أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 23 يونيو 2023م : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 23 يونيو 2023م بعنوان : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 5 ذو الحجة 1444هـ ، الموافق 23 يونيو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 يونيو 2023م بصيغة word بعنوان : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 يونيو 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي

عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 يونيو 2023م ، بعنوان : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: فضـــــائلُ يــــومِ عرفــــةَ.

ثانيًا:أعمـــــالُ يـــــومِ عرفـــةَ.

ثالثًا:الأضحيةُ سنةُ أبيكُم إبراهيم.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 يونيو 2023م ، بعنوان : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

فضائلُ عرفةَ وسنةُ الأضحيةِ

5 ذو الحجة 1444 هـ – 23يونيو 2023م

الحمدُ للهِ مُعطِي الجزيلَ لمَنْ أطاعَهُ ورَجَاه، شديدِ العقابِ لمَن أعرضَ عن ذكرِهِ وعصاه، اجْتَبَى مَن شاءَ بفضلِهِ فقرَّبَهُ وأدْناه، وأبْعَدَ مَنْ شاءَ بعَدْلِه فولاَّهُ ما تَولاَّه، أنْزَلَ القرآنَ رحمةً للعالمين ومَنَارًا للسالِكين فمَنْ تمسَّكَ بهِ نالَ منَاه، ومَنْ تعدَّى حدودَهُ وأضاعَ حقُوقَهُ خسِرَ دينَهُ ودنياه، أحْمدُهُ على ما تفضَّلَ بهِ مِن الإِحسانِ وأعطاه، وأشْكرُهُ على نِعمهِ الدينيةِ والدنيويةِ ، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الكاملُ في صفاتِهِ المتعالي عن النُّظَراءِ والأشْباه، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الَّذِي اختارَهُ على البشرِ واصْطفاه ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابهِ والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِياه، وسلَّم تسليمًا.

العنصر الأول من خطبة الجمعة 23 يونيو 2023م : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية

أولًا: فضـــــائلُ يــــومِ عرفــــةَ.

عبادَ الله: إنّ يومَ عرفةَ مِن أيامِ اللهِ المباركةِ، تتنزلُ فيه الرحماتُ، وتكثرُ البركاتُ، وتسكبُ العبراتُ، خصَّهُ اللهُ بمزايا ليستْ في غيرهِ مِن سائرِ الأيامِ، ففيهِ تُستجابُ الدعواتُ، وتُقالُ العثراتُ، ويباهِي اللهُ بأهلِ الموقفِ أهلَ السماوات، لم يُرَ الشيطانُ في هذا اليومِ المشهودِ أحقرَ ولا أذلَّ مِن يومٍ آخر.

عبادَ الله: إنَّ يومَ عرفةَ لهُ فضائلٌ كثيرةٌ منها:

**أنّ اللهَ أقسمَ بهذا اليومِ، قالَ تعالي: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}(الفجر)، قالَ ابنُ عباسٍ: الوترُ يومُ عرفةَ لكونهِ التاسع، والشفعُ يومُ النحرِ لكونهِ العاشر.(مختصر تفسير بن كثير).

**وهو يومُ أخذَ اللهُ فيه الميثاقَ علي ذريةِ آدم: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ يَعْنِي عَرَفَةَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا ” قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} (الأعراف).(مسند أحمد). فما أعظمهُ مِن يومٍ وما أعظمهُ مِن ميثاقٍ.

**وهو يومُ إكمالِ الدين وإتمامِ النعمةِ: عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ يَهُودَ، نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} نَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: فَقَدْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، وَالسَّاعَةَ، وَأَيْنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ نَزَلَتْ، نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِعَرَفَاتٍ.(صحيح مسلم).

وعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ فَقَالَ: لَوْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ عَلَيْنَا لاَتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَوْمِ عِيدَيْنِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ.(سنن الترمذي).

وإكمالُ الدينِ: أنّ المسلمين لم يكونُوا حجُّوا حجةَ الإسلامِ بعدَ فرضِ الحجِّ قبل ذلك ولا أحدَ منهم، فحجُّوا، فكملَ بذلك دينُهُم لاستكمالِهِم عملَ أركانِ الإسلامِ كلّهَا، وكذلك أعادَ اللهُ تعالي الحجَّ على قواعدِ إبراهيمَ عليه السلام ونفَى الشركَ وأهلَهُ فلم يختلطْ بالمسلمين في ذلك الموقفِ منهم أحدٌ، و إتمامُ النعمةِ إنّما حصلَ بالمغفرةِ فلا تتمُّ النعمةُ بدونِهَا.(لطائف المعارف).

**وفي هذا اليومِ يباهِي اللهُ بأهلِ الموقفِ الملائكةَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِى أَتَوْنِى شُعْثاً غُبْرًا » .(مسند أحمد).

**وهو يومُ الحجِّ الأكبرِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى: الحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الحَجَّ).(سنن الترمذي).

**وهو اليومُ المشهودُ، قال تعالي: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)}(البروج)، { وَشَاهِدٍ } يومُ الجمعةِ، { وَمَشْهُودٍ } يومُ عرفةَ، عن أبي هريرةَ أنّهُ قال في هذه الآيةِ { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} قال: «الشاهدُ يومُ الجمعةِ والمشهودُ يومُ عرفةَ، والموعودُ يومُ القيامةِ»، وعن سعيدِ بنِ المسيبِ أنّه قال، قال رسولُ اللهِ ﷺ: « إنّ سيدَ الأيامِ يومُ الجمعةِ، وهو الشاهدُ، والمشهودُ يومُ عرفةَ ».(مختصر تفسير بن كثير).

 **وهو يومُ مغفرةِ الذنوبِ: عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: وقفَ النبيُّ ﷺ  بـعرفاتٍ وقد كادتْ الشمسُ أنْ تؤوبَ، فقال: “يا بلال! أَنصِتْ لي الناسَ”. فقامَ بلالُ، فقال: أَنْصِتوا لرسولِ اللهِ ﷺ، فأنصتَ الناسُ، فقال: “معاشرَ الناسِ! أَتاني جبرائيلُ آنفًا، فأقرأنِي من رَبِّي السلامَ، وقال: إنَّ اللهَ عزّ وجلّ غفرَ لأهلِ عرفاتٍ، وأَهلِ المَشْعَرِ، وضَمِنَ عنهم التبعاتِ”. فقام عمرُ بنُ الخطابِ فقال: يا رسولَ اللهِ! هذا لنا خاصة؟ قال: “هذا لكم، ولمَن أتى مِن بعدِكُم إلى يومِ القيامةِ”. فقال عمرُ بنُ الخطابِ: كثرَ خيرُ اللهِ وطابَ. (الترغيب والترهيب للمنذري).

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ» فَقَالَ رَجُلٌ: أَلِأَهْلِ مُعَرَّفٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً».(المنتخب من مسند عبد بن حميد).

** وفي يومِ عرفةَ يُري الشيطانُ  أحقرَ وأذلَّ لِمَا يتنزلُ علي العبادِ مِن الرحماتِ ويغفرُ لهم مِن الزلاتِ: عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلاَ أَدْحَرُ وَلاَ أَحْقَرُ وَلاَ أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلاَّ مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ، قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ.(موطأ مالك ).

**وهو يومُ العتقِ مِن النيرانِ: عن عَائِشَةُ: أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: ” مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ “(صحيح مسلم).

**ويومُ عرفةَ وأيامُ منَي عيدٌ لأهلِ الإسلامِ: عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ».(سنن أبي داود).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة 23 يونيو 2023م : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية

ثانيًا:أعمـــــالُ يـــــومِ عرفـــةَ.

عبادَ الله: إنّ يومَ عرفةَ مِن جملةِ العشرِ التي ينبغِي للعبدِ أنّ يجتهدَ فيها، تحصيلًا للخيراتِ والبركاتِ، بل ويزيد عليها بمَا خصّهُ اللهُ مِن فضائلَ ونفحاتٍ ومنها العتقُ مِن النارِ، فهل نضيعُ هذه الفرصةَ التي يتمناهَا مَن سبقونَا، فعلينا جميعًا أنْ نغتنمَ هذه الفرصةَ ونتزودَ للقاءِ اللهِ بالإكثارِ مِن الأعمالِ الصالحةٍ التي دلّنَا عليها ورغبنَا فيها سيدُنَا  ونيُّنَا مُحمدٌ ﷺ ،  فمَن طمعَ في العتقِ مِن النارِ ومغفرةِ الذنوبِ في يومِ عرفةَ فليحافظْ على الأسبابِ التي يُرجَى بها العتقُ والمغفرةُ ومنها:

**الصيامُ لهذا اليومِ المباركِ: سُئِلَ رسولُ اللهِ ﷺ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»(صحيح مسلم).

**ومنها الدعاءُ والإكثارُ مِن شهادةِ التوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ فإنّها أصلُ دينِ الإسلامِ الذي أكملَهُ اللهُ تعالى في ذلك اليومِ وأساسه: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.(سنن الترمذي).

وفي الموطأِ قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ “(موطأ مالك).

**التكبيرُ المقيدُ عقب الصلواتِ يبدأُ مِن فجرِ عرفةَ، قالَ ابنُ حجرٍ رحمه اللهُ تعالي: وأصحُّ ما وردَ فيه عن الصحابةِ قولُ عليٍّ وابنِ مسعودٍ أنّه مِن صبحِ يومِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ منَى، أخرجَهُ ابنُ المنذرِ وغيرهُ واللهُ أعلمُ.(فتح الباري لابن حجر).

**وحفظُ الجوارحِ عن المحرماتِ: عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ (الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ) رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ  ﷺ  يَوْمَ عَرَفَةَ  قَالَ فَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ النِّسَاءَ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ  قَالَ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ  ﷺ  يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مِرَاراً  قَالَ وَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ إِلَيْهِنَّ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ  ﷺ « ابْنَ أَخِى إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ » .(مسند أحمد).

وليحذرْ العبدُ مِن الذنوبِ التي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعتقَ:

**ومنها: الاختيالُ، روينَا مِن حديثِ جابرٍ عن النبيِّ ﷺ قال: “ما يُري يومٌ أكثر عتيقًا ولا عتيقةً مِن يومِ عرفةَ لا يغفرُ اللهُ فيهِ لمختالٍ” وخرجَهُ البزار والطبراني وغيرهما، والمختالُ هو المتعاظمُ في نفسهِ المتكبر، قال اللهُ تعالى: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23] وقال النبي ﷺ: “إنّ اللهَ لا ينظرُ إلى جرِّ ثوبهِ خيلاء”.

**ومنها الإصرارُ على الكبائرِ، فيا مَن يطمعُ في العتقِ مِن النارِ ثمّ يمنعُ نفسَهُ الرحمةَ بالإصرارِ على كبائرِ الإثمِ والأوزارِ تاللهِ ما نصحتَ نفسَكَ ولا وقفَ في طريقِكَ غير نفسِكَ، فإنْ حُرمتَ المغفرة، قلتَ: أنّ هذا: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران )، إنْ كنتَ تطمعُ في العتقِ فاشترِ نفسَكَ مِن اللهِ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة )،مَن كرمتْ عليه نفسهُ هانَ عليه كلُّ ما يبذلُ في افتكاكِهَا مِن النارِ.

اشترى بعضُ السلفِ نفسَهُ مِن اللهِ ثلاثًا أو أربعًا يتصدقُ كلَّ مرةٍ بوزنِ نفسهِ فضة، واشترى عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنُ الزبيرِ نفسَهُ مِن اللهِ بديتهِ ستَّ مراتٍ تصدقَ بها، واشترى حبيبُ نفسَهُ مِن اللهِ بأربعينَ ألفَ درهمٍ تصدقَ بها، وكان أبو هريرةَ يسبحُ كلَّ يومٍ اثنَي عشرَ ألفَ تسبيحةٍ بقدرِ ديتهِ يفتكُ بذلك نفسَهُ،  فمَن عرفَ ما يطلبُ هانَ عليهِ كلَّ ما يبذلُ.(لطائف المعارف ).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة 23 يونيو 2023م : فضل يوم عرفة وسنة الأضحية

ثالثًا:الأضحيةُ سنةُ أبيكُم إبراهيم.

عبادَ الله: إنّ  الأضحيةَ سنةُ سيدِنَا إبراهيمَ عليه السلام، فإنّ اللهَ شرعَهَا لإبراهيمَ حين فدَي ابنَهُ إسماعيلَ عليه السلام ، بعد ما أمرَهُ اللهُ بذبحهِ، امتحانًا لهُ، فبادرَ بامتثالِ أمرِ ربِّهِ، قال تعالي :{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}(الصافات).

وضحَّي النبيُّ ﷺ فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ».(صحيح البخاري).

فالأضحيةُ شعيرةٌ مِن شعائرِ الإسلامِ ،  قال تعالي :{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)}(الكوثر).

وعن ابنِ عمرَ قال:( أَقامَ رسولُ اللهِ ﷺ  بالمدينةِ عشرَ سنين يُضَحَّي).(مسند أحمد).

ومِن أفضلِ ما يُتقربُ به مِن الأعمالِ في يومِ النحرِ الأضحية، التي سنَّهَا لنَا المصطفَي ﷺ، فهي توسعةٌ علي المضحِّي، وعلي الأقاربِ والجيران، وتوسعةٌ كذلك علي الفقراءِ والمساكين .

فاللَّهُمَّ اعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِكَ وولايتِكَ، ربنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتك يا أرحمَ الراحمين  وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!