خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر : فضل إغاثة المكروبين ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 28 ربيع الأول 1445هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضل إغاثة المكروبين .
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للدكتور محروس حفظي :
(1) حثَّ الإسلامُ على إغاثةِ المكروبين.
(2) إغاثةُ الملهوفينَ مِن صفاتِ الأنبياءِ – عليهم السلامُ- والمرسلين، وعبادِ اللهِ الصالحين.
(3) بعضُ ثمراتِ إغاثةِ المكروبينَ في الدنيا والآخرةِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023 م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
خطبة بعنوان: « فضلُ إغاثةِ المكروبين »
بتاريخ 28 ربيع الأول 1445 هـ = الموافق 13 أكتوبر 2023 م
الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ ، أمّا بعدُ ،،،
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م
(1) حثَّ الإسلامُ على إغاثةِ المكروبين:
لقد فاضلَ اللهُ بينَ عبادِه في الشرفِ والجاهِ، والعلمِ والعبادةِ، وسخّرَ بعضَهُم لبعضٍ ليتحققَ الاستخلافُ، وتُعمرَ الأرضُ قالَ تعالَى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـاتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً﴾، وفي شكوى الفقيرِ ابتلاءٌ للغنِيِّ، وفي انكسارِ الضعيفِ امتحانٌ للقويِّ، وفي توجُّعِ المريضِ حكمةٌ للصحيحِ، ومِن أجلِ هذه السنةِ الكونيةِ جاءتْ السنةُ الربانيةُ بالحثِّ على التعاونِ بينَ الناسِ، والسعي في تفريجِ كروبِهِم، وبذلِ الشفاعةِ الحسنةِ لهم، تحقيقًا لدوامِ المودةِ، وبقاءِ الألفةِ، وإظهارِ الأخوةِ؛ لأنَّ الإنسانَ حياتُهُ لا تسيرُ على وتيرةِ واحدةٍ، ومِن سننِ اللهِ الكونيةِ أنْ ينزلَ على البشرِ مِن وقتٍ لآخر بعضَ الأزماتِ والمحنِ؛ ليختبرَهُم حسبمَا قالَ: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾، ودينُنَا الحنيفُ أرشدَنَا أنْ نقفَ بجوارِ بعضِنَا البعض وقتَ البلايا والحاجاتِ، قَالَ رَسُول اللهِ ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وشبك أصابعه (متفق عليه)، وصورُ الإغاثةِ كثيرةٌ ومتنوعةٌ لا تقفُ عندَ حدٍّ معينٍ قالَ ربُّنَا:﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَلتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، منها المعنويُّ والماديُّ، وها هو رسولُنَا يوجهُنَا إلى حسنِ التعاطفِ والترابطِ فيمَا بيننَا فقالَ ﷺ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ» (الْبَزَّار، وَإِسْنَاده حَسَنٌ)، وقال أيضًا ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ» (مسلم)، وهناكَ بعضُ الخلقِ قد انتكستْ فطرتُهُم، وضاعتْ إنسانيتُهُم، وفقدوا وطنيتَهُم، فباتُوا لا يشعورونَ بمَن حولَهُم، فملأَ الجشعُ والطمعُ قلوبَهُم، وحبُّ الذاتِ والأنانيةُ نفوسَهُم، وهؤلاء نسُوا أنَّ المالَ في ذاتِه وسيلةٌ إلى الانتفاعِ بهِ، وليس منفعةً بذاتِه فأنتَ لا تلبسُ الدنانيرَ إذا عريتَ، ولا تأكلُهَا إذا جعتَ، ولا تقيكَ حرَّ الشمسِ، وبردَ الشتاءِ، ولكنَّهَا وسيلةٌ إلى تحقيقِ ذلك، وعلى العكسِ فهناكَ صاحبُ الضميرِ الحيِّ، والإيمانِ القويِّ، والوطنيةِ الحقيقةِ لا المزيفةِ الذي يسعَى في تحقيقِ مصالحِ الناسِ، ويقدمُ يدَ العونِ لهُم، ويسدُّ خُلتَهُمْ، فحقَّ لهُ أنْ يُحشرَ في أعلَى عليين مع النبيينَ والصديقينَ، قال ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (الترمذي) .
إنّ إغاثةَ المكروبينَ ومشاركتَهَم همومَهُم، والتخفيفَ مِن آلامِهِم مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ على الإطلاقِ، ولعلَّ البعضَ قد يغفلُ عن مثلِ هذه الأعمالِ، وينشغلُ بغيرِهَا مِن العباداتِ كالصلاةِ والصيامِ، ويتقاعسُ عن مساعدةِ غيرِهِم، ويعتقدُ أنّهَا لا تعودُ عليهِ بالنفعِ العظيمِ كالعباداتِ المفروضةِ، قال ﷺ: «إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ» (ابن ماجه)، ومِن المصائبِ عندَ ذوِي الهممِ عدمُ قصدِ الناسِ لهم في حوائجِهِم يقولُ حكيمُ بنُ حزامٍ – رضي اللهُ عنه-: “ما أصبحتُ وليس على بابِي صاحبُ حاجةٍ إلَّا علمتُ أنَّها مِن المصائبِ” أ.ه.
إنَّ إغاثةَ الملهوفِ قد تعدلُ ثوابَ المجاهدِ في سبيلِ اللهِ الذي قد يظنُّ البعضُ أنَّه مقصورٌ على شهيدِ المعركةِ فقط قال ﷺ:«السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ – وَأَحْسِبُهُ قَالَ – وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ» (متفق عليه)، ألا فليسارعْ الإنسانُ في تحصيلِ أبوابِ الخيرِ، ولا يحرمُ نفسَهُ منها يقولُ إبراهيمُ بنُ أدهم: “مَن لم يواسِ الناسَ بمالِهِ وطعامِهِ، وشرابِهِ، فليواسِهِم ببسطِ الوجهِ، والخلقِ الحسنِ” أ.ه.
ومِن أجلِ إغاثةِ الملهوفِ حثَّ الإسلامُ على تعجيلِ الزكاةِ والإكثارِ مِن الصدقاتِ؛ لأنَّ هذا يقوِّي الترابطَ والتكاتفً، إذ لا يصحُّ شرعًا ولا عرفًا أنْ يستحوذَ على المالِ فئةٌ معينةٌ فلا تنظرُ إلى غيرِهَا، والمسلمون جميعًا كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكَى منه عضوٌ تأثرَ باقِي جسدِهِ، فعَنِ النُّعْمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (مسلم)، وقد رغّبَ ربُّنَا في غيرِ آيةٍ على الإنفاقِ في وجوهِ الخيرِ المتنوعةِ فقالَ: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ولذا أجازَ الفقهاءُ وقتَ حلولِ الأزماتِ تعجيلَ دفعِ الزكاةِ إلى مستحقيهَا متى بلغَ المالُ النصابَ المقررَ شرعًا حتى يتحققَ المغزَى والمقصدُ منها وهو سدُّ حاجةِ الفقيرِ والسائلِ، وهذا ما أفتَى بهِ رسولُنَا ﷺ فعَنْ عَلِيٍّ «أَنَّ العَبَّاسَ بْن عَبْد الْمُطَّلِب سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ» (صححه الحاكم والذهبي).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م
(2) إغاثةُ الملهوفينَ مِن صفاتِ الأنبياءِ – عليهم السلامُ- والمرسلين، وعبادِ اللهِ الصالحين:
إنَّ نفعَ الناسِ والسعيَ في كشفِ كروبهِم مِن صفاتِ الأنبياءِ والرسلِ – عليهمُ السلامُ-، فالكريمُ يوسفُ-عليهِ السلامُ- مع ما فعلَهُ إخوتُهُ مِن مكرٍ وحسدٍ لكنَّهُ جهزَهُم بجهازِهِم، ولم يبخسْهُم شيئًا منهُ، قالَ ربُّنَا: ﴿وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ* وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ﴾، وموسَى -عليهِ السلامُ- لمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمةً مِن الناسِ يسقونَ، ووجدَ مِن دونِهِمُ امرأتينِ مستضعفتينِ، رفعَ الحجرَ عن البئرِ وسقَى لهمَا حتى رُويتْ أغنامُهُمَا دونَ أنْ ينتظرَ مقابلًا لفعلِهِ هذا معهُمَا قالَ سبحانَهُ: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ مَا خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، وسيدُنَا مُحمدٌ ﷺ تقولُ السيدةُ خديجةُ – رضي اللهُ عنهَا- في وصفهِ قبلَ الإسلامِ لمَّا جاءَهَا يرجفُ فؤادُهُ مِن غارِ حراءٍ «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» (متفق عليه)، فمَن يتأملْ هذه الصفاتِ الخمسَ يجدْ أنَّ الجامعَ المشتركَ بينهَا هو “إغاثةُ الملهوفِ والمكروب.ك”، وفي الإسلامِ بلغَ ﷺ مِن خيرِه العميمِ ونفعِه للناسِ أنْ كان كما أخبرَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ … لَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ أَوِ الْمِسْكِينِ، فَيَقْضِيَ حَاجَتَهُ» (ابن حبان) بل كان ﷺ إذا سُئِلَ عن حاجةٍ لم يردَّ السائلَ عن حاجتِه فعن أنسٍ قَالَ: “مَا سُئِلَ ﷺ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ” (مسلم)، وعلى هذا سارَ الصحابةُ الكرامُ فقد كان مِن أخلاقِهِم – رضي اللهُ عنهم– إغاثةُ المكروبِ، وقضاءُ حوائجِه بما يملكونَهُ ولو بأقلِّ القليلِ، ولذا مدحَهُم اللهُ على هذا فقالَ:﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، وقد وردَ في كتبِ التاريخِ عن الليثِ بنِ سعدٍ: «أنَّ الناسَ بالمدينةِ أصابَهُم جهدٌ شديدٌ في خلافةِ عمرَ عامَ الرمادةِ، فكتبَ إلى عمرِو بنِ العاصِ وهو بمصرَ: مِن عبدِ اللهِ عمرَ أميرِ المؤمنينِ إلى عمرِو بنِ العاص: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ، فلعمرِي يا عمرُو ما تُبالِي إذا شبعتَ أنتَ ومَن معكَ، أنْ أُهلكَ أنَا ومَن معِي، فياغوثَاهُ، ثم ياغوثَاهُ! يرددُ قولَهُ، فكتبَ إليهِ عمرُو بنُ العاص: لعبدِ اللهِ عمرَ أميرِ المؤمنين مِن عبدِ اللهِ عمرِو بنِ العاص، أمَّا بعدُ: فيا لبَّيكَ ثُمَّ يا لبَّيكَ! قد بعثتُ إليكَ بعيرٍ أولُهَا عندَكَ وآخرُهَا عندِي، والسلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ، فبعثَ إليهِ بعيرٍ عظيمةٍ، فكان أولُهَا بالمدينةِ وآخرُهَا بمصرَ، يتبعُ بعضُهَا بعضًا، فلمَّا قدمتْ على عمرَ وسّعَ بهَا على الناسِ…»، وها هو سيدُنَا ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما يُقدِّمُ إغاثةَ المكروبِ على الاعتكافِ في المسجدِ النبويِّ فلمَّا سألَهُ المديونُ أنسيتَ ما كنتَ فيه قال: لا. ولكن سمعتُ صاحبَ هذا القبرِ ﷺ يقولُ: «مَن مشَى في حاجةِ أخيهِ كان خيرًا لهُ مِن اعتكافِهِ عشرَ سنين»(الطبراني، وإسناده جيد).
إنَّ الذي يمنعُ فضلَهُ عن المكروبينَ خاصةً فيمَا يحتاجونَهُ مِن أشياءَ ضروريةٍ كالغذاءِ والدواءِ والكساءِ ليعلم أنَّهُ مهمَا حققَ مِن ربحٍ وكسبٍ إلّا أنَّهُ إلى زوالٍ وفناءٍ؛ لأنّه ركنَ إلى مالِه، فملأَ بهِ جيبَهُ، وغزَّى بهِ بطنَهُ،، وصارَ عبدًا لهُ، قال ربُّنَا: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾، وليوقن أنَّ الخيبةَ والخسرانَ عاقبتُهُ قال ﷺ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» (البخاري) .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م
(3) بعضُ ثمراتِ إغاثةِ المكروبينَ في الدنيا والآخرةِ:
إنَّ إغاثةَ المكروبينَ مِن الخلقِ لها لذةٌ وراحةٌ لا يذوقُهَا إلّا مَن عرفَهَا وباشرَهَا ووقفَ عليهَا، وقد دلتْ النصوصُ على بعضِ تلك الثمراتِ منهَا:
أولًا: موعودٌ بالإعانةِ، مؤيدٌ بالتوفيقِ، منفوحٌ بالنصرِ والفلاحِ: قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وقال ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» (مسلم) .
يقولُ الإمامُ النوويُّ: (وَفِيهِ فَضْلُ قَضَاءِ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ وَنَفْعِهِمْ بِمَا تَيَسَّرَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ مَالٍ أَوْ مُعَاوَنَةٍ أَوْ إِشَارَةٍ بِمَصْلَحَةٍ أَوْ نَصِيحَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَفَضْلُ السِّتْرِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَفَضْلُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ وَفَضْلُ الْمَشْيِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ الِاشْتِغَالُ بِالْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ بِشَرْطِ أَنْ يُقْصَدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ تعالى وان كَانَ هَذَا شَرْطًا فِي كُلِّ عِبَادَةٍ لَكِنَّ عَادَةَ الْعُلَمَاءِ يُقَيِّدُونَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِهِ لِكَوْنِهِ قَدْ يَتَسَاهَلُ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ وَيَغْفُلُ عَنْهُ بَعْضُ الْمُبْتَدِئِينِ) أ.ه المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 17/ 21 .
ثانيًا: حسنُ الخاتمةِ، وتُصرَفُ ميتةُ السوءِ عنهُ: قال ﷺ: «المعروفُ إلى الناسِ يقِي صاحبهَا مصارعَ السوءِ، والآفاتِ، والهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ» (ابن حبان)، فقضاءُ حوائجِ الضعفاءِ ومساندةُ ذوِي العاهاتِ والمسكنةِ نفعٌ في العاجلِ والآجلِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» (مسلم)، ومَن للضعفاءِ والأراملِ واليتامَى بعدَ اللهِ سبحانَهُ؟! بدعوةٍ صالحةٍ منهم مستجابةٍ تسعدُ أحوالُكَ، والدنيا محنٌ، والحياةُ ابتلاءٌ، فالقويُّ فيها قد يضعفُ، والغنيُّ رُبَّما يُفلسُ، والسعيدُ مَن اغتنمَ قوتَهُ في خدمةِ الخلقِ أجمعين، يقولُ ابْن عَبَّاسٍ: «مَنْ مَشَى بِدَيْنِهِ إِلَى غَرِيمِهِ يَقْضِيَهُ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ هَدَى زُقَاقًا فَلَهُ بِهِ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَعَانَ ضَعِيفًا عَلَى حَمْلِ دَابَّةٍ فَلَهُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَمَاطَ أَذًى عَنِ الطَّرِيقِ فَلَهُ صَدَقَةٌ» (إسناده ثقات) .
ثالثًا: مِن أعظمِ العباداتِ، وأجلِّ القرباتِ إلى اللهِ، ويورثُ محبتهُ سبحانَهُ، ويؤمنُ فاعلُهُ مِن الفزعِ الأكبرِ: قال ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ – يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا – وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ» (الطبراني) .
رابعًا: تشفعُ لصاحبِهَا حتى تدخلَهُ الجنةَ: قد يأتِي على المرءِ شدةٌ ومسغبةٌ يضيقُ بهَا واسعُ رحابِهِ، وتمسكُ بتلابيبِهِ وتصبحُ الدنيا أمامَهُ كسمِّ الخياطِ، يودُّ الخلاصَ منهَا بأيِّ ثمنٍ وإنْ غلَا، ويحبُّ أنْ لو ابتلعتْهُ الأرضُ؛ لديونٍ تراكمتْ، وأزماتٍ بهِ حلتْ لم تبقَ على رطبٍ ولا يابسٍ، ولا صامتٌ مِن مالِه ولا ناطقٌ فإذا ما أنقذَهُ دائنُهُ مِمّا هو فيه، وحطَّ عنه بعضَ دينِه أو تجاوزَ له عمّا شغلتْ به ذمتُهُ كان كمَن ردتْ إليه الحياةُ وقد كادتْ تزهقُ، أو انتشلَ مِن براثنِ الهلاكِ وقد أوشكَ أنْ يغرقَ، وناهيكَ إذا كان المتجاوزُ تاجرًا شأنهُ البيعَ والشراءَ للربحِ والكسبِ، فهو جدُّ حريصٍ على زيادةِ مالِهِ وإنمَا ثروتُهُ، وتقليبِ تجارتِهِ في الأسواقِ يبتغِي المالَ الوفيرَ، والربحَ الكثيرَ، فإذا ما وضعَ عن غريمِهِ بعضَ ما عليهِ دلَّ ذلك على إخلاصِه، وسلامةِ نفسِه مِن الشحِّ، ورغبتِهِ في الخيرِ، وابتغاءِ الأجرِ، فلا غرو أنْ يتجاوزَ اللهُ عن سيئاتِه، ويحطَّ مِن أوزارِهِ، ويعفوَ برحمتِهِ عن هفواتِهِ، وهو الغفورُ الرحيمُ، فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ»، قَالَ: ” قَالَ اللهُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ” (مسلم)، وعن أنسٍ مرفوعًا: “أنَّ رجلًا مِن أهلِ الجنَّةِ يُشرفُ يومَ القيامةِ على أهلِ النَّارِ، فيُنادِيه رجلٌ مِن أهلِ النّار، يا فلان، هل تعرفنِي؟ فيقولُ:لا واللهِ ما أعرِفُكَ، مَن أنتَ؟ فيقولُ: أنا الذي مررتَ بي في دارِ الدُّنيا فاستسقيتنِي شَربةً مِن ماءٍ، فسقيتُك، قال: قد عرفتُ، قال: فاشفعْ لي بها عندَ ربِّك، قال: فيسألُ اللهَ، ويقولُ: شفِّعنِي فيه، فيأمرُ به، فيُخرجهُ مِن النارِ” (أبو يعلى بسند ضعيف، وله عنده إسنادان أحدهما: حسن بألفاظ أخر) .
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م
أخِي الكريم: إنَّ الإعراضَ عن إغاثةِ المكروبينِ أو حثَّ الناسِ على عدمِ فعلِهِ لهو خطرٌ عظيمٌ، قال ﷺ ، قَالَ: “ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ..، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: اليَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ” (البخاري)؛ ليكونَ الجزاءُ مِن جنسِ العملِ، وعلى أصحابِ الأموالِ وذوي الغنَى والثراءِ أنْ يتفقدُوا حوائجَ هؤلاءِ المنكوبين، وقد بيَّنَ رسولُنَا ﷺ حالَ المجتمعِ عندمَا يمنعُ حقَّ المالِ، فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ» (الطَّبَرَانِي، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، فانظر كيف يكونُ حالُ الأممِ عندمَا تأكلُ حقَّ الفقيرِ والمسكينِ، فالإسلامُ لا يريدُ مِن أتباعِه أنْ يعيشُوا في دائرةٍ منغلقةٍ على أنفسِهم متغافلينَ واجبَهُم تجاهَ المحتاجين، ولذا مَن يفعلُ ذلك فهو معرضٌ لسخطِ أحكمِ الحاكمين، واستمعْ إلى هذا المشهدِ القرآنِي- الذي يجعلُ الولدانَ شيبًا- حيثُ جاءَ على لسانِ المتقين- على سبيلِ التحسيرِ لهؤلاءِ المجرمين- ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾، فها هم قد اعترفوا وأقرُّوا بأنَّ الإلقاءَ بهم في جهنمَ إنَّما كان بسببِ عدمِ إطعامِ الجائعِ، وتركِ كسوتِهِ بل يزيدُ اللهُ الأمرَ إيضاحًا فيجعلُ في رقبةِ كلِّ موحدٍ به حقًّا للمسكين أنْ يحضَّ غيرَهُ على إطعامِه والاهتمامِ به، ويجعلَ تركَ هذا الحضِّ مِن لوازمِ التكذيبِ بيومِ الوعيدِ، ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ﴾.
أخِي الحبيب: أغثْ المكروبَ، وأعنْ الملهوفَ، وتذكرْ أنّ ما بكَ مِن نعمةٍ فإنمَا أنعمَ اللهُ بهَا عليكَ لتنفعَ الخلقَ، فإنْ أنتَ فعلتَ أتمَّ عليكَ نعمتَهُ، وزادَكَ منهَا، وإنْ أنتَ بخلتَ ذهبتْ عنكَ نعمةُ اللهِ، قال ﷺ: «إنَّ للهِ أقوامًا اختصَّهُم بالنعمِ لمنافعِ العبادِ، يُقرهُم فيهَا ما بذلُوهَا، فإذا منعوهَا نزعَهَا منهم فحولَهَا إلى غيرِهِم» (الطبراني)، وقالَ ﷺ:«ما مِن عبدٍ أنعمَ اللهُ عليهِ نعمةً فأسبغَهَا عليه، ثم جعلَ مِن حوائجِ الناسِ إليه، فتبرمَ، فقد عرضَ تلك النعمةَ للزوالِ» (الطبراني، سنده جيد) .
اللهُمَّ فرجْ همَّ المهمومين، ونفسْ كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، ونسألُكَ يا اللهُ أنْ ترزقنَا حسنَ الفهمِ والعملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّك أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، ونسألُكَ أنْ تجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ توفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيه نفعُ البلادِ، والعبادِ.
كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان
د / محروس رمضان حفظي عبد العال
مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف