أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 21 مارس : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي

بتاريخ 21 رمضان 1446هـ ، الموافق 21 مارس 2025م

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي بتاريخ 21 رمضان 1446هـ ، الموافق 21 مارس 2025م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، بصيغة  word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 م بعنوان : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) حثُّ الإسلامِ على وجوبِ برِّ الأمِّ.

(2) جانبٌ مِن برِّ الأمِّ في حياتِهَا وبعدَ مماتِهَا.

(3) فضائلُ برِّ الأمِّ في الدنيا والآخرةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 مارس 2025 بعنوان: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 

خطبة بعنوان: «أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ»

بتاريخ 21 رمضان 1446 هـ = الموافق 21 مارس 2025 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويكافىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ، أمَّا بعدُ.

(1) حثُّ الإسلامِ على وجوبِ برِّ الأمِّ:

استفاضت الأدلةُ على فرضيةِ الإحسانِ إلى الوالدينِ، وباستقراءِ آيِ الذكرِ الحكيمِ تجد أنَّ اللهَ أوصى بالإحسانِ إليهمَا قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً، ففي مواضعَ أربعٍ مِن القرآنِ الكريمِ يُقرنُ اللهُ بينَ عبادتِهِ وشكرِهِ وبيّنَ الأمرَ ببرِّ الوالدينِ وشكرهِمَا فقالَ: ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾، وقال: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾، وقالَ جلَّ شأنُهُ: ﴿قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾، وقالَ عزَّ سلطانهُ: ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً﴾، وقد كان لهما تلك المزيةُ والفضلُ؛ لِمَا تحمَّلاه مِن مشقةٍ وتعبٍ في سبيلِ تربيةِ الأبناءِ ومِن أجلِ تعليمِهِم وتأدبيهِم، خاصةً الأمُّ التي جاءت النصوصُ بذكرِهَا فهى عانت آلالامَ الحملِ والولادةِ والرضاعةِ والتربيةِ كما قالَ ربُّنَا: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ﴾، فالأمُّ هي مَحلُّ البِرِّ والإكرام، وهي رَمْزُ التَّضحيةِ والفِداءِ والطُّهْرِ والنَّقاءِ، وهي الأصلُ الَّذي يَشرُفُ به الولَدُ، وأحَقُّ النَّاسِ بصُحبتِه، ويَليها الأبُ في حقِّ البرِّ والصُّحبةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ فَقَالَ:«مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ» (متفق عليه) .

إنها الأم، وصَّى ببرِّها الرحمن ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً﴾، وتحتَ أقدامِها الجِنان، البرُّ بها مفخرةُ الرِّجال، وأفضلُ الخِصال، كمْ حزِنتْ لِتفرَحَ، وجاعتْ لِتشْبعَ، وبكتْ لتضْحكَ، وسَهِرَتْ لتنامَ، إنّهَا الأمُّ! المخلوقُ الضعيفُ الذي يُعطِي ولا يطلُبُ أجْرًا، ويبذُلُ ولا يأمَلُ شُكْرًا، إنّهَا الأمُّ! حملتكَ في بطنِهَا وهنًا على وهنٍ، وليسَ هناكَ أبلغُ مِن كتابِ اللهِ -تعالى- وهو يَصِفُ لنَا جزءًا مِن معاناةِ أمهاتِنَا حالَ حملِهنَّ بنَا وإرضاعِهنَّ لنَا، قال تعالى: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾.

إنَّ دينَنَا دينُ الإنسانيةِ يأمرُنَا بوصلِ الأمِّ واحترامِهَا حتى ولو كانت غيرَ مُسلِمَةٍ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً﴾ وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» (متفق عليه)، وليوقن الإنسانُ أنَّ برَّ والديهِ سببُ سعاتِهِ وسبيلُ راحتِهِ في الدنيا، ومغفرةِ ذنبِهِ في الآخرةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ» قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ» (مسلم)، ولذا كان مِن صفاتِ أنبياءِ اللهِ التي مدحَهُم بهَا برّهُم بأمهاتِهِم، قال اللهُ عزّ وجلَّ  حكايةً عن يحيَى: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ وعن عيسى عليهما السلام: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾.

قال أبو الليثِ السمرقندِي: (لَوْ لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِي كِتَابِهِ حُرْمَةَ الْوَالِدَيْنِ وَلَمْ يُوصِ بِهِمَا لَكَانَ يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ أَنَّ حُرْمَتَهُمَا وَاجِبَةٌ، وَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَعْرِفَ حُرْمَتَهُمَا، وَيَقْضِيَ حَقَّهُمَا، فَكَيْفَ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ ذلك فِي جَمِيعِ كُتُبِهِ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ، وَقَدْ أَمَرَ فِي جَمِيعِ كُتُبِهِ، وَأَوْحَى إلَى جَمِيعِ رُسُلِهِ، وَأَوْصَاهُمْ بِحُرْمَةِ الْوَالِدَيْنِ، وَمَعْرِفَةِ حَقِّهِمَا، وَجَعَلَ رِضَاهُ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطَهُ فِي سَخَطِهِمَا) أ.ه.

أمَّا عقوقُهَا والإساءةُ إليهَا فلا يجلبُ إلَّا الشقاءَ والتعاسةَ في الحياةِ فضلاً عمَّا ينتظرُ العبدُ في الآخرةِ مِن العقابِ والنكالِ، فهو دَينٌ مؤجلٌ سيُقتصُّ منهُ وسيرَى بأمِّ عينيهِ ما جنتْ يداهُ رضيَ أم سخطَ، قال ﷺ: «كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْبَغْيَ، وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، أَوْ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ، يُعَجِّلُ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ» (الأدب المفرد).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 21 مارس : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي

(2) جانبٌ مِن برِّ الأمِّ في حياتِهَا وبعدَ ممَاتِهَا:

أولاً: الإحسانُ إليهَا في حياتِهَا وبعدَ مماتِهَا: السعيدُ من وُفِّق للإحسانِ إلى أمِّهِ بكلِّ صورةٍ ووسيلةٍ، وفي التنزيلِ: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾، وهو عنوانُ رجولتِكَ ودليلُ مرؤتِكَ، وأَمَارةُ نُبلِكَ، ولذا عدَّهُ رسولُنَا ﷺ مِن أفضلِ القرباتِ، وأعظمِ الطاعاتِ، فعنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ: «أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ..» (متفق عليه)، ومِن البرِّ أنْ تُقدِّمَ مصلحتَهَا وحاجتَهَا على مصلحتِكَ، وكذا رضاهَا على هوىَ زوجِكَ، وألَّا تفعل مِن الأفعالِ ما يشينُ، أو تتحدث بالأقوالِ ما يعيبُ، فتجرَّ اللعنةَ إليهَا، فتكونَ بذلكَ قد خالفتَ سنّةَ الحبيبِ، فعَنْ ابْنِ عَمْرِو أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: «مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ» (مسلم). وبرُّ الأمِّ لا ينقطعُ، بل هو متصلٌ بعدَ موتِهَا كأنْ تدعُوا لهَا، وتتصدقَ عنها، وتصلَ رحمَهَا، وتحسنَ إلى صديقتِهَا، فعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِيفَاءٌ بِعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا» (ابن ماجه)، وعلى هذا تربَّى جيلُ الصحابةِ والتابعينَ فخرجُوا وعلَّمُوا العالمَ بأسرِهِ، فها هو أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ القرنِي قد ضربَ أروعَ الأمثلةِ في البرِّ حتى صارَ في عدادِ مقبولِي الدعاءِ عندَ اللهِ، فعَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ سَمِعْتُ النبي ﷺ، يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ» (مسلم).

ثانياً: الرحمةُ بهَا وعدمُ التجبرِ، والتكبرِ عليهَا: أوجبَ دينُنَا الحنيفُ على الإنسانِ أنْ يرفقَ بأمّهِ، وأنْ يلينَ لهَا الكلامَ، وألّا يغلظَ عليها القولَ، ولا يسميهَا باسمِهَا، قال تعالى: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾، ولا يترفع ويتجبر عليهَا قال تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً﴾، لقد نُهينَا أنْ نقولَ لهمَا: ﴿أُفٍّ﴾ وهي أدنَى كلمةٍ تدلُّ على التضجرِ والاستثقالِ، أو تقالُ للاستقذارِ لِمَا نشمهُ، ولو كانت هناك كلمةٌ أدنَى منهَا لذكرَهَا ربُّنَا محذراً منها، فلا ترفع صوتَكَ عليها وأنت تخاطبُهَا، قال عطاءُ بنُ أبي رباحٍ: “لا تنفضْ يدكَ عليهمَا”. اهـ.، وهذا سيدُنَا أبو هريرةَ نادتهُ أمُّهُ يوماً: “يا أبا هريرةَ، فقالَ بصوتٍ عالٍ مِن غيرِ قصدٍ: لبيكِ، فتذكرَ أنْ صوتَهُ أرفعُ مِن صوتِ أمِّهِ، فقالَ أستغفرُ اللهَ، رفعتُ صوتِي على أُمِّي، فذهبَ إلى السوقِ، واشترَى عبدينِ، وأعتقهُمَا كفارةً لذلكَ”.

الْبِرُّ بِالْأُمِّ يَتَأَكَّدُ يَوْمَ يَتَأَكَّدُ إِذَا تَقَضَّى شَبَابُهَا، وَعَلَا مَشِيبُهَا، وَرَقَّ عَظْمُهَا، وَاحْدَوْدَبَ ظَهْرُهَا، وَارْتَعَشَتْ أَطْرَافُهَا، وَزَارَتْهَا أَسْقَامُهَا، فِي هَذِهِ الْحَالِ مِنَ الْعُمُرِ لَا تَنْتَظِرُ صَاحِبَةُ الْمَعْرُوفِ، وَالْجَمِيلِ مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا قَلْبًا رَحِيمًا، وَلِسَانًا رَقِيقًا، وَيَدًا حَانِيَةً؛ فَطُوبَى لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَى أُمِّهِ فِي كِبَرِهَا! طُوبَى لِمَنْ شَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ فِي رِضَاهَا؛ فَلَمْ تَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَهِيَ عَنْهُ رَاضِيَةٌ مَرْضِيَّةٌ، يَا أَيُّهَا الْبَارُّ بِأُمِّهِ تَمَثَّلْ قَوْلَ الله: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً﴾.

ولنا عبرةٌ وعظةٌ في قصةِ “جريجٍ العابدِ” الذي دعتهُ أمُّهُ، فقال: “اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاَتِي، قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاَتِي، قَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلاَتِي، قَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ المَيَامِيسِ، وَكَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الغَنَمَ، فَوَلَدَتْ، فَقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ هَذَا الوَلَدُ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ، قَالَ جُرَيْجٌ: أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي؟ قَالَ: يَا بَابُوسُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي الغَنَمِ” (البخاري)، فأجابَ اللهُ دعوةَ أمِّهِ، وكان الأولَى إجابتِهِ أمَّهِ؛ لأنّهَا مِن أوجبِ الواجباتِ، قال الإمامُ النووي: “صلاةُ النفلِ والاستمرارِ فيهَا تطوعٌ لا واجبٌ، وإجابةُ الأمِّ وبرُّهَا واجبٌ، وعقوقُهَا حرامٌ”. اهـ.

وقد حفلت كتبُ التاريخِ بذكرِ سيرِ الصالحينَ مع الأمهاتِ، قالَ محمدُ بنُ بشرٍ الأسلميِّ: لم يَكنْ أحدٌ بالكوفةِ أبرَّ بأمِّهِ مِن منصورِ بنُ المعتمرِ وأبي حنيفةَ، وكانَ منصورُ يَفْلِي رأسَ أُمِّهِ، وكان أبو حنيفةَ يتصدقُ عنهَا بالأموالِ كلَّ آنٍ، وذلكم الصالحُ محمدُ بنُ المنكدرِ يقول: “باتَ أخي عمرُ يُصلي، وبِتُ أَغمِزُ رِجلَ أُمي، وما أُحِبُ أنَّ ليلتِي بليلِتهِ، وأرادَ ابنُ الحسنِ التميمِي قتلَ عقربٍ فدخلتْ في جحرٍ، فأدخلَهَا أصابعهُ خلفهَا فلدغتهُ، فقِيلَ له في ذلك، قال: “خفتُ أنْ تخرجَ فتجيءَ إلى أُمِّي وتلدغهَا”.

فكم يأسِى المسلمُ اليوم، وهو يسمعُ عن صورٍ مِن صورِ العقوقِ، يندَى لذكرِهَا الجبينُ، قطيعةٌ وبذاءةٌ، وتطاولٌ باللسانِ، وربَّمَا باليدِ، تأففٌ وتضجرٌ، وإظهارٌ للسَخَطِ وعدَمِ الرضى حتى غَدت منزِلةُ الصَديقِ عندَ الكثيرِ مِن شَبابِ اليوم أعلى قدراً ومكانةً مِن الوالدينِ، وحتى قدَّمَ البعضُ رضَى زوجاتِهِم على رضَى أمهاتِهِم، ولربَّمَا أبكَى أمَّهُ في سبيلِ أنْ يرقأَ دمعةَ ابنهِ!

أهكذا ينتهِي الحالُ بأُمِّكَ التي حملتَكَ كُرهاً، ووضعتَك كُرهاً، ورأتَ الموتَ مراتٍ لأجلِكَ، أهذا جزاءّ والدتِكَ التي أرضعتْكَ، ورَبتَّك وغذتكَ ورعتكَ؟! عن ابنِ عمرَ قال: قال رسولُ اللهِ : «برُّوا آباءَكُم تبركُم أبناؤكُم، وعفُّوا تعفّ نساؤكُم» (الحاكم).

كيف ترجو توفيقاً وقبولاً، واللهُ قد أعرضَ عن العاقِّ لوالديهِ، فعن ابنِ عمرَ قَالَ: قَالَ ﷺ: “ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى” (النسائي)، ألَا يعلمُ هذا العاقُّ لأمّهِ أنّهُ يخسرُ باباً مِن أبوابِ الجنةِ، فهو الشقيُّ المحرومُ، فعن ابنِ عباسٍ قال: “ما مِن مسلمٍ لهُ والدانِ مسلمانِ يصبحُ إليهمَا محتسبًا، إلّا فتحَ لهُ اللهُ بابينِ- يعني: مِن الجنةِ- وإنْ كان واحداً فواحد، وإن أغضبَ أحدهمَا لم يرضَ اللهُ عنهُ حتى يرضىَ عنه”، قِيلَ: وإنْ ظلماهُ؟ قال: «وإنْ ظلماهُ» (الأدب المفرد).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 21 مارس : أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ ، للدكتور محروس حفظي

(3) فضائلُ برِّ الأمِّ في الدنيا والآخرةِ:

دلت نصوصٌ كثيرةٌ على فضلِ برِّ الأمِّ، ومِن ذلك:

(1) مغفرةُ الذنوبِ ومحوهَا: إنَّها الأمُّ يا مِن تريدُ مغفرةَ الذنوبِ، وسترَ العيوبِ الزمْ برَّهَا، وأحسنْ إليهَا، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ: “أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِرَّهَا” (الترمذي وأحمد).

وعن أنسِ بنِ نضرِ الأشجعِي قال: استقت أمُّ ابنِ مسعودٍ ماءً في بعضِ الليالِي، فجاءهَا بالماءِ فوجدهَا قد ذهبَ بهَا النومُ، فثبتَ عندَ رأسِهَا حتى أصبحَ، ولمَّا قدمَ أبو موسى الأشعرِي وأبو عامرٍ على رسولِ اللهِ ﷺ فبايعَاهُ وأسلمَا، قال لهما: «ما فعلت امرأةٌ منكُم تُدعَى كذا وكذا؟» ، قالوا: تركناهَا في أهلِهَا، قال: «فإنه قد غُفِرَ لهَا»، قالوا: بِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «ببرِّهَا والدتِهَا»، قال: «كانت لها أمٌّ عجوزٌ كبيرةٌ، فجاءَهُم النذيرُ أنَّ العدوَّ يريدونَ أنْ يغيروا عليكُم الليلةَ، فارتحلُوا لتلحقُوا بعظيمِ قومِهِم، ولم يكن معها ما تحتملُ عليهِ فعمدت إلى أمِّهَا، فجعلت تحملُهَا على ظهرِهَا، فإذا أعيت وضعتهَا، ثم ألزقت بطنَهَا ببطنِ أمِّهَا، وجعلت رجليهَا تحت رجلَي أمِّهَا مِن الرمضاءِ حتى نجت» (مصنف عبد الرزاق).

(2) بابٌ مِن أبوابِ الجنةِ: مِن فضلِ اللهِ علينَا أنْ عُدَّ الإحسانُ إلى الأمِّ باباً مِن أبوابِ الجهادِ في سبيلِهِ– إنْ لم يتعينْ عليهِ– فيا مَن تريدُ رضَى ربِّ البرياتِ، وتطلبُ جنةً عرضُهَا الأرضُ والسموات، دونكَ مفاتيحهَا بإحسانِكَ لأمِّكَ ورضاهَا عنكَ، فهذا رجلٌ مِن صحابةِ النبيِّ يأتِي إليه يحدوهُ شوقهُ إلى جناتٍ ونهرٍ، وتتعالَى همتهُ لاسترضاءِ مليكٍ مقتدرٍ، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ: “أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ؛ فَقَالَ: “هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ “، قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: ” الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا” (متفق عليه).

(3) سببٌ لقبولِ الأعمالِ عندَ اللهِ: الإحسانُ إلى الأمِّ سببٌ لقبولِ الأعمالِ، قالَ سبحانَهُ عن عبدِهِ الشاكرِ لنعمتِهِ، البارِّ بوالديهِ: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾.

(4) الإحسانُ إلى الأمِّ سببٌ للبركةِ في الرزقِ وفي العمرِ، وتفريجِ الكروبِ: في وقتٍ قلّتْ فيهِ البركاتِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (البخاري)، وأعظمُ الصلةِ صلةُ الوالدينِ، وأتمُّ الإحسانِ الإحسانُ إلى الأمِّ، فعن سهلِ بنِ معاذٍ قال: قال النبيُّ : «مَن برَّ والديهِ طوبَى لهُ، زادَ اللهُ في عمرِهِ» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

تفتحُ أبوابُ السماواتِ، وتُجابُ الدعواتُ، لِمَن كان بارًّا بوالدتِهِ، محسناً إليها، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: “بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَتَمَاشَوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمَالُوا إِلَى غَارٍ فِي الجَبَلِ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا لِلَّهِ صَالِحَةً، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يَفْرُجُهَا، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ وَلَدِي، وَإِنَّهُ نَاءَ بِيَ الشَّجَرُ، فَمَا أَتَيْتُ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالحِلاَبِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا، أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِالصِّبْيَةِ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لَهُمْ فُرْجَةً حَتَّى يَرَوْنَ مِنْهَا السَّمَاءَ (البخاري).

أخي الفاضل: إنَّ برَّكَ بوالدَيكَ عبادةٌ عظيمةٌ، تقرِّبُكَ إلى مولاك، إنّهَا سببٌ للبركةِ والتوفيقِ، إنّهَا سببٌ لتيسيرِ الأمورِ، إنّهَا سببٌ لحفظِكَ وسلامتِكَ، إنَّهَا مِن أعظمِ أسبابِ برِّ ذريتِكَ لكَ، وعمومًا فهي توفيقٌ في الدنيا والآخرةِ، قال مُحمدٌ بنُ سيرين: “بلغتْ النخلةُ على عهدِ عثمانَ ألفَ درهمٍ، فعمدَ أسامةُ بنُ زيدٍ نخلةً فاشتراهَا، فنقرَهَا وأخرجَ جمّارَهَا، فأطعمَهَا أمَّهُ، فقالُوا لهُ: ما يحملُكَ على هذا، وأنت ترى النخلةَ قد بلغتْ ألفَ درهمٍ؟! قال: إنَّ أمِّي سألتنِي ولا تسألنِي شيئًا أقدرُ عليهِ إلّا أعطيتُهَا”، ولن تستطيعَ أنْ توفيَ حقَّهَا عليكَ إلّا في حالةٍ واحدةٍ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ» (مسلم).

اللهُمَّ يا ذَا الأسماءِ الحسنَى، والصفاتِ العلَى، اغفرْ لآبائِنَا وأمهاتِنَا، جازِهِم بالإحسانِ إحسانًا، وبالسيئاتِ عفوًا منكَ وغُفرانًا، اللهُمَّ يا حيُّ يا قيومُ، ارزقنا برَّ والدينَا أحياءً وأمواتًا، واجعلنَا لهُم قرةَ أعينٍ، وتوفنَا وإيَّاهُم وأنتَ راضٍ عنَّا غيرَ غضبانٍ، اللهُمَّ اجعلْ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

د / محروس رمضان حفظي عبد العال

مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »