خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط، بتاريخ 22 شوال 1444هـ ، الموافق 12 مايو 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، بعنوان :
أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
أسماءُ اللهِ الحُسنَى وأثرُ فهمِهَا في حياتِنَا
“”””””””””””””””””””
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، ذي المقامِ الأسمَى، ولهُ الأسماءُ الحسنَى، والصفاتُ العُلَى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، القائلُ في محكمِ تنزيلهِ: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة الأعراف (180)، وأشهدُ أنّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمُ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ حقَّ قدرهِ ومقدارهِ العظيم.
أمّا بعدُ:
فيا أيُّها المسلمون: اللهُ سبحانَهُ وتعالى له أسماءٌ كثيرةٌ وعديدةٌ تُسَمّى الأسماءَ الحسنَى، هذه الأسماءُ نعرفُ بعضَهَا، ويخفَى علينَا البعضُ الأخرُ، وكمَا نعلمُ جميعًا أنّ كثرةَ الأسماءِ تدلُّ على شرفِ المُسمّى وعلوِّ قدرهِ، ومَن ذا الذي يماثلُ الخالقَ جلَّ وعلَا في جلالهِ وكمالهِ وجمالهِ سبحانَهُ وتعالَى.
أيُّها المسلمون:
يقولُ ابنُ منظورٍ في التحريرٍ والتنويرٍ: والأسْماءُ هي الألْفاظُ المَجْعُولَةُ أعْلامًا عَلى الذّاتِ بِالتَّخْصِيصِ أوْ بِالغَلَبَةِ فاسْمُ الجَلالَةِ وهو (اللَّهُ) عَلَمٌ عَلى ذاتِ الإلَهِ الحَقِّ بِالتَّخْصِيصِ، شَأْنُ الإعْلامِ، و(الرَّحْمانُ) و(الرَّحِيمُ) اسْمانِ لِلَّهِ بِالغَلَبَةِ، وكَذَلِكَ كُلُّ لَفْظٍ مُفْرَدٍ دَلَّ عَلى صِفَةٍ مِن صِفاتِ اللَّهِ، وأُطْلِقَ إطْلاقَ الإعْلامِ نَحْوَ الرَّبِّ، والخالِقِ، والعَزِيزِ، والحَكِيمِ، والغَفُورِ، ولا يَدْخُلُ في هَذا ما كانَ مُرَكَّبًا إضافِيًّا نَحْوَ ذُو الجَلالِ، ورَبُّ العَرْشِ، فَإنَّ ذَلِكَ بِالأوْصافِ أشْبَهُ، وإنْ كانَ دالًّا عَلى مَعْنًى لا يَلِيقُ إلّا بِاللَّهِ نَحْوَ ”﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: ٤]“ .
والحُسْنى مُؤَنَّثُ الأحْسَنِ، وهو المُتَّصِفُ بِالحُسْنِ الكامِلِ في ذاتِهِ، المَقْبُولِ لَدى العُقُولِ السَّلِيمَةِ المُجَرَّدَةِ عَنِ الهَوى، ووَصْفُ الأسْماءِ بِالحُسْنى:
لِأنَّها دالَّةٌ عَلى ثُبُوتِ صِفاتِ كَمالٍ حَقِيقِيِّ.
أيُّها المسلمون:
ذكرَ القرطبيُّ في تفسيرهِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يدعوا “يا اللهُ يا رحمانُ” فَقَالُوا:
كَانَ مُحَمَّدٌ يَأْمُرُنَا بِدُعَاءِ إِلَهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ يَدْعُو إِلَهَيْنِ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مَكْحُولٌ:
تَهَجَّدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ فقالَ في دعائهِ:
“يا رحمانُ يا رحيمُ” فسمعَهُ رجلٌ مِن المشركين، وكان باليمامةِ رجلٌ يُسمّى الرحمن، فَقَالَ ذَلِكَ السَّامِعُ:
مَا بَالُ مُحَمَّدٍ يَدْعُو رَحْمَانَ الْيَمَامَةِ. فَنَزَلَتِ الْآيةُ في آخرِ سورةِ الإسراءِ للردِّ على ذلك قالَ تعالَى:
{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا } سورة الإسراء (110).
أيُّها المسلمون: وقد وردتْ الإشارةُ إلى أسماءِ اللهِ الحسنَى في القرآنِ الكريمِ في أربعِ آياتٍ هي قولُهُ تعالَى:
- { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة الأعراف (180).
- { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا } سورة الإسراء (110).
- { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } سورة طه (8).
- {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } سورة الحشر (24).
* وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً غَيْرَ وَاحِدَةٍ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.
أيُّها المسلمون:
السؤالُ الذي يفرضُ نفسَهُ ما المرادُ بالحفظِ هنَا؟ هناك أقوالٌ ذكرَهَا العلماءُ منها:
1- حفظُهَا.
2- معرفةُ معناهَا.
3- العملُ بمقتضَاهَا:
فإذا عُلمَ أنّهُ الأحدُ فلا يُشركُ معهُ غيرهُ، وإذا عُلمَ أنّه الرزّاقُ فلا يُطلبُ الرّزقُ مِن غيرهِ، وإذا عُلمَ أنّه الرحيمُ، فإنّه يفعلُ مِن الطاعاتِ ما هو سببٌ لهذه الرحمةِ … وهكذا.
4- دعاؤهُ بهَا، كما قالَ عزّ وجلّ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف/180].
أيُّها المسلمون:
كان مِن دعاءِ النبيِّ ﷺ كما أخرجَ الإمامُ أحمدُ عن ابنِ مسعودٍ بسندٍ صحيحٍ قولَ النبيِّ ﷺ: (اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَهُ في كتابِك، أو علَّمتَهُ أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي، ونورَ صدرِي، وجلاءَ حزنِي، وذَهابَ همِّي وغمِّي).
أيُّها المسلمون:
هذا يجرُّنَا إلى هذا السؤالِ، هل أسماءُ اللهِ الحسنَى تسعةٌ وتسعون فقط كما وردَ في الحديثِ أم أنَّها أكثرُ مِن ذلك؟
والحقُّ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى لهُ أسماءٌ كثيرة؟ لا يعلمُ حصرَهَا ولا عددَهَا أحدٌ إلّا اللهَ وحدَهُ سبحانَهُ وتعالى
حتى قال الإمامُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرهِ ( وذكرَ الفقيهُ الإمامُ أبو بكرٍ بنُ العربِي أحدُ أئمةِ المالكيةِ في كتابهِ: ” الأحوذِي في شرحِ الترمذِي”:
أنَّ بعضَهُم جمعَ مِن الكتابِ والسنةِ مِن أسماءِ اللهِ ألفَ اسمٍ).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ خالد القط
أيُّها المسلمون:
نحن في أمسِّ الحاجةِ أنْ نعيشَ بأرواحِنَا مع أسماءِ اللهِ الحسنَى
ونستشعرَ بعضًا مِن معانيهَا في واقعِ حياتِنَا،
تجدُكَ بحاجةٍ وأنتَ في معتركِ الحياةِ أنْ تجدَ مَن يبثُّ فيكَ روحَ الأملِ والرحمةِ واللطفِ
فإذا بك تجدُ نفسَكَ تهتفُ:
يا رحيمُ يا رحمنُ يا ودودُ يا لطيفُ يا رؤوفُ، فتجد نفسَكَ وقد ذهبَ همُّكَ وتعبُكَ وتنسَى كلَّ تعبِ الدنيا.
أحبتي الأكارم:
لحظةَ أنْ يكونَ الإنسانُ ضعيفًا مريضًا، حين يشتدُّ عليه الألمُ لا ينسَى أبدًا أنْ الشافِي المعافِى هو اللهُ الذي يجبرُ المكسورين، ويخففُ الألم للمرضَى والمنكوبين.
أيُّها الأحباب:
حين يجدُ الإنسانُ ضيقًا في رزقةِ في الحياةِ لا ينسَى أبدًا أنّ الرزاقَ هو اللهُ، بل هو خيرُ الرازقين سبحانَهُ جلَّ في علاه.
عبادَ الله:
حين يشعرُ الإنسانُ أنَّهُ مظلومٌ، وأنَّ هناكَ مَن سلبَ حقَّهُ، أو أكلَ مالَهُ، أو خاضَ في عرضهِ، إذا به يجدُ مِن أعماقهِ هاتفًا بالتضرعِ إليهِ
يا مالكَ الملكِ، يا جبارَ السماواتِ والأرضِ يا عزيزُ يا قهارُ هنا فجأةً تهدأُ نفسُ الإنسانِ، ويذهبُ منهَا كلُّ ما يؤلمُهَا.
الخطبة الثانية
اللهُ سبحانَهُ وتعالى لهُ الأسماءُ الحسنَى فادعُوهُ بها واستشعروهَا في كلِّ أمورِ حياتِكُم
واعلمْ جيدًا أيُّها المسلمُ أنَّ اللهَ تعالَى أبدًا لا يتخلَّى عن عبدٍ ناداهُ وناجاهُ بصدقٍ حتى لو كان في جهنم
فإنَّ رحماتِ اللهِ ستدركُهٌ وتتنزلُ عليهِ، وهاكمُ هذا الحديث، عن أنسِ بنِ مالكٍ: رضى اللهُ عنه قال:
قال رسولُ اللهِ ﷺ:
( يَمكُثُ رجُلٌ في النارِ، فيُنادي ألْفَ عامٍ:
يا حَنّانُ، يا مَنّانُ. فيقولُ اللهُ:
يا جِبريلُ، أُخرِجْ عبدي، فإنّه بمَكان كذا، وكذا. فيأتي جِبريلُ النارَ، فإذا أهلُ النارِ مُنكَبِّينَ على مَناخيرِهم، فيقولُ:
يا جِبريلُ، اذهَبْ، فإنّه بمَكانِ كذا، وكذا.
فيُخرِجُه، فإذا وقَفَ بينَ يَدَيِ اللهِ يقولُ اللهُ:
أيْ عبدي، كيفَ رأيتَ مَكانَكَ؟ قال: شَرَّ مَكانٍ، وشَرَّ مَقيلٍ. فيقولُ الرَّبُّ:
رُدُّوا عبدي. فيقولُ: يا رَبِّ، ما كان هذا رَجائِي. فيقولُ الرَّبُّ: أدخِلوا عبدِي الجنَّةَ ).
نسألُ اللهَ العليَّ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يحققَ لنَا جميعًا آمالَنَا، ولا يخيب رجاءَنَا
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف