أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 9 جماد الثاني 1445هـ ، الموافق 22 ديسمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بصيغة word بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م ، بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: نداءُ تكـــــريمٍ وتشــــــريـفٍ.

ثانيًا: نداءاتُ الرحمنِ لأهلِ الإيمانِ.

ثالثًا: أينَ نحـنُ مِن هذه النداءاتِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م ، بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

نداءاتُ القرآنِ الكريمِ للمؤمنين

9 جمادي الآخرة 1445 ه   22 ديسمبر 2023 م

الموضوع

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابٍه الكريمِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}(البقرة)، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولينَ والآخرينَ ، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

أولًا: نداءُ تكـــــريمٍ وتشــــــريـفٍ.

*عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالى  إذا نادَي عبادَهُ المؤمنين في القرآنِ الكريمِ ناداهُم بنداءِ  الإيمانِ؛ لأنَّ المؤمنَ حيٌّ بإيمانِه، يسمعُ ويعقلُ، ويمتثلُ إذا أُمِرَ وينتهِي إذَا نُهِيَ، أمَّا غيرُ المؤمنِ  فإنَّه لا يسمعُ ولا يعقلُ ولا يمتثلُ إذا أُمِرَ، ولا ينتهِي إذا نُهِيَ، قال تعالَي عن هؤلاء: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)}(الملك).

*و اللهُ تعالى إذا نادَى عبادَهُ المؤمنينَ إنَّما ينادِيهم ليأمرَهُم بمَا فيهِ سعادتُهُم وكمالُهُم وفلاحُهُم، أو لينهَاهُم عمَّا فيهِ شقاؤُهُم ونقصانُهُم وخسرانُهُم، أو ليبشرَهُم، أو لينذرَهُم، أو ليعلمَهُم ما ينفعُهَم، ولنستمعْ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ، عَنْ مَعْنٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: اعْهَدْ إِلِيَّ، فَقَالَ: إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَأَرْعِهَا سَمْعَكَ(فأعرها) فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ. وَقَالَ خَيْثَمَةَ : مَا تَقْرَؤُونَ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّهُ فِي التَّوْرَاةِ يَا أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ.(تفسير بن كثير ).

فنداءاتُ الرحمنِ لكَ فيها الخيرُ، إمّا خيرٌ يأمرُكَ بهِ أو شرٌّ ينهاكَ عنهُ،  أو بشري يزفُّهَا إليكَ، أو خطرٌ يحذرُكَ منهُ، فإذا أمرَكَ فافعلْ وإذا نهاكَ فانتهِ، وإذا بشرَكَ فأبشرْ واحمدْهُ، وإذا حذّرَكَ فاحذرْ وانج بفضلِهِ.

*عبادَ الله: إنَّ نداءَ اللهِ تعالَي لكَ بوصفِ الإيمانِ  شرفٌ لكَ وأيُّ شرفٍ!! وإلّا فمَن أنتَ حتى ينادِيكَ ربُّ العالمين!! واذكرْ أنْ شرّفَكَ بالإيمانِ بهِ تعالي وبلقائِهِ وبملائكتِهِ وكتبِهِ ورسلِهِ وبقضائِهِ وقدرِهِ، إنَّ الإيمانَ بمثابةِ الروحِ للإنسانِ، فالمؤمنُ بحقٍّ حيٌّ، والكافرُ ميتٌ، فاحمدْ اللهَ تعالي علي نعمةِ الإيمانِ واطلبْ التقوَى وحققهَا تظفرْ بأعظمِ مطلوبٍ ألَا وهو ولايةُ اللهِ تعالَي لك، فإنَّ مَن والَاهُ اللهُ أكرمَهُ وأسعدَهُ ، ومَن عادَاهُ أهانَهُ و أشقَاهُ. واسمعْ قولَهُ تعالَى في أوليائِهِ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(يونس)،  أرأيتَ كيف بيّنَ اللهُ تعالى مَن هُم أولياؤُهُ بقولِهِ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ، فاعملْ أيُّها المؤمنُ على تحقيقِ الإيمانِ مع التقوَى، لتنالَ السعادةَ في الدارينِ وتحظَي بهذا التكريمِ والتشريفِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

ثانيًا: نداءاتُ الرحمنِ لأهلِ الإيمانِ.

*عبادَ الله: إنَّ نداءاتِ اللهِ لعبادِه في القرآنِ الكريمِ كثيرةٌ، بلغتْ تسعةً وثمانينَ نداءً، وهي مختلفةٌ ومتنوعةٌ، منها نداءاتٌ  تتعلقُ بالعقيدةِ، و نداءاتٌ تتعلقُ بالشريعةِ والأحكامِ، ونداءاتٌ تتعلقُ بالآدابِ والأخلاقِ، ومِن هذه النداءاتِ:

*هذا أولُ نداءٍ في القرآنِ يعلمُنَا الأدبَ مع سيدِنَا رسولِ اللهِ ﷺ  قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}(البقرة)، كان المسلمون يقولون عندَ خطابِهِم للرسولِ ﷺ وهو يعلمُهُم أمورَ الدينِ: {رَاعِنَا} أي: راعِ أحوالنَا، فيقصدونَ بها معنىً صحيحًا، وكان اليهودُ يريدون بها معنىً فاسدًا، فانتهزَ اليهودُ الفرصةَ فصارُوا يخاطبونَ الرسولَ ﷺ بذلك، ويقصدون المعنى الفاسدَ، فنهَى اللهُ المؤمنينَ عن هذه الكلمةِ سدًّا لهذا البابِ، وتأدبًا مع رسولِ اللهِ ﷺ، واستعمالُ الألفاظِ  التي لا تحتملُ إلّا المعنَي  الحسنَ، وعدمَ الفحشِ، وتركَ الألفاظِ القبيحةِ، أو التي فيها احتمالٌ لأمرٍ غيرِ لائقٍ، فأمرَهُم بلفظةٍ لا تحتملُ إلّا الحسنَ، فقال: {وَقُولُوا انْظُرْنَا} فإنَّها كافيةٌ يحصلُ بهَا المقصودُ مِن غيرِ محذورٍ، {وَاسْمَعُوا}و لم يذكرْ المسموعَ، ليعمَّ ما أمرَ باستماعِه، فيدخلُ فيهِ سماعُ القرآنِ، وسماعُ السنةِ التي هي الحكمةُ، لفظًا ومعنىً واستجابةً، ففي هذا النداءِ  الأدبُ والطاعةُ ، ثم توّعدَ اللهُ الكافرينَ بالعذابِ المؤلمِ الموجعِ.(تفسير السعدي).

*وهذا هو النداءُ الثاني يأمرُنَا بالصبرِ والصلاةِ، فهما الزادُ لتحملِ مشاقِّ الحياةِ، مِن شدائَد وابتلاءاتٍ، قال اللهُ تعالي :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)}( البقرة)، يأمرُنَا اللهُ بطلبِ العونِ منهُ سبحانَه وتعالي  في كلِّ الأمورِ، بالصبرِ على النوائبِ والمصائبِ، وبالصبرِ على تركِ المعاصِي والذنوبِ، والصبرِ على الطاعاتِ والقرباتِ، وبالصلاةِ التي تطمئنُّ بها النفسُ، وتنهَى عن الفحشاءِ والمنكرِ، ويبشرُنَا اللهُ بأنَّهُ مع الصابرينَ بعونِه وتوفيقِه وتسديدِه، و إثباتِ معيتِه تعالي الخاصةِ بالمؤمنين، (التفسير الميسر).

*وهذا نداءُ الأمنِ والاستقرارِ في المجتمعِ، فلو علمَ المعتدِي علي النفسِ فمَا دونهَا أنّهُ سيقتصُّ منهُ رجعَ عن ظلمِهِ وعدوانِه ففي القصاصِ حياةٌ، قال تعالي :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}(البقرة)، يا أيُّها الذين صدقُوا اللهَ ورسولَهُ وعملُوا بشرعِه فرضَ اللهُ عليكم أنْ تقتصُّوا مِن القاتلِ عمدًا بقتلِه، بشرطِ المساواةِ والمماثلةِ: يُقتلُ الحرُّ بمثلِه، والعبدُ بمثلِه، والأنثَى بمثلِهَا، فإذا سامحَهُ وليُّ المقتولِ بالعفوِ عنهُ أخذَ الديةَ ويلتزمُ الطرفانِ بحسنِ الخلقِ، فيطالبُ الوليُّ بالديةِ مِن غيرِ عنفٍ، ويدفعُ القاتلُ إليهِ حقَّهُ بإحسانٍ، مِن غيرِ تأخيرٍ ولا نقصٍ. ذلك العفوُ مع أخذِ الديةٍ تخفيفٌ مِن ربِّكُم ورحمةٌ بكم؛ لِمَا فيهِ مِن التسهيلِ والانتفاعِ، فمَن قتلَ القاتلَ بعدَ العفوِ عنهُ وأَخْذِ الديةِ فلهُ عذابٌ أليمٌ بقتلِه قصاصًا في الدنيا، أو بالنارِ في الآخرةِ، ولكم في القصاصِ وتنفيذِهِ حياةٌ آمنةٌ  يا أصحابَ العقولِ السليمةِ رجاءَ تقوَى اللهِ وخشيتِهِ بطاعتِهِ دائمًا.(التفسير الميسر).

*وهذا النداءُ قبلَ الأخيرِ يبيّنُ أنَّ المؤمنَ مسئولٌ عن نفسِه وعن أهلِه فعليهِ أنْ يقيَهُم مِن النارِ، فيعلمَهُم ويؤدبَهُم، قال تعالي :{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) }(التحريم)، يا أيُّها الذين آمنُوا باللهِ وعملُوا بمَا شرعَهُ لهُم، اجعلُوا لأنفسِكُم ولأهليكُم وقايةً مِن نارٍ عظيمةٍ توقَدُ بالناسِ وبالحجارةِ ، على هذه النارِ ملائكةٌ غِلاظٌ على مَن يدخلُهَا شِدَادٌ، لا يعصونَ أمرَ اللهِ إذا أمرَهُم، ويفعلونَ ما يأمرُهُم بهِ دونَ تراخٍ ولا توانٍ.(المختصر  تفسير القرآن الكريم ).

*وخاتمةُ النداءاتِ، فتحُ بابِ التوبةِ لِمَن ضعفتْ نفسُهُ، أو أغواهُ الشيطانُ فوقعَ في الذنبِ، قالَ تعالي: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) }(التحريم)، توبُوا إِلى اللهِ مِن ذنوبِكُم توبةً صادقةً خالصةً، بالغةً في النصحِ الغايةَ القصوَى، سُئِلَ عمرُ عن التوبةِ النصوحِ فقالَ: هي أنْ يتوبَ ثم لا يعودُ إِلى الذنبِ، كما لا يعودُ اللبنُ إِلى الضَّرْعِ، وقال العلماءُ: التوبةُ النصوحُ هي التي جمعتْ ثلاثةَ شروطٍ: الإِقلاعُ عن الذنبِ، والندمُ، والعزمُ على عدمِ العودةِ إِلي الذنبِ، وإِنْ كان الحقُّ لآدمِيٍّ زيدَ شرطٌ رابعٌ وهو: ردُّ المظالمِ لأصحابِهَا، {عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}  لعلَّ اللهَ يرحمكُم فيمحُو عنكُم ذنوبَكُم، {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} ويدخلكُم في الآخرةِ حدائقَ وبساتينَ ناضرةً، تجرِي مِن تحتِ قصورِهَا أنهارُ الجنةِ، {يَوْمَ لاَ يُخْزِى الله النبي والذين آمَنُواْ مَعَهُ}  يومَ لا يفضحُ اللهُ النبيَّ وأتباعَهُ المؤمنينَ أمامَ الكفارِ، بل يعزّهُم ويكرمُهُم، {نُورُهُمْ يسعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}  نورُ هؤلاء المؤمنين يضيءُ لهُم على الصراطِ، ويسطعُ أمامَهُم وخلفَهُم وعن أيمانِهِم وشمائلِهِم، كإِضاءةِ القمرِ في سوادِ الليلِ، {يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}  يدعونَ اللهَ قائلينَ: يا ربَّنَا أكملْ علينَا هذا النورَ وأدمْهُ لنَا، ولا تتركنَا نتخبطُ في الظلماتِ، قال ابنُ عباسٍ: هذا دعاءُ المؤمنينَ حينَ أطفأَ اللهُ نورَ المنافقينَ، يدعونَ ربَّهُم بهِ إِشفاقًا حتى يصلُوا إِلى الجنةِ {واغفرْ لَنَآ} وامحُ عنَّا ما فرطَ مِن الذنوبِ، {إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} إنّكَ أنت القادرُ على كلِّ شيءٍ، مِن المغفرةِ والعقابِ، والرحمةِ والعذابِ.(صفوة التفاسير).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 22 ديسمبر 2023م بعنوان : نداءات القرآن الكريم للمؤمنين

ثالثًا: أينَ نحـنُ مِن هذه النداءاتِ.

*عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالي لا ينادينَا عبثًا حاشَاهُ سبحانَهُ وتعالي، وإنَّما ينادينَا ليأمرَنَا بمَا فيهِ فلاحُنَا ، وينهانَا عمّا فيهِ هلاكُنَا، فنداءاتُ اللهِ لنَا فيها النجاةُ، والصلاحُ، والفلاحُ، فيها السعادةُ في الدنيا والآخرةِ، فيها حياةُ القلوبِ، قالَ تعالي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) }(الأنفال) ، يأمرُنَا اللهُ تعالي بالاستجابةِ لِمَا يأمرُنَا بهِ في كتابهِ وما يأمرُنَا بهِ نبيُّنَا  ﷺ في سنتِه، فبذلك حياةُ القلبِ والروحِ، و حذّرَنَا مِن عدمِ الاستجابةِ للهِ وللرسولِ فقالَ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فإيّاكُم أنْ تردُّوا أمرَ اللهِ، فيُحالُ بينكُم وبينَهُ إذا أردتمُوهُ بعدَ ذلك، وتختلفُ قلوبُكُم، فإنَّ اللهَ يحولُ بينَ المرءِ وقلبِهِ، يقلبُ القلوبَ حيثُ شاءَ ويصرفُهَا أنَّى شاءَ، {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} تجمعونَ ليومٍ لا ريبَ فيهِ، فيجازِي المحسنَ بإحسانِه، والمسيءَ بعصيانِه.(تفسير السعدي).

*قال تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}(الحشر)، { اتقوا الله} خافُوا اللهَ واحذرُوا عقابَهُ، بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيهِ، {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}  ولتنظرْ كلُّ نفسٍ ما قدَّمتْ مِن الأعمالِ الصالحةِ ليومِ القيامةِ، انظرُوا ماذا ادخرتُم لأنفسِكُم مِن الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادكِم وعرضكِم على ربِّكُم، وسُمِّيَ يومُ القيامةِ غدًا لقربِ مجيئِه، {واتقوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}  مطلعٌ على أعمالِكُم فيجازِيكُم عليهَا، {وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} ولا تكونُوا يا معشرَ المؤمنينَ كالذينَ تركُوا ذكرَ اللهِ ومراقبتَهُ وطاعتَهُ، فأنساهُم حقوقَ أنفسِهِم والنظرَ لهَا بمَا يصلحُهَا، وهذا مِن المجازاةِ على الذنبِ بالذنبِ، تركُوا عبادةَ اللهِ وامتثالَ أوامرِهِ، فعوقبُوا على ذلك بأنْ أنساهُم حظَّ أنفسِهِم، حتى لم يقدمُوا لهُ خيرًا ينفعُهَا، {أولئك هُمُ الفاسقون} أولئك هم  الخارجون عن طاعةِ اللهِ {لاَ يستوي أَصْحَابُ النار وَأَصْحَابُ الجنة} أي لا يتساوى يومَ القيامةِ الأشقياءُ والسعداءُ، أهلُ النارِ وأهلُ الجنةِ في الفضلِ والرتبةِ، {أَصْحَابُ الجنة هُمُ الفآئزون} أصحابُ الجنةِ هم الفائزونَ بالسعادةِ الأبديةِ في دارِ النعيمِ، وذلك هو الفوزُ العظيمُ.(صفوة التفاسير).

اللهمَّ أعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، اللهمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ  برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »