أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 11 ربيع الأول، للشيخ عبد الناصر بليح : صور من حياة الصحابة

خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، بتاريخ 11 ربيع الأول 1441 هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2019.

 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح  : كما يلي:

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح :

 

خطبة الجمعة القادمة : صور من حياة الصحابة وحبهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.أما بعد:فياعباد الله:”لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”(التوبة/128).

#حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم

إخوة الإيمان حديثنا إليكم اليوم عن حب الصحابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.  وإن المطالع لتاريخ وسير الصحابة رضوان الله عليهم يجد حقيقية واضحة مشتركة لديهم جميعاً علىها يلتقون، ألا وهي محبتهم العظيمة لنبيهم، رجالهم ونسائهم على ذلك متفقون، واستحضار جميع صور محبتهم له – صلى الله عليه وسلم يستلزم ذكر سيرهم جميعاً، وهذا ما يضيق به الوقت بل الأجل، لذا سنتعرض لبعض من مظاهر ذلك الحب الكبير.

فما لا يدرك كله لا يترك جله: فلقد أحب الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حُباً فاق كل حب فآثروه على المال والولد وآية ذلك إتباعهم لتعاليمه صلى الله عليه وسلم وابتعادهم عن نواهيه..

يتقدمهم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- والذي جاوز الخلائق أجمعين في محبته لرسول رب العالمين- عليه الصلاة والسلام:

فإنه لما أذن الله لرسوله -عليه الصلاة والسلام- بالهجرة جاء إلى أبي بكر، فقال:”إن الله قد أذن لي بالخروج والهجرة”، فقال أبو بكر: “الصحبة يا رسول الله”، قال: “الصحبة”. قالت عائشة- رضي الله عنها-: “والله ما شعرت أن أحدا يبكي من الفرح؛ حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ بكى فرحا بصحبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من عظيم حبه لرسول الله -عليه الصلاة والسلام:”ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ”(التوبة:40).

 وهذا هو أن عمربن الخطاب قال للرسول صلى الله عليه وسلم: “والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي”؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه”فقال عمر: “فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي”؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الآن يا عمر”(البخاري). 

وأما سعد بن الربيع فلم ينس حبيبه -صلى الله عليه وسلم:

وهو يودع الحياة، فقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد المعركة زيد بن ثابت يطلب سعد بن الربيع، وقال له:”إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف تجده؟” قال زيد: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو بآخر رمق، فقلت:”يا سعد إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ عليك السلام، ويقول لك: كيف تجده؟” فقال:

“وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السلام، قل له:”يا رسول الله أجده ريح الجنة، وقل له:”جزاك الله خير ما جزى نبياًعن أمته، وبلغ قومي السلام، وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيكم عين تطرف”(سيرأعلام النبلاء).

ومن أعجب ما جاد به الصحابة من حب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رجلا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي ومن أهلي ومن ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك؛ فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك”، فلم يرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا؛ حتى نزل جبريل بهذه الآية:”وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا”(النساء:69).

#فداء الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم:

كان الصحابة رضوان الله عليهم من صدق حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم يتلذذون في أشكال العذاب المختلفة في سبيل نجاته صلى الله عليه وسلم، وحرصاً منهم على سلامته من الأخطار المختلفة، وقد كان الصحابة لا يرتاحون في حال تعرّض النبي للتعذيب والإيذاء.

لقد خاض الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الحروب مع كفار قريش، حيث أخذت دعوة الإسلام تغزو معاقل الكفر، فاستقبلها المشركون بمحاولة إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم، فتعرّضوا له في كلّ مكان، حتى وهو قائم يصلي في محرابه، فكان الصحابة يدافعون عنه، ويبذلون أنفسهم فداءً له، وخير مثال على ذلك ردّة فعل أبو بكر رضى الله عنه عندما رأى عقبة بن أبي معيط؛ أحد كبار الكفار؛ يحاول قتل النبي صلى الله عليه وسلم :

وهو يصلي في ناحية من نواحي المسجد الحرام، حيث انطلق إليه أبو بكر بسرعة كالسهم، فأخذ بمنكبيه، ودفعه دفعةً شديدة، ثمّ أخذ يردد قوله تعالى: “أَتَقْتُلُونَ رَجُلًاأَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ”(غافر:28”.

وقال ابن هشام:

وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد، فذكر سعيد ابن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة، فقلت لها: يا خالة أخبريني خبرك، فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس؛ حتى خلصت الجراح إلّي، قالت:

فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله، أقبل يقول: دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا، ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان”(سيرة ابن هشام).

وقد ترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يقع النبل في ظهره، وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل.

و انتهى أنس بن النضر – في غزوة أحد – عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد اتقوا بأيديهم، فقال: فما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله، قال: فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، ثم استقبل القوم، فقاتل؛ حتى قتل، وبه سمي أنس بن مالك، قال أنس بن مالك: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة فما عرفه إلا أخته عرفته ببنانه”(سيرة ابن هشام).

ومن ذلك قصة زيد بن الدثنة، عندما ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فبعثه مع مولى له يقال له نسطاس إلى (التنعيم)، وأخرجه من الحرم ليقتله، واجتمع رهطاً من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان – حين قدم ليقتل -: أنشدك بالله – يا زيد – أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وإنك في أهلك، قال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي!!

 فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ثم قتله نسطاس.وغير ذلك كثير كثير.

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال:”إن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المِعول فوضعه في بطنها، واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح، ذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلاً فعل ما فعل، لي عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله! أنا صاحبها، كانت تشتمك، وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” ألا اشهدوا أن دمهاهدرٌ”(أبوداود).

#امتثال الصحابة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم:

مما دلّ على عظيم حب الصحابةللرسول صلى الله عليه وسلم طاعتهم لأوامره،والانتهاءعما ينهي عنه.كيف تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم تكون محبته باتباعه صلى الله عليه وسلم.قال تعالى:”قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ”(آل عمران: 31)،

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه “لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك”، 

 #خوف الصحابة من فراقه صلى الله عليه وسلم كان الرسول صلى الله عليه وسلم مصدر أمن لأصحابه، حيث أنقذهم من ظلمة الجهل إلى نور الإسلام المبين، وقد كان الصحابة الكرام يخافون من فراق النبي لهم، فمن أحب شيئاً خشي أن يفقده لذا كان الصحابة أشد ما يخشون فراقه صلى الله عليه وسلم..

 ومن ذلك عن معاذ بن جبل:

“لما بعَثه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى اليمَنِ، خرَج معه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يوصيه، ومعاذٌ راكبٌ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحتَ راحلتِه، فلما فرَغ، قال : يا معاذُ، إنَّكَ عسى أن لا تَلقاني بعدَ عامي هذا، ولعلَّكَ أن تمرَّ بمسجِدي وقبري فبَكى معاذٌ خشعاً لفراقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم التَفَت، فأقبَل نحوَ المدينةِ، فقال: إنَّ أهلَ بيتي هؤلاءِ ترَونَ أنتم أولى الناسِ بي، أولى بي المتقونَ مَن كانوا وحيثُ كانوا، اللهم إنّي لا أُحِلُّ لهم فَسادُ ما أصلحت، وايمُ اللهِ لتكفأنَّ أُمَّتي عن دِينِها كما يكفأُ الإناءُ في البَطحاءِ”(إتحاف الخيرة المهرة).

وقدبكى معاذ لفراق الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن خوفهم من فراق الرسول يقتصرعلى فراق الدنيا، بل وصل إلى خوفهم من فراقه في الآخرة. وعن عائشةرضى الله عنها قالت:

“جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من ولدي،وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبرحتى اّتي فأنظر إليك،وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك”فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاًحتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية:

“وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا”(النساء/36).(مجمع الزوائد).

وعن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال:

متى الساعة؟ قال: “وماذا أعددت لها؟ ” قال:لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ” أنت مع من أحببت” قال أنس: فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” أنت مع من أحببت ” قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم”( البخاري ومسلم),

 وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين”(البخاري).

#تفضيل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على مَن سواه :

كان الصحابة رضوان الله عليهم من شدة حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم يفضلونه على أهلهم، وذويهم، وأنفسهم، وهذا ما أمرنا الله به في كتاب العزيز، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال:”لما كان يوم أُحد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا: قُتِل محمد، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم، استقبلت بهم أولاً، فلما مرَّت على أحدهم قالت:

من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك، تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: أمامك، حتى دُفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطب”(مجمع الزوائد).

وفي رواية قالت: كل مصيبةٍبعدك جلل، أي هينة.قال ابن هشام: “الجلل يكون من القليل ومن الكثير، وهو ها هنا القليل”.وسئل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:”كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ”.

#تنافس الصحابة في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:

أظهر الصحابة رضوان الله عليهم محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ضربوا أروع الأمثلة في المنافسة على محبته، فكان كل واحد منهم يسعى إلى الفوز بمحبة الرسول له أكثر من غيره من الصحابة، فاجتهدوا في محبته، وأخلصوا النية في مودّته. تقبيل الصحابة جسد الرسول صلى الله عليه وسلم الطاهر كان الكثير من الصحابة يعبّر عن حبّه للرسول صلى الله عليه وسلم بتقبيل جسده الطاهر، ومن ذلك :

“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عدَّلَ صفوفَ أصحابِه يومَ بدرٍ وفي يدِه قدحٌ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسوادِ بنِ غَزيَّةَ حليفَ بني عدي بنِ النَّجارِ وهو مُسْتنتِلٌ من الصفِّ فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال استوِ يا سوادُ فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني قال :

فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه وقال استقِدْ قال فاعتنقَه فقبَّل بطنَه فقال ما حملكَ على هذا يا سوادُ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له استوِ يا سوادُ”(السلسلة الصحيحة].

ومن التنافس في محبته:

فكل منهم حرص علي أن يفوزة بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له أكثر من غيره وهكذا اجتهدوا رضوان الله عليهم في محبته وإخلاص النية في وده. روى أسامة بن زيد عن أبيه قال: “اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر: “أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وقال علي:

“أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وقال زيد: “أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، فقالوا: “انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله، قال أسامة: “فجاءوا يستأذنونه”، فقال:”أخرج فانظر من هؤلاء”فقلت:”هذا جعفر وعلي وزيد”، فقال:”إئذن لهم”، فدخلوا، فقالوا:”يا رسول الله من أحب إليك ؟”قال:”فاطمة”،قالوا :

“نسألك عن الرجال”،فقال:”أما أنت ياجعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك وإنك مني وشجرتي،وأماأنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني،وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي”ففضل زيداًوكرَّم الآخرين (مجمع الزوائد).

#حرصهم على أن يكون أخر عهد لهم بالدنيا مس جسده المبارك:

فعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف المسلمين إذ لامس بطن سواد بن غزية بجريدة كانت بيده فقال سواد: لقد أوجعتني يا رسول الله!! فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف وقال: “استقد مني يا سواد “. فأسرع سواد فاحتضن رسول الله ثم جعل يقبل كشحه،ثم قال:يارسول الله،لقد ظننت أن هذاالمقام هوآخرالعهد بك،فأحببت أن يمس جلدي جلدك كي لا تمسني النار”(ابن اسحاق في السيرة-حسن).

الخطبة الثانية: من خطبة الجمعة القادمة

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله -أما بعد:فيا معاشر المسلمين: لقد أحب الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- رسول الله حبا عظيما شهد الواقع به، فما كان حبهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلاما يروى, بل كان واقعا شهدت بصدقه أفعالهم -رضي الله عنهم-.

وإن حبنا الصادق لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بكتابة المقالات ولا رواية الروايات ولا بتناشد الأشعار، ليس بالتمسح بقبره، ولا بالاحتفال بمولده، ليس بوضع اسمه صورة للعام،ولا على خلفية الجوال، ولا بوضع الملصقات التي تحمل اسمه على السيارات وغيرها.

إن حبنا الصادق لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- باتباع سنته وطريقته، بالعمل بسنته والحرص عليها ونشرها بين الناس, بتعليم الناس السنة وتربية الأولاد عليها بتعظيم السنة؛ حتى إذا قيل لأحدنا: “هذا سنة؟” لم يجاوزها.

إن أعظم نصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم:

أن يرى الأعداء الجيل يطبقون السنة ويحرصون عليها،إن أعداء الإسلام سيموتون بغيظهم إذا رأوا المسلمين يعودون لدينهم، ويتبعون هدي رسولهم الكريم -عليه الصلاة والسلام-.

فيا شباب الإسلام: اقطعواالطريق على أعداءالإسلام،أفسدوا خططهم، ودمروا مشاريعهم، ضمدوا الجراح عودوا للمساجد، عيشوا مع القرآن، عظموا السنة، واقتدوا بالرسول العظيم -عليه الصلاة والسلام-. وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم يكون محله في القلب، واللسان، والجوارح ف التعظيم بالقلب: يكون بتقديم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على النفس والولد. التعظيم باللسان:

الثناء عليه. التعظيم بالجوارح: اتباع أوامره، واجتناب نواهيه، والعمل على إظهار دينه.

 فلقد أحب الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حُباً فاق كل حب فآثروه على المال والولد وآية ذلك إتباعهم لتعاليمه صلى الله عليه وسلم وابتعادهم عن نواهيه، فقد قال لعمر بن الخطاب:”لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه”فقال عمر:”فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي”فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الآن يا عمر”.   لذلك

#لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ: إن رسول الله حي لم يمت إنما ذهب ليكلم ربه كما كلمه موسى وسيعود؛ لَا يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا، فَسَكَتُوا وَكَانُوا قَوْمًا أمِّيِّينَ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ قَالُوا: يَا سَالِمُ اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَادْعُهُ .

وفي رواية :

“وكان وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ، – يَعْنِي بِالعَالِيَةِ – فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ – وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ .فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ:

أَيُّهَا الحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، وَقَالَ:”إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ”، وَقَالَ:”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّاللَّهَ شَيْئًاوَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”(البخاري).فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ “.

وأيقن عمر عندها ورمى السيف وخرعلى وجهه يبكي عندمنبر حبيبه -عليه الصلاة والسلام-.ويقول:”

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه فلما كثروااتخذت منبرا لتسمعهم فحن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن فأمتك أولى بالحنين عليك حين فارقتهم.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند ربك أن جعل طاعتك طاعته فقال تعالى : ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” .

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك فى أولهم فقال تعالى : ” وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ” .

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودون أن يكونواأطاعوك وهم بين أطباقهم يعذبون يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان موسى بن عمران أعطاه الله حجرا تنفجر منه الأنهار فما ذاك بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء صلى الله عليك .

– بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان سليمان بن داود أعطاه الله ريحا غدوها شهر ورواحها شهر فما ذاك بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح بالأبطح صلى الله عليك.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لئن كان عيسى بن مريم أعطاه الله تعالى إحياء الموتى فما ذاك بأعجب من الشاه المسمومة حين كلمتك وهى مسمومة فقالت لا تأكلنى فإنى مسمومة.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال:

رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ولو دعوت مثلها علينا لهلكنا عن آخرنا فلقد وطىء ظهرك وأدمى وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا فقلت ” اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون”.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لقد اتبعك فى أحداث سنك وقصر عمرك ما لم يتبع نوحا فى كبر سنه وطول عمره فلقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا قليلا.

#بأبى أنت وأمى يا رسول الله لو لم تجالس إلا كفؤا لك ما جالستنا ولو لم تنكح إلا كفؤا لك ما نكحت إلينا ولو لم تؤاكل إلا كفؤا ما آكلتنا ولبست الصوف وركبت الحمار وصنعت طعامك بالأرض ولعقت أصابعك تواضعا منك . صلى الله عليك.

#حنينهم إليه، وشوقهم للقائه:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لما ذهب بلال إلى الشام، قدم عمر الجابية فسأل المسلمون عمر أن يسأل لهم بلالًا يؤذن لهم، فسأله، فأذن يوماً، فلم ير يوماً كان أكثر باكياً من يومئذ، ذكراً منهم للنبي صلى الله عليه وسلم”(سير أعلام النبلاء).كما ثبت عن كثير منهم عند وفاتهم رضي الله عنهم قولهم: (غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه).

اللهم  صلي وسلم وبارك عليك ياسيدي يارسول الله..

 

 

______________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للمزيد عن أسئلة واختبارات وزارة الأوقاف

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »