خطبة الجمعة “إنسانية الحضارة الإسلامية”، للدكتور محمد سالم
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 3 ديسمبر 2021م : “إنسانية الحضارة الإسلامية”، للدكتور محمد سالم ، بتاريخ: 28 ربيع الآخر 1443هـ – الموافق 3 ديسمبر 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 ديسمبر 2021م ، للدكتور محمد سالم : “إنسانية الحضارة الإسلامية”.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 ديسمبر 2021م ، للدكتور محمد سالم : “إنسانية الحضارة الإسلامية” ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 ديسمبر 2021م ، للدكتور محمد سالم: “إنسانية الحضارة الإسلامية”، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محمد سالم : “إنسانية الحضارة الإسلامية” : كما يلي:
1- حال الناس قبل الإسلام
٢- جعل الإسلام المساواة أول حجر في بناء الحضارة الإسلامية
٣- العدل هو الحجر الثاني في بناء هذه الحضارة
٤- الحضارة الإسلامية قادرة على استيعاب فضائل غيرها وصبغه بصبغتها
٥- حضارة تحترم الجسد والعقل والروح
٦- حضارة لا تحجب أنوارها عن غيرها
٧- ماذا لما غاب الإسلام عن الحضارة الإنسانية.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محمد سالم : “إنسانية الحضارة الإسلامية” : كما يلي:
من نفحات الخطبة القادمة
إنسانية الحضارة الإسلامية
العناصر:
1- حال الناس قبل الإسلام
٢- جعل الإسلام المساواة أول حجر في بناء الحضارة الإسلامية
٣- العدل هو الحجر الثاني في بناء هذه الحضارة
٤- الحضارة الإسلامية قادرة على استيعاب فضائل غيرها وصبغه بصبغتها
٥- حضارة تحترم الجسد والعقل والروح
٦- حضارة لا تحجب أنوارها عن غيرها
٧- ماذا لما غاب الإسلام عن الحضارة الإنسانية.
من أراد أن يرى إنسانية الحضارة الإسلامية فلينظر إلى حال الناس قبل بزوغ فجر الإسلام ولينظر إلى حال الناس عند غياب الإسلام عن توجيه الحياة!!!
جاء الإسلام وكان العمى قد استبد بالناس ليس في تركهم التوحيد فقط بل في كل مجالات الحياة فانقسم الناس إلى سادة لهم كل الحقوق وعبيد ليس لهم اي حقوق ولكنك تكتسب بعض الحقوق إذا رضي عنك هؤلاء السادة وبالمقدار الذي يأذنون لك به اذا ما عرفت مقدارك ولم تطلب سواه
جاء الإسلام فسوى بين العبد والحر وجعل مقياس التفاضل بمقاييس غير مقاييس الناس
وأعاد الأمر إلى حقيقته الأولى حتى قال عمر رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
جاء الإسلام فصعد بلال يؤذن فوق الكعبة وهو حبشي في الوقت الذي لم يرض فيه سادة مكة أن يتركوا وضع الحجر الأسود في موضعه لبعضهم البعض بل وتعاقدوا على الحرب ولو كلفهم هذا الأمر دمائهم حتى سموا بعد هذا التعاقد لعقة الدم
فما الذي حدث
إنه نور الإسلام
الإسلام الذي صف الناس في الصلاة صفا واحدا ابو بكر وعثمان وبلال وصهيب !!!
إن أول خطوة في بناء أي حضارة هي المساواة
وفي الوقت الذي تغنى فيه مدعوا الحضارات في كل وقت انهم اسسوا للمساواة كان الإسلام هو الذي حول هذا الادعاء إلى حقيقة ملموسة وواقع معاش.
إن الذي بهر الجماهير من الفرس والروم ليس قوة السلاح لأنه ببساطه لو كان الحسم للسلاح لما غلب ثلاثين ألفا ثلاثمائة ألف ولا واجه ثلاثة آلاف ٢٠٠ الف كما حدث في مؤته ، ولكن الذي بهر الناس هو العدل والمساواة ومعرفة كل صاحب حق حقه فطلب ما له بلا خوف وادى ما عليه بلا إكراه.
فأضاءت الحضارة حتى وقف ربعي بن عامر يقول لقائد الفرس جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد
هل كان يتخيل ربعي أن يقف هذا الموقف ليعلن هذا التحدي
بل لم يخطر ببال أحد أن هذا سيكون قبل هذه اللحظة بخمسين سنة فقط !!!
لذلك بهرت الجماهير بهذا الدين ليدخلوا في دين الله افواجا
فيمكننا أن نقول إن من أسباب إنسانية هذه الأمة شيوع معاني العدل والحق والمساواة وتطبيقهم عمليا في حياة الناس
كذلك من ضمن أسباب إنسانية هذه الأمة
هو أن الحضارة الإسلامية قادرة على استيعاب كل جميل من القيم والجهد وصبغه بصبغتها الخاصة فهي حضارة
تحترم العقل ولا تصادمه
وتقدر الخير الذي في الناس فتكشف عنه وتنمية وتشجعه حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
وأثنى على الخير الذي عند الناس قبل أن يسلموا
لما قال له جبير بن مطعم اني كنت افعل الخير في الجاهلية من العتاقة والضيافة والصلة اتحنث به ليقول له النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير
كما أن الحضارة الإسلامية تستوعب الخير الذي عند الامم في كل مجال
ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يثمن توجيه سلمان لما أشار بحفر الخندق وأمر بالتنفيذ فورا تقديرا منه بأن تجارب الأمم ليست حكرا على أمة وان الحضارة الإسلامية تستفيد من جهود البشرية لأنها حضارة البشرية
ولنا أن نتساءل لماذا كانت هذه الحضارة بكل هذه العظمة للإنسانية
اولا . لان هذه الحضارة إلهية المصدر
فدستورها الذي انبنى عليه تشريعها هو القرآن الكريم كتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو سبب هداية لمن تمسك به
قال تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” [المائدة١٥ : 16]
ثانيا أن الحضارة الإنسانية تتوافق مع الفطرة ولا تصادمها وتحترم العقل وتقدره وتصحح مساره اذا شذ او اغتر
ولما كانت تحترم العقل ولا تخالف الفطرة أنتجت الحضارة أفرادا متزنين يؤدون حق أجسادهم في الطعام والشراب والراحة والنظافة وما إلى ذلك .. كما يؤدون حق عقولهم بالتفكير والبحث
قد يقول قائل هنا وما الاضافة التي تضيفها الحضارة الإسلامية اذن
نقول ان الحضارة كما اهتمت بالأجساد والعقول اهتمت كذلك بالأرواح فنمت الجانب الايماني أعظم تنمية من خلال العبادة والاخلاق حتى اصطبغت الحياة كلها بصبغة الإيمان وطبقوا ما نهجه سيدنا إبراهيم من قبل حين قال
قال تعالى: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ” [الأنعام ١٦١: ١٦٣]
فلما ضبط الأفراد نالت الأمة خيرتها لان خيرية الأمة بخيرية افرادها كما أن الحضارة الإسلامية لم تحجب انوارها عن غيرها بل كانت منارة لكل ما حولها حتى أن الغرب نهض هذا النهوض بسبب اختلاطهم بالحضارة الإسبانية في مواضع التماس كالأندلس ومصر والهند وغير ذلك واعترف بهذا المنصفون من المؤرخين
إن العالم اليوم وإن كان بلغ مبلغا عظيما في العلوم التى تتصل بأمور الدنيا لكنها أهملت جانب الروح حتى ترى أكثر الدول ثراء أعلاها في نسبة الانتحار لان الحضارة عظمت جانب الجسد على حساب الجانب الروحي والجانب الاجتماعي والانسان فحولت الإنسان إلى ترس في اسنان هذه الآلة العملاقة التي تسمى التكنولوجيا
كما أن الحضارة الحديثة لما ابتعدت عن ربها نعم أبدعت في ابتكار وسائل الراحة للإنسان ولكنها في الوقت ذاته استعبدته استعباد لآلة لا ترحم ولا تحس وانتجت في المقابل آلاف الأنواع من الأسلحة التى تدمر قرى كاملة بل وتلوث الأرض لمئات السنين
أن غياب الحضارة الإسلامية عن الساحة جعلت التقدم لا قلب له ومن ثم لم توفر للإنسان الراحة التي كان يبتغيها ، اننا كمسلمين نحتاج بشده إلى نصدر حضارتنا إلى العالمين خاصة مع توافر وسائل الاتصال بالغير ويسرها ولكن نحن تهنا في كثير من الأمور متخبطين على أبواب التجارب وعندنا ما يغني العالمين فكيف لا يغنينا
ولعلنا نترنم مع شوقي ولكن ترنم جريح
إذا زرت بعد البيت قبر محمد …. وقبلت مثوى الأعظم العطرات
ولاح ضياء عند كل ثنيه …. وفاح أريج عند كل حصاه
وفاضت مع الدمع العيون مهابة … لأحمد بين الستر والحجرات
فقل لرسول الله يا خير مرسل …. أبثك ما تدري من الحسرات
شعوبك في شرق البلاد وغربها …. كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران ذكر وسنة …. فما بالهم في حالك الظلمات
فهل نؤدي ما علينا تجاه البشرية لننقظهم من الظلمات ولكن هل رأيت يوما نائما يوقظ نائما
كتبه د/محمد سالم
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف