أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 20 مارس 2020م: الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة 20 مارس 2020م : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 25 رجب 1441هـ – 20 مارس 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء : كما يلي:

عناصر خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء :

الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد:”فيا جماعة الإسلام يقول الله تعالي: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”(الروم/41).

 وقال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ.(الأنبياء:35). ومن رضي بقضاء الله كان له من الله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فعليك بالصبر؛ فإن في الصبر خيري الدنيا والآخرة، وهو مفتاح تفريج الكربات، وبه تكفر السيئات، وترفع الدرجات..

إخوة الإسلام: “من يظن ويزعم أن نزول البلاء والمصائب على المؤمن أمر قدري لا علاقة له بأفعال العباد وارتكابهم المظالم والذنوب ولا يرتبط بالسبب الشرعي فهذا مخطئ ومخالف للحقائق الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ومخالف لفهم الصحابة والتابعين المأمورين بإتباعهم وقد تواردوا على الاعتراف بهذه الحقيقة ولم ينازعوا.

ونزول البلاء على المؤمن المقصر وكثرة وقوعه عليه وتنوعه من أعظم النعم عليه لأنه تعجيل للعقوبة عليه في الدنيا قبل الآخرة كما روي في مسند أحمد

: “إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيام”، وليعلم أن بلاء الدنيا أهون من بلاء الآخرة كما قال تعالى: “كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون”(القلم:33). فليستحضر هذا وليصبر وليحتسب وليحمد الله على البلاء.

ومن المؤكد شرعاً أن البلاء إذا اجتمع على العبد مع صبره ولزومه الطاعة ويقينه بوعد الله كان ذلك علامة ظاهرة على محبة الله لذلك العبد واختياره واستعماله في طاعته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط”( الترمذي وحسنه).

والحاصل ينبغي على كل مؤمن أن يبادر بالتوبة وإصلاح الأعمال والبعد عن أسباب الفتن والتمسك بالتوحيد والسنة والمشاركة في أبواب الخير..

أسباب نزول البلاء وعلاجها :”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها الناس: “ينبغي ان نشخص الداء لمعرفة الدواء فأسباب نزول البلاء وعلاجها كثيرة ويجب ان تعالج علاجاً فورياً ناجعاً ومنها:”

البعد عن أكل الحرام والتحايل على المحرمات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمال الحرام عقوبات تصيب آكله، ومنها: أن الله لا يقبل من آكل الحرام عملا صالحا ولا صدقة؛ كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم-:”من جمع مالا حراما، ثم تصدق به، لم يكن له فيه أجر، وكان إصره عليه”(ابن خزيمة).وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم- قال: “لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ”(مسلم). “بل من أنفق من الحرام، فإن الله -تعالى- يذمه ويستحق بذلك العقاب في الدنيا والآخرة”.

وعن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: “لا يقبل اللّه صلاة أمرئ في جوفه حرام”. قال سفيان الثوري: “من أنفق الحرام في الطاعة كمن طهر الثوب بالبول، والثوب لا يطهره إلا الماء، والذنب لا يكفره إلا الحلال، كيف يقبل من آكل الحرام عمل أو يرفع له دعاء والله -تعالى- يقول: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ”(المائدة:27).

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “لا يقبل الله صلاة امرئ وفي جوفه حرام حتى يتوب إلى الله -تعالى- منه”.

 ومن عقوبات أكل المال الحرام وعواقبه: أن أكل المال الحرام من أعظم أسباب حرمان الرزق الطيب المبارك؛ وقد قال صلى الله عليه آله وسلم في الحديث الذي يحسنه بعض أهل العلم: “إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”. ومن أعظم عقوبات أكل الحرام: أن الله -تعالى- لا يستجيب لآكل الحرام دعوة، ولا ترفع له إلى السماء مسألة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم-: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال :”يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”(المؤمنون: 51). وقال: “

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ”(البقرة: 172). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك”(مسلم والترمذي).

الإقلاع عن المعاصي بالتوبة :”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 وينبغي على المؤمن إذا نزل به البلاء كذلك أن يكثر من التوبة والاستغفار والدعاء وتصحيح العمل والقصد وليفتش حاله وليتخلص من جميع المظالم الحسية والمعنوية وليطهر ماله من الشبهات وليتهم دينه ويمقت نفسه ويلومها في ذات الله وليوقن أنه مقصر في حق الله وليعتبر في حال الدنيا الزائلة ويعظم رغبته في الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر” (أحمد)، وهذا الصنف كثير في المسلمين ما بين مقل ومستكثر والغالب في نزول البلاء أنه عقوبة وتكفير وعامة النصوص تدل على هذا المعنى، قال العباس رضي الله عنه: “اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَلا أَدُلُّكُم عَلى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، أَلا إِنَّ دَاءكُمُ الْذُّنُوب، وَدَوَاءُكُم الاسْتِغْفَار”(البيهقي). يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”(مسلم)، أو تعجيل عقوبته في الدنيا وتنبيهه للتوبة والرجوع إلى الله كما قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ”(الشورى/30). قال ابن عباس: “يعجل للمؤمنين عقوبتهم بذنوبهم ولا يؤاخذون بها في الآخرة”.

الستر وعدم المجاهرة بالمعاصي وإظهار الفواحش.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وينبغي أن لا نجاهر بالمعصية فإذا بليتم فاستتروا فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: أقبل علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم فقال: “يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم”(ابن ماجه في سننه).

ويقول صلي الله عليه وسلم: “كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه”(البخاري).

نهانا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الجَهرِ بالسُّوءِ، فقال:

كلُّ أمَّتي معافًى، أي: كلُّ واحدٍ مِن هذه الأمَّةِ إذا ارتكَب معصيةً يُرجى له عفوُ اللهِ ومغفرتُه، والنَّجاةُ مِن النَّار، إلَّا المجاهرين بالمعاصي، لا يُعافَوْنَ، و”المجاهر”: الفاسقُ المُعلِن بفسقِه، الَّذي يأتي بالفاحشةِ ثمَّ يُشيعُها بين النَّاس تفاخُرًا وتهوُّرًا ووقاحةً، وإنَّ مِن المُجاهرةِ، أي: الوقاحةِ والاستهتارِ بالدِّينِ والاستخفافِ بحدودِ الله، أن يعملَ الرَّجلُ باللَّيل، أي: معصيةً، ثمَّ يصبحَ وقد ستَرَه اللهُ، فيقولَ: يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وكذا، أي:

يُحدِّثُ إخوانَ السَّوءِ مِن أصدقائِه بأنَّه فعل المعصيةَ الفلانيَّةَ أمسِ، وقد بات يستُرُه ربُّه ويصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عليه؛ وذلك لأنَّه لا يُريدُ السِّتر، وإنَّما يريدُ الفضيحةَ، حيث يراها في نظرِه مَفخرةً ومُباهاةً، والعياذُ بالله! في الحديثِ: أنَّ على مَن ابتُليَ بمعصيةٍ أن يستُرَ على نفسِه. وفيه: أنَّ ارتِكابَ المعصيةِ مع سَتْرِها أهونُ وأخفُّ مِن المجاهرةِ بها. وفيه: أنَّ المجاهرةَ بالسُّوءِ وقاحةٌ وجرأةٌ وانتهاكٌ لحدودِ اللهِ.

الدعاء والتضرع:”

ـــــــــــــــــــــــــــ

فالاستكبار عن دعاء الله معصية كبيرة ومن العجب أن بعض العلمانيين يقول: إن فيروس كورونا يحتاج إلى مصل ولا يحتاج إلى دعاء ،وقد أخطأ، فالإسلام علمنا أن نأخذ بالأسباب فنبحث عن الدواء وان نتضرع إلى الله بالدعاء لأنه من أسباب رفع البلاء قال تعالي :”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”(غافر/60).

وينبغي علي الإنسان ان يتضرع بالدعاء إلي الله والاستعانة بالله، والإكثار من دعائه، وعدم اليأس من رحمته، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونخص هنا دعاء المكروب الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.(أحمد وأبو داود).فالله يبتلي عباده بسبب ذنوبهم فيصيبهم بالبأساء والضراء لعلهم يذكرون، فينيبون إليه ويتوبون ويضرعون ويلتجئون إليه، كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ”(الأنعام:42).

قال الإمام الطبري: “أي امتحناهم بالابتلاء ليتضرعوا إلي ويخلصوا لي العبادة، ويفردوا رغبتهم إلي دون غيري بالتذلل لي بالطاعة، والاستكانة منهم إلي بالإنابة”. وما حديث الثلاثة الذين أواهم الغار عن أذهاننا ببعيد لما وقعت الصخرة علي باب الغار ولجأوا إلي الله بالدعاء وصالح الأعمال فرج الله عنهم ما كانوا فيه..

عدم ظلم العباد والركون إلي الظلمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الظلم عواقبه وخيمة وينتقم الله من الظالم في عاجله وأجله ففي الحديث القدسي: “وعِزَّتِي وجلالِي لَأنْتقِمَنَّ من الظَّالِمِ في عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ولأَنْتَقِمَنَّ مِمَّنْ رَأَى مَظلُومًا فقَدَرَ أنْ يَنصُرَهُ فلمْ يفعلْ”(الترغيب والترهيب) .

وقال الله تعالي:” وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ”(هود/113).

ومع هذا فقد يؤخر الله البلاء والعقوبة على الظالم ليبتلي عباده في دينهم ويختبرهم ثم يأخذه أخذة شديدة على حين غفلة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”، قال ثم قرأ: “وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ”(هود:102).(متفق عليه).، فلا ينبغي للمؤمن أن يغتر ببقاء الظالم واستبداده وتمكنه من رقاب العباد وأموالهم ومن أعظم الشواهد في زماننا هلاك الظلمة على أسوء ميتة بعد جبروته وتسلطه على رقاب المسلمين لعقود طويلة وتحريفه للقرآن واستهزائه بالرسول صلى الله عليه وسلم ومعاداته لأولياء الله وفي هلاكه عبرة وعظة لكل طاغية.

الخطبة الثانية: من خطبة الجمعة القادمة “

ـــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا جماعة الإسلام.

البعد عن تعيير المسلم والازدراء منه والشماتة به.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعايرة والشماتة بالمسلمين من المعاصي :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”(الحجرات 11). نداء للمؤمنين بالامتناع التام والحذر من الوقوع في السخرية والاستهزاء من بعضهم فهذا مما يوغر الصدور وينمي العداوات , وعسى أن تسخر ممن هو أعلى منك شأناً عند الله وأفضل .

ولا تتبادلوا النداء بقبيح الألقاب ولا يلمز أحدكم أخاه بكلمات فيها التقليل والاحتقار , فالمؤمن يحافظ على مشاعر إخوانه ويحرص على دوام مودتهم , ومن وقع في ذلك فإنما وقع في فسق يقلل من إيمانه , ومن أصر على مثل هذه المسالك فقد ظلم نفسه قبل إخوانه لما سيلاقيه من تبعات أفعاله يوم القيامة. قال صلي الله عليه وسلم :” لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك”(الترمذي).وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “من عَيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال أحمد: من ذنب قد تاب منه”(الترمذي).

البعد عن العقوق والقطيعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ”(محمد/21-22). “أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ” يعني الذين يفسدون ويقطعون الأرحام الذين لعنهم الله, فأبعدهم من رحمته فأصمهم ، وسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله في تنـزيله ” وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ” يقول: وسلبهم عقولهم, فلا يتبيَّنون حُجج الله, ولا يتذكَّرون ما يرون من عبره وأدلته.

الأمن من عقاب الله

ــــــــــــــــــــــــــــ

أيها الناس :” من أمن العقاب أساء الأدب فمن كثرة المعاصي والذنوب قد يتخيل الإنسان أنه لن يعاقب علي ذلك وهو أمن من عقاب الله   قال تعالي “وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا”(الإسراء/59). وقال تعالي :” أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ”(الأعراف/ 97-99).والعلاج هو الخوف من عقاب الله :

” فَأَمَّا مَن طَغَىٰ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ”(النازعات/37-41). أما الإنسان الذي لا يكاد يبتلى في أحواله وأموره مع كثرة رزقه وتيسر أموره وفرحه وغفلته وبعده عن الطاعة وإغراقة في المعاصي والذنوب فهذا دليل بين على بعده عن الله واستدراج الله له ليزيده في الغي والضلال فكلما أحدث ذنبا أحدث له نعمة ليزداد شراً كما نبه السلف الصالح على ذلك في قوله تعالى:

“سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ . وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ”(القلم/44-45). فلا تغتر أيها المؤمن برؤية أهل الدنيا من أهل المعاصي والغفلة ممن غرقوا في بحر الشهوات وسخر لهم الناس وتيقن أن ما هم فيه بلاء عظيم بالنسبة لعقوبة الاخرة وعاقبتهم سيئة إن لم يتداركوا أنفسهم بتوبة وإصلاح.

البعد عن الفساد

ــــــــــــــــــــــــــــ

“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”(الروم/41).والعلاج هو البعد عن الفساد فالله لا يصلح عمل المفسدين :”إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ”(يونس/81).

 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ”(الترمذي).

والعلاج هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..قال تعالي “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”(آل عمران/110-111).

طاعة ولي الأمر:”

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها الناس :”يقول الله تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ”(النساء/59). وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية “(البخاري).وفي رواية : فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .وقال  رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:

“خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعته”(مسلم).

فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ، ما لم يأمروا بمعصية ، فتأمل قوله تعالى :

أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم – كيف قال : وأطيعوا الرسول ، ولم يقل : وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة ، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله . وأعاد الفعل مع الرسول لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله ، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله ، بل هو معصوم في ذلك ، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله ، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله .

وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم ، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور ، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا ، والجزاء من جنس العمل ، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل . قال تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . وقال تعالى : أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم وقال تعالى : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك . وقال تعالى :

وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون . فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم ، فليتركوا الظلم . وعن مالك بن دينار : أنه جاء في بعض كتب الله : أنا الله مالك الملك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، لكن توبوا أعطفهم عليكم .

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »