أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ: 5 من ربيع الآخر 1442هـ – 20 نوفمبر 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره : كما يلي:

 

العنصر الأول: منزلة الإمام الشافعي العلمية والخُلُقية

العنصر الثاني: الإمام الشافعي رائد التجديد في عصره

العنصر الثالث: حاجة الأمة إلى التجديد

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 20 نوفمبر 2020م ، للدكتور خالد بدير : الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره : كما يلي:

المـــوضــــــــــوع

الحمد لله القائل في كتابه الكريم: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (المجادلة : 11 ) . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد:

العنصر الأول: منزلة الإمام الشافعي العلمية والخُلُقية

عباد الله: نحن اليوم مع علم من أعلام الفقه الإسلامي ؛ وأحد الفقهاء الأربعة ؛ الإمام محمد بن إدريس الشافعي؛ ولد – رحمه الله – عام 150 ه ونشأ يتيما في بيئة فقيرة ؛ لم يملك أدوات الدراسة ؛ وكان يحضر مجالس الإمام مالك ؛ وحدثت قصة عجيبة أمام أستاذه مالك . فكان من شدة فقر الإمام الشافعي يبل إصبعه السبابة بريقه ويكتب بها ويمررها على كفه اليسرى؛ فرآه الإمام مالك فظن أنه يلهو ويلعب في مجلس العلم ؛ فسأله عن ذلك؟ فأجاب الشافعي: لا أملك ما أشتري به ألواح الكتابة فأكتب كل حديث أسمعه على كف يدي اليسرى ثم أمسحه وأكتب الذي بعده ؛ فتعجب الإمام مالك وقال له أتحفظ هكذا كيف ذلك ؟ فقال الشافعي نعم وأحفظها جميعًا وإن شئت أسمعتك كل حديثك اليوم ، فقال الإمام مالك في تعجبٍ وتستطيع أن تفعل ذلك !؟ أجاب الشافعي نعم أفعل ، فقال له الإمام مالك إذن أسمعني . فأخذ الشافعي يحدث ويقول: حدثنا مالك عن فلان عن فلان عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويذكر الحديث ثم الحديث الذي يليه ، حتى ساق له كل حديثًا ذكره ما ترك حديثًا ، فانبهر الإمام مالك من شدة حفظه وذكائه  فقربه الإمام مالك منه وجعله في الصفوف الأولى .

وقد سُئل الإمام الشافعي: كيف شهوتك للعلم؟ قال: أسمع بالحرف مما لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعًا تتنعم به مثل ما تنعمت به الأذنان، فقيل له: فكيف حرصك؟ قال: حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال، فقيل له: فكيف طلبك له؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره.

وقد كانت أم الإمام الشافعي رحمه الله  تذهب إلى ديوان أمير البلدة وتلتقط الأوراق التي يلقونها لكي تعطيها للشافعي ، كي يكتب على ظهرها ما حفظ ، وأيضًا كانت تحضر له جلود الإبل لكي يكتب عليها العلم؛ فيا لها من امرأة عظيمة كانت تقدر العلم وبفضلها صار ابنها من أعظم الأئمة !!

ومع كل هذه الصعاب كان الإمام الشافعي له باع طويل في العلوم الشرعية والعربية كلها ؛ فهو مؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء.؛ وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان  فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.

وكان معروفًا بشدة ذكائه وفطنته وقد ذكرنا قصتين في الخطبة الماضية ؛ وأكتفي اليوم بقصة واحدة من ذلك: ومما روي عن ذكائه أنه كان ذاتَ مرةٍ جالساً مع الحميدي ومحمد بن حسن يتفرسون الناس، فمر رجل فقال محمد بن الحسن: «يا أبا عبد الله انظر في هذا»، فنظر إليه وأطال، فقال ابن الحسن: «أعياك أمره؟»، قال: «أعياني أمره، لا أدري خياط أو نجار»، قال الحميدي: فقمت إليه فقلت له: «ما صناعة الرجل؟»، قال: «كنت نجاراً وأنا اليوم خياط».

وكان رحمه الله قد وضع لنفسه منهجاً علمياً واضحاً، فكان يقول: كل متكلم على الكتاب والسنة هو الجد، وما سواه هو الهذيان، ويقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله فَقُولُوا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعُوا مَا قُلْتُ، وإذا صح الحديث فهو مذهبي، وإذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط، أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله حديثاً فلم أقل به ؟ فقد كان رائداً أثرى الحياة العلمية الإسلامية.

وكان الإمام الشافعي (رحمه الله) إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال: “كان الشافعي قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام”. وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة، يقول المزني: “ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قَطُّ بالليل إلا وهو في الصلاة “.

وكان مخلصًا في طلب العلم. يقول: “وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ تَعَلَّمُوا هَذَا العِلْمَ، وَلَم يُنسَبْ إِلَيَّ مِنهُ شَيءٌ، فَأُؤجَرُ عَلَيهِ، وَلَا يَحمَدُونِي”.

شهد له القاصي والداني من العلماء : قال عنه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم: ( ما رأيت أحداً أعقل ولا أورع ولا أفصح ولا أنبل رأياً من الشافعي) . وقال الكرابيسي: (ما رأيت مجلساً قط أنبل من مجلس الشافعي، كان  يحضره أهل الحديث، وأهل الفقه، وأهل الشعر، وكان يأتيه كبار أهل اللغة والشعر، فكلٌّ يتكلم فيه) رضي الله عنه .

وكان له علاقة وطيدة بأهل التصوف ؛ قال ابن القيم في كتابه “المدارج”:” قال الشافعي رضي الله عنه:” صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون : ” الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك ؛ ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل.” .” قلت:” (أي ابن القيم) يا لهما من كلمتين ما أنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته؛ ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة هذا قدر كلماتهم .” إهـ

ومع كل هذا فإن الإمام الشافعي الذي ملأ الدنيا بعلمه وإخلاصه وورعه وتقواه ؛ يرى نفسه عاصيًا ومقصرًا في حق الله تعالى؛ ويبحث جاهداً عن صحبة الصالحين؛ ليشفعوا له في الآخرة؛ فيزور الإمام أحمد بن حنبل وينشده قائلاً:

أحب الصالحين ولست منهم *** وأرجو أن أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواء في البضاعة

فقال له من يعرف الفضل لأهله إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله :

تحب الصالحين وأنت منهم *** رفيق القوم يلحق بالجماعة

وتكره من بضاعته المعاصي *** حماك الله من تلك البضاعة

فإذا كان هؤلاء الأصفياء الأتقياء الأنقياء يفعلون ذلك ؛ فماذا نحن فاعلون ؟!!

العنصر الثاني: الإمام الشافعي رائد التجديد في عصره

عباد الله: مما لا شك فيه أن الإمام الشافعي كان رائد حركة التجديد في عصره ؛ يقول الإمام أحمد بن حنبل فيه: ” ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةٍ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ) .(أخرجه أبو داود والحاكم وصححه) .  فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة ، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى.

وقال الإمام أحمد بن حنبل قولته الخالدة الجميلة: لولا الشافعي ما تعلمنا فقه الحديث، وقال: كان الفقه مغلقاً على أهله حتى فتحه الله بالشافعي، وقال: ما من أحد مسَّ محبرة ولا قلماً بعد الشافعي إلا وله في عنقه منّة، وقال: والله ما أعلم أحداً أعظم منة وبركة على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي.

وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلتُ لأبي: أيّ رجل كان الشافعيّ؟ فإني سمعتك تكثر من الدعاء له، قال: يا بني، كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس؛ فهل لهذين من خَلَفٍ أو منهما عِوَض؟ ولا غَرْوَ أنْ يُدعَى لمثل هذا في الصلاة، وإني لأدعو للشافعي منذ أربعين سنة في صلاتي..؛ وقال عبد الرحمن بن مهدي: “لما نظرت في الرسالة للشافعي أذهلتني لأنني رأيت كلام رجل عاقلٍ، فصيح نصيح، فإني أكثر الدعاء له، وما ظننت أن الله خلق مثل هذا الرجل”.

فالإمام الشافعي – رحمه الله – لم يحصر نفسه في دائرة علم الحديث وحده، أو الفقه وحده، بل كان محدثاً فقيهاً وفقيهاً محدثاً ، بل تعداهما إلى أن يكون حجة في غيرهما، كاللغة، والشعر، والأنساب، حتى أصبح رائد حركة التجديد في العلوم كلها ؛ قال الإمام أحمد بن حنبل: ” الشافعيّ فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، المعاني والفقه “

وقال الزعفراني: ” كان أصحاب الحديث رقوداً، فأيقظهم الشافعي فتيقظوا ” .

ومما يدل على دور الشافعي في حركة التجديد أنه أسس مذهبه في العراق ؛ ثم أتى إلى مصرنا الحبيبة فعدل عن بعض فتاويه ؛ فأصبح له القديم في العراق ؛ والجديد في مصر ؛ والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى – لتغيير المكان والزمان – أن فتاويه أصبحت لا تناسب العصر والظرف المكاني الذى يتواجد فيه، فتراجع عنها بما يناسب صحيح الدين وظروف البلاد.

فالفقيه يجوز له أن يغير فتواه بتغير الزمان والمكان، بل هذا ممكن في المسائل الاجتهادية المبنية على العرف والمصالح ورفع الحرج، أما المسائل المبنية الثابتة على الأدلة الشرعية الصحيحة، فهي ثابتة وصالحة لكل زمان ومكان .

وعندما أراد الشافعي السفر إلى مصر قال هذه الأبيات:

لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ …………. ومن دونها قطعُ المهامةِ والقفرِ

فواللـه ما أدري، أللفوزُ والغنى …………….. أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ

قيل: فوالله لقد سيق إليهما جميعاً.

وكان رحمه الله دائمًا يمسك العصا فقيل له : ما لك تدمن إمساك العصا ولست بضعيف؟ قال: لأذكر أني مسافر، يعني: في الدنيا. ((عابر سبيل)) عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ» ( البخاري) .

ولما حانت ساعة الرحيل خاف الوعيد، ورجا ربه العفو والتسديد، فقد ألحَّ عليه المرض ووقف الموت ببابه ينتظر انتهاء الأجل. وفي هذه الحال، دخل عليه تلميذه المزني فقال: كيف أصبحت؟ قال: “أصبحتُ من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنيَّة شاربًا، وعلى الله واردًا، ووالله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنِّئها، أو إلى النار فأعزِّيها”، ثم بكى. وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي وضاقتْ مذاهبي * جعلْتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّمَا

تَعَاظَمَنِي ذنبي فلمَّا قرنتُهُ * بعفوك ربي كان عفوُك أعظَماً

فما زلتَ ذا عفوٍ عنِ الذنْبِ لم تَزَلْ * تجودُ وتعفو مِنَّةً وتكرُّماً

فإنْ تنتقِمْ مني فلستُ بآيِسٍ * ولو دخلَتْ نفسي بجُرمي جهنَّماً

ولولاك لم يقوى بإبليسَ عابدٌ * فكيف وقد أغوى صفيَّكَ آدماً؟

وإني لآتي الذنبَ أعرفُ قدْرَهُ * وأعلمُ أن الله يعفو ترحُّمَاً

توفي الإمام الشافعي بمصر بآخر ليلة من شهر رجب سنة مائتين وأربع للهجرة، وعمره أربعة وخمسون عامًا .

العنصر الثالث: حاجة الأمة إلى التجديد

أيها المسلمون: إننا بحاجة إلى التجديد في عصرنا ؛ فالتجديد الحي قراءة واعية للنفس والواقع، حتى نواكب التطورات والتغيرات ونساير ركب الحياة المنطلق سريعا من حولنا؛ مع الالتزام بضوابط التجديد من العلم بأصول الفقه واللغة ومقاصد الشريعة والإخلاص وقبول الرأي الآخر ؛ ومراعاة الزمان والمكان والحال والأشخاص؛ وذلك كله بما يتوافق مع الشرع ونصوصه والمحافظة على الثوابت والأصول .

 أما الوقوف عند ظواهر النصوص مع الجمود والتعصب فإن هذا يؤدي إلى التطرف والوقوع في الزيغ والضلال ؛ يقول الإمام ابن القيم- رحمه الله – : ” من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم واحوالهم وقرائن احوالهم فقد ضل وأضل ؛ وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم ؛ بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم ” ( إعلام الموقعين ) .

ولا يعني من تجديد الدين والرسالة والخطاب؛ التحريف والتغيير وهدم الثوابت واستبدالها؛ فالمجدد لابد أن يكون متمسكًا بالثوابت الدينية وقواعد الدين، فلا تجديد مع تحريف العقيدة أو الشريعة والتشبع بالأفكار الهدامة المتطرفة !!

يقول الحسن البصري – رحمه الله – : إن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد -صلى اللـَّـه عليه وسلم -ولو طلبوا العلم لحجزهم عن ذلك .

أختم بمثالين للإمام الشافعي مجدد عصره؛ المثال الأول: في مذهبه يستحب رفع اليدين أثناء الصلاة في التكبيرات، لكنه حين ذهب إلى العراق وصلى في مسجد أبي حنيفة لم يرفع يديه ..لماذا؟ أجاب الشافعي عن ذلك فقال: احتراماً لصاحب هذا القبر.

المثال الثاني: عند الإمام الشافعي القنوت في الفجر وهذه سنة غير موجودة عند الحنفية، أي الدعاء عند القيام من الركوع الثاني، والإمام الشافعي عندما صلى الفجر في مسجد أبي حنيفة لم يقنت، وحين سألوه قال: أيضاً ذلك من احترام صاحب هذا المقام، والشافعي عنده أولويات، فترك السنن ليس عليه إثم، وفعلها له أجر؛ فهو قد سن السنن الصالحة في المجتمع كالاحترام والتوقير وجمع شمل الأمة، وهي سنة أكبر من التعبد الشخصي، لأنها تعطى مثالاً للآخرين، وتعلم الناس على مدى واسع ؛ وهو هنا يرى أنه يخسر أجره عن سنة أصغر ليكسب أجراً عن سنة أكبر، جمع فيها الناس، والتنازل هنا لا يضر بل ينفع .

قارن بين ذلك وبين ما يحدث في واقعنا المعاصر من خلاف وشقاق وتخاصم حول فرعيات كثيرة في هذا الدين الحنيف .

عباد الله: إننا يجب علينا أن نساير العصر والمستجدات الحديثة ؛ ونترك التعصب والتقليد الأعمى والجمود والتحجر عند ظاهر النص ؛ بل ننظر بعين البصيرة إلى مقاصد الشريعة وغاياتها وأهدافها من النصوص ؛ حتى نعيش متحابين في أمن وسلام .

اللهم زدنا علما وفقها وإيمانا ويقينا وتقى،،،،،،،،

الدعاء……..                                                      وأقم الصلاة،،،،                                       كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

 د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »