خطبة الجمعة 2 أبريل 2021م : التنمية الشاملة من منظور إسلامي ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م : التنمية الشاملة من منظور إسلامي ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 20 شعبان 1442هـ – الموافق 2 أبريل 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 ابريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : التنمية الشاملة من منظور إسلامي.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : التنمية الشاملة من منظور إسلامي، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : التنمية الشاملة من منظور إسلامي، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : التنمية الشاملة من منظور إسلامي : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة : التنمية الشاملة من منظور إسلامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين .. يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركً فيه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ..وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمداً عبده ورسوله القائل: “لعن الله الراشي والمرتشي “اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا جماعة الإسلام أي مجتمع تقاس قوته بمدى تحقيق التنمية فيه، فالركود والكساد والبطالة أمراض شيخوخة تنبأ عن نضب الحركة في المجتمع وشيوع الفساد في أركانه وانطفاء الأمل بين شبابه، ومن ثم تكثر الانحرافات ، وهذا أمر ينافي ما جاء به الإسلام من قوة وعزة ومنعة قال تعالى: “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”(المنافقون/8)،فكانت القوة الروحية، وقال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ”(الأنفال /60)،فكانت القوة المادية.
عباد الله:” إنَّ الأمَّة بحاجةٍ إلى المؤمن القويِّ في عقيدته القويِّ في عبادته القويِّ في تعلُّمه القويِّ في دعوته القويِّ في عمله القويِّ في صَدْعه بالحقِّ القوي في جميع مناحي الحياة يقول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القويُّ خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز”( مسلم).
فقد جاء الإسلام بالأسس المتكاملة لقيام دولة قوية يسودها العدل والرحمة واللحمة بين أفراده فعمل على تنمية المجتمع باستمرار لتجديد شبابه وبث روح الأمل في أركانه فلا تخفت شمسه ولا يهرم شبابه.
مفهوم التنمية في اللغة: طلب الزيادة والبركة. والتنمية الشاملة هي التركيز على جميع مواطن الضعف في مجتمع ما، سواء كان ذلك اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً، وتساهم القوى الداخلية والخارجية مجتمعة بتحقيق التقدّم والتنمية في مختلف الأبعاد، والعمل على تقوية نقاط الضعف التي تعاني منها، كما تسعى إلى تفجير الطاقات الكامنة لدى الأفراد بفتح أفق الابداع والابتكار أمامهم.
تأتي التنمية الشاملة للتخلص من الفقر ومعالجته، ومحو الأمية، والتخلص من البطالة بتوفير فرص العمل، لذلك فإن الأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي تملك إمكانات بلورة تنمية متكاملة متزنة فدعي الإسلام إلي:”
#التنمية الإيمانية :”عباد الله:” الإيمان يجب أن ينمو باضطراد فإن لم يكن هناك نمو وزيادة في الإيمان تنعكس على التنمية الإيمانية سلباً في حياة الإنسان وسلوكه، وبالتالي يتأثر المجتمع كله، قال تعالى: “وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”(التوبة:124)، فزيادة الإيمان مع البشارة تعطي دفعة للعبد المؤمن لتأخذ بيده للعمل والتنمية والنشاط المتواصل الذي يعم بالخير عليه وعلى المجتمع كما تدعو السنة النبوية إلى التنمية الإيمانية فعن أبي هريرة قال: “جدِّدوا إيمانَكم قالوا يا رسولَ اللَّهِ فكيفَ نجدِّدُ إيمانَنا قالَ جدِّدوا إيمانَكم بقولِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ”(أحمد وصححه الحاكم)، وكلما تجدد الإيمان كلما زاد النشاط عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَرويه عن ربِّه، قال: “إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَةً”(البخاري).، فهذه دعوى للتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح والتنمية الإيمانية التي تعد جانبا هاما وركيزة أساسية في التنمية الشاملة.
#التنمية العلمية:
عباد الله:” إن الاستثمار في العلم أفضل أنواع الاستثمار، وإن المعرفة هي السبيل الأكثر نجاحًا لاكتساب منظور واسع للقضايا المختلفة من خلال إدراك خصائص الشئون المختلفة، ولذا فقد قدم الإسلام العلم على العمل ورفع شأن العلماء العاملين على العابدين بغير علم قال صلى الله عليه وسلم: “إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”(أبوداود).، فالعلم هو الباب الأوسع للإيمان والخشية “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”(فاطر / 28).، والإسلام دين العلم حث عليه ورفع من شأن أهله فقد حض على العلم والتعلم فأول ما نزل به الوحي على قلب النبي: أقرأ، وهو مفتاح العلم قال تعالى: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ” [العلق:1- 3]، وأقسم بالقلم وهو أده نقل العلم قال تعالى: “ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”(القلم/1).
ولذا جاء الإسلام يحض على التنمية العلمية قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”( المجادلة/11). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ “(أبوداود).
عباد الله:” ومنها التنمية الاجتماعية: فالحفاظ على كيان المجتمع ببناء علاقة قائمة على الود والتراحم أساس من أسس بنا المجتمع المسلم القوي الذي ارثي قواعده الإسلام، فأول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته للمدينة بناء المسجد دار التشريع ثم أخا بين المسلمين، فهي النعمة الربانية التي من بها الله تعالى على العباد “فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”(آل عمران).، فالأخوة هي لحمة المجتمع التي جعلت لبنته قوية قال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في تَوَادِّهِم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عُضْو، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى”(البخاري ومسلم)، فنمي الإسلام روح التعاون والبذل والإنفاق ومساعدة المحتاجين قال تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”(البقرة/261)، وفي سنة النبي ما يحض على أنواع البر والخير كالسير في حوائج الناس ورفع الظلم عنهم والمطالبة بحقوقهم وتيسير عسرهم وتنفيس كربهم وكفالة أيت امهم ورعاية أراملهم وإيواء مشرديهم وإطعام الجائعين منهم، ومن ذلك ما رواه بن عمر “إنَّ للهِ عز وجل خلْقًا خلقَهم لحوائجِ الناسِ، يفزعُ الناسُ إليهمْ في حوائجِهم، أولئكَ الآمنونَ من عذابِ اللهِ” وفي رواية :” إِنَّ للهِ عِبادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ الناسِ، آِلى على نفسِهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ بِالنارِ، فإِذَا كان يومُ القيامةِ، خَلَوْا مع اللهِ يُحَدِّثُهُمْ ويُحَدِّثُونَهُ والناسُ في الحِسابِ”(لسان الميزان).وقال صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة”(البخاري ومسلم).
الخطبة الثانية :”الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا عباد الله..
ومن مقومات التنمية الشاملة التنمية الاقتصادية فالاقتصاد هو أحد مؤشرات التقدم؛ لذا كان الاهتمام بالشأن الاقتصادي، من اجل حياة كريمة، فالإسلام يقوم على مبادئ إنسانية وأسس أخلاقية وضوابط شرعية تغرس في نفوس أتباعه الحرص على مزاولته مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية؛ فبينت الشريعة الحلال والحرام، وحثت على حفظ المال من التلف والضياع وتنميته بالعمل والإنتاج والاستثمار، وحذرت من الكسب الحرام لما له من آثار وخيمة على الأمة سواء على دينها أو قيمها أو أخلاقها، فحرم الإسلام الربا بوصفه أولى العقبات في التنمية الاقتصادية، ووسيلة سهلة للكسب الحرام قال تعالى: “وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا”(البقرة /275]،
وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ” [البقرة:278-279]، فهذا وعيد شديد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ فقد أحلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ”(أحمد).وكذلك الرشوة أخذا وعطاء وتوسطاً لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الرَّاشيَ والمُرتشيَ “(أبوداود والترمذي).وتحريم الغش لإعاقته العمل قال تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”(البقرة:188). وتوعد من يتلاعب في الكيل والميزان قال تعالى: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ . الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ”(المطففين:1-3). وكما نهى عن الغشُّ في المعاملات قال صلى الله عليه وسلم: “من غشَّنا فليس منا”(مسلم).
عباد الله: “وهناك التنمية الشخصية: وتنصب جهود التنمية الشخصية لجعل الإنسان سباقًا وجديرًا بالخلافة في الأرض ليكون إنسانًا صالحًا متكاملاً ومقدرًا للمسؤوليات المنوط به قال تعالى:” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً”(البقرة /30). فعمل الإسلام على وجود هدف أعلي لحياتنا لتحقيق التوحد في حياة المسلم، وإزالة التناقض منها، ووجود قناعة بضرورة التغيير، والتحرر من الشعور بالاستسلام، والقبول بالذات على مستوي الفرد، ومستوي الانتماء للأمة، والتخلص من مشاعر اليأس والإحباط، كما أنه من الضروري الشعور بالمسؤولية; لأن بزوغ الشخصية لا يتم إلا بالشعور بالمسؤولية، عن عبد الله بن عمرو قِيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال صلى الله عله وسلم: “كل مخموم القلب صدوق اللسان”. قيل صدوق اللسان نعلمه، فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عله وسلم: “هو التقى النقي لا أثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد”(ابن ماجه). وتأهيل النفس للعمل في فريق متماشيًا مع روح العصر وتطوراته، فتجد مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم للشباب في غزوة أحد ونزوله على رأيهم على الرغم لمخالفته لرأي الشيوخ، وتربيتهم على تقدير ظروف الآخرين، وعدم معاملة الناس على أساس الماضي، وتقبل توبة الآخرين، كل ذلك يمثل أساسًا إسلاميًا لتفعيل وربط العلاقات الاجتماعية على أسس صحيحة.
عباد الله: “أي تنمية لا تهتم بالفرد ومعتقده وثقافته وبيئته التي يحيا فيها ودراسة للواقع الذي نعيشه وتمكين ذوي الكفاءات وإعطاء دور أكبر للشباب في بناء مستقبلهم ليست بتنمية شاملة لبناء مجتمع قوي فالإسلام مكن أصحاب الكفاءات بسواعد الشباب وخبرات الشيوخ كي ترسم أحلام المستقبل. قال تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”(المائدة /2). ” اللهم أصلح فساد قلوبنا وانزع الغل والحسد من صدورنا وأصلح ذات بيننا يا رب العالمين.. وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف