خطبة الجمعة : الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟ د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة القادمة : الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟ ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 26 شوال 1446هـ / 25 إبريل 2025م .
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 25 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟ :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 25 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟ ، بصيغة pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟ : كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة، بعنوان:
الأرض المباركة… سيناء.. هذه الأرض التي باركها الله؟
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 26 شوال 1446هـ / 25 أبريل 2025م
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وبخاصةٍ النبيُّ المصطفى (ﷺ) وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُنير العقول، وتُحيي القلوب، وتُسعد الإنسان والكون والحياة.
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبدُ الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).. أما بعد،،،
نقف اليوم على أعتاب ذكرى عظيمة، محفورة في وجدان كل مصري، بل كل مسلم غيور، إنها ذكرى تحرير سيناء، أرض الكرامة والتاريخ، الأرض التي باركها الله…
أيها المؤمنون:
أماكن فضلها الله واختصها بالفضل والبركة:
•فضَّل الله تعالى:
• بعضَ الأشخاص على بعض
• وبعضَ الأقوام على بعض
• وبعضَ الأزمان على بعض
• وبعضَ الأوقات على بعض
• وبعضَ الشهور على بعض
• وبعضَ الأيام على بعض
• وبعضَ الليالي على بعض
• كما فضل بعض الرسل على بعض قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ…) (البقرة: 253)
• كما فضَّل اللهُ بعض الأماكن على بعض
وهذه من الحقائق الإيمانية التي دلّت عليها نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وشهدت بها وقائع التاريخ.
الأماكن التي فضلها الله:
1. البيت الحرام (مكة المكرمة)
قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 96-97). وهي أحب أرض الله إلى سيدنا رسول الله (ﷺ)، وفيها الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين.
2. المدينة المنورة
وتُعدّ المدينة المنورة ثاني أقدس بقعة في الإسلام بعد مكة المكرمة وهي موطن الهجرة النبوية، ومأرز الإيمان، ومثوى سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ. اختارها الله لتكون دار النصرة والإيواء، فهاجر إليها النبي ﷺ بعد سنوات من الشدة والاضطهاد، فاحتضنته وأصحابه، وكانت منطلق بناء الدولة الإسلامية الأولى. ودعا لها بالبركة، فقال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ، أوْ أشَدَّ وصَحِّحْها وبارِكْ لنا في صاعِها ومُدِّها) ( ). بل جعلها الله حرماً كما جعل مكة حرماً، حيث قال ﷺ: (إنَّ إبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ ودَعا لأَهْلِها، وإنِّي حَرَّمْتُ المَدِينَةَ كما حَرَّمَ إبْراهِيمُ مَكَّةَ، وإنِّي دَعَوْتُ في صاعِها ومُدِّها بمِثْلَيْ ما دَعا به إبْراهِيمُ لأَهْلِ مَكَّةَ) ( ).
وفيها المسجد النبوي الشريف، الذي تضاعف فيه الأجور.
3. بيت المقدس وما حوله
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء: 1).
4. سيناء والطور (الأرض المباركة)
موطن التجلي، وكلام الله لموسى عليه السلام، ومهبط الوحي.
قال تعالى: قال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) (المؤمنون: 20). وقال: (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) (مريم: 52).
وما شرفه الله، وجعل فيه آية أو وحيًا أو مقامًا لنبي، فهو مكان مبارك، وله خصوصيته ومكانته عند المؤمنين.
5. المساجد
فخير البقاع في الأرض بيوت اللَّه (عز وجل).
سيناء الغالية:
نتحدث اليوم عن سيناء، هذه الأرض التي باركها الله، ونستحضرها في ذكرى تحريرها… إنها أرض التجليات، ومجمع الرسالات، ومهبط الأنبياء، وساحة الأبرار، وممر الحجاج إلى بيت الله الحرام، فعلى أديمها الطاهر سارت الأقدام المباركة، وعلى ترابها الميمون ارتفعت الأكف الضارعة، وعرجت الأرواح الطاهرة، وكلما خطوت في سيناء، شعرت ببركة قسم رب العالمين بهذه الأرض، حيث قال سبحانه:: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ) (التين: 1-2).
سيناء هي الشارة المضيئة، والعلامة الخالدة على قلب كل رجل مصري أصيل، فهي ليست مجرد أرض، بل كل شبر فيها قد رُوي إما بدماء الشهداء أو بعرق المصريين من أبناء هذا الوطن النبيل… هي قصة نضال، وسجل وفاء، ومهد لتضحيات لا تُنسى.
إنها بوابة مصر الشرقية… والأرض التي حملت على كاهلها عبء الدفاع عن كرامة الوطن، واحتضنت في رمالها الصامتة آلاف الحكايات التي تُروى بلا كلمات… وكل وادٍ فيها يُردد صدى دعاء أمٍّ لابنها، ولوطنها.
في سيناء لا تشرق الشمس فقط على الجبال، بل تشرق أيضًا على تاريخ من المجد، وعلى حاضر من التحدي، وعلى مستقبل من الأمل.
ومن كل ذرة رمل، ومن كل نخلة سامقة أو شجرة واقفة أو نبتة ذاكرة، ومن كل نسمة هواء نقية، تنبعث رسالة تقول: هنا مصر… وهنا رجالها… وهنا نكمل المسير…
إنها بوابة مصر الشرقية، التي دخل منها الإسلام الحنيف.. ودخل منها سيدنا عمرو بن العاص والمسلمون الأوائل لينشروا نور الإسلام في بقاع مصر الغالية… ومنها دخل آل بيت النبي (ﷺ) إلى مصر… فشرفت بهم، وباركها الله.
ومن خلالها أرادها الأعداء عبر التاريخ، غير أن المصريين دحروهم وردوا كيدهم في نحورهم.. بفضل الله رب العالمين.
القرآن يتحدث…
سيناء والطور والتجلي
في القرآن الكريم
من القواعد الذهبية التي تعلمناها: أنه كلما تكرر ذكر الشيء في القرآن، فاعلم أن الله (تعالى) يريد لفت انتباهنا إليه، وتأكيد أهميته، فتكرار ذكر الأمر في القرآن أكثر من مرة، من الدلالات المهمة التي تُرشد إلى عِظم هذا الشيء أو أهميته أو الدعوة إلى التأمل والتدبر فيه.
فعلى سبيل المثال: نجد أن القرآن العظيم تحدث عن سيدنا موسى (عليه السلام) في مواضع كثيرة، وسبب ذلك؛ لأن في سيرته دروسًا عظيمة في مواجهة الظلم، والدعوة إلى الصبر، والتوكل على الله، والدعوة بالحكمة، وحُسن القيادة.
وبناء على ما سبق ونظرا لأهميتها الدينية والتاريخية والحضارية…إلخ فقد ورد ذكر سيناء والطور في القرآن صراحة في 10 مرات، فضلا عن التلميح في آيات كثيرة.
1. قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 63).
2. وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (البقرة: 93).
3. وقال: (وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (النساء: 154).
4. وقال تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) (مريم: 52).
5. وقال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ) (طه: 80).
6. وقال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) (المؤمنون: 20).
7. وقال تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (القصص: 29).
8. وقال عز وجل:(وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (القصص: 46).
9. وقال سبحانه: (وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ) (الطور: 1-2).
10. وقال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ) (التين: 1-2).
*
كما قال سبحانه وتعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 143).
سيناء تلكم الأرض المباركة:
كلمة “سيناء” تدل على الارتفاع، وتعني: “المُباركة” أو “ذات الشجر” في بعض التفسيرات.
ووردت كلمة “سيناء في القرآن الكريم “في موضعين:
• قال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) (المؤمنون: 20).
• وقال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ) (التين: 1-2).
وقيل إن “سينين” و”سيناء” هما اسمان للمكان نفسه.
وهي منطقة لها قداسة تاريخية ودينية كبيرة، حيث مر بها عدد من أنبياء مثل موسى عليه السلام، وكلّمه الله فيها.
أسماء سيناء… دلالات دينية وتاريخية وجغرافية
تعدُّ شبه جزيرة سيناء من البقاع التي حازت شرفًا كبيرًا دينيا، وامتزج فيها التاريخ بالجغرافيا بالقداسة، لذلك تعددت أسماؤها، وتنوعت أوصافها، فكل اسم يحمل في طياته بُعدًا روحيًّا أو وصفًا طبيعيًّا أو دورًا تاريخيًّا.
أولًا: الأسماء القرآنية والدينية لسيناء
1. سيناء:
وهو الاسم الأشهر، وقد ورد في قوله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) (المؤمنون: 20).
2. طور سيناء / طور سينين:
– جاء ذكر “طور سينين” في قوله تعالى:
قال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) (المؤمنون: 20).
وقال تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ) (التين: 1-2).
3. الواد المقدس طوى:
في قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) (طه: 12).
وهو الموضع الذي كُلِّم فيه موسى (عليه السلام) من قِبل الله (سبحانه وتعالى)، ويقع جنوب سيناء.
4. البقعة المباركة:
كما في قوله تعالى:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (القصص: 30). وهي ذاتها المنطقة المقدسة حول جبل الطور.
وهناك أيضا أسماء أخرى بيد أن المفسرين اختلفوا فيها.
ثانيًا: الأسماء التراثية والشعبية لسيناء
1. أرض الفيروز:
وهو لقب شاع في العصر الحديث، ويعود إلى أن سيناء كانت مصدرًا مهما الفيروز النفيس منذ القدم.
2. أرض الأنبياء:
لأنها احتضنت خطوات عدد من أنبياء الله.
3. أرض الوحي والتجلي الإلهي:
لأنها الأرض التي تجلى الله فيها للجبل، في واحدة من أندر لحظات التجلي الإلهي المذكورة في القرآن: (فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا…) (الأعراف: 143).
.4. أرض السلام:
حيث حملت عبر العصور رسالة السلام بين الشرق والغرب، وكانت ملتقى حضارات.
الأرض المباركة أرض التجلي والتكليم:
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 143).
يقول مولانا الإمام محمد متولي الشعرواي (رحمه الله) في خواطره المباركة حول قضية التكليم والتجلي: والميقات هو الوقت الذي يعد لعمل من الأعمال. ونسميه وقت العمل. وغلب على أشياء في الإِسلام، كمواقيت الحج. ونحن نعلم أن كل عمل وحدث يتطلب أمرين يُظْرَف فيهما، أي يكونان ظرفاً له فلا بد له من:
– مكان يحدث فيه
– وزمان يحدث فيه كذلك، واسمهما ظرف الزمان، وظرف المكان.
إلا أن ظرف الزمان غير ثابت. لكن ظرف المكان ثابت.
وجاء موسى لميقاتنا المضروب له بعد أربعين ليلة. (وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ..) (الأعراف: 143). وحينما خص الله موسى بميزة أن تكلم إليه، حصل من موسى استشراق اصطفائي.
وكأنه قال لنفسه: ما دام قد كلمني فقد أقدر أن أراه مثلما قال موسى من قبل رداً على سؤال الله: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ) (طه: 17). كان الجواب يكفي أن يقول: ” عصا ” لكنه قال:(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي..) (طه: 18). قال ذلك على الرغم من أن الحق (سبحانه) لم يسأله: ماذا تفعل بها؟ وأراد بالكلام أن يطيل الأنس بربه، وكأنه عرف أنه من غير اللائق أن يكون الجواب مجرد كلمة رداً على سؤال.
وحين وجد موسى أن الله يكلمه استشرفت نفسه أن يراه: (وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ). لم يقل موسى: أرني ذاتك. بل قال: (أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ) كأنه يعلم أنه بطبيعة تكوينه يعرف أنه لا يمكن أن يرى الله، لكن إن أراه الله، فهذا أمر بمشيئة الحق.
وقدم موسى الطلب معلقاً بمشيئة الله (تعالى) وإرادته؛ لأنه يعلم أنه غير معد لاستقبال رؤية الله، لأن تكوينه لا يقوى على ذلك… ولكن حين تبرزون في الآخرة وتعدون إعدادًا آخر، فمن الممكن أن تنالوا شرف رؤيته: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: 22-23). ولا يستوي الناس في ذلك؛ لأن المؤمن هو من ينال شرف النظر إلى الله، أما الكافر فهو محجوب عن رؤية الحق. يقول تعالى في شأن الكفار: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15) فلا يستوي المؤمن والكافر في هذه الحالة، وهكذا فما دام الكافر محجوبًا فالمؤمن غير محجوب ويرى ربَّه.
وقال موسى: (رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ). قال الحق: (قَالَ لَن تَرَانِي). وفي اللغة نجد أن “لن” تأتي تأبيدية، أي تؤبد المستقبل أي لا يحدث ولا يتحقق ما بعدها. فهل معنى ذلك أن قول الحق: (لَن تَرَانِي) أن موسى لن يرى الله في الدنيا ولا في الآخرة؟.
ونقول: ومن قال إن زمن الآخرة هو زمن الدنيا؟ إن هذه لها زمن وتلك لها زمن آخر: (يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم: 48). فزمن الآخرة وإعادة الخلق فيها سيكون أمراً آخر، يكفي أن أهل الجنة سيأكلون ولن تكون لهم فضلات، إنه خلق جديد. إن مجيء ” لن ” في قوله الحق: (لَن تَرَانِي) تأبيدها إضافي، أي بالنسبة للدنيا، وفيها تعليل لعدم قدرة موسى على الرؤية، وأضاف سبحانه: (وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً..) (الأعراف: 143).
والله سبحانه هنا يُعلم موسى بعملية واقعية فأوضح: لن تراني ولكن حتى أطمئنك أنك مخلوق بصورة لا تمكنك من رؤيتي انظر إلى الجبل، والجبل مفروض فيه الصلابة، والقوة، والثبات، والتماسك فإن استقر مكانه، يمكنك أن تراني.
إن الجبل بحكم الواقع، وبحكم العقل، وبحكم المنطق أقوى من الإِنسان، وأصلب منه وأشد، ولما تجلّى ربه للجبل اندك.
والدكُّ هو الضغط على شيء من أعلى ليسوَّى بشيء أسفل منه. والحق هو القائل: (كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً) (الفجر: 21).
وهنا في موقف موسى وحواره مع الله يتأكد لنا أن الله تجلى على خلق من خلقه، ولكن أيقدر المتجلَّى عليه على هذا التجلي أم لا يقدر؟. إن أقدره الله فهو يقدر، أما إن لم يقدره الله فلن يقدر.
والجبل هو الأصلب، فلما تجلى له ربه اندك،
ولم تقو طبيعة موسى على التجلي لله بدليل أن الأقوى منه لم يقو. وبعد ذلك أراد الله أن يلفتنا لفتة تصاعدية. ويبين لنا أن موسى قد صعق لرؤية المتجلَّى عليه فكيف لو رأى المتجلِّي؟!! (فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً).
ويقال: خر الشيء إذا سقط من أعلى إلى أسفل، والحق (سبحانه وتعالى) يخبرنا هنا: (وَخَرَّ موسَىٰ صَعِقاً)،
• والصعقه تُطلق ويراد بها الوفاة، وصعقة الوفاة يقول فيها الحق سبحانه: (فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) (الزمر: 68). إذن النفخة الأولى لصعق وموت الجميع، ثم تأتي النفخة الثانية للبعث.
• ولكن هنا صعقة أخرى تعبر عن الإِغماءة الطويلة.
وهنا يقول الحق: (فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ). وهذا يدل على أن الصعقة ليست هي الصعقة المميتة، وأفاق سيدنا موسى من الصعقة، وانتبه إلى أنه لم يكن من اللائق أن يطلب الرؤية المباشرة لله.
(فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ)، وساعة تسمع كلمة ” سبحانك ” اعرف أنَّه يراد بها التنزيه لله.
(فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 143). وتوبة موسى هنا لأنه سأل الله ما ليس له به علم، وأنَّ ربنا قد أعطاه بدون أن يسأل، لقد كلمه الله، فلماذا يُصعد المسألة ويطلب الرؤية؟ ولماذا لم يترك الأمور للفيوضات التي يعطيها الله له ويتنعم بفيض جود لا ببذل مجهود؟. ويقرر موسى ويقول: (وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ)، أي بأنّ ذاتك – سبحانك – وقال: (سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ) وكأنه قد فهم ما أوضحه الحق له: لا تلتفت إلى ما منعتك، ولكن انظر إلى ما أعطيتك: (قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنِّي…) ( ). (تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف ومدقق (بتصرف واختصار))
أيها المصريون، استشعروا نعمة الله جل جلاله على مصر وأهلها، فأي شرف وأي مجد وأي بركة وأي نور وأي بصيرة أفيضت من الله عز وجل على تلك البقعة الغرّاء من أرض مصر! أي فضل وكرم ومنحة وعطاء من الله لنا أهل مصر؛ لما أن اصطفى الله تعالى بقعة من أرضنا الطاهرة ليتجلّى عليها مصطفياً نبيّه موسى عليه السلام!
أيها المصريون، لقد استشرَفَتْ أرض سيناء لشهود هذا التجلّي الإلهي العظيم:
قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 143).
أيها الكرام:
• فلنستلهم من صمت سيناء الحكمة،
• ومن وعورة دروبها القوة،
• ومن شمسها الساطعة النور.
• تعالوا نتأمّل في جبالها الشمّاء التي تشبه في صمودها قلوب المصريين، وفي وديانها الفسيحة التي تحتضن آمال المستبشرين.
• إن سيناء المباركة أرضٌ ترابها ذهب، ونخيلها عجب، ومعادن رجالها تُحبّ، رمالها فيروز، وخزائنها كنوز.
• أرض سيناء كتاب مفتوح يقرأ فيه العارفون سطور العظمة الإلهية، والبطولة المصرية؛ ففي كل حجر حكاية، وفي كل وادٍ قصة، وعلى كل شبر ملحمة!
أيها الكرام، بثّوا في نفوس أولادكم أن سيناء الأرض المباركة عنوان الثبات والنصر، وأرض الملاحم والبطولات والعزة والإباء والكرامة. ارتوت أرضها بدماء الشهداء، وكل ذرة فيها تشهد لجنود مصر الأوفياء. فاقدروا لتلك الأرض المباركة قدرها، فإن الخامس والعشرين من أبريل شاهد أن سيناء تنفي خبثها، حيث يجتمع في هذا اليوم العظيم شرف الزمان والمكان والإنسان، ممزوجًا بتكبيرات النصر ونظرات الأمل في مستقبل يحمل الخير والبركة والنماء ( ). (راجع: “الأرض المباركة”: خطبة وزارة الأوقاف المصرية 25 أبريل 2025م.)
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله..يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد..
فجر سيناء يُشرق بالخير والعزة والقوة والنماء:
إن أرض سيناء حبيبة إلى الله وحبيبة إلى رسله، وحبيبة إلينا جميعا، فقد ذكرها الله في القرآن الكريم عدة مرات؛ بل إنه سمى إحدى سور القرآن باسم مكان فيها، وهي سورة الطور. إنها أرض التسامح والبركة والسلام، فيها كلَّم الله موسى عليه السلام تكليمًا…
لقد أُهملت سيناء رِدحًا من الدهر، فاستغلها أصحاب الفكر الفاسد المفسد؛ وقد قرر الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي (حفظه الله وحفظ جيشنا ومؤسسات أمننا وشعبنا الطيب)، ليكشر عن أنيابه ويصدر أوامره بتطهير سيناء الأرض الطيبة من الخبث والخبائث والإرهاب البغيض.. مسخرا كل ما يلزم لاقتلاع شجرة الإرهاب النجسة من جذورها، لتظل أرض الفيروز أرضًا طيبة مباركة، ورمزا للأمن والسلام.. فالأرضُ عِرضٌ ولن يفرط المصريون في شبر واحد من أرضهم.. ولن يتركوها أبدا أبد مرتعا للخبثاء..
فهنيئا للأبطال البواسل من قواتنا المسلحة ومن رجال الشرطة الأبرار… هيئنا لمن شارك في حرب التطهير.. هنيئا لمن فكر وخطط ودبر وساعد ونفذ… وهنيئًا ثم هنيئًا لمن اُستشهد في معركة العزة والفخار للقضاء على طرف خبيث رسم للعالم صور سوداء عن الإسلام وهو منها براء..
أيها القادة.. أيها الضباط.. أيها الجنود.. أيها الرجال… كلنا معكم، ومن ورائكم… والله يحرسكم ويرعاكم ويسدد خطاكم ويثبت أقدامكم ويسدد رميكم.. ليشرق فجر سيناء من جديد، ومن ثم تبدأ مرحلة البناء والإعمار والازدهار بإذن الله تعالى.. وتذكروا بشارته سيدنا النبي لكم، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنها) أن رسول الله (ﷺ) قال: (عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ) ( ).
التحرش خيانة وسقوط:
• التحرش ليس فعلًا عابرًا، بل هو جريمة وخيانة للثقة التي يجب أن تكون سائدة وكائنة بين الناس…
• التحرش خروج عن الأدب والدين والقيم.
• التحرش سقوط أخلاقي يفقد الفاعل شرف الإنسانية، ويجعله مسؤولًا عن ذلك أمام الله والقانون والضمير.
إن من يتعمد إيذاء الآخرين نظرًا أو لفظًا أو فعلًا، فقد تعدى على خلق الله، وعلى حرمات الله، وانقلب على نعمة العفة التي أكرم الله بها الإنسان، وسار في طريق الشيطان.
فلنرب أبناءنا وبناتنا على حسن الخلق، وصون النظر، وتقوى الله في السر والعلن.
فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: (إنَّ مِن أحَبِّكُم إليَّ، وأقْرَبِكُم مِنّي مَجلِسًا يومَ القيامَةِ، أحاسِنُكُم أخلاقًا…) ( ).
ولنشجع كل من تعرض للتحرش على الإبلاغ وأخذ حقه، ولنكن نحن العزاء والسند والملجأ.
فكلنا مسؤول، وكلنا داعٍ للصلاح، وكلنا جندي في معركة القيم.
فعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي (ﷺ) قال: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) ( ).
*
اللَّهُمَّ أَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَى مِصْرَ وَأَهْلِهَا
وَافْتَحْ لَنَا البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
وَبَارِكْ فِي مِصْرَ وَرِجَالِهَا وشَعْبِهَا وَجَيْشِهَا
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف