَّ الجلساءَ يؤثرُ بعضُهُم في بعضٍ ويأخذُ بعضُهُم مِن خصالِ بعضٍ، ويعملُ بعضُهُم بعملِ بعضٍ، وخاصةً إذا كان أحدُ الجلساءِ أرفعَ وأعلَي رتبةً مِن الآخرِ، أو أكبرَ سنًّا، لذلك جاء الأمرُ النبويُّ مِن الحبيبِ النبيِّ ﷺ، يوضحُ لنَا هذا الأمرَ، ويحذرُنَا مِن مجالسةِ ومصاحبةِ أهلِ السوءِ.
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً “(صحيح البخاري ).
فالناسُ مجبولونَ علي التقليدِ، لذلك قالَ ﷺ: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ).(مسند أحمد).
عن المرءِ لا تسألْ وسلْ عن قرينِه ……… فإنَّ القرينَ بالمقارنِ يقتدِي
وليس الجليسُ فحسب مُن يؤثرُ، بل مًن كان مخالطًا لحيوانٍ معينٍ لوقتٍ طويلٍ فإنَّهُ يأخذُ مِن صفاتِهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «الفَخْرُ، وَالخُيَلاَءُ فِي الفَدَّادِينَ أَهْلِ الوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»(صحيح البخاري).
فينبغِي أنْ ننتقِي مِن نصاحبُهُم ، ومَن نجالسُهُم لأنَّ الناسَ كأسرابِ القطَا مجبولونَ علي التقليدِ.
لذلك كان النبيُّ ﷺ ينهَي عن مصاحبةِ غيرِ المؤمنِ ، وينهَي عن مؤاكلةِ غيرِ التقيِّ؛ لأنَّ المؤاكلةَ أدعَي للمؤانسةِ، ومِن ثمَّ الأخذُ مِن صفاتِهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»(سنن أبي داوود).
وكان يستعيذُ ﷺ مِن صاحبِ السوءِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمِ السَّوْءِ، وَمِنْ لَيْلَةِ السَّوْءِ، وَمِنْ سَاعَةِ السَّوْءِ، وَمِنْ صَاحِبِ السَّوْءِ، وَمِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ»(المعجم الكبير للطبراني).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه
ثانيًا: حالُ النبيِّ ﷺ مع أصحابِهِ.
عبادَ الله: كان النبيُّ ﷺ في معاملتِهِ لأصحابِهِ مِن أحسنِ الناسِ خُلقًا ما لا يخفَي علي أحدٍ، فكان يقضِي حوائجَهُم، ويتواضعُ معهُم، ويجيبُ دعوتَهُم، ويزورُ مرضاهُم، ويشهدُ جنائزَهُم، ويدعُو لهم ولأبنائِهِم، ويشفقُ عليهم، ويشعرُ بآلامِهِم، وينهاهُم عن المبالغةِ في مدحِهِ، ويعلمُهُم، ويمازحُهُم، ومِن ذلك:
** كان ﷺ حريصًا على تعليمِ أصحابِهِ حينمَا رأي رجلًا لا يحسنُ صلاتَه علَّمَهُ صفتَهَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَرَدَّ وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثَلاَثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا»(صحيح البخاري). وقال ﷺ « صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي »(صحيح البخاري). وفي حجةِ الوادعِ قالَ ﷺ : عن جابرٍ أنَّهُ قال: ” رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»(صحيح مسلم).
** وكان ﷺ يمزحُ مع أصحابِهِ ولا يقولُ إلَّا حقًا وكان الصحابةُ رضي اللهُ عنهُم يمازحونَهُ لعلمهِم بتواضعِه وكريمِ أخلاقِهِ معهم ﷺ، و لا شكَّ أنَّ مِن مكارمِ الأخلاقِ إدخالَ السرورِ على المسلمِ، ومِن ثمَّ فقد كان مزاحُهُ ﷺ تأليفًا للقلوبِ، وإدخالًا للسرورِ عليهم، وكان مشتملًا على كلِّ المعانِي الجميلةِ، والمقاصدِ النبيلةِ، فصارَ مِن شمائلِهِ الحسنةِ، وصفاتِهِ الطيبةِ ﷺ، فلم يمنعْهُ ﷺ مقامُ النبوةِ والرسالةِ أنْ يكونَ منبسطًا مع أصحابِهِ، فيمزحُ معهُم، ويضاحكُهُم ،وكان في مزاحِهِ ﷺ لا يقولُ إلَّا حقًّا، و كان مزاحُهُ ﷺ بقدرٍ، ليس المزاحُ في كلِّ الأوقاتِ، كذلك المزاحُ لم يكنْ مع كلِّ الأشخاصِ، ومِن ذلك :
عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ” إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ “. وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا، فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ ﷺ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِصَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ، حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: ” مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ ” فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ” لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: ” لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ ” (مسند أحمد ).
** وكان ﷺ يثنِي على أصحابِهِ إظهارًا لفضلِهِم وعلوِّ قدرِهِم، فيذكرُ كلَّ صحابيٍّ بصفاتِهِ التي عُرفَ بهَا، فقد كان ﷺ أعرفَ الناسِ بأصحابِهِ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهُ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»(سنن بن ماجة).
** ويتفقدُ أحوالَ أصحابِهِ ﷺ وفي وقتِ الشدةِ والبلاءِ، يسليهِم ويعزيهِم، فكان يشعرُ بآلامِهِم ، ويجعلُ لهم مِن محنِهِم منحًا، ومِن الحزنِ فرحًا، ومِن الألمِ أملًا.
عن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ، فَحَزِنَ عَلَيْهِ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «مَالِي لَا أَرَى فُلَانًا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلَانُ، أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ»(سنن النسائي).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 22 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه
ثالثًا: ثمراتُ الصحبةِ الصالحةِ.
عبادَ الله: إنَّ خيرَ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهُم لصاحبهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»(سنن الترمذي).
خيرُهُم لصاحبِهِ أكثرهُم إحسانًا إليهِ ولو بالنصيحةِ، وصحبةُ الصالحينَ لهَا الكثيرُ مِن الفوائدِ والفضائلِ والثمراتِ منهَا:
** يحشرُ المرءُ مع مَن أحب، فصحبةُ الصالحينَ توجبُ المحبةَ، والمحبُّ يحشرُ مع مَن يحبُّ: قال ﷺ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»(صحيح البخاري).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا» قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ وَلاَ صَوْمٍ وَلاَ صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»(صحيح البخاري).
**وكذلك المتحابونَ في ظلِّ عرشِ الرحمنِ يومَ القيامةِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسْجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ “(صحيح البخاري).
** مجالسةُ الصالحينَ توجبُ لصاحبِهَا المغفرةَ والسعادةَ، وتنفِي عنه الشقاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: ” إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ “(صحيح مسلم).
اللهُمّ اعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِك، ربَّنَا هبْ لنَا مِن لدنكَ رحمةً إنَّك أنتَ الوهاب، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهم اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظَهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوء، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف