أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 19 مايو 2023م : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ 29 شوال 1444هـ ، الموافق 19 مايو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للدكتور مسعود عرابي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للدكتور مسعود عرابي

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م ، بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:

سننُ اللهِ الكونيةُ في القـــــرآنِ الكريمِ

الحمدُ للهِ الذي امتنَّ على عبادهِ بنبيِّهِ المرسلِ، وَكِتَابِهِ الْمُنَزَّلِ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بين يديه ولا مِن خلفهِ تنزيلٌ مِن حكيمٍ حميدٍ، حتى اتسعَ على أهلِ الأفكارِ طَرِيقُ الِاعْتِبَارِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْقَصَصِ وَالْأَخْبَارِ، وَاتَّضَحَ بِهِ سُلُوكُ الْمَنْهَجِ الْقَوِيمِ، وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ بِمَا فَصَّلَ فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، فَهُوَ الضِّيَاءُ وَالنُّورُ، والنَّجَاةُ مِنَ الْغُرُورِ، والشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ.

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له .. وأشهدُ أنّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، أخرجَ به الناسَ مِن ضلالاتِ الشركِ والطغيانِ إلى نورِ الإيمانِ، ففي الصحيحين مِن حديثِ عائشةَ رضي اللهُ عنها، قال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالنَّاسِ…، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال: « إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ».

ثُمَّ قَالَ: « يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ».

تابع/ خطبة الجمعة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

وبعـــــد،،،،

لقد اقتضَى عـــدلُ اللهِ ــــ عزّ وجل ــــ في الخلقِ؛ ألّا يعذبَهُم حتى يجليَ لهم الحقائقَ، ويقيمَ عليهم الحجةَ، ويقطعَ عنهم الأعذارَ، فأرسلَ لهم الرسلَ مبشرين ومنذرين، وأيدهُم بالمعجزاتِ، واقتضى عدلُهُ سبحانه وتعالى أنْ تكونَ المعجزاتُ ظاهرةً مِن جنسِ ما برعَ فيه أقوامُهُم، وتملكُوا زمامَهُ؛ ليثبتَ لذاتهِ سبحانه وتعالى القدرةَ المطلقةَ على الخلقِ، فيكونَ ذلك دافعًا لهم للتصديق، واستشعارًا منهم بالعجزِ أمامَ القوةِ المطلقةِ الخارقةِ لعاداتِ البشرِ، وقد بعثَ رسولَهُ ﷺ مِن أنبلِ العربِ نسلًا، وعصمَهُ مِن مساوئِ الأخلاقِ والذللِ، حتى لقبوهُ قبلَ بعثتهِ ﷺ بالصادقِ الأمينِ، فكلامُهُ عندهُم صدقٌ لا يحملُ الكذبَ، ويدهُ عندهُم ﷺ يدُ أمانةِ تحفظُ كلَّ ما هو نفيسٌ، وكانت معجزتهُ خالدةً باقيةً على مرّ العصورِ والأزمانِ، وهو القرآنُ الكريمُ: كلامُ اللهِ تعالى المعجزُ المنزّلُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ بواسطةِ أمينِ الوحيِ جبريل ــــ عليه السلام ـــ المنقولُ إلينَا بالتواترِ، المتعبدُ بتلاوتهِ، المبدوءُ بسورةِ الفاتحةِ، والمختتمُ بسورةِ الناسِ، والمتحدَّي بأقصرِ سورةٍ منهُ.

وقد أودعَ اللهُ ـــ عز وجل ـــ هذا الكتابَ العزيزَ العديدَ مِن الأسرارِ، والكنوزِ التي تناسبُ كلَّ عصرٍ ومصرٍ، وتنجلِي يومًا بعدَ يومٍ مع الاكتشافاتِ العلميةِ الحديثةِ، مِمّا يعمقُ قضيةَ الإيمانِ في النفوسِ، ويقيمُ الحجةَ على المنكرين، ويخرسُ ألسنةَ كلِّ أفاكٍ أثيمٍ يسمعُ آياتِ اللهِ تُتلَى عليه ثُمَّ يُصرُّ على العنادِ لهَا والإعــراضِ عنها، يقولُ القاضِي عياض: إذا تأملتَ هذه الآياتِ وأشباهَا، تحققتَ مِن إيجازِ ألفاظِهَا، وكثرةِ معانيهَا، وديباجةِ عبارتهَا، وحسنِ تأليفِ حروفهَا، وتلاؤمِ كلمهَا، وأنَّ تحتَ كلّ لفظةٍ منها جملاً كثيرةً، وفصولًا جمةً، وعلومًا زواخرَ ملئتْ الدواوين، وكثرتْ المقالاتُ في المستنبطاتِ عنها. وقد حكَى الأصمعيُّ، أنّه سمعَ كلامَ جاريةٍ، فقالَ لها: قاتلكِ اللهُ ما أفصحَك. فقالت: أو تعدّ هذا فصاحة، بعد قولهِ تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾. [ القصص: 7 ]، فجمعَ اللهُ في آيةٍ واحدةٍ بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين. [ شرح القسطلاني للبخاري ].

تابع/ خطبة الجمعة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

وشهدَ العربُ بفصاحتهِ منذُ الوهلةِ الأولَى، وهم أهلُ فصاحةٍ وبيانٍ، وما زالت أقلامُ المنصفين لا تجفُّ، وألسنتُهُم لا تقفُ عن الثناءِ عليه في كلِّ بقاعِ الدنيا، وأروع مِن كتبٍ في العصرِ الحديثِ عن القرآنِ، الطبيبُ الفرنسي، موريس بوكاي، فيقولُ: لقد قمتُ بدراسةِ القرآنِ الكريمِ، وذلك دونَ أيِّ فكرٍ مسبقٍ، وبموضوعيةٍ تامةٍ، باحثًا عن درجةِ اتفاقِ نصِّ القرآنِ الكريمِ مع معطياتِ العلمِ الحديثِ، وكنتُ أعرفُ قبلَ هذه الدراسةِ، وعن طريقِ الترجماتِ، أنّ القـرآنَ يذكرُ أنواعًا كثيرةً مِن الظواهرِ الطبيعيةِ، ولكن معرفتِي كانت وجيزةً، وبفضلِ الدراسةِ الواعيةِ للنصِّ العربِي استطعتْ أنْ أحققَ قائمةً أدركتُ بعدَ الانتهاءِ منها أنّ القرآنَ لا يحتوي على أيةٍ مقولةٍ قابلةٍ للنقضِ مِن وجهةِ نظرِ العلمِ في العصرِ الحديثِ. [ علماء من الغـــرب أنصفو الإسلام ].

والآياتُ الكونيةُ: هي الآياتُ المنسوبةُ إلى الكونِ، هو خلقُ اللهِ تعالى، المتفردُ بهِ، الدالُّ على عظمتهِ، خلقَهُ بجلالِ قدرتهِ بكنْ فكان هذا الكونُ الفسيحُ، وهي تلك الآياتُ التي تشيرُ إلى خلقِ السماواتِ والأرضِ، والجبالِ، والسهولِ، والأنهارِ، والشمسِ، والقمرِ، والنباتِ، والحيوانِ، والجمادِ، وخلقِ الإنسانِ، وآياتِ اللهِ عزّ وجلّ في الآفاقِ، وما فيهمَا وما بينهمَا مِن سائرِ المخلوقاتِ.

ولم تردْ هذه الآياتُ الجليلةُ القدرِ، العظيمةُ النفعِ، الدالة ُعلى طلاقةِ قدرةِ الخالقِ العظيمِ، لمجردِ الذكرِ، أو مِن أجلِ بيانِهَا للناسِ ودلالتهِم عليها ابتداءً، وإنّما هي سِيقتْ مساقًا تابعًا للغرضِ والهدفِ الذي ذُكرتْ في ثناياه، مِن الاستدلالِ بها على قضايا كبرى؛ كالألوهيةِ والنبواتِ والبعثِ، ومِن هذه الآياتِ الكريمةِ، قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ﴾. [ الأنعام، 125].  قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ ـــ رضي اللهُ عنه ـــ َقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ الصَّدْرَ انْفَسَحَ ». فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ يُعْرَفُ؟ قَالَ: « نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ ». [ المستدرك للحاكم، شعب الإيمان للبيهقي ].

تابع/ خطبة الجمعة 19 مايو 2023م  : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

وهو ما كشفَ عنه العلمُ الحديثُ، فالقضيةُ تتعلقُ بالصعودِ إلى الأجواءِ العليا، حيثُ وُجِد أنّ الإنسانَ تتناقصُ قدرتُهُ على التنفسِ الطبيعِي درجةً بعدَ درجةٍ كلمَا تصاعدَ إلى السماءِ، وسببُ ذلك انخفاضُ الضغطِ الجزئيِ للأكسجين في طبقاتِ الجوِّ العليا، وقد جعلَ أصحابُ الإعجازِ العلمِي هذه الظاهرةَ الكونيةَ تفسيرًا للحرجِ الذي يصيبُ الكافرَ بسببِ عدمِ قدرتهِ على الإيمانِ، وجعلُوا التشبيهَ يعودُ إلى الضيقِ والحرجِ، فضيقُ صدرِ الكافرِ المعرضِ عن الحقِّ وعن قَبولِ الإيمانِ كحالِ الذي يتصعدُ في السماءِ، وذكرُوا وجهَ الشبهِ، وهو الصفةُ المشتركةُ بينهما ضيقًا وحرجًا، وجاءَ بأداةِ التشبيهِ كأن؛ ليقعَ بعدهَا المشبهُ في صورةٍ حسيةٍ واضحة.ٍ [ الإعجاز العلمي إلى أين ].

هذا بجانبِ العديدِ مِن الآياتِ التي تشيرُ إلى قضيةِ خلقِ السماواتِ، وهي رغم ارتفاعِهَا، واتساعِ مساحتِهَا، رُفعتْ بغيرِ عمدٍ، أو بعمدٍ غيرِ مرئيةٍ للخلقِ، ولا تعيقُ حركةَ الحياةِ، وكلاهُمَا إعجازٌ وقدرةٌ لا يتصورُهَا العقلُ مهما بلغَ مِن الذكاءِ، فلا يملكُ الإنسانُ إلّا أنْ يقولَ: سبحانَ مَن هذا خلقهُ! وكذلك الحالُ بالنسبةِ لمراحلِ حملِ الجنين، وخلقِ النباتِ والحيوانِ وكافةِ المخلوقاتِ التي تشيرُ إلى قدرةِ الحقِّ على الخلقِ، وأنّه لا يتشابَه مع مخلوقاتهِ في شيءٍ سبحانَهُ مِن إلهٍ تحيرتْ العقولُ مِن بديعِ حكمتهِ، وخضعتْ الألبابُ لرفيعِ عظمتهِ، ثم استحضرَ لهم عالمَ الغيبِ، وقضيةِ النشورِ بعدَ الموتِ في تصويرٍ محسوسٍ كي يستوعبُوا الحدثَ العظيمَ، ويكونُوا للإيمانِ بهِ على أتمِّ استعدادٍ، فقالَ تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾. [ الأعـــــراف، 57].

تابع/ خطبة الجمعة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

أي: فأنزلنَا منه الماءَ فأخرجنَا به أي: بالماءِ مِن كلِّ الثمراتِ أي: مِن جميعِ أنواعِهَا. قولهُ كذلك نخرجُ الموتَى أي: مثل ذلك الإخراجِ، وهو إخراجُ الثمراتِ نخرجُ الموتَى مِن القبورِ يومَ حشرهِم لعلكُم تذكرُون، فاستحضرَ صورَ الغائبِ عن المشاهدِ وهو البعثُ بعدَ الموتِ، بالمشاهدِ المحسوسِ وهو سوقُ الرياحِ للسحابِ، حتى تصلَ إلى الأرضِ الجدباءِ التي أرادَ اللهُ لها الحياةَ، فيأذنُ للمطرِ بالنزولِ، فإذا ما خالطَ التربةَ الخصبةَ أنبتتْ مِن الزروعِ والثمارِ ما لذَّ وطابَ، هكذا يكونُ البعثُ بعدَ المماتِ، ثم بيّنَ الحقُّ سبحانه أنْ الكونَ وما فيهِ مِن مخلوقاتٍ عجزتْ البشرُ عن تصورِهَا فضلًا عن أنْ يحويهَا العلمُ أو تبلغهَا. [ فتح القدير للشوكاني ]. وقد أودعَ الحقُّ سبحانه وتعالى هذه الآياتِ في الكونِ، أخرجَ ابنُ حبان وغيرُهُ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَلَى عَائِشَةَ، قَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، قَالَ: « يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي » قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قَالَ: « أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا، ثم تلى قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ﴾. [ آل عمران،190]. أي: دلالاتٌ واضحاتٌ على وجودِ الصانعِ، وعلمهِ، وكمالِ قدرتهِ لذوي العقولِ الخالصةِ الصافيةِ، الذين يفتحون بصائرَهُم للنظرِ والاستدلالِ والاعتبارِ، لا ينظرون إليها نظرَ البهائمِ، غافلين عمّا فيها مِن عجائبِ مخلوقاتهِ وغرائبِ مبدعاتهِ، وقد وردَ ويلٌ لمَن قرأهَا ولم يتفكرْ فيها، فإنّ فيها لطائفَ عظيمةً لمَن تأملَ في مبانيهَا وظهرَ له بعضُ معانيهَا. [ مــرعاة المفاتيح ].

تابع/ خطبة الجمعة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم للدكتور مسعود عرابي

اعلمُوا أحبتي في اللهِ أنَّ قضيةَ التشكيكِ تحدثَ عنها القرآنُ الكريمُ، وبيّن أنّه لا يخلوا أهلُ زمنٍ مِن الأزمانِ إلّا وفيه أهلُ الضلال، والعجيبُ أنّ الحقَّ سبحانه وتعالى بيّنَ أنّهم قد يصلُوا إلى حدِّ أنّهم يقتنعونَ بما يعملون، وأنّهم في خدمةِ هذا الدينِ، فعلى كلِّ مسلمٍ أنْ يتجنبَ مواطنَ الفتنِ، وأهلَ الأهواءِ، فعند أحمدَ في مسندِه، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ ﷺ فَغَضِبَ وَقَالَ: « أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي ».

قَالَ أَبُو قِلَابَةَ التابعي الفقيهة المحدث الثقة: « لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ وَلَا تُجَادِلُوهُمْ، فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ». [ سنن الدارمي ].

اللهم جنبنَا الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطن .. واجعل بلدنَا مصرَ أمنًا أمانًا وسائرَ بلادِ المسلمين، ووفق ولاةَ أمورِنَا إلى ما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ.. واجعلنا هداةً مهتدين!

بقلم/ مسعود عرابي .. عضــــو هيئة تدريس بجامعة الأزهــــــر .. وخطيب مكافأة.

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »